الاقتصاد الأكثر ثباتا ً يحتاج إلى مراقبة حثيث

التسجيل
22 فبراير 2008
المشاركات
358
خلال هذا الأسبوع الذي شهد العديد من البيانات الأوروبية المتفاوتة الشدة والتي انتهت اليوم بالمؤشر الرائد على أوروبا , يجدر بنا أن نقف قليلا ً على البيانات التي صدرت ومقارنتها بما وضحه السيد تريشيت بجملته :
"آخر المعلومات الاقتصادية تشير إلى نشاط اقتصادي ونمو معتدل لكن مستمر"
بمعنى آخر قصد السيد تريشيت في تصريحه بأن البنك المركزي الأوروبي يتوقع أن ينخفض أداء الاقتصاد الأوروبي في الربع الأول لكن يبقى إيجابيا ً .

يوم الاثنين أظهر بيانات ايجابية إجمالا ً , فقد صدرت بيانات الميزان التجاري الفرنسي بأفضل مما كان متوقعا ً بل وأفضل من القيمة السابقة بنتيجة أظهرت تقلصا ً في الفجوة بين الصادرات والواردات لتصل إلى 2.8- بليون يورو . وارتفعت الثقة في مؤشر ثقة المستثمرين لتصل إلى 4.1 مرتفعة بعكس التوقع وبأكثر من القيمة السابقة .
ثم بيانات ألمانيا التي أظهرت تحسنا ً في الإنتاج الصناعي لكن بأقل من قيمته السابقة رغم غنه أفضل من التوقعات عند قيمة 0.4% وعلى القياس السنوي كان نفس الشيء بارتفاع لكن اقل من السابق عند 6.1% .

يوم الثلاثاء لم يكن هنالك بيانات مهمة على الاقتصاد الأوروبي في حين كان يوم الأربعاء يضم الكثير , الفائض في الميزان التجاري الألماني ظهر بانخفاض عن سابقه لكن أكثر من التوقعات عند قيمة 16.9 بليون يورو . وكذلك الحساب الجاري أظهر تحسنا ً ليسجل 15.4 بليون يورو فائض سجل على الحساب بأفضل من القيمة السابقة والمتوقعة أيضا ً . وأظهر الاقتصاد الأوروبي كاملا ً نموا ً قليل نسبيا ً خلال الربع الأخير من 2007 ليحقق نموا ً مقداره 0.4% وعلى مدار العام وصل النمو إلى 2.2% .

الخميس يومنا الأكثر أهمية من حيث تثبيت سعر الفائدة المرجعية عند 4.0% وتصريح السيد تريشيت , من جهة أخرى كانت البيانات الصادرة من فرنسا حول الإنتاج الصناعي أفضل مما كان متوقعا ً لكن بانخفاض عن القيم السابقة .

وأخيرا ً هذا اليوم يوم الجمعة ظهرت نتيجة مؤشر المبيعات الألماني بارتفاع أكثر من المتوقع وأكثر من سابقه لكن المؤشر الأوروبي الرائد جاء على انخفاض لكن ما زال في وضع مستقر نسبيا ً بنتيجته 97.4 .

إن نتائج هذا الأسبوع كانت تطابق كلام السيد تريشيت حول وضع الاقتصاد الأوروبي من حيث الهبوط في مستوى الأداء الاقتصادي من جهة أخرى كانت تشير إلى استمرارية في التقدم . مثلها مثل البيانات خلال الأسابيع السابقة التي كانت توضح انخفاضا ً لكن ضمن المعقول في الأداء الاقتصادي الأوروبي.

ومن خلال كلام السيد تريشيت نستطيع أن نشتق بأن سبب المشكلة التضخمية الحالية في الاقتصاد الأوروبي هي ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية جدا ً بسبب ارتفاع سعر الغذاء والطاقة . فارتفاع سعر النفط هو الذي يضغط على المنتجين لرفع الأسعار فيما تستمر القيمة الشرائية للدخل في الانخفاض وهذا يمثل هدف السياسة المالية في البنك المركزي الأوروبي للحد من ارتفاع الأسعار. إلى جانب وجود معدل البطالة ونسبة التوظيف عند قيم سيئة بنظر البنك المركزي الأوروبي.

إن استمرارية التقدم البطيء في الاقتصاد الأوروبي يعد أمرا ً مرفوضا ً من وجهة نظر تحليلية , إذ خلال السنوات الماضية استطعنا أن نشتق هبوطا ً كبيرا ً في الأداء الاقتصادي الأوروبي بعد مرور الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة وليس خلال الأزمة الأمريكية . والفترة المتوقعة لظهور علامات قوية لانخفاض الأداء الاقتصادي الأوروبي هي ابتداء ً من النصف الثاني من هذه السنة, حيث ستكون الولايات المتحدة قد مر عليها فترة طويلة في التباطؤ الاقتصادي الذي هو أقرب لأن يكون ركود, وهنا تظهر خطة السيد تريشيت خلال شهر تشرين الأول كزمن افتراضي لخطة إصلاحية للنمو و رفع الوظائف في أوروبا عامة ً لدعم الإنتاج , مع طلب من الدول الأوروبية أن تدعم خطة دعم النمو الإنتاجي المطلوب ووضع خطط إصلاحية للوظائف والأجور بما لا يضر بسياسة الحفاظ على مستوى التضخم لرفع كفاءة الاقتصاد بطريقة مثالية .

سبق وأن ذكرنا في تقرير سابق إن استمرار ظهور انخفاضات أو تباطؤ في النمو في القطاعات الأوروبية التي تشمل قطاع الخدمات والصناعة سوف يؤدي إلى خفض في الثقة الاستثمارية وتخفيض الاستهلاك حتى مع ارتفاع الأداء الاقتصادي ليعود الاقتصاد في هبوط آخر . من هنا أرى عزيزي القارئ إن الوضع في أوروبا ما زال يحمل مخاطرة على المدى المتوسط . فلا مجال لأي سياسة مالية لتسريع تخفيض التضخم او رفع النمو الاقتصادي , فتثبيت الفائدة المرجعية هو الحل الأمثل . لكن بنظرة مستقبلية لا تبتعد عن بداية 2009 , نرى إن استمرار ظهور بيانات اقتصادية بنفس مستوى البيانات التي ظهرت مؤخرا ً م ن شأنها أن تفسد الاقتصاد ولا تعني إن الاقتصاد هو أقل المتأثرين في العالم من الأزمة الأمريكي

نقلا من http://www.*********.com/forums/index.php?showtopic=26486

akedahmed@yahoo.com
 
أعلى