قصــــــة نفـــق سـرايفــو

boalons

عضو محترف
التسجيل
17 سبتمبر 2003
المشاركات
4,057
الإقامة
KUWAIT


تقع جمهورتي البوسنة والهرسك وسط يوغوسلافيا الاتحادية سابقاً في جنوب غرب أوربا، عاصمتها سراييفو رمز المقاومة البوسنوية في حروب البلقان الطاحنة، تحدها من الشمال والشمال الغربي كرواتيا، وجنوباً الجبل الأسود وبحر الأدرياتيك، وشرقاً صربياً، وهي عبارة عن قطر جبلي يخترقه عدد من الأنهار .



دخلها الإسلام عام 1463م عقب وصول العثمانيين إليها، وقد عانى العثمانيون من الثورات المحلية المدعومة من الأوربيين في منطقة البلقان، والتي أنهكت قواهم خاصةً في البوسنة والهرسك، مما اضطرهم إلى إرسال الجيوش تلو الجيوش بين الأعوام 1830م و1850م لوضع حدٍ لتلك الاضطرابات .



في عام 1878م وقعت الدولة العثمانية معاهدةً مع الروس تضمنت خضوع البوسنة والهرسك للدولة العثمانية، قبل أن تحتلها النمسا في نفس السنة، وفي عام 1908م ضمت الإمبراطورية النمساوية المجرية البوسنة والهرسك إليها، وشكلت عملية الضم هذه انقلاباً حقيقياً في حياة المسلمين هناك وبذرة نواةٍ لمقاومةٍ مسلحةٍ شرسةٍ، اعترفت الإمبراطورية النمساوية المجرية بالديانة الإسلامية عام 1916م .



انطلقت الشرارة الأولى للحرب العالمية الأولى من سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك إثر اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته على يد شابٍ صربيٍ، وأدت تلك الحرب إلى تقطيع أوصال الإمبراطورية النمساوية المجرية، فاستقلت المجر، وقامت المملكة اليوغسلافية سنة 1918م وتم الاعتراف رسمياً بالحدود البوسنوية وصارت منطقة جذبٍ للمسلمين، فاستوطنها الأتراك والروم والألبانيين والمجريين الذين تربطهم وشائج الإسلام .



عندما خضعت المملكة اليوغسلافية لسيطرة الحكم الشيوعي، اعترف ديكتاتور الشيوعية العتيد تيتو بالقومية الإسلامية كنسيجٍ من مختلف الأعراق والشرائح المستوطنة في البوسنة، غير أنه وفي عام 1990 م إثر انفراط عقد منظومة الدول الشيوعية وانهيار صنمهم الأكبر الاتحاد السوفيتي، تأسس في البوسنة والهرسك حزب العمل الإسلامي الديمقراطي بقيادة المحامي علي عزت بيجوفتش، والذي حاز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام .



تولى علي عزت رئاسة الجمهورية بعد أول انتخاباتٍ حرةٍ شهدتها الجمهورية عام 1990م وشكلت في البوسنة أول حكومةٍ ائتلافية من ثلاثة أحزابٍ ( حزب العمل البوسني، والحزب الصربي، والحزب الكرواتي ) واعترفت الأمم المتحدة وأمريكا ودول الاتحاد الأوربي باستقلالها .



ثم تداعت كل طائفةٍ إلى قوميتها وديانتها، فابتدر الحزب الصربي زمام المبادرة وأعلن استقلال مناطقه الصربية الخاصة، وحظي بدعم جمهوريتي الصرب والجبل الأسود، ولم يجد المسلمون بداً من التحالف مع الكروات ضد عدوهم الصربي الذي استولى على أكثر من 70% من الأراضي البوسنية في منتصف 1994م ورفضوا خطة السلام الدولية التي أعطتهم 49% من الأراضي البوسنية في حين تعطى بقية أراضي الجمهورية للمسلمين والكروات .

1_543673_1_34.jpg


والغريب في شأن هذه الحرب العرقية أن الكروات انقلبوا على المسلمين وتحالفوا مع الصرب في مرحلةٍ من المراحل، بل تم أسر الرئيس على عزت بيجوفتس قبل أن يتم إطلاق سراحه، فبقي المسلمون بين فكي كماشةٍ في حربٍ صليبيةٍ بربريةٍ همجيةٍ لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً إذ وصل أعداد القتلى من المسلمين إلى حوالي 300000 قتيل مابين مدنيٍ وعسكري بعد أن منع العالم بأجمعه بمن فيهم الدول العربية والإسلامية إيصال السلاح لهم ! ماخلا بعض القطع التي هربت من تركيا وإيران ! قبل أن تميل الكفة لصالحهم، وينتفض المارد الإسلامي ويرد الصاع صاعين، ليتم التوصل بعدها إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار عام 1995م ومن ثم التوقيع على اتفاقية دايتون للسلام والذي انتهت بعده الحرب البوسنية والعدوان الدموي الصربي بشكلٍ رسمي .



تبلغ مساحة البوسنة والهرسك 51،233 كيلو متر مربع، وعدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة .



والذي يعنينا من هذه اللمحة التاريخية الموجزة حصار العاصمة البوسنية على أيدي الصرب وما تمخض عن ذلك الحصار من حفر نفقٍ تحت الأرض مررت من خلاله الأسلحة والعتاد والمؤن الغذائية والطبية، إذ انتشرت القوات الصربية على التلال المحيطة بالمدينة وشرعت في قصفها بالمدفعية بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ دون هوادة أو رحمةٍ، في حين انتشرت بعض عصابات القنص الصربية في أطراف وتخوم المدينة تردي برصاصاتها كل مسلمٍ أو كرواتي أوقعه حظه العاثر في التجول العشوائي، أو التسوق، أو طلب النجدة !



كانت العاصمة سراييفو رمزاً للثبات والبقاء، وكانت الجيوب الإسلامية المحاصرة ترنو إلى ثباتها في قلقٍ وخوفٍ وعربٍ، واستمر الحصار المفروض عليها لأربعة أعوامٍ كاملةٍ لا تدخلها المساعدات ولا تغاث ولا تتنفس إلا عبر منفذٍ واحدٍ فقط شكل لها طوق نجاةٍ، وعامل نصرٍ ماديٍ ومعنويٍ، وشرياناً خفياً للحياة تستمد منه شيئاً من الهواء الملوث برائحة الدم ! إنه نفق البوسنة الذي تفتقت عنه عقلية الهندسة البوسنوية، والذي أبقاها بعد الله صامدةً لأكثر من عامين كاملين .

image_personal3877_5.jpg


يقول مهندس النفق البروفيسور ( برانكوفيتش نجاد ) لقد أخذتنا الحرب على حين غرة ولم نكن مستعدين لها، وكنا نتوقع من القوات الجوية لحلف الناتو أن تأتي لنا بالسلام من السماء وأن تطرد الصرب، لكن الوقت كان يمر وكان علينا أن نبحث بأنفسنا على الحلول التي تضمن لنا الاستمرار على قيد الحياة، وهذا الشعور كان هو السبب في ميلاد هذه الفكرة بين عامة الناس .



أما الجنرال راشد ( صاحب فكرة النفق ) فيقول : سأشرح لكم ببساطة ماجرى، فعندنا مدرج المطار وعلى طرفيه ( بوتمير ) و( دوبرينيا )، والعدو موجود على الجانبين بجنوده ونيرانه والمرور عبر مدرج المطار كان مستحيلاً، لقد كان المرور صعباً جداً جداً، وقد احتجت مرة إلى خمسة ليالي، وفي الليلة السادسة استطعت النفاذ إلى المدينة وفي إحدى هذه الليالي، وعندما كنت منبطحاً بجانب أحد البيوت هنا، خطرت ببالي فكرة: لماذا لا نفعل شيئاً تحت مدرج المطار لكي نستطيع الدخول لمدينة سراييفو؟ بالنسبة لي فقد كان ذلك هو ميلاد فكرة لعمل شيء ما .



بدأت البحث في المدينة عن مهندسين معماريين، شباب يتميزون بشدة العزم ويمكن الثقة بهم لإنجاز ممر تحت مدرج المطار، وقد شرحت لأحد المهندسين ( برانكوفيتش نجاد ) فكرتي وأكدت عليه أن هذا الأمر غاية في السرية.





ويعقب المهندس برانكوفيتش نجاد: لقد التقيت الجنرال راشد في أواخر عام 92، وقد سألني: نجاد من هو أفضل مهندس معماري في سراييفو؟



فأجبته: إني أفضل مهندس في سراييفو فبعد أن مررنا بكل تلك الأحداث، ما كان بوسع المرء أن يفكر بما يمكن ومالا يمكن فعله لقد كنت حينها مستعداً لعمل المستحيل، ولكنه قال لي إنه تحدث إلى عدد من المهندسين في سراييفو، وأخبروه عن عدم إمكانية نجاح المشروع، وعندئذ قررنا تشكيل فريق يقوم بمهمة الفحص الميداني، وتحديد مسار النفق.

1645517920_e4630071e7.jpg


الجنرال راشد: بعد عدة اجتماعات ومشاورات وبتاريخ الثاني والعشرين من ديسمبر عام اثنان وتسعون، وقعت على أمر بتنفيذ المشروع، لقد كانت بدايته صعبة جداً، ببساطة لأنه لم تكن هناك ثقة بإمكانية إنجاز مثل هذا المشروع، وهو أمر مفهوم، وإذا ما نظرنا إلى كل العقبات التي كانت في مواجهة عمليات التنفيذ مثلاً، سرية العمل، سلامة الناس، ونقص مواد البناء، وعدم إمكانية فحص الأرض، والقصف المستمر من قبل التشتنيك، ومراقبة القوات الدولية لنا.



بعد أن حُدد مسار النفق بين نقطتين الأولى داخل المدينة، والثانية قرب مدرج المطار، ولأن المنطقة المنتقاة تعد أقصر طريقٍ وأفضله لعملية الحفر، شرعت الفرقة العسكرية الرابعة في العمل وشق النفق مع قلة العتاد والمؤن وخطر التعرض للقصف أو للقنص !



يقول أحد المواطنين البوسنويين الذين شاركوا في الحفر : كنا نعاني نقصاً حاداً في المعدات إذ لم نكن نملك منها شيئاً، وحتى البسيطة مثل: الفؤوس وعربات اليد، وعندما حصلنا على عدد منها جندنا قوات الدفاع المدني التي كانت تتألف من رجال مسنين، والذين حفروا خندقاً مؤدياً إلى داخل النفق، لقد بدأنا العمل بالفعل في السابع عشر من شهر ديسمبر، حينها كان البرد قارساً، والحفر صعباً جداً.



وأثناء عملية الحفر واجهتهم مشاكل جمةٍ، كنقص المواد الخشبية المثبتة للجدران والسقف، نقص في الأوكسجين وعدم وجود نظامٍ للتهوية، أصيب بعض العمال بسببه بالاختناق داخل النفق، انعدام الإضاءة، تسرب المياه الجوفية إلى النفق إلخ .. كما واجهتهم صعوبات أخرى كإخفاء الرمال التي خلفتها عملية الحفر بعيداً عن أعين الصرب، تم تعبئة الرمال داخل أكياسٍ ووضعها خلف جدران المنازل أو أمامها كمتاريس للحماية .

230590166_b427b995dc.jpg


كانت عملية الحفر تجري على قدمٍ وساقٍ، وكان فريق العمل مقسم إلى قسمين، قسم يحفر من جهة المطار، وقسم يحفر من داخل المدينة، وأخطر ما واجه الفريق الحفاظ على استقامة مسار الحفر، إذ خشي الجميع انحرافاً في المسار المخطط له في ظل انعدام الوسائل الحديثة للقياس فوق الأرض وضبط المسافات بين الفريقين !



سرعان ما تهاوى الجدار الأخير بين الفريقين المغمورين بالفرحة العارمة للظفر الذي تحقق بعد الله تعالى، بسواعدهم الفتية وعزمهم الفائق ! يقول الجنرال راشد: أستطيع القول إن ذلك اليوم كان أسعد أيام حياتي، ففي نفس الليلة التي تهاوي فيها الجدار بين المسارين، تم إدخال اثني عشر طناً من العتاد العسكري إلى سراييفو، وبغض النظر عن كل الصعاب التي واجهت حفر النفق فقد لعب دوراً عظيماً لمدينة سراييفو وللبوسنة والهرسك عامة.



أما المهندس برانكوفيتش نجاد فيقول : في ليلة الانتهاء من حفر النفق في الثلاثين من يوليو عام ثلاثة وتسعين عبرته أول وحدة عسكرية بكامل أسلحتها بقيادة عدنان سولا كوفيتش متجهة إلى جبل ( ايغمان ) وكذلك تم إدخال من عشرة إلى خمسة عشرة طناً من الأسلحة إلى مدينة سراييفو، وبهذا بدأت عملية تدعيم الموقف العسكري .



استشهد أثناء عملية الحفر قتيل بوسني واحد هو ( مجيد عاريفوفيتش ) أثناء تعرضه لعملية قصفٍ صربيةٍ .



يقول الدكتور يوسف حجير – طبيب فلسطيني مقيم - : كان العدو قريباً جداً، وكان يبعد في بعض المناطق حوالي 200 متر وفي بعضها الآخر حوالي 400 متر، وإذا رمق العدو أحداً يحاول الدخول أو الخروج كان يقوم بالقصف الشديد على المنطقة المحيطة بالنفق ! وكان النفق يبعد عن المستشفى بحوالي 300 متر، وكان من مرتادي المستشفى ضحايا عبور النفق !

BosniaProject%20242ab.jpg


اتُبع نظام صارم لعبور النفق، خاصة وأن الجيش كان له الأولية المطلقة في استخدامه لاحتياجاته الخاصة، وعندما لم تكن للجيش حاجة لاستخدام النفق كان يستخدم في مرور الناس والأغذية .



ويروي أحد العابرين من البوسنة الصعوبات التي واجهته أثناء العبور بقوله : كان عبور النفق من الصعوبة بمكانٍ، وبسبب طولي وقصر ارتفاع النفق، كان علي الانحناء بصورة مضاعفة ولم يكن الهواء نقياً، وكانت المجاري والمياه تصل إلى هنا، وكنا مبللين والجو بارد جداً، والثلج يصل إلى هنا، استطعت ان أخرج من النفق وأرى قريبتي جميلة وابني علاء الدين الذي لم أشاهده منذ عامين كاملين ! وعندما عدت من النفق ثانيةً وهذه المرة بصحبة ابني وكيس ملابسٍ لم أستطع حمل ابني لأنني كنت أحمل كيس الملابس وهو ثقيل، ولم أستطع القيام بذلك، فسألت أحد أصدقائي أن يساعدني في حمل الكيس، فوافق لأنه كان يحمل حقائب صغيرة. وصلنا إلى منتصف النفق ولم أستطع السير أكثر، لقد كانت المياه مرتفعة في النفق، وعندما أردنا وضع الكيس جانباً وقع منا في المياه وأصبح أكثر ثقلاً.



ذهب صديقي ولم ينتظرني لأني بقيت مدة ساعتين في النفق بسبب كيس الملابس الذي ثقل وزنه بعد أن غمرته المياه، وكان صديقي قد أخذ ابني معه.



وتقول سيدة بوسنية عجوز : وعندما وصلنا إلى النفق، وكان عددنا حوالي أربعمائة، وقد اضطررنا للانتظار أمام النفق أربع ساعات، لأنه كان يتم نقل الجرحى، وكان يسمح بالمرور على دفعات، وقد كنا خائفين كثيراً، فكانت هناك عواصف شديدة وكان الثلج عميقاً فوق الأرض، بعدها جاء دورنا ودخلنا إلى النفق ونحن نرتجف ونقع، وكانت المياه تغطي أرض النفق.



يقول شيخ بوسني مسن: لقد حملت زوجتي طوال النفق وكنت أقع معها، ومن ثم نقف ونسير خمس خطوات لأننا لا نستطيع أكثر من ذلك، وكانت المياه تصل إلى هنا، وكنت أنتعل صندلاً وكان مبللاً جداً، أثناء المرور، كان يقع الكثيرون وكنا نرفعهم ونحملهم، إلى أن وصلنا إلى نهاية النفق، وقبل نهايته بقليل صدمت رأسي بالسقف، وأغمى علي وحملوني للخارج.. وقد كان هناك إطلاق كثيف للنيران، وكان الناس يعودون إلى النفق لمساعدة الذين وقعوا.



وتحكي آميلا ببنتو: كنت في الصف الخامس الابتدائي، وقد دخلت النفق من بوتيمير إلى سراييفو لأول مرة، عندما كان عمري خمس سنوات ونصف، وكان ذلك عام خمسة وتسعين، كنت أعبر النفق يومياً مع أمي لزيارة أبي المصاب في المستشفى، كنت خائفةً في النفق بسبب المياه التي تتساقط، وعند عودتي من زيارة أبي في المستشفى جلست على العربة التي تسير على السكة الحديدية التي كانت تصدر أصواتاً مزعجة.



وكانت المياه تسيل في النفق، والمصابيح الكهربائية مثبتة على جانبي النفق، وكان هناك أسلاكاً كهربائية، وإضاءة في بعض المناطق، ولم تكن في مناطق أخرى، وفي داخل النفق كان الكثير من الرجال والنساء يندبون حظهم، وربما كنت وأنا وطفل أخر الطفلين الوحيدين اللذين مرا بالنفق، وأنا عبرت النفق كثيراً كثيراً، وأعرف كل شيء فيه عن ظهر قلب، كان جميع الضباط يعرفونني وكانوا دائماً يمزحون معي، عندما كنا نصل، كنا نختبئ في إحدى البيوت المهدمة، كان الناس يختبئون خلف الحجارة لكي لا يصيبهم الرصاص لأن أحد الجدران كان مواجهاً للنفق ويتم المرور بمحاذاته، وكان الكثير من الناس يقتلون هناك لأنهم لا يدركون خطورة المرور من هناك لذا كان يقف أحد الضباط ويمنع الناس من المرور.



كان السلم الواصل إلى النفق خشبياً، وكانت بعض درجاته مكسورة، وكنا نضطر للقفز عنها إلى المياه الموجودة في النفق، فتبتل ملابسنا وتتسخ، بسبب الطين والوحل، حتى أن وجوهنا كانت تتسخ، لقد حملني في إحدى المرات الضباط في النفق، وهي المرة الوحيدة التي حافظت فيها على نظافتي أثناء العبور .



بلغ طول النفق 800 متر وعرضه 76 سنتيمتر وارتفاعه 80 سنتيمتر، وأدى الحصار المفروض على العاصمة البوسنية سارييفو إلى قطع إمدادات الوقود والغاز والكهرباء، واضطر الناس إلى انتزاع الأرضيات الخشبية لبيوتهم لمواجهة برد الشتاء القارص، والذي تصل درجة الحرارة فيه إلى إلى أقل من عشر درجاتٍ تحت الصفر !



هذا النفق مر من خلاله الصحفي أحمد منصور وكان يكتب في تلك الحقبة لمجلة المجتمع الكويتية وروى فيها تجربته مع النفق، كما مر من خلاله الساسة والوزراء والدبلوماسيين، ومر من خلاله زعيم البوسنة علي عزت بيجوفتش يرحمه الله .



يعيد التاريخ نفسه هذه الأيام مع أنفاق غزة التي استخدمت لتهريب السلاح والطعام ونسف أوكار اليهود، ويكفي أن تعلم عزيزي القارئ أن إحدى الأنفاق الفلسطينية أدت لقتل عصابةً من اليهود وتدمير نقطة حراسةٍ كاملةٍ، وأسر الجندي اليهودي الفرنسي جلعاد شليط ! في حين فقد العشرات من أبطال فلسطين حياتهم داخل تلك الأنفاق التي انهارت عليهم أثناء عملية الحفر .



لا تنقضي ابتكارات هذه الأمة لمواجهة أعاصير الشر العاتية من العدو، فمن حفر الخنادق في غزوة الأحزاب وغيرها، إلى شق الأنفاق ( البوسنة وغزة ) مروراً بالصواريخ الفلسطينية البدائية الصنع، وانتهاءً باستخدام زيت الطعام بديلاً عن وقود المركبات !

anfak.jpg


غير أن المخزي في هذه العملية برمتها، تواطئ الحكومات العربية مع اليهود، في حصارٍ خانقٍ للشطر الجنوبي من غزة، ومنع الدخول من خلاله إلى فلسطين، أو الخروج منه إلى الهواء الطلق !



ملحوظة : تم جمع هذه المقالة من أكثر من كتابٍ ومجلةٍ وموقع إليكتروني وبضعة معلوماتٍ ذهنيةٍ .

__________________

منقول من مدونه الصعاليك http://www.alsaalik.com/?p=137#more-137
 

wolf

عضو نشط
التسجيل
28 يونيو 2008
المشاركات
85
قصه عجيبه ..

الله المستعان .. اللهم أنصر المسلمين في جميع الأرض

الله يجزاك خير .. على الموضوع

تسلم.........
 

boalons

عضو محترف
التسجيل
17 سبتمبر 2003
المشاركات
4,057
الإقامة
KUWAIT
الله يعطيكم العافيه

مثل هالقصص تخلينا نحمد ربنا على نعمه الامن والامان

وعسى الله ينصر المسلمين في كل مكان
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
شكرا
 

mna69

عضو نشط
التسجيل
29 يونيو 2007
المشاركات
881
جزاك الله خير
 

zoya_y

عضو نشط
التسجيل
26 ديسمبر 2007
المشاركات
9,261
الإقامة
DREAM WORLD
ماشاءالله عليك أوخيي .. جهد ممتاز منك بارك الله فيك
:)
 
أعلى