يشكل العمل ( الوظيفة ) جزءا كبيرا من حياتنا اليومية
فهو يشغل ما يقارب ثلث اليوم في الأحوال المعتادة
وذلك بواقع 8 ساعات يوميا منذ الخروج من المنزل حتى العودة ثانية
هذا في غير الأحوال الاستثنائية ( للبعض ) ممن يمتد عملهم لأكثر من هذه الساعات
بالاضافة الى ما يشغله العمل من حيز التفكير الذي يمتد لأكثر من ساعات العمل
لذا فان العمل يشكل أهمية كبرى في حياتنا
لما يشغله من وقت ولما يسببه لنا من ضغوط
تؤثر بشكل كبير على مسار حياتنا
وذلك على جميع الأصعدة ولاسيما الاجتماعية
بيئة العمل :
تتكون بيئة العمل من : المكان ، المسئول ، الزملاء ، الموظف
مكان العمل :
المفترض أن تتوفر في مكان العمل المستلزمات الضرورية
لتوفير البيئة المناسبة والمريحة لأداء العمل بالشكل المطلوب
وغالبا ليس لنا خيار في تحديد شكل ومضمون المكان
لان مثل هذا الأمر يخرج عن إرادة وقدرة الموظف على تغيير ه
إلا بالانتقال من مكان عمل لآخر
المسئول :
وهو الشخص المشرف بشكل مباشر على الموظف
والذي يكون على علاقة يومية به
ويكون المسئول عن تقييم الموظف ومتابعته
وكذلك لسنا نحن من نختار المسئول
ولا علاقة لنا بتغييره أو اختيار من نرغب به
إلا بالانتقال من مكان إلى آخر
الزملاء :
وهم ينقسمون إلى قسمين :
زملاء ذو اتصال مباشر بشكل يومي
وهم من نعمل معهم في نفس القسم أو المكتب
زملاء ذو اتصال غير مباشر وهم العاملين في نفس المكان
وقد نلتقي بهم بين فترة وأخرى
وكذلك لا دخل لنا في اختيارهم
ولكن نستطيع أن نحدد طريقة تعاملنا مع كل منهم
الموظف :
أنا وأنت و أنتِ
يختلف الموظفون من حيث التزامهم في أوقات وطريقة أداء العمل
ولكن لا يكاد يختلفون في رغبتهم بـ :
* الترقية لدرجة أعلى
* الحصول على المكافآت المالية
* الحصول على التشجيع والتقدير
* الحصول على منصب أفضل ( مسمى وظيفي )
الكل يسعى إلى ذلك ولكن ....
هل الكل يعطي بقدر ما يرغب في الأخذ ؟
هل الكل يحصل على قدر ما يعطي ؟
هل الكل يرضى بما يحصل عليه ؟
هناك عدة أمور تتحكم فيما نعطي وما نحصل عليه
والمفترض أن كل منا يعرف مقدار عطائه الفعلي ومقدار ما يستحق
لكن مع الأسف نحن لا نكون منصفين مع أنفسنا في اغلب الاحوال
ولا ننتبه لذلك ...
من يعمل من أجل الترقية ولا يحصل عليها قد يصاب – غالبا - بالإحباط
من يعمل من أجل المكافأة ولا يحصل عليها قد يصاب – غالبا - بالإحباط
من يعمل من اجل التشجيع والتقدير ولا يحصل عليه قد يصاب – غالبا - بالإحباط
من يعمل من اجل المنصب ولا يحصل عليه قد يصاب – غالبا - بالإحباط
هل نحن نستحق أم لا نستحق ...ذلك شأن آخر لسنا في سبيل الخوض فيه
ما يهمنا الأثر النفسي والعملي المترتب على الإحباط
دائما المحبطون وغير الراضين هم الأكثرية
هذا الإحباط والضيق ينعكس أثره السلبي على حياتنا الشخصية
وعلاقتنا بالمحيطين بنا من أهل وأصدقاء
وحتى في التعامل مع الآخرين في كل مكان
وهذا جانب واحد فيما يسببه لنا العمل من ضغط نفسي
وهو أهم الجوانب ...
على اعتبار أن الجوانب الأخرى تتعلق بأساليب العمل وأخلاق وقيم العاملين :
* مسئول يسرق جهدك أو يجيّره لصالحه
* زميل عمل يعمل على زرع الشقاق ليصل هو
* زميل يسيء لك لأغراض شخصية
* تكتلات واستقطاب وحرب خفية
* ناهيك عن المراجعين لمن تكون طبيعة عمله
التعامل المباشر معهم
وغيرها......
كل ذلك يشكل العمل ضغطا نفسيا كبيرا على كثير من الموظفين
كيف نواجه كل ذلك ؟
لاشك أن كل نوع من المشاكل له طريقة أو أكثر لمواجهتها
وتختلف هذه الطرق والأساليب باختلاف الأشخاص وطبيعة المشكلة
فقد ينفع أسلوب معين مع احدنا ولا ينفع نفس الأسلوب مع شخص آخر
لذا نعمل على حل هذه المشاكل وفقا للخيارات المتاحة ان توفرت مثل هذه الخيارات
وهناك طريقة للتعامل مع كل هذه المشاكل
بل تجاوزها وعدم إعارتها أي أهمية
وهي :
أن نعمل مستحضرين النية
بالعمل الخالص لوجه الله سبحانه وتعالى ابتغاء مرضاته فقط
من يتمكن من الوصول إلى هذه الحالة
لن يشعر ولن يهتم لأي مشاكل في العمل
لان هدفه واضح ومحدد ....
فهو لا يتعامل مع البشر و إنما مع رب البشر
لنجرب ذلك ....بالبدء في تدريب انفسنا على هذا النوع من التعامل
..................
قال الله تعالى :
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
( التوبة : 105 )