أفخاخ منصوبة يومياً على شاشة التداول.. فاحذروها
عدد القراء: 90
13/04/2008
كتب محسن السيد:
على شاشة التداول اليومي افخاخ عديدة ومعلومات خادعة، لا تقرأ جيدا رغم انها تتكرر يوميا.. كثيرون لا يجيدون «علم» قراءة الشاشة فتنطلي عليهم بعض الحيل ويقعون في الافخاخ، لا سيما ان هذه المعلومات الخادعة تظهر فقط ربع الكأس الملآن، وتخفي في الوقت ذاته الثلاثة ارباع الاخرى الفارعة، الجاهلون بمهارات قراءة الشاشة جيدا، الموهومون بظواهر المجريات من المستثمرين امام الشاشات وشريط التداول، اضافة الى قصور نظام التداول الحالي يشكلون «الثغرة» التي ينفذ منها الخادعون وينتشر عبرها الوهم، بيد ان القلة من المتمرسين والعالمين ببواطن هذه الافخاخ يجيدون قراءتها جيدا بفضل قدراتهم على سبر اغوار بيانات الشاشة، والنظر لما هو ابعد من ظاهر تلك البيانات والربط المنطقي بين فصولها.
يبدو من الاهمية بمكان طرح هذه القضية في المرحلة الحالية تحديدا التي تتسيد فيها المضاربات بشكل صارخ في ضوء توقف الحركة على الاسهم الثقيلة التشغيلية وقيادة الاسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة، لحركة السوق، وبالعكس تصاب هذه الاسهم بالخمول عندما تتحرك الاخرى الثقيلة، وفي هكذا مرحلة تكثر الافخاخ وينتعش سوق المعلومات الخادعة، الى الحد الذي ينطلي حتى على بعض كبار المتعاملين من مديري محافظ وصناديق الذين ينجرفون امام تيار هذه الافخاخ على خلفية حداثة وصغر سن بعضهم.
لا نبالغ ان قلنا ان القراءة الجيدة لشاشة التداول، تستحق ان تكون علما بذاته يلقن عبر الدورات المتخصصة وايضا في الجهات الاكاديمية، شأن قراءة الميزانيات والبيانات المالية للشركات، طالما تتقاطع الاهداف عند نقطة تثقيف المتعامل ومساعدته على اتخاذ القرار الصحيح، هنا عشرة افخاخ تنصب دائما على شاشة التداول على المتعاملين قراءاتها والحذر بشأنها:
1-أوامر وهمية
احذروا الاوامر الوهمية سواء في الشراء او البيع، وهذه الاوامر عادة تضعها بعض الشركات او المضاربين المحترفين ولا تقابلها اموال حقيقية انما الهدف الاساسي غير الظاهر هو دعم السهم وترفيعه او الضغط عليه وتجميعه عند مستويات متدنية ثم العودة وسحب هذه الاوامر عند تحقيق الهدف، بشكل فني لايعرض صانع السوق للمساءلة، ولهذه الحيل دروب ومسائل شتى فعلى سبيل المثال تلجأ بعض الشركات التي تقوم بدور صانع سوق على اسهمها او اسهم شركات تابعة عند الترفيع والبيع الى عرض كميات كبيرة بأعلى سعر عند مستوى 700 فلس على سبيل المثال، وفي المقابل تضع طلبات شراء وهمية اقل عند مستوى 690 تتزايد تلك الطلبات تدريجيا لايهام المتعاملين بان السهم مغر للشراء وان ثمة شيئا وراء هذه الطلبات، فيندفعون لشراء السهم عند مستوى 700 فلس قبل صعوده اكثر في ضوء هذه الطلبات «الوهمية» وعندها يبدأ صانع السوق في التصريف على الصغار المندفعين للشراء عند مستوى 700 فلس،وسحب اوامر الشراء الاخرى عند 690 فلسا.. بيد ان هذه الحيلة تبدو مقامرة خطرة يعلمها صانع السوق سواء كان شركة او مضاربا محترفا ويتعين ان يتمتع بملاءة مالية جيدة، بل ويشارك صانع السوق ايضا في الطلب عند اعلى سعر لترغيب المتعاملين الاخرين وحتى يحكم حلقات اللعبة وهي ابرز الحيل التي تمارس حاليا على اسهم الشركات ذات القيم السوقية الصغيرة والمتوسطة.
ويمكن للمتعاملين رصد هذا الفخ جزئيا عندما يلاحظ ان طلبات الشراء على السهم اقل كثيرا من عروض البيع، وان هامش الفرق بين السعرين ضئيل، وفي الوقت ذاته تتم هذه العروض والطلبات من خلال عدد صفقات محدود بما يشير الى ان صانع السوق واحد او جهات محددة.
وهنا يجب على الجهات الرقابية ان تتأكد من ملاءة وامتلاك صانع السوق لـ «الكاش» اللازم لتنفيذ عروض الشراء عندما يذهب الامر للمقاصة، فقط للتحقق المسبق وليس للتفتيش، وعند التأكد يمكن ان يمر من المقاصة الى «السيستم» لتنفيذه.
انتبهوا لتداولات المضاربين الوهمية.. في احيان كثيرة يقود المضاربون المحترفون عمليات تداول وهمية على سهم معين، تبدأ بالاتفاق مع وسيط لعرض السهم بكميات كبيرة وبأسعار متفاوتة لممارسة الضغط على السهم وايهام المتعاملين بأن السهم غير مرغوب فيه، ثم يعمد المضارب هنا الى تجميع السهم عند مستويات سعرية متدنية على ان يكون الشراء في البداية هادئاً، مقابل الاستمرار في عرض كميات بسعر اعلى للضغط على السهم، وعندما يصل المضاربون الى 70% من الكمية المطلوبة، تبدأ المرحلة الثانية في التصريف تدريجيا من الكميات التي تم تجميعها باسعار اعلى من خلال وضع طلبات شراء شبه وهمية ليس الغرض منها الشراء الفعلي وانما لايهام المتعاملين هذه المرة بان هناك طلبات على السهم، فان نجحوا في تصريف الكميات التي تم تجميعها بالكامل كان خيرا وبركة ليقوم بعدها بسحب طلبات الشراء الوهمية بطريقة فنية لا تعرضه للمساءلة، واذا لم يتمكنوا يستخدم المضارب حساباً اخر تابعا له او بالتنسيق مع اخرين الذين يشترون بقيمة الكمية من المضارب بنفس السعر ويعيد بيعها على المتعاملين الاخرين، وهنا لا يتكلف المضارب سوى عمولة الوسيط مقابل تحقيق ربحية من هذه اللعبة.
2-الإقفالات المفتعلة
الاقفالات الوهيمة التي تتم على بعض الاسهم لا سيما الرخيصة التي يحكم الملاك السيطرة عليها، في الدقائق التي تسبق نهاية التعاملات، ثم لا يلبس السهم للعودة في اليوم التالي الى سعره السابق وهي عمليات باتت معروفة، لكنها اصبحت اكثر الافخاخ التي تمارس لايهام المتداولين بان السهم سيفتح تعاملات اليوم او الاسبوع التالي مرتفعا، وما زالت للاسف تجد صدى بين صغار المتعاملين، هذه الاقفالات تشكل خطورة على مستوى السوق ككل حيث لا تعكس الوضع الحقيقي للسوق في ظل وجود فجوة كبيرة بين ما وصل اليه مؤشر السوق السعري حاليا وبين المكاسب الحقيقية، بما يجعل السوق عرضة لحركة تصحيح فنية عنيفة ومستحقة والخطر يتزايد على السوق مع تزايد دور هذه الاقفالات الوهمية.
3-لعبة التصريف
احذروا التصريف: يمكن مراقبة هذه العملية عادة عندما يفتتح السهم سعر التعاملات بسعر اعلى من سعر الاغلاق بنسبة كبيرة نسبيا ويواصل السهم ارتفاعه من دون اسباب واضحة، ثم يبدأ السهم بالاستقرار على السعر المرتفع لفترة مع وجود طلبات كبيرة من دون عروض بيع (هي طلبات وهمية في الغالب) ويبدأ السهم بعدها في التراجع، هنا يكون المضارب قد صرف كميات كبيرة على الطلبات الاخرى التي خدعت ولحقت بالطلبات الوهمية لينسحب المضارب مصرفا كمياته على الصغار الذين تبعوا نظرية القطيع.
4-خداع الحد الأعلى
لا تنخدعوا بالحد الاعلى. يجب الا يكون مجرد صعود السهم بالحد الاعلى مدعاة للاندفاع واقتناء السهم، بل يتعين التريث والترقب لليوم الثاني على الاقل لا سيما ان كثيرا ما تصل بعض الاسهم الى حدودها القصوى من دون اسباب واضحة او عوامل فنية داعمة ثم ما تلبث ان تفقد مكاسبها في اليوم التالي، وهنا ينبغي مراقبة الكميات وطريقة الصعود، فكلما زادت الكميات وعدد الصفقات وتزامن ذلك مع الارتفاع التدريجي للسهم وواصل السهم ارتفاعه لفترات اطول، كان ذلك اقرب الى المكاسب الحقيقية من الارتفاعات الوهمية.
5- افحصوا التراجع الحاد
لا تنخدعوا عند التراجع الحاد: يجب الا يصاب المتعاملون بالهلع عند تراجع السهم بالحد الادنى، لا سيما اذا كان هذا التراجع يتم من خلال تداول كميات محدودة مما قد يعني ان ثمة من يتعمد الضغط على السهم واجبار البعض على البيع وخصوصا اذا كانت الشركة تتمتع بعوامل دعم صلبة، اما اذا كان التراجع من خلال كميات كبيرة وصناع سوق متعددين عبر صفقات اكبر، فذلك يعني ان قاعدة كبيرة من المتعاملين تتخارج من السهم.
6- كثرة الظهور على الشريط
لا تنبهروا كثيرا بالظهور المتتالي على شريط التداول: كثيرا ما تعتمد بعض الشركات على وضع عروض باسعار مقبولة لها وابرام صفقات شراء متتالية بكميات صغيرة وبفواصل زمينة قصيرة حتى يتكرر ظهورها بشكل متتابع على شريط التداول فيوهم ذلك المتعاملين في القاعة بان ثمة اخبارا ايجابية مفاجئة على الشركة وراء الصفقات المتتابعة تلك، فيندفعون للحاق بالسهم قبل ان تطير الطيور بأرزاقها.
7- نائمة.. فتستيقظ
احذروا التحركات المفاجئة للاسهم «النائمة» أو ذات معدل الدوران المنخفض، في بعض الاحيان تكون الحركة على هذه الاسهم مصطنعة ولآماد قصيرة، قد تلجأ بعض الادارات الى الترتيب مع مضاربين متمرسين وفق آليات معينة لخلق حركة على اسهمها لمدة محددة بين فترة واخرى، كرفع عتب أو لتجنب ضعوط وتساؤلات المساهمين لهذه الادارات حول جمود حركة اسهما، وللاسف قد تستجيب هذه الادارات لتلك الضغوط بهذا الشكل، فتترك لمضاربين حرية البيع والشراء، لذلك عادة ما تعود هذه الاسهم ذات الدوران المنخفض لتفقد مكاسبها أو جانبا منها لاحقا بعد ان يحقق المضاربون مآربهم قصيرة الاجل بالبيع على الصغار.
8- «بايع شاري»
انتبهوا لعمليات التحويل الوهمية التي تتم بين المحافظ المالية عن طريقة «بايع شاري»، وهي العمليات التي لا يستيطع المتعاملون العاديون رصدها بوضوح وتنتج عنها في العادة كميات تداول كبيرة على بعض الاسهم من دون تحرك ملموس في سعر السهم، لكنها قد تخدع بعض المتعاملين الذين يعتقدون ان هذه الكميات تعكس حالة رواج حقيقة على السهم، وعادة ما تتضح هذه العمليات قبيل اغلاق ربع السنة، وتلجأ اليها بعض الشركات لتضمين ميزانياتها ربع السنوية ارباحا محققة، عبر نقل هذه الاسهم لمحافظ اخرى ثم تستردها مرة اخرى بعد «تسكيرة» ربع السنة.
9- تحليلات واهية
لا تنساقوا وراء التحليلات الفنية والنصائح، ليس كل التحليلات والنصائح النفية التي تصدرها الشركات دقيقة ومهنية ففي ضوء عدم تنظيم وتقنين هذا الدور، ومع تضارب المصالح، قد يكون وراء الاكمة ما وراءها في هذه النصائح، الجدير بالاشارة هنا انه في عرف الاسواق الخارجية المتطورة لا يسمح بنشر التحليلات الفنية وتقديم النصائح سوى لاولئك الحاصلين على الترخيص، ولا يمنح هذا الترخيص الا وفق ضوابط صارمة.
10- إعلانات منقوصة
حذار من اعلانات الشركات المنقوصة وغير الواضحة، كثيرا ما ينخدع بعض المتعاملين في اعلانات بعض الشركات عبر شاشة التداول، والتي تتحدث عن صفقة هنا أو عقود مليارية هناك، من دون ذكر التفاصيل الدقيقة لهذه العقود وعوائدها الحقيقية التي لا يتثبت المتعاملون من قيمها الحقيقية الا عندما تقع الفأس في الرأس، في الوقت الذي قد لا تعدو فيه هذه الصفقات ان تكون مجرد عملية تخارج وهمية بين شركات المجموعة ذاتها لا تنتج عنها أي ارباح حقيقية، تستثمر عبر نشرها في شكل غامض لاجل استدرار التعامل على سهم الشركة.
محسن السيد
المقال في صفحة الجريدة Pdf
عدد القراء: 90
13/04/2008
كتب محسن السيد:
على شاشة التداول اليومي افخاخ عديدة ومعلومات خادعة، لا تقرأ جيدا رغم انها تتكرر يوميا.. كثيرون لا يجيدون «علم» قراءة الشاشة فتنطلي عليهم بعض الحيل ويقعون في الافخاخ، لا سيما ان هذه المعلومات الخادعة تظهر فقط ربع الكأس الملآن، وتخفي في الوقت ذاته الثلاثة ارباع الاخرى الفارعة، الجاهلون بمهارات قراءة الشاشة جيدا، الموهومون بظواهر المجريات من المستثمرين امام الشاشات وشريط التداول، اضافة الى قصور نظام التداول الحالي يشكلون «الثغرة» التي ينفذ منها الخادعون وينتشر عبرها الوهم، بيد ان القلة من المتمرسين والعالمين ببواطن هذه الافخاخ يجيدون قراءتها جيدا بفضل قدراتهم على سبر اغوار بيانات الشاشة، والنظر لما هو ابعد من ظاهر تلك البيانات والربط المنطقي بين فصولها.
يبدو من الاهمية بمكان طرح هذه القضية في المرحلة الحالية تحديدا التي تتسيد فيها المضاربات بشكل صارخ في ضوء توقف الحركة على الاسهم الثقيلة التشغيلية وقيادة الاسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة، لحركة السوق، وبالعكس تصاب هذه الاسهم بالخمول عندما تتحرك الاخرى الثقيلة، وفي هكذا مرحلة تكثر الافخاخ وينتعش سوق المعلومات الخادعة، الى الحد الذي ينطلي حتى على بعض كبار المتعاملين من مديري محافظ وصناديق الذين ينجرفون امام تيار هذه الافخاخ على خلفية حداثة وصغر سن بعضهم.
لا نبالغ ان قلنا ان القراءة الجيدة لشاشة التداول، تستحق ان تكون علما بذاته يلقن عبر الدورات المتخصصة وايضا في الجهات الاكاديمية، شأن قراءة الميزانيات والبيانات المالية للشركات، طالما تتقاطع الاهداف عند نقطة تثقيف المتعامل ومساعدته على اتخاذ القرار الصحيح، هنا عشرة افخاخ تنصب دائما على شاشة التداول على المتعاملين قراءاتها والحذر بشأنها:
1-أوامر وهمية
احذروا الاوامر الوهمية سواء في الشراء او البيع، وهذه الاوامر عادة تضعها بعض الشركات او المضاربين المحترفين ولا تقابلها اموال حقيقية انما الهدف الاساسي غير الظاهر هو دعم السهم وترفيعه او الضغط عليه وتجميعه عند مستويات متدنية ثم العودة وسحب هذه الاوامر عند تحقيق الهدف، بشكل فني لايعرض صانع السوق للمساءلة، ولهذه الحيل دروب ومسائل شتى فعلى سبيل المثال تلجأ بعض الشركات التي تقوم بدور صانع سوق على اسهمها او اسهم شركات تابعة عند الترفيع والبيع الى عرض كميات كبيرة بأعلى سعر عند مستوى 700 فلس على سبيل المثال، وفي المقابل تضع طلبات شراء وهمية اقل عند مستوى 690 تتزايد تلك الطلبات تدريجيا لايهام المتعاملين بان السهم مغر للشراء وان ثمة شيئا وراء هذه الطلبات، فيندفعون لشراء السهم عند مستوى 700 فلس قبل صعوده اكثر في ضوء هذه الطلبات «الوهمية» وعندها يبدأ صانع السوق في التصريف على الصغار المندفعين للشراء عند مستوى 700 فلس،وسحب اوامر الشراء الاخرى عند 690 فلسا.. بيد ان هذه الحيلة تبدو مقامرة خطرة يعلمها صانع السوق سواء كان شركة او مضاربا محترفا ويتعين ان يتمتع بملاءة مالية جيدة، بل ويشارك صانع السوق ايضا في الطلب عند اعلى سعر لترغيب المتعاملين الاخرين وحتى يحكم حلقات اللعبة وهي ابرز الحيل التي تمارس حاليا على اسهم الشركات ذات القيم السوقية الصغيرة والمتوسطة.
ويمكن للمتعاملين رصد هذا الفخ جزئيا عندما يلاحظ ان طلبات الشراء على السهم اقل كثيرا من عروض البيع، وان هامش الفرق بين السعرين ضئيل، وفي الوقت ذاته تتم هذه العروض والطلبات من خلال عدد صفقات محدود بما يشير الى ان صانع السوق واحد او جهات محددة.
وهنا يجب على الجهات الرقابية ان تتأكد من ملاءة وامتلاك صانع السوق لـ «الكاش» اللازم لتنفيذ عروض الشراء عندما يذهب الامر للمقاصة، فقط للتحقق المسبق وليس للتفتيش، وعند التأكد يمكن ان يمر من المقاصة الى «السيستم» لتنفيذه.
انتبهوا لتداولات المضاربين الوهمية.. في احيان كثيرة يقود المضاربون المحترفون عمليات تداول وهمية على سهم معين، تبدأ بالاتفاق مع وسيط لعرض السهم بكميات كبيرة وبأسعار متفاوتة لممارسة الضغط على السهم وايهام المتعاملين بأن السهم غير مرغوب فيه، ثم يعمد المضارب هنا الى تجميع السهم عند مستويات سعرية متدنية على ان يكون الشراء في البداية هادئاً، مقابل الاستمرار في عرض كميات بسعر اعلى للضغط على السهم، وعندما يصل المضاربون الى 70% من الكمية المطلوبة، تبدأ المرحلة الثانية في التصريف تدريجيا من الكميات التي تم تجميعها باسعار اعلى من خلال وضع طلبات شراء شبه وهمية ليس الغرض منها الشراء الفعلي وانما لايهام المتعاملين هذه المرة بان هناك طلبات على السهم، فان نجحوا في تصريف الكميات التي تم تجميعها بالكامل كان خيرا وبركة ليقوم بعدها بسحب طلبات الشراء الوهمية بطريقة فنية لا تعرضه للمساءلة، واذا لم يتمكنوا يستخدم المضارب حساباً اخر تابعا له او بالتنسيق مع اخرين الذين يشترون بقيمة الكمية من المضارب بنفس السعر ويعيد بيعها على المتعاملين الاخرين، وهنا لا يتكلف المضارب سوى عمولة الوسيط مقابل تحقيق ربحية من هذه اللعبة.
2-الإقفالات المفتعلة
الاقفالات الوهيمة التي تتم على بعض الاسهم لا سيما الرخيصة التي يحكم الملاك السيطرة عليها، في الدقائق التي تسبق نهاية التعاملات، ثم لا يلبس السهم للعودة في اليوم التالي الى سعره السابق وهي عمليات باتت معروفة، لكنها اصبحت اكثر الافخاخ التي تمارس لايهام المتداولين بان السهم سيفتح تعاملات اليوم او الاسبوع التالي مرتفعا، وما زالت للاسف تجد صدى بين صغار المتعاملين، هذه الاقفالات تشكل خطورة على مستوى السوق ككل حيث لا تعكس الوضع الحقيقي للسوق في ظل وجود فجوة كبيرة بين ما وصل اليه مؤشر السوق السعري حاليا وبين المكاسب الحقيقية، بما يجعل السوق عرضة لحركة تصحيح فنية عنيفة ومستحقة والخطر يتزايد على السوق مع تزايد دور هذه الاقفالات الوهمية.
3-لعبة التصريف
احذروا التصريف: يمكن مراقبة هذه العملية عادة عندما يفتتح السهم سعر التعاملات بسعر اعلى من سعر الاغلاق بنسبة كبيرة نسبيا ويواصل السهم ارتفاعه من دون اسباب واضحة، ثم يبدأ السهم بالاستقرار على السعر المرتفع لفترة مع وجود طلبات كبيرة من دون عروض بيع (هي طلبات وهمية في الغالب) ويبدأ السهم بعدها في التراجع، هنا يكون المضارب قد صرف كميات كبيرة على الطلبات الاخرى التي خدعت ولحقت بالطلبات الوهمية لينسحب المضارب مصرفا كمياته على الصغار الذين تبعوا نظرية القطيع.
4-خداع الحد الأعلى
لا تنخدعوا بالحد الاعلى. يجب الا يكون مجرد صعود السهم بالحد الاعلى مدعاة للاندفاع واقتناء السهم، بل يتعين التريث والترقب لليوم الثاني على الاقل لا سيما ان كثيرا ما تصل بعض الاسهم الى حدودها القصوى من دون اسباب واضحة او عوامل فنية داعمة ثم ما تلبث ان تفقد مكاسبها في اليوم التالي، وهنا ينبغي مراقبة الكميات وطريقة الصعود، فكلما زادت الكميات وعدد الصفقات وتزامن ذلك مع الارتفاع التدريجي للسهم وواصل السهم ارتفاعه لفترات اطول، كان ذلك اقرب الى المكاسب الحقيقية من الارتفاعات الوهمية.
5- افحصوا التراجع الحاد
لا تنخدعوا عند التراجع الحاد: يجب الا يصاب المتعاملون بالهلع عند تراجع السهم بالحد الادنى، لا سيما اذا كان هذا التراجع يتم من خلال تداول كميات محدودة مما قد يعني ان ثمة من يتعمد الضغط على السهم واجبار البعض على البيع وخصوصا اذا كانت الشركة تتمتع بعوامل دعم صلبة، اما اذا كان التراجع من خلال كميات كبيرة وصناع سوق متعددين عبر صفقات اكبر، فذلك يعني ان قاعدة كبيرة من المتعاملين تتخارج من السهم.
6- كثرة الظهور على الشريط
لا تنبهروا كثيرا بالظهور المتتالي على شريط التداول: كثيرا ما تعتمد بعض الشركات على وضع عروض باسعار مقبولة لها وابرام صفقات شراء متتالية بكميات صغيرة وبفواصل زمينة قصيرة حتى يتكرر ظهورها بشكل متتابع على شريط التداول فيوهم ذلك المتعاملين في القاعة بان ثمة اخبارا ايجابية مفاجئة على الشركة وراء الصفقات المتتابعة تلك، فيندفعون للحاق بالسهم قبل ان تطير الطيور بأرزاقها.
7- نائمة.. فتستيقظ
احذروا التحركات المفاجئة للاسهم «النائمة» أو ذات معدل الدوران المنخفض، في بعض الاحيان تكون الحركة على هذه الاسهم مصطنعة ولآماد قصيرة، قد تلجأ بعض الادارات الى الترتيب مع مضاربين متمرسين وفق آليات معينة لخلق حركة على اسهمها لمدة محددة بين فترة واخرى، كرفع عتب أو لتجنب ضعوط وتساؤلات المساهمين لهذه الادارات حول جمود حركة اسهما، وللاسف قد تستجيب هذه الادارات لتلك الضغوط بهذا الشكل، فتترك لمضاربين حرية البيع والشراء، لذلك عادة ما تعود هذه الاسهم ذات الدوران المنخفض لتفقد مكاسبها أو جانبا منها لاحقا بعد ان يحقق المضاربون مآربهم قصيرة الاجل بالبيع على الصغار.
8- «بايع شاري»
انتبهوا لعمليات التحويل الوهمية التي تتم بين المحافظ المالية عن طريقة «بايع شاري»، وهي العمليات التي لا يستيطع المتعاملون العاديون رصدها بوضوح وتنتج عنها في العادة كميات تداول كبيرة على بعض الاسهم من دون تحرك ملموس في سعر السهم، لكنها قد تخدع بعض المتعاملين الذين يعتقدون ان هذه الكميات تعكس حالة رواج حقيقة على السهم، وعادة ما تتضح هذه العمليات قبيل اغلاق ربع السنة، وتلجأ اليها بعض الشركات لتضمين ميزانياتها ربع السنوية ارباحا محققة، عبر نقل هذه الاسهم لمحافظ اخرى ثم تستردها مرة اخرى بعد «تسكيرة» ربع السنة.
9- تحليلات واهية
لا تنساقوا وراء التحليلات الفنية والنصائح، ليس كل التحليلات والنصائح النفية التي تصدرها الشركات دقيقة ومهنية ففي ضوء عدم تنظيم وتقنين هذا الدور، ومع تضارب المصالح، قد يكون وراء الاكمة ما وراءها في هذه النصائح، الجدير بالاشارة هنا انه في عرف الاسواق الخارجية المتطورة لا يسمح بنشر التحليلات الفنية وتقديم النصائح سوى لاولئك الحاصلين على الترخيص، ولا يمنح هذا الترخيص الا وفق ضوابط صارمة.
10- إعلانات منقوصة
حذار من اعلانات الشركات المنقوصة وغير الواضحة، كثيرا ما ينخدع بعض المتعاملين في اعلانات بعض الشركات عبر شاشة التداول، والتي تتحدث عن صفقة هنا أو عقود مليارية هناك، من دون ذكر التفاصيل الدقيقة لهذه العقود وعوائدها الحقيقية التي لا يتثبت المتعاملون من قيمها الحقيقية الا عندما تقع الفأس في الرأس، في الوقت الذي قد لا تعدو فيه هذه الصفقات ان تكون مجرد عملية تخارج وهمية بين شركات المجموعة ذاتها لا تنتج عنها أي ارباح حقيقية، تستثمر عبر نشرها في شكل غامض لاجل استدرار التعامل على سهم الشركة.
محسن السيد
المقال في صفحة الجريدة Pdf
