SpeciaL 1
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعيداً عن أجواء الإنتخابات وعن ضجة الحياة اسمحوا لي أن أقدم لكم ما هو أفضل..
...
في ذلك الصباح كنت على موعد مع أروع الذكريات..
أدرت سيارتي متوجهاً إليها وكلي شوق لملاقاتها بعد كل تلك السنين..
ومع أني كنت السبب في ذلك الجفاء إلا أنني كنت متأكداً بأنها سترحب بي ولن تصدني أو تصد عني..
فهي كذلك دوماً، تنسى ولا تتذكر إلا الأشياء الجميلة، وقلبها الكبير لا يتسع للحقد أو الكره ولا تُحَمِّلُهُ شيئاً من الضغينة..
وما إن اقتربت من منزلها حتى تملكني شعور غريب..
أحسست بدفء وربيع في نفس الوقت، وحنين لأيام مضت من تلك السنين..
لم أتردد للحظة فيما كنت مقدماً عليه، إنما كنت مندفعاً لرؤية ردة فعلها التي عهدتها دائماً عندما كنا نلتقي..
عندما ذكر لها الخادم اسمي أحسست بالربكة التي حدثت في الداخل..
كانت تنادي باسمي وهي تبحث عن شيء ما..
وكنت أسأل نفسي هل سأدخل أم أننا سنتبادل الحديث عند الباب لأهرب سريعاً..
وقطعت تفكيري بقدومها وهي ترحب بي وتدعوني للدخول..
ابتسمت وقالت: "منو قص عليك وقال لك تمرني؟؟ اشذكرك فيني؟؟"
أقبلت عليها بشيء من الخجل وحاولت إخفاءه بتقبيل رأسها..
جلسنا وتبادلنا الأحاديث وعدنا للذكريات الجميلة، عدنا كثيراً للماضي وكيف هو كان حالنا..
حبست دموعها ولم تنزل قطراتها كالعادة، كانت قوية هذه المرة وإن بدا عليها الحزن..
في السابق كنت أهرب سريعاً بمجرد ذرفها الدموع، وكنت أتعذر بجفائي لها بذلك..
أما اليوم فقد كانت كلماتها أشد وأقوى من الدموع..
لقد صرحت لي بأنها في حالة ضياع منذ أن توفيت والدتي رحمها الله بواسع رحمته، حيث أنها لم تجد بعد صديقة مثل أمي..
فأحسست بغصة ولم أشأ بأن أخبرها بأن حالي مثل حالها كي لا أزيد قلبها حرقةً..
فأنا كذلك لم أجد بعد صديقاً مثل ابنها رحمه الله بواسع رحمته..
لقد افتقدت صديقة عمرها التي هي أمي، وافتقدت أنا صديق عمري الذي هو ابنها..
آلامنا متشابهة ولا يمكن أن يحسها غيرنا، لا زوجها ولا أبناؤها ولا والدي ولا حتى أخوتي، فقط هي وأنا من يعيش تلك الآلام..
فهي تعزيني وتعزي نفسها بأمي، وأنا أعزيها وأعزي نفسي بولدها..
فإن تذكرنا والدتي تألمنا، وإن تذكرنا ابنها تألمنا..
رحمهم الله بواسع رحمته وغفر لهم وعفى عنهم وعافاهم إن شاء الله..
لم تكلفني تلك الزيارة كثيراً من الوقت، ولا أخفي عليكم إن أخبرتكم بأن كتابتي لهذا الموضوع قد كلفتني من الوقت ما هو أكثر بكثير من تلك الزيارة..
نعم.. بزيارتي لها لم أخسر شيئاً ولم يفوتني أي شيء..
بل على العكس فقد أحسست بشيء جميل، ولا أجد وصفاً يليق بما أحسسته ولا حتى الراحة التي تملكتني..
كنت كمن أنجز إنجازاً لا يماثله أي إنجاز، وكنت أود أن أخبر الجميع بذلك ليجدوا ما وجدت وما أحسست..
وها أنذا أكتب لكم لتجدوا ما وجدت وتكسبوا الكثير إن شاء الله..
شكراً لكم قراءة حروفي..
وتقبلوا مودتي..
أخوكم/ ويلاه
بعيداً عن أجواء الإنتخابات وعن ضجة الحياة اسمحوا لي أن أقدم لكم ما هو أفضل..
...
في ذلك الصباح كنت على موعد مع أروع الذكريات..
أدرت سيارتي متوجهاً إليها وكلي شوق لملاقاتها بعد كل تلك السنين..
ومع أني كنت السبب في ذلك الجفاء إلا أنني كنت متأكداً بأنها سترحب بي ولن تصدني أو تصد عني..
فهي كذلك دوماً، تنسى ولا تتذكر إلا الأشياء الجميلة، وقلبها الكبير لا يتسع للحقد أو الكره ولا تُحَمِّلُهُ شيئاً من الضغينة..
وما إن اقتربت من منزلها حتى تملكني شعور غريب..
أحسست بدفء وربيع في نفس الوقت، وحنين لأيام مضت من تلك السنين..
لم أتردد للحظة فيما كنت مقدماً عليه، إنما كنت مندفعاً لرؤية ردة فعلها التي عهدتها دائماً عندما كنا نلتقي..
عندما ذكر لها الخادم اسمي أحسست بالربكة التي حدثت في الداخل..
كانت تنادي باسمي وهي تبحث عن شيء ما..
وكنت أسأل نفسي هل سأدخل أم أننا سنتبادل الحديث عند الباب لأهرب سريعاً..
وقطعت تفكيري بقدومها وهي ترحب بي وتدعوني للدخول..
ابتسمت وقالت: "منو قص عليك وقال لك تمرني؟؟ اشذكرك فيني؟؟"
أقبلت عليها بشيء من الخجل وحاولت إخفاءه بتقبيل رأسها..
جلسنا وتبادلنا الأحاديث وعدنا للذكريات الجميلة، عدنا كثيراً للماضي وكيف هو كان حالنا..
حبست دموعها ولم تنزل قطراتها كالعادة، كانت قوية هذه المرة وإن بدا عليها الحزن..
في السابق كنت أهرب سريعاً بمجرد ذرفها الدموع، وكنت أتعذر بجفائي لها بذلك..
أما اليوم فقد كانت كلماتها أشد وأقوى من الدموع..
لقد صرحت لي بأنها في حالة ضياع منذ أن توفيت والدتي رحمها الله بواسع رحمته، حيث أنها لم تجد بعد صديقة مثل أمي..
فأحسست بغصة ولم أشأ بأن أخبرها بأن حالي مثل حالها كي لا أزيد قلبها حرقةً..
فأنا كذلك لم أجد بعد صديقاً مثل ابنها رحمه الله بواسع رحمته..
لقد افتقدت صديقة عمرها التي هي أمي، وافتقدت أنا صديق عمري الذي هو ابنها..
آلامنا متشابهة ولا يمكن أن يحسها غيرنا، لا زوجها ولا أبناؤها ولا والدي ولا حتى أخوتي، فقط هي وأنا من يعيش تلك الآلام..
فهي تعزيني وتعزي نفسها بأمي، وأنا أعزيها وأعزي نفسي بولدها..
فإن تذكرنا والدتي تألمنا، وإن تذكرنا ابنها تألمنا..
رحمهم الله بواسع رحمته وغفر لهم وعفى عنهم وعافاهم إن شاء الله..
لم تكلفني تلك الزيارة كثيراً من الوقت، ولا أخفي عليكم إن أخبرتكم بأن كتابتي لهذا الموضوع قد كلفتني من الوقت ما هو أكثر بكثير من تلك الزيارة..
نعم.. بزيارتي لها لم أخسر شيئاً ولم يفوتني أي شيء..
بل على العكس فقد أحسست بشيء جميل، ولا أجد وصفاً يليق بما أحسسته ولا حتى الراحة التي تملكتني..
كنت كمن أنجز إنجازاً لا يماثله أي إنجاز، وكنت أود أن أخبر الجميع بذلك ليجدوا ما وجدت وما أحسست..
وها أنذا أكتب لكم لتجدوا ما وجدت وتكسبوا الكثير إن شاء الله..
شكراً لكم قراءة حروفي..
وتقبلوا مودتي..
أخوكم/ ويلاه