الحذر إزاء الإعصار المالي الأميركي الذهب الملجأ الآمن لدول الخليج

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
الحذر إزاء الإعصار المالي الأميركي

2008 الثلائاء 16 سبتمبر

الحياة اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


رندة تقي الدين

الاعصار الذي ضرب الساحة المالية الأميركية، مع افلاس مؤسسة «ليمان براذرز» المالية والمصاعب المرتقبة لمؤسسة التأمين العملاقة «AIG»، يحمل على استخلاص كل مستثمر أو متعامل في الاسواق المالية لدرس مفاده ان كل دولار يتم اقتراضه، يفرض على المستثمر معرفة كيفية تسديده.
فالولايات المتحدة عاشت حتى الآن بالدين، الذي فاق قدراتها، وثقافة الدين والاقتراض كانت سائدة في كل بيت.
والاقتراض كان يتم إما عبر بطاقات الاعتماد، أو شراء المنازل والسيارات وغيرها عبر الديون والقروض.
والإعصار الذي يجتاح المؤسسات المالية الأميركية يظهر أولاً ان مؤسسات ضخمة مثل «ليمان براذرز» ضخمت أصولها واسهمها.
وتردد في الأوساط المالية ان صناديق سيادية ومستثمرين كوريين عرضوا منذ حوالي شهرين على «ليمان» شراء أسهمها بسعر 25 دولاراً للسهم، لكنها رفضت على اساس ان سعر سهمها هو 40 دولاراً. وجاءت النتيجة بعد شهرين، إذ وصلت الى الإفلاس في حين انه كان بإمكانها انقاذ أوضاعها.
والنتيجة التي ستترتب على ما يحصل في الولايات المتحدة هي ارتفاع كلفة الاقتراض وتشديد شروط الحصول عليه.
فكارثة القروض العقارية لم تكن سوى الظاهرة الأولى لكل ما يحدث على الساحة المالية الأميركية. وهناك الآن مؤسسات تأمين مثل «AIG» التي تقدر قيمتها بأكثر من حوالي أربعة أضعاف قيمة «ليمان براذرز» ولجميع الشركات الأميركية علاقات مصرفية معها وهي تواجه صعوبات كبرى.
فالولايات المتحدة ضخت الكثير من الدولارات لإنقاذ عملاقي القروض العقارية «فاني مي» و «تريدي ماك» فاستلزم الأمر 200 بليون دولار لوضعها تحت وصايتها، ما يعني ان حرية السوق المقدسة لدى الأميركيين لم تكن فاعلة في مواجهة مثل هذه الكوارث.
والإعصار الذي اجتاح السوق المالية الأميركية قد يؤثر ايضاً على العالم، وهناك دروس ينبغي على بعض الدول الخليجية استخلاصها، خصوصاً في المجال العقاري.
فكبار المصرفيين في بعض هذه الدول قلقون جداً من المضاربات العقارية في بعض الدول الخليجية.
إضافة الى ذلك، هناك دول خليجية استثمرت في عدد من المصارف الأميركية الكبرى، والحذر مطلوب من قبل هذه الدول ومنها خصوصاً الكويت والإمارات وقطر التي لديها تقليد في مجال الاستثمار والتجارة بالأسهم في الأسواق الخارجية، وعلى رغم السيولة المتوافرة لدى هذه الدولة نتيجة عائدات النفط وأوضاعها الاقتصادية المنتعشة، فإن ما يحصل على الساحة الأميركية ينبغي أن يدق ناقوس الخطر على صعيد الاستثمارات والمضاربات.
أما أوروبا فإنها قد تعاني ايضاً ما يحدث في الولايات المتحدة، لأن الإعصار الذي اصاب «وول ستريت» سيؤدي إلى ركود حقيقي في الولايات المتحدة، نظراً إلى ضخ كل هذه الدولارات لإنقاذ مؤسسات مالية، لكنه سيؤثر سلباً في الاقتصاد الأوروبي المرتبط بالاقتصاد الأميركي.
فعلى رغم أن شروط الاقتراض في أوروبا أكثر تشدداً والمصارف في أوروبا أكثر حذراً من الولايات المتحدة، فإن أزمة الاقتراض العقاري انتقلت إلى بريطانيا. صحيح أن الأزمة في بريطانيا لم تكن بحجم الأزمة في الولايات المتحدة، لكنها خفضت سعر العقارات في بريطانيا. وكان وزير المال البريطاني صرح بأن بلاده تدخل في ركود لم تشهد مثله منذ 60 عاماً.
فالظروف العالمية صعبة واتجاه سعر صرف الدولار مجهول، على رغم أن المنطق يقول إنه عندما يكون هناك ركود فإن قيمة الدولار ستنخفض على المدى الطويل. لكنه سبق لليابان أن عاشت ركوداً وبقيت قيمة الين مرتفعة.
وضعف اقتصاد أوروبا قد يستمر في اضعاف قيمة اليورو، ما يرفع قيمة الدولار. لكن التوقعات في هذا الشأن مجرد تكهن على غرار التوقعات بالنسبة إلى ارتفاع أو هبوط اسعار النفط.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2008/9/366344.htm
 

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
في ظل الظروف الراهنة هيئة الاستثمار سجلت خسائر كبيرة

مليارا دولار خسائر هيئة الاستثمار* ‬جراء بيع* »‬ميريل لينش*« ‬
كتب أحمد أبونقارة*:‬

علمت* »‬الشاهد*« ‬ان الهيئة العامة للاستثمار لم تعلق سلبا او إيجابا على اشهار بنك* »‬ليمان براذرز*« ‬الاميركي* ‬إفلاسه رسميا وان موقف الهيئة* ‬يكتنفه الغموض الشديد والسرية خاصة بعدما ترددت انباء قوية بين الاوساط الاقتصادية بأن لدى الهيئة استثمارات في* ‬بنك* »‬ليمان براذرز*« ‬تصل الى حوالي* ‬ملياري* ‬دولار*.‬
وكشفت مصادر لـ* »‬الشاهد*« ‬عن ان موقف الهيئة الغامض اثار استغراب المراقبين الماليين للاستثمارات الكويتية في* ‬الخارج،* ‬ومدى الاضرار الجسيمة التي* ‬تتعرض لها عقب حدوث ازمة الرهن العقاري* ‬في* ‬الولايات المتحدة الاميركية واوروبا*.‬
وذكرت ان بنك* »‬ليمان براذرز*« ‬الاميركي* ‬قد اعلن افلاسه رسميا اول من امس وطلب الحماية القانونية الخاصة بالبنوك الاميركية بناء على البند رقم11* ‬وذلك عقب ازمة الرهن العقاري،* ‬التي* ‬بدأت نتائجها تظهر جليا في* ‬الآونة الاخيرة لكنها لم تبلغ* ‬بعد ذروتها وآثارها السلبية واشارت الى ان هيئة الاستثمار ضخت* ‬5* ‬مليارات دولار في* ‬بداية العام الحالي* ‬في* »‬سيتي* ‬بنك*« ‬و»ميريل لينش*« ‬ومنيت بخسائر ضخمة جراء هذه الاستثمارات بلغت* ‬50٪* ‬من رأس المال المستثمر*.‬
وقالت ان صمت الهيئة ازاء ما* ‬يحدث من ازمات مالية وتعثرات في* ‬المؤسسات المالية العالمية،* ‬التي* ‬تستثمر فيها المليارات* ‬يدعو الى الشك والريبة ويضع احتياط الاجيال القادمة والمال العام في* ‬خطر وتهديدات جدية،* ‬وكشفت المصادر النقاب عما* ‬يحدث في* ‬سوق الكويت للاوراق المالية،* ‬واصفة الانزلاقات والانخفاضات الحادة التي* ‬تشهدها البورصة اخيرا بأنها متعمدة ومدروسة بعناية خاصة بعدما حذر تقرير تم اعداده من قبل متخصصين في* ‬الهيئة العامة للاستثمار من ان البورصة مقبلة على انهيار تام لكن تم استبعاد هذا التقرير وكذلك الفريق الذي* ‬اعده* .‬
وبينت ان الهيئة بدأت فعليا في* ‬ضخ اموال ضخمة عبر صناديقها في* ‬السوق المحلي* ‬لإنقاذ البورصة من الانهيار وبالاحرى لإنقاذ مجموعات استثمارية كبرى لحقتها خسائر جسيمة في* ‬هذا الهبوط الحاد*.‬
واضافت ان الاموال التي* ‬بدأت الهيئة بضخها تتخذ من دعم وانقاذ السوق* ‬غطاء ظاهريا،* ‬وان ادعاءها إنقاذ صغار المستثمرين ما هو الا ضحك على المواطنين* ‬يتم من خلال قوى بعض وسائل الاعلام المستفيدة من اموال الهيئة،* ‬واوضحت ان هذه الاموال مبرمجة التوجه على قائمة اسهم منتقاة بعناية ومعروفة سلفا،* ‬وهي* ‬تخص احدى المجموعات الاستثمارية السياسية الكبرى،* ‬مشيرة الى ان تأثير هذه الاموال سيتضح جليا في* ‬انتعاش بعض الاسهم التي* ‬تخص الكبار فقط*.‬
يذكر ان بنك أف أميركا قام بشراء بنك ميريل لينش بمبلغ* ‬50* ‬مليار دولار وبمعدل سعر سهم* ‬يقدر بـ* ‬28* ‬دولارا كما ان الهيئة العامة للاستثمار اشترت اسهما بمبلغ* ‬ملياري* ‬دولار بمعدل سعر* ‬54* ‬دولارا للسهم*.‬


جريدة الشاهد

http://alshahedkw.com/index.php?option=com_content&task=view&id=17200
 

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
لبنان الأولى عربيا في احتياطي الذهب

----------------------

الجزائر بالمرتبة 23 عالميا والثانية عربيا في احتياطي الذهب


الجزائر (CNN)-- احتلت الجزائر مؤخرا المرتبة 23 عالميا في مجال احتياطي الذهب، وجاءت السعودية بالمرتبة 26 على مستوى العالم.


أما عربيا، فقد احتلت الجزائر المرتبة الثانية في حجم الإحتياطي من مادة الذهب، بعد لبنان.

جاء ذلك في التقرير السنوي الصادر عن المجلس الدولي للذهب، وهو أعلى هيئة متخصصة في تقدير سوق الذهب وتعاملاته.

وأشار التقرير إلى أن الاحتياطي الجزائري من الذهب قُدر خلال السنة الحالية بحوالي 174 طنا، وهو ما يمثل 5.6 بالمائة من احتياطي الذهب العالمي.

أما بالنسبة للبنان، والتي تعد أول دولة عربية في مجال احتياطات الذهب، فقد بلغ الاحتياطي ما يقارب 287 طنا، أي بنسبة 24.1 بالمائة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الامارتية.

وفيما يتعلق بالسعودية، فقدر احتياطي الذهب لديها بنحو 143 طنا، أي ما نسبته 7.9 بالمائة.

كما بين تقرير المجلس الدولي للذهب، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تزال على رأس قائمة مالكي احتياطيات الذهب، إذ بلغت نسبتها عالميا أكثر من 60 بالمائة، رغم كونها غير منتجة لهذه المادة.

وأشار التقرير إلى أن احتياطي الذهب الأمريكي بلغ أكثر من 8133 طنا، تلتها ألمانيا باحتياطي بلغ 3433 طنا، ومن ثم فرنسا بنحو 2945 طنا.

http://arabic.cnn.com/2005/business/8/8/akgeria.gold
 

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
يجب زيادة احتياطي الذهب للدول العربية على الاقل كتنويع للاستثمار وحسب المثل القائل لا تضع بيضك في سلة واحدة
 

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
ماذا عن الشرق الأوسط الكبير؟

gmt 0:45:00 2008 الأربعاء 17 سبتمبر

الشراع اللبنانية



--------------------------------------------------------------------------------


محمد العربي المساري

تطوى في هذه الأيام صفحة من تاريخ البشرية فتحها «المحافظون الجدد» في الولايات المتحدة الأميركية، حين أعلنوا عزمهم على تغيير العالم. وفي لحظة إشراق من تلك التي تلمع فيها الأفكار المؤسسة للتحولات الحاسمة، ظهر لتلك الجماعة أن مصير العالم مرتبط بتطور الشرق الأوسط، وأضافوا نعتا لهذا المصطلح الجيوستراتيجي وهو لفظة «الكبير» قصد توسيع مجال الرؤية. وركزوا في الأذهان أن تصحيح الوضع في ذلك الفضاء الموبوء بأشد الأمراض فتكا، أمر مستعجل.

كانت الأفكار التي عبروا عنها في نطاق «مشروع القرن الأميركي الجديد» قد نضجت مكتملة المعالم، حينما أصبحت محاربة الإرهاب متصدرة جدول الأعمال. واعتبرت تلك المعركة هي الأهم بعد انهيار الإمبراطورية الحمراء. وعندئذ بدا أنه لا بد من البدء بإصلاح أحوال المنطقة الممتدة من بوغاز جبل طارق إلى جبال أفغانستان.

وتعالوا نراجع الورقة التي قدمها الرئيس بوش إلي مجموعة الثمانية في فبراير 2004، في سياق التبشير بنظرية المحافظين الجدد لدى كبار الفاعلين في القرار العالمي بمن فيهم الاتحاد الأوربي وحلف الناتو. وكانت الورقة تتضمن بكيفية جوهرية أن المنطقة الموبوءة إياها «تمثل تحديا وفرصة فريدة للمجتمع الدولي، وتنطوي على تهديد واضح للمصالح الوطنية لكل دول العالم».

وجاء في الورقة أن كتلة بشرية مهمة في المنطقة، هي الدول العربية، يكاد مجموع إنتاجها الوطني يماثل أقل من نظيره في دولة أوربية واحدة هي إسبانيا، مما يؤشر على هشاشة الأوضاع.

ومن مواصفات المجموعة المذكورة، أن أربعين في المائة من أفرادها أميون. وأنه بحلول سنة 2010 سيدخل سوق العمل فيها 50 مليون شاب، وسيضاف إليهم 100 مليون في 2020، وأن ثلث أفراد المجموعة يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، وأن 51 في المائة من شبابهم عازمون على الهجرة إلى أوربا.

وأمام هذه الحالة القابلة للانفجار يجب على دول العالم أن تتحرك بنجاعة، من أجل مساعدة دول المنطقة على إعداد مخططات تؤمن تحسين مستوى المعيشة، وطرق التدبير، وخاصة إشاعة الديموقراطيا، وبناء مجتمع معرفي، وتوسيع الفرص الاقتصادية.

ومعلوم أن مواصفات الأزمة كما قدمتها الورقة تكاد تنطبق على جهات أخرى من العالم، في آسيا وأميركا اللاتينية، فضلا عن إفريقيا. ولكنه معلوم أيضا أن تلك المناطق ليس فيها شيئان، يحركان الصراعات التي تدور حولها السياسة العالمية، وهما البترول وإسرائيل.

وكانت مقاربات مماثلة سابقة مركزة على ضرورة سيادة الديموقراطيا في الدول المتخلفة عموما، قد بدأت تتردد في أفق السياسة العالمية منذ الثمانينيات، للتبشير بأن رؤية جديدة لأحوال العالم تدخل فيها المسألة الديموقراطية، يجب أن تصبح هدف أوليا للمجتمع الدولي.

وفي هذا الصدد بادرت الولايات المتحدة إلى تضمين عنصر حقوق الإنسان في معايير صياغة علاقاتها مع مختلف دول العالم، ونظم مؤتمر هلسنكي للسلم والتعاون في أوربا، وتم تسريع دمقرطة جنوب القارة الأوربية، ووصل الأمر إلى رفع شعار «حق التدخل الإنساني» لفرض احترام حقوق الإنسان.

وتطورت الأمور بسرعة حينما انهار جدار برلين، وشعر الرئيس بوش الأب في مستهل التسعينيات، أن في إمكانه أن يعلن «ميلاد نظام عالمي جديد». وتم ذلك في غمرة توجهين اثنين هما التكريس النهائي لمبدأ اقتصاد السوق، والتطور الهائل لتكنولوجيا الإعلام. وكانت أميركا وراء المسألتين، فهي التي تبنت المسلسل الذي أدى إلي التوقيع على ميثاق المنظمة العالمية للتجارة. وهي التي أفرجت عن نظام لتدفق المعلومات، الذي كانت تستعمله فقط في أغراض عسكرية، وأصبح متاحا للعالم أن يستعمل الشبكة العنكبوتية منذ بداية التسعينيات، بكيفية ازدادت اتساعا مع السنين، وازداد وضوحا أيضا أن تلك الشبكة تتطور تحت العين الساهرة في أميركا.

ونتيجة التفوق الأميركي المطلق، تكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا، خامر المحافظين الجدد الشعور بأن شؤون العالم يجب أن تسير بالضغط على أزار في لوحة قيادة هم الماسكون بزمامها. وسجل حوزيف ني في كتابه «مفارقات القوة الأميركية» أن كوندوليزا رايس، وهي بعد أستاذة للعلاقات الدولية، قد كتبت أثناء الحملة الانتخابية في سنة 2000 أن الولايات المتحدة يجب أن تحدد أهدافها على الصعيد الدولي انطلاقا من مصلحتها الوطنية، وليس اعتبارا لمصلحة مفترضة للمجتمع الدولي. وكان هناك اتجاه يقول إن الولايات المتحدة يجب أن تكيف المحافل، التي يتخذ فيها القرار الدولي، بما يضمن السير في الخط الذي ترسمه هي. ذلك أن المحافل المتعددة الأطراف ومقتضيات «التعاون» تحد من حرية التصرف.

وأثناء ولايتين متواليتين للرئيس بوش الابن، رأينا أن تلك الفكرة، أي النظرة الأحادية للشؤون الدولية، أضحت هي القاعدة الذهبية للسياسة التي سارت عليها واشنطن. وكانت المنطقة العربية هي الشاشة التي عكست تطبيقات تلك السياسة، طيلة الوقت. وبتذكر ما حل بمنطقتنا، يشعر المرء وكأنه يعيد قراءة ما تم تدوينه في صفحات الموقع المشار إليه المحتضن لأفكار «مشروع القرن الأميركي الجديد».

وحدثت كثير من الأمور في العالم، دون أن تتأثر كثيرا أو قليلا بعقيدة المحافظين الجدد، أو برغبتهم. فقد ظهرت الهند والصين على نحو باهر كقوتين لهما اعتبار في خريطة العالم. وقد كرس توماس فريدمن كتابا لبيان ذلك وهو بعنوان «العالم مسطح». وهو يريد أن يقول بأسلوبه الرشيق أن العالم لم يعد كرويا، لأنه مجتمع يتكون من أجزاء بعضها بجوار بعض، وليس بعضها في جانب، وبعضها في جانب آخر.

ولا بد أن يخالجك وأنت تقرأ الكتاب، وهو في 472 صفحة في طبعته البرتغالية، شعور بأن الدول التي تتقدم، أنجزت ما خططته، لأنها قررت لنفسها أهدافا محددة، وتعبأت لإنجاز مخططاتها، ولم يوجد من يعرقل تقدمها. وهو ما يمكن قوله أيضا عن البرازيل، التي ما فتئت تستفيد من القاعدة الصلبة التي بناها العسكر، طيلة عقدين سادت فيهما عقيدة «الوطنية الاقتصادية»، لأن العسكر انخرطوا بجد في تجربة تقوم على أن البرازيليين يجب أن ينتجوا بأنفسهم كل ما يحتاجونه، من الطنجرة إلي الصاروخ. وكذلك كان.

إن الأمم التي تتسلح بمخطط، هي التي يمكنها أن تتقدم. وهذه هي القصة التي كتبتها كوريا الجنوبية، وماليزيا، وسنغفورة، وقبلها اليابان. وقطار الراغبين في التقدم سائر لا ينتظر المتعثرين. والعبرة دائما هي بوجود مخطط للإصلاح ينبع من الذات. وهو ما حاوله العرب في قمة تونس. حاولوا أن يوجدوا جوابا على مشروع الشرق الأوسط الكبير. ذلك المشروع الذي لم يتحقق منه، إلا ما كان من تدمير العراق، وإتلاف معالم الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

ربما جاز لنا أن نتوقع الآن أن درجة الأحادية القطبية قد تخف. وربما تعود أميركا إلى أن تتعامل مع العالم، بإدراك جديد للأمور. ولربما تساعد على ذلك أزمة القوقاز.

ربما يصحو العرب ويبادروا، وهو الأهم، إلى أن يصنعوا مشروعهم. منذ أكثر من قرن توالت المشاريع المخطط لها من قبل الغير. لم تكن هناك مبالغة في ورقة بوش إلي مجموعة الثمانية، حينما نص على أن مصير العالم مرتبط بما يحدث في هذه المنطقة. وسيصنع العرب كثيرا من الخير لنفسهم وللعالم إذا ما قرروا أن يملكوا مقاليد مصيرهم.
 
أعلى