بورصات الخليج بددت أحلام صغار المستثمرين بالثروة

التسجيل
21 يوليو 2006
المشاركات
499
الإقامة
الكويت
بورصات الخليج بددت أحلام صغار المستثمرين بالثروة



الاسواق- نت- قذفت موجة الهبوط الأخيرة في بورصات الخليج عددا ممن راودتهم أحلام الثراء والرخاء خارج السوق. البعض خرج نظيف الأيدي يجر خسائره، وآخرون لحقوا بطوق النجاة بما تبقى لديهم من دراهم وريالات.

«الأسواق.نت» التقت بـ«خاسرين» من الفريقين، فضلا عن وسطاء ومراقبين، واستفسرت منهم إذا كانت خسائرهم تعود إلى عدم اتقانهم «لعبة السوق»، أم أن هناك أسبابا أخرى تتعداهم إلى السوق نفسها وطبيعة التداول؟ وهل هناك أسواق استثمارية بديلة؟.

الأغلبية انتقدت تجاوب السوق مع الإشاعات والأخبار غير الموثقة والضبابية وعدم الشفافية، فيما رأى القلة أن عدم وجود خطة، ومتاجرتهم أحيانا عكس السوق، وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب سبب لهم الخسارة.

ورأى وسطاء أن أسباب الخسارة تختلف من سوق لآخر، ومن شخص لآخر، لكنهم يتفقون أن سوق العقارات والمعادن هو البديل الفعلي لسوق الأسهم، لكن كثيرين يجمدون أموالهم للدخول في وقت آخر.



خسائر كبيرة

ويقول مجموعة من المستثمرين الصغار التقت بهم «الأسواق.نت» في قاعة التداول في سوق دبي المالي: «لم يستطع أحد أن يوقف النزيف، خسارتنا كبيرة، إن الغموض والأخبار المتضاربة تمنعنا من اتخاذ القرارات السليمة».

ويضيف أحدهم: «لم يبق لي مبلغ يساعدني في الاستثمار بأسواق بديلة». بينما يقول آخر: «حتى سوق العقارات ليس آمنا مع حالات النصب والمشاريع الوهمية وفضائح التلاعب المالي والاختلاسات والرشاوى».

ويؤمن أغلب الفريق بتجميد الأموال في هذه المرحلة، وإن كان لا بد من استثمار بديل فإن سوق العقارات والمعادن هو الأفضل.

ويؤثر انسحاب غالبية المستثمرين الصغار بشكل بسيط على أسواق المال التي تتحكم بها صناديق وشركات كبيرة، حسب منصور محمد، من شركة بيونيرز للأوراق المالية الناشطة في سوق دبي، الذي يرى أن الأغلبية ستعاود النشاط في السوق عندما تسلك اتجاها تصاعدياً.

ويضيف لـ«الأسواق.نت» في حديث عبر الهاتف من دبي أن الدخول والخروج بشكل متكرر تنجم عنه خسارة صغار المستثمرين، لذلك لا بد أن يمتلكوا استراتيجية يتحملون معها بعض الخسائر.

وتراجعت قيمة مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع الذي يقيس أداء الأسهم المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي معا بنسبة 20 % من أعلى مستوى له هذا العام وحتى أمس الأول.



المستثمرون الصغار

وفي السعودية يقـــول (محمد.ب): إنه كان يحلم بفيلا فاخرة يجمع تحت سقفها أبناءه الأربعة لكنه خسر أكثــــر مـــن 70 % من رأسماله قبل أن يسيل ما تبقى ويخرج.

ويضيف لموقعنا: «الفيلا ليست الحلم الأكبر، فلو استطعت جني الأرباح لأطلقت شركة وبدأت» بزنسي «الخاص، لكن قدر الله وما شاء فعل».

ومحمد واحد من عشرات المستثمرين السعوديين الصغار الذين خيبت السوق آمالهم بالثروة، ويعترف الكثير منهم أن عدم وجود خبرة في السوق وفهم متطلباته سبب لهم الخسارة.

وفي سوق مسقط للأوراق المالية التي تعد أقل الأسواق الخليجية خسارة من موجة الهبوط الأخيرة قال الوسيط المالي راشد الحسيني: إن عددا من صغار المستثمرين لجؤوا إلى التسييل، وخرجوا من السوق تجنبا لخسائر أكبر بعد أن اهتزت ثقتهم بالسوق.

وأضاف لموقعنا: إن المستثمرين الصغار يشكلون نحو 30 إلى 35 % من قيمة السوق، ويعتبرون أداة استثمارية مهمة بالنسبة للسوق.

وعزا أسباب انسحابهم إلى «زعزعة الثقة بالسوق نتيجة هبوطها، واعتقادهم بأن الانسحاب يحصنهم ضد استمرار النزيف».

وقال: إن أغلب من انسحبوا قاموا بتجميد أموالهم حتى إشعار آخر وهم ينتظرون الإعلان عن اكتتابات مقبلة للدخول مجددا إلى السوق، لا سيما وأن الأسواق الأخرى كسوق العقارات والمعادن ليستا مشجعتين كثيرا.
 
أعلى