**** حكم سب الصحابه****

بحريابحر

موقوف
التسجيل
13 يوليو 2008
المشاركات
467
الإقامة
ولد بطنها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وعلى اله وصحبه
امابعد
اخي الحبيب اعلم أن سب المسلم ذنب عظيم وخلق ذميم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) "متفق عليه " .
وقال : ( لايرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك )
"رواه البخاري " .
وقال : ( من لعن مؤمنا فهو كقتله ، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله ) " رواه البخاري " .
وقال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) " رواه البخاري ، ومسلم من وجه آخر " .
فاذا كان هذا الوعيد الشديد يلحق من سب مسلما من رعاع الناس فكيف بمن سب خيرة الناس بعد الأنبياء فالوعيد عليه أشد والخسران به ألحق ، قال الله تعالى : ( والذين يؤذون --- مبينا ) "الأحزاب : 58 " . وقال : ( ويل لكل همزة لمزة ) قال ابن عباس ( همزة لمزة ) : طعان معياب .
ويا من يقول قول سوء في الصحابة الكرام ولم يتعظ بالمواعظ العظام ، وسلك سبيل اللئام ألا تخاف من بطش رب الأنام ؟ ( فكيف تقدم على شيء لم يكن عليه أمر الله ورسوله وكل ما لم يكن عليه أمرهما فهو رد ، أي باطل ، كيف وقد أمرك الله ورسوله بخلافه ، ونهاك عن سب كل من اتصف بالاسلام كيف وقد أمرك الله تعالى بطلب المغفرة منه لمن سبق كيف وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه قد رضي عنهم ، أفيرضى عنهم وتسخط عنهم أنت يا عامي يا جاهل ، فان قلت : انما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعاء لهم قبل أن يقع ما وقع قلت : هذا كفر لأن الله تعالى عالم بما كان وما سيكون فلو علم لقيد الأمر بمن لم يقع منه شيء وقد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك كما هو معروف وكان سيتقلب علم الله تعالى جهلا أو أنه وقع شيء وهو لا يعلمه أو أنهم فعلوا شيئا لا قدرة له على دفعه وكل واحد من هذه الثلاثة لا يقول به الا كافر نعوذ بالله من ذلك ) " من كتاب ( القول الشافي السديد في نصح المقلد وارشاد المستفيد ) < لعلي محمد بن علي الشوكاني – وهو ابن العلامة الشوكاني > .
وقال العلامة علي القاري : ( وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق و مبتدع بالاجماع ، الا اذا اعتقد انه مباح ، كما عليه بعض الرافضة وأصحابهم ، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم ، أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة في فصل خطابهم ؛ فانه كافر بالاجماع ولا يلتفت الا خلاف مخالفتهم في مقام النزاع ) .
وبعد هذا أتركك أخي القارىء مع امام همام وهو شيخ الاسلام بحق ابن تيمية الحراني يفصل لك القول في ذلك ، وسأنقل كلامه وان طال لنفاسته وأهميته .
قال رحمه الله " في الصارم المسلول ، ص : 570 " : ( فصل : حكم من سب أحدا من الصحابة ) : فأما من سب أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – من أهل بيته وغيرهم – فقد أطلق الامام أحمد أنه يضرب ضربا نكالا ، وتوقف عن قتله وكفره .
قال أبو طالب : سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال القتل أجبن عنه ، ولكن أضربه ضربا نكالا .
وقال عبد الله : سألت أبي عمن يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أرى أن يضرب . قلت له : حد ، فلم يقف على حد ، الا أنه قال : يضرب ، وقال : ما أراه على الاسلام .
وقال : سألت أبي : من الرافضة ؟ فقال : الذين يشتمون – أو يسبون – أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .
وقال في الرسالة التي رواها أبو العباس أحمد بن يعقوب الاصطرخري وغيره : وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعمر بعد أبي بكر ، وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ، ووقف قوم ، هم خلفاء راشدون مهديون ، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس ، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص ، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ويستتيبه ، فان تاب قبل منه ، وان ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع .
وحكى الامام أحمد هذا عمن أدركه من أهل العلم ، وحكاه الكرماني عنه وعن اسحاق والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم .
وقال الميموني : سمعت أحمد يقول : ما لهم ولمعاوية ؟ نسأل الله العافية ، وقال لي : يا أبا الحسن اذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الاسلام ) .
فقد نص رضي الله عنه على وجوب تعزيره ، واستتابته حتى يرجع بالجلد ، وان لم ينته حبس حتى يموت أو يراجع ، وقال : ( ما أراه على الاسلام ) وقال : ( اتهمه على الاسلام ) ، وقال : ( اجبن عن قتله ) . وقال اسحاق بن راهويه : ( من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس)
وهذاقول كثير من أصحابنا ، منهم ابن أبي موسى ، قال : ( ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولايزوج ، ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة ، الا أن يتوب ويظهر توبته ) ، وهذا في الجملة قول عمر بن عبد العزيز وعاصم الأحول وغيرهما من التابعين .
وروى الامام أحمد عن عاصم الأحول قال : أتيت برجل قد سب عثمان ، قال فضربته عشرة أسواط ، قال : ثم عاد لما قال ، فضربته عشرة أخرى ، قال : فلم يزل يسبه حتى ضربته سبعين سوطا .
وهوالمشهور من مذهب مالك ، قال مالك : من شتم النبي صلى اللله عليه وسلم قتل ، ومن سب أصحابه أدب .
وقال عبد الملك بن حبيب : من غلا من الرافضة الى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا ، ومن زاد الى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد ، ويكرر ضربه ، ويطال سجنه حتى يموت ، ولا يبلغ به القتل الا في سب النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال القاضي أبو يعلي : الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة : ان كان مستحلا لذلك كفر ، وان لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر ، سواء كفرهم أو طعن في دينهم مع اسلامهم .
وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة .
قال محمد بن يوسف الفريابي ، وسئل عمن شتم أبا بكر ، قال : كافر ، قيل : فيصلى عليه ؟ قال : لا ، وسأله ، كيف يصنع به وهو يقول لا اله الا الله ؟ قال : لا تمسوه بأيديكم ، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته .
وقال أحمد بن يونس : ( لو أن يهوديا ذبح شاة ، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكل ذبيحة الرافضي ؛ لأنه مرتد عن الاسلام ) .
وكذلك قال أبو بكر بن هاني : لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية كما لا تأكل ذبيحة المرتد ، مع أنه تأكل ذبيحة الكتابي ؛ لأن هؤلاء يقامون مقام المرتد ، وأهل الذمة يقرون على دينهم ، وتؤخذ منهم الجزية . وقال فضيل بن مرزوق : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله ان قتلك لقربة الى الله ، وما امتنع من ذلك الا بالجواز ، وفي رواية قال ، رحمك الله ، قذفت ، انما تقول هذا تمزح ، قال : لا ، والله ما هو بالمزاح ولكنه الجد ، قال : وسمعته يقول : لئن أمكننا الله منكم لنقطعنّ أيديكم وأرجلكم . وصرح جماعات من أصحابنا بكفر الخوارج المعتقدين البراءة من علي وعثمان ، وبكفر الرافضة المعتقدين لسب جميع الصحابة الذين كفروا الصحابة وفسقوهم وسبوهم .
وقال أبو بكر عبد العزيز في المقنع : فأما الرافضي فان كان يسب فقد كفر فلا يزوّج .
ولفظ بعضهم وهو الذي نصره القاضي أبو يعلي أنه ان سبهم سبا يقدح في دينهم وعدالتهم كفر بذلك ، وان سبهم سبا لا يقدح – مثل أن يسب أبا أحدهم أو يسبه سبا يقصد بها غيظه ونحو ذلك - لم يكفر .
قال أحمد في رواية أبي طالب في رجل يشتم عثمان : ( هذا زندقة ، وقال في رواية المروزي : ( من شتم أبا بكر وعمر وعائشة ما أراه على الاسلام ) . قال القاضي أبو يعلي : فقد أطلق القول فيه أنه يكفر بسبه لأحد من الصحابة ، وتوقف في رواية عبد الله وأبي طالب عن قتله وكمال الحد ، وايجاب التعزير يقتضي أنه لم يحكم بكفره . قال : فيحتمل أن يحمل قوله : ( ما أراه على الاسلام ) اذا استحل سبهم بأنه يكفر بلا خلاف ، ويحمل اسقاط القتل على من لم يستحل ذلك ، بل فعله مع اعتقاده لتحريمه كمن يأتي المعاصي .
قال : ويحتمل قوله : ( ما أراه على الاسلام ) على سب يطعن في عدالتهم نحو قوله : ظلموا ، وفسقوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا الأمر بغير حق ، ويحمل قوله في اسقاط القتل على سب لا يطعن في دينهم ، نحو قوله : كان فيهم قلة علم ، وقلة معرفة بالسياسة والشجاعة ، وكان فيهم شح وحب للدنيا ، ونحو ذلك ، قال : ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره فتكون في سابهم روايتان : احداهما يكفر . والثانية يفسق .
وعل هذا استقر قول القاضي وغيره ، حكوا في تكفيرهم روايتين .
قال القاضي : ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برّأها الله منه كفر بلا خلاف .
وقال أيضا : ( وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال : قلت لأبي : لو كنت سمعت رجلا يسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالكفر ، أكنت تضرب عنقه ؟ قال نعم ، رواه أحمد وغيره . وفي رواية قال : قلت لأبي : لو أتيت برجل يسب أبا بكر ما كنت صانعا ؟ قال : أضرب عنقه ، قلت : فعمر ؟ قال : أضرب عنقه .
وروى الحكم بن حجل قال : ( سمعت عليا يقول : لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما الا جلدته حد المفتري ) .
وعن علقمة بن قيس قال : خطبنا علي رضي الله عنه : ( أنه بلغني أن قوما يفضلونني على أبي بكر وعمر ، ولوكنت تقدمت في هذا لعاقبت فيه ، ولكن أكره العقوبة قبل التقدم ، ومن قال شيئا من ذلك فهو مفتر عليه ما على المفتري خير الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ) .
وروى الامام أحمد باسناد صحيح عن ابي ليلى قال : ( تداروا في أبي بكر وعمر ، فقال رجل من عطارد : عمر أفضل من أبي بكر ، فقال الجارود بل أبو بكر أفضل منه ، قال : فبلغ ذلك عمر ، قال : فجعل يضربه ضربا بالدرة حتى شغر برجله ، ثم أقبل الى الجارود فقال : اليك عني ، ثم قال عمر : أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا ، ثم قال عمر : من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري ) .
فاذا كان الخلفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضّل عليا على أبي بكر وعمر ، أو يفضّل عمر على أبي بكر – مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب – علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير .
اسئل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
اخيكم فايز بن عبدالله العريني
منقول لتعم الفائده للجميع
 

navy_q8

عضو نشط
التسجيل
25 أبريل 2006
المشاركات
2,289
الإقامة
الكويت
جزاك الله خير وعساك على القوة
 

zoya_y

عضو نشط
التسجيل
26 ديسمبر 2007
المشاركات
9,261
الإقامة
DREAM WORLD
بارك الله فيك اوخيي .... شكرا لك :)
 

نيويورك

مستشار قانوني
التسجيل
20 يناير 2007
المشاركات
1,159
الإقامة
الكويت
جزاج الله خير .. و بارك الله فيج ..
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
بارك الله فيييك
 

fullmoon_q8

عضو نشط
التسجيل
14 أبريل 2006
المشاركات
156
جزاج الله خير و بارك الله فيك
 

الدمقراطي

عضو نشط
التسجيل
9 يونيو 2008
المشاركات
173
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

والله يجعلها في ميزان اعمالك​
 
أعلى