أزمة السوق أفنت مدخرات المتداولين والبعض صُنفَ ضمن الفقراء في أيام

التسجيل
21 يوليو 2006
المشاركات
499
الإقامة
الكويت
متدالون يروون لـ «النهار» تجربة «الأيام السود»:
أزمة السوق أفنت مدخرات المتداولين والبعض صُنفَ ضمن الفقراء في أيام

جمال عبد الحكيم
c79717ba-1c5f-44c7-b238-76ec5b487036_main.jpg

ازمة البورصة الكويتية

قد لا يغني الوصف الاجمالي لما وقع في سوق الكويت للأوراق المالية من ازمة تصحيح عن سماع روايات المتداولين الذين عايشوا هذه الازمة التي أتت على مدخراتهم ففقد بعضهم كامل تلك المدخرات وبهذا انتقل من زمرة الاثرياء الى الفقراء فيما فقد بعضهم الآخر نحو 70 في المئة من تلك المدخرات.
ولقد كانت ايام الازمة التي مازال بعضهم يتوجس منها مليئة بالقلق والخوف والاضطراب وكان اللون الأحمر هماً يحبس الأنفاس اثناء النهار ويتحول الى كابوس يحرم على العين النوم في ساعات الليل الساكنة.
وهناك بعضهم الذي نجا من هذه المحنة بخسائر قليلة وكانت سبل النجاة قدرية فأحد هؤلاء قرر ان يوقف تداولاته ويخرج من السوق ليرافق والدته الى اميركا فيما اتبع آخر انذارات التحليل الفني التي اشارت عليه بالخروج فاسرع لا يلوي على شيء.
في التحقيق التالي تعرض «النهار» روايات بعض المتداولين وكيف عبرت الازمة على مدخراتهم وهنا نص التحقيق:

المتداول م. ح ويعمل في مجال التحليل المالي ويقدم استشاراته الفنية للشركات والمحافظ والأفراد يروي قصته مع الأزمة فيقول: لقد قررت الخروج من السوق بدءاً من يوم 10 أغسطس الماضي حيث بدأت ألمح بوارد تصحيح احترافي وهو التصحيح الذي يقوم به كبار المتداولين وتأخذ آليته شكل البيع الكثير والشراء القليل.

وأضاف ان التحليل الفني الذي اتبعه كشف السوق حيث كان المؤشر الوزني يعطي انذارات للخروج من السوق وقد رصدت الانذار الأول من هذه الانذارات في منتصف شهر يوليو في تلك الآونة كان السوق متذبذباً وبدأت قيمة التداولات في التراجع كثيراً وتراوحت ما بين 70 و80 مليون دينار وهذا يعني ان هناك احتجاباً عن الشراء والدليل على ذلك ان اغلب التداولات في تلك الأثناء كانت تتم على سهمي زين ومنا القابضة.

وقال ان الاسهم القيادية هي التي اعطت المؤشرات الأولى بقرب التصحيح ولانني كنت أدير محفظة استثمارية بخمسة ملايين دينار تتكون من اسهم الوطنية العقارية ومجموعة المخازن والصناعات الوطنية وبيتك وبيت التمويل الخليجي وزين فقد قررت ان اخرج واوقف الخسائر بعد ان تكبدت خسائر بلغت 5 في المئة وقدرت انني لو بقيت لما بعد العيد لارتفعت تلك الخسائر الى 95 في المئة وهذه التجربة علمتني الفائدة الكبرى لتعليم التحليل الفني وانا انصح جميع المتداولين بتعلمه حتى لا يقعوا في مصيدة السوق.

ويستطرد قائلاً: لقد نصحت الكثير من المتداولين من الاصدقاء بالخروج من السوق لكنهم لم يستجيبوا على امل ان يتحسن اداء السوق لكن التراجع المستمر والتصحيح الشديد جعلهم يندمون ندماً كبيراً.

وحين سألته متى ستقرر العودة؟ أجاب، لن اعود حتى يرتفع المؤشر الى مستوى 13.200 نقطة فعند هذا المستوى يكون المؤشر قد كسر حاجز المقاومة الشديدة التي يلقاها عند مستوى 13.000 نقطة وبلوغ المؤشر للمستوى الأول 13.200 نقطة سيمثل نقطة انطلاق السوق للأعلى محققاً ارقاماً جديدة.

واعتبر المتداول ان قطاع الاستثمار كان الأكثر خسارة يليه قطاع العقار فالصناعة وكانت مجاميع اجيليتي والصناعات الوطنية والمجموعة الدولية للاستثمار والصفاة من اكثر المجاميع خسارة.

وأضاف: ان صغار المتداولين كانوا وقود الخسارة التي حلت بالسوق جراء الأزمة الاخيرة وقد كانت الخسارة في هذه الأزمة عامة شملت ايضاً المحافظ الاستثمارية الصغيرة وبعض المحافظ الكبيرة وحتى صناع السوق خسروا هم الآخرون من خلال عقود الآجل التي شروها من اصحابها بعد ان عجزوا عن سداد قيمتها في اوقاتها لكن صناع السوق لم يستطيعوا بدورهم تصريفها لعدم وجود مشترين. وأشار الى طائفة من المتداولين رفضت البيع اثناء الأزمة وقال ان اولئك المتداولين قد اخطأوا لأن وقف الخسائر هو من المبادئ المعروفة في مثل هذه الحالات.

- بدوره يقول م. ب وهو أحد صغار المتداولين الذين ينشطون في متابعة السوق لقد توقعت الازمة منذ وقت مبكر وذلك من خلال التحليل الفني وتداولاتي في البورصات العالمية لانني اتداول منذ فترة بعيدة في السوق الأميركي لذا قررت الخروج من السوق حين بدأ في التراجع.

ويضيف بعد عيد الفطر اغرتني الاسعار الموجودة في السوق التي تراجعت لمستويات غير مسبوقة قد خلت مرة ثانية لكن الاسعار استمرت في التراجع وبدأت اخسر وبلغت خسارتي نحو 30 في المئة من قيمة الاستثمارات، وهنا بدأت في الخروج من جديد، وأنا أعتقد أن السبب في أزمة السوق مرجعه الى عقود الآجل التي حان أجل سدادها، وبدأ أصحابها في بيع أسهمهم للتكييش ورفع قيم تلك العقود، وهذا أسهم في عرض كثير من الأسهم بالحد الأدنى، وهناك أيضا أزمة عقود المارجن التي تحقق خسارة كبيرة، يضاف الى السببين السابقين العامل النفسي الناتج عن الانهيارات التي يسمح بها المتداول في الأسواق العالمية.

ويتذكر (م. ب) احدى العمليات التي خسر فيها فيقول: «لقد اشتريت 20 ألف سهم من «الصفوة» على سعر 190 فلسا وأخذ السهم في التراجع حتـى بلغ 126 فلسا، عند ذلك المستوى اشتريت مرة أخرى 200000 سهم، وحين ارتفع السعر لـ 140 فلسا سمحت بتصريف البعض، وهأ نذا لا أستطيع تصريف البقية في وقت بلغ فيه السعر نحو 97 فلسا.

ويحمد (م. ب) الله على حجم الخسائر الذي وقع له والذي يعد صغيرا بالمقارنة بالآخرين، حيث يقول: ان كثيرا من الاصدقاء قد وقعوا في خسائر ضخمة، فأحد هؤلاء بلغت خسائره نحو 800 ألف دينار خسرها في عقود الآجل، وهذا المبلغ يمثل كل رأسماله.

أما المتداول (ف. ع) فقد حالفه الحظ بطريقة فريدة حيث قرر التخلص مما لديه من أسهم والخروج من السوق بسبب مرض والدته التي اضطر لايقاف عمله والذهاب معها للعلاج في أميركا.

وفي أميركا بدأ (ف. ع) يسمع عن أزمة الرهن العقاري وانعكاساتها على القطاع المالي، وبعد العودة من رحلة العلاج راح يتلمس آثار الأزمة التي أحدقت بسوق الكويت للأوراق المالية فوجد أن أغلب أصدقائه من المتداولين قد حققوا خسائر ضخمة حتى أن البعض منهم قد فقد أكثر من 70 من المئة من أمواله، وأغلب الخسائر

كانت في صفوف صغار المتداولين وأولئك الذين استثمروا في الآجل.

وحول الموعد المتوقع لاستئناف نشاطه في التداول أكد (ف. ع) انه لا يستطيع العودة للسوق في الوقت الراهن، متوقعا أن يحدث تراجع أكبر في الفترة المقبلة، حتى في ظل تدخل الهيئة للتداول، فهيئة الاستثمار - كما يقول - لديها رقم من الاستثمارات لا يمكن أن تتجاوزه، فهي لن تخاطر بتحميل خزينة الدولة أكثر من اللازم، وقال: «ان هناك احتمالاً بأن تلجأ السلطات المسؤولة عن البورصة الى اغلاقها اذا تراجع المؤشر دون الـ 9.000 نقطة، وهذا أمر متوقع، فالمؤشر السعودي وصل لخمسة آلاف نقطة والوضع لدينا ليس أفضل كثيرا من الأسواق المجاورة.

وتوقع (ف. ع) ان تأتي الارباح السنوية ومن ثم التوزيعات متدنية لأغلب الشركات، مشيرا الى أن عدداً لا يستهان به من كبار المتداولين يعمل على التخارج من أسهمه ونصح ف - ع المتداولين بعدم الانجرار وراء الاسعار المغرية الحالية للاسهم والانتظار حتى يدب الانتعاش في البورصة، فالوقت من وجهة نظره لازال مبكراً.

المتداول ي- ي يقول: لقد خسرت اكثر من 17.000 دينار من حجم استثماراتي التي تبلغ 35.000 دينار، وتم ذلك في اقل من شهر، في البداية كان لدي عدد من الاسهم الدينارية، وعندما بدأ السوق في التراجع وبدأت هذه الاسهم تفقد قيمتها بدأت في الخروج منها بعد ان خسرت نحو 30 في المئة من قيمتها، وتحولت للاسهم الرخيصة التي لا تتجاوز اسعار بعضها الـ 100 فلس، لكن هذه الاسهم نزلت بصورة اكبر وكانت خسارتي فيها افدح، وفي تلك الاثناء لم استطع ان اتخذ القرار المناسب للدخول او الخروج، فالتصحيح كان شديداً وكل التحليلات التي وضعناها فشلت في التطابق مع الواقع، وكل القرارات التي اتخذناها قادتنا الى طريق واحد لا ثاني له وهو الخسارة

وأعطى ي -ي امثلة على خسارته، فأوضح: لقد اشتريت سهم البنك الدولي بـ 520 فلساً كان ذلك في شهر اغسطس الماضي، واضطررت لبيعه بعد شهر بـ 400 فلس وقد خسرت في هذه العملية نحو 14 ألف دينار.

والحمد لله على ذلك، فقد تراجع السهم لمستوى 375 فلساً ثم وصل سعره في وقت سابق لـ 325 فلساً.

ويضيف ي - ي: لقد اشتريت سهم صافتك وهو من الاسهم الجيدة بسعر 100 فلس وبعته في وقت سابق بـ 89 فلساً بعد ان خسرت نحو 12 في المئة من رأسمالي.

وأعتبر ي - ي ان ما يجري في اسواق العالم لا يعدو كونه لعبة كبيرة لها علاقة بالانتخابات الأميركية.

وقال: ان تدخل هيئة الاستثمار للاستثمار في البورصة اقتصر على الاسهم الكبرى، لكن الاسهم الصغيرة لا احد يسأل فيها، رغم ان اسعار بعضها وصل لدرجات مغرية، وبالاضافة لهذا الموقف الغريب للهيئة فان اغلب المتداولين ليس لديهم الثقة في السوق وهم لهذا يتجنبون الدخول.

ولفت الى ان: احوال السوق قد اصابتنا بالاحباط حتى ان بعضهم لا يريد ان يجلس مع اهله او يقابل اصدقئه، فبعد ان عوضنا الخسائر التي وقعت لنا في 2006، فان ازمة السوق الاخيرة مسحت هذه المكاسب كلها، بل واستقطعت جزءاً كبيراً من الاصول، وهذا الواقع جعلنا نفضل الخروج من الكويت كلها حتى ننسى البورصة والخسائر التي منينا بها.

النفيسي: الظروف التي تمر بها البورصة تتغير يومياً

قال رئيس مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ناصر النفيسي ان الظروف التي تمر بها البورصة الكويتية حالياً تتغير بصفة يومية يصعب التكهن خلالها بتحديد مسار السوق على المستوى المنظور الأمر الذي يتطلب من المتعاملين توخي الحذر والحيطة لأن الوقت الحالي حساس ولابد من الانتقائية على الأساس النقدي لأنه هو الملاذ الآمن. وحذر النفيسي من تفاقم حالة الهلع التي تصيب بعض المتعاملين جراء الانخفاضات التي تلف أسواق المال العالمية والخوف من ان تلقي بظلالها السلبية على السوق الكويتية، حيث صاحبها يتأثر نفسياً ولا يستطيع أحد ان يثنيه عن منطقه المتسرع ولأنه من الصعب أيضاً التعامل مع شخصيات منفعلة بناء على قرارات متسرعة.

خبراء ينصحون المتعاملين بالتريث في أوامر الشراء والبيع

رسم خبيران اقتصاديان ومسؤول في شركة استثمارية المتعاملين في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) خريطة طريق آمنة تقي شرائح المستثمرين من تكبد خسائر مالية كبيرة في ظل حال التباين التي تطال القطاعات المدرجة.

وقالوا ان التسرع في اعطاء الاوامر سواء كانت في الشراء أو البيع ليست في صالح العملية الاستثمارية في السوق مشيرين الى ضرورة عدم الالتفات الى ترويج الشائعات حول بيانات الربع الثالث التي قد يستفيد منها بعض المضاربين.

وأضافوا أنه على الرغم من بدء قطاع البنوك في الاعلان عن ارباح هذه الفترة الا أن السوق لم يتفاعل بعد معها نظرا لتأخر بعض الشركات الاستثمارية في الافصاح ماقد يخلق فجوة بين المتعاملين الذين يخشون من انتظار بيانات مخالفة لتوقعاتهم.

وحذروا من مغبة الانصياع الى بعض الفتاوى التحليلية التي تتعلق بسيناريوهات مستقبل السوق خلال الفترة المقبلة والتي يطلقها من يفتقد الى الخبرات في القرءاة الفنية لسوق الأسهم. وقال رئيس مكتب (أرب) للاستشارات الاقتصادية علي رشيد البدر انه يجب الا يهلع المتعاملون في البورصة من الهبوط الذي يمر به السوق حاليا خاصة في ظل الانحدار السريع التي تعيشه اسواق العالم ومن ضمنها السوق الكويتية.

ونصح البدر صغار المتعاملين بعدم التفريط في اسهمهم بسرعة حيث ان سمة الانخفاضات تكون وقتية ومن بعدها تعاود الأسعار مستوياتها التي كانت عليها ما قد يجعل من يفرط باسهمه الحسرة جراء الخوف من الخسائر.

واكد ان الخوف المبالغ فيه لايوجد ما يبرره وعلى المتعاملين دراسة المحفظة المستثمر فيها على اسس واقعية تعتمد على اعطاء عوائد سنوية مجزية لذا لابد التعقل من واتخاذ القرار المتأني وليس المتسرع الذي يكبد صاحبه الخسارة

ونصح الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية (هيرميس- ايفا) أنس الصالح المتعاملين بعدم الانصياع الى الذعر التي تمر به الاسواق العالمية مايؤثر على قراراتهم الاستثمارية في السوق الكويتية علاوة على ضرورة زيادة المعرفة بشركاتهم محل الاستثمار في البورصة والا يدخلوا أنفسهم في مشكلة تمويلية.

وأضاف الصالح انه على المتعاملين في السوق لا سيما الصغار منهم قراءة الموازنات والدخول عبر الاستثمار المؤسسي عبر الصناديق الاستثمارية حيث تنويع المخاطر التي تقيهم الخسائر الكبيرة والتي تعمل على توزيع الاصول الجيدة حيث تشير الارقام الأخيرة الى الأداء الجيد لتلك الصناديق حتى في ظل الانخفاضات التي منيت بها السوق في الايام الماضية.
 

سياف

عضو نشط
التسجيل
9 يوليو 2008
المشاركات
686
انا باقي لي حد ادنى مرتين واعلن افلاسي
 
أعلى