تحت العنوان أعلاه، أرسل إلينا الكاتب العراقي الكبير الأستاذ »داود البصري« هذا المقال الذي يقول.. فيه:
***
الحديث عن الشوارب في العالم العربي التعيس حديث ذو شؤون وشجون وهو مرتبط بالسياسة والصحافة والإعلام بشكل جذري!، فقد سبق للرئيس العراقي السابق صدام حسين ان تغنى بالشوارب وهو يخاطب وزير خارجيته الاخير ناجي صبري الحديثي اللاجئ حاليا في دولة قطر!! بقوله بلهجته العوجوية المعروفة (اللي ما عندو شوارب مو رجال)!! مما أرعب الوزير المسكين الذي سارع لتربية وتطويل شاربه على الطريقة البعثية المعروفة ليستكمل عناصر الرجولة!!، وكان صدام كثيرا ما يردد عبارة (اهتزاز الشوارب وارتجافها في ساعة الغضب)!!، ويبدو أن الزميل الكبير والصحافي المعروف والمشاكس الأكبر في عالم الصحافة الكويتية والخليجية الأستاذ فؤاد الهاشم قد دخلت (شواربه) سجل الصحافة والسياسة! وبات الحديث عنها ومحاولة الانتقام منها واحدة من أولويات الصحافة القطرية! فشوارب فؤاد الهاشم قد ارتبطت جدليا وتاريخيا واستراتيجيا باتفاق الدوحة اللبناني الشهير الذي ادى لانتخاب الرئيس الجديد العماد ميشال سليمان وتهدئة الخواطر ونزع الألغام مؤقتا وليس كليا!! فقد سبق للزميل الهاشم وهو يعلق على اجتماعات الفرقاء اللبنانيين بالدوحة أن أعلن عن استعداده في مقال ساخر من مقالاته المعروفة لحلق نصف شواربه (الثقيلة) ان تمكنت الدبلوماسية القطرية من حل المعضلة اللبنانية !! فلما حصل ما حصل لم تتذكر أجهزة الإعلام العربية من كل الموضوع سوى حكاية التعهد الهاشمي بحلق نصف الشوارب!! رغم ان تلك الصحافة نفسها لم تتابع وقتها تعهد صدام حسين بحرق نصف إسرائيل!!، وقد تحولت شوارب الهاشم لقضية استراتيجية كبرى في الصحافة القطرية التي امسكت بالموضوع بعد ان تخلت عن (الحمار)!! وتمسكت بـ (البردعة)!! لتطالب الهاشم بتنفيذ تعهداته!! رغم ان فترة الاختبار لاتفاق الدوحة لم تنته بعد فبالأمس القريب فقط هاجم حزب (ولاية الفقيه والنصر الإلهي) المدنيين في شوارع بيروت بشكل علني!! وما زالت المفاجآت قادمة ستحمل معها بكل تأكيد انقلابات جديدة!! وهو ما اشار اليه الهاشم بكل هدوء وثقة، فالعبرة بالنتائج لا بالدعايات ويبدو ان فؤاد الهاشم قد اضحى اليوم هو العدو الاستراتيجي للأمة العربية!! فسلسلة القضايا المثارة ضده من قبل العديد من الأطراف وآخرها شكوى معالي رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري وعراب قناة وضاح خنفر الجزيرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تثير العجب والتأمل والتناقض بآن، فاذا كانت قناة الجزيرة الحريصة على المشاكسة وفتح الملفات الصعبة والمتخصصة في شتم بعض الزعامات العربية تتحجج بغلو أصوات الرقابة والمنع ضدها فان اهل وعرابي الجزيرة ذاتها هم من يتابعون الهاشم في قضايا تخص حرية الرأي والتعبير ونشر المعلومة وفق الشعار الشهير: (من حق الشعوب ان تعرف)!! وماكانت شوارب فؤاد الهاشم تثير كل هذه الضجة لولا المقالات المعلوماتية الساخنة التي ينشرها الهاشم ويفضح فيها المستور ليؤكد علانية سياسة المعايير المزدوجة لبعض الاطراف المتشدقة بشعارات الحرية علنا والتي تقمعها سرا!!، الهاشم لم يكفر او يرتكب الخطيئة الكبرى حينما يعبر عن رؤيته وينشر بعض الاسرار التي تصل اليه من مصادره الخاصة فمهمة الصحفي الناجح والمتميز (كشف المستور) ومن يسمح لاجهزة اعلامية بالإساءة للآخرين والتشويش على مواقفهم عليه ان يتحلى بالروح الرياضية ويقبل في المقابل بفضح المستور وتوضيح الحقائق! ولا اعتقد ان قلم فؤاد الهاشم او غيره يستطيع تغيير المعطيات واغلاق القواعد الامريكية او ايقاف السياحة الخاصة وعمليات التسوق في دولة اسرائيل!!، الحرب ضد الاعلام الحر بأيدي من يملكون السلطة والمال ويدعون الدفاع عن الرأي الحر قد وصل لحالة مفضوحة من الشراسة، واذا كسر قلم فؤاد الهاشم وهو لن يكسر بالقطع فان آلاف الاقلام الاخرى ستواصل المسيرة وستحشد كل شوارب الجماهير العربية لفتح كل الملفات..!! وتعيش شوارب (فؤاد الهاشم) حرة عربية مستقلة حتى ظهور المهدي!!.. وليخسأ الخاسئون!!
***
