الصحافة البريطانية: أحد أصدقاء إسرائيل يخطئها

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
ما زالت تداعيات الحرب على غزة تهيمن على جل الصحافة البريطانية بين مؤيد لها ومحذر من التمادي فيها وتسيسها وفق مصالح الأطراف المعنية وتوقعات الموقف الأميركي من النزاع في الشرق الأوسط مع العام الجديد.

السياسة الواقعية
في تعليق له بصحيفة غارديان بدأ نيك بالمر -عضو البرلمان العمالي عن مدينة بروكستو البريطانية- بأنه كان وما زال عضوا في هيئة أصدقاء إسرائيل العمالية منذ زمن طويل لسبب ليس له علاقة بأي عوامل دينية أو عرقية أو انتخابية. وأنه ما زال عضوا فيها إلى الآن.
"
السياسة الإسرائيلية تجاه غزة خطأ من حيث المبدأ وشاذة عمليا وهي الآن تضر بتوقعات السلام على المدى الأبعد
"
غارديان

ورغم ذلك -كما قال بالمر- أحيانا يحتاج الأصدقاء لأن يقولوا لك إنك تجاوزت الحد. وهذه واحدة من هذه المرات. وأضاف أن السياسة الإسرائيلية تجاه غزة خطأ من حيث المبدأ وشاذة عمليا وهي الآن تضر بتوقعات السلام على المدى الأبعد.

وأضاف أن المشكلة تكمن في أن رد إسرائيل يتجاوز قيادة حماس والجماعات الإرهابية -حسب قوله- ويتعداه إلى كل السكان المدنيين. وهذا الرد غير متكافئ كليا، كما لو كنا شننا غارات جوية على دبلن ردا على اعتداءات جماعات جيش التحرير الإيرلندي.

وعلق بالمر بأنه ربما كانت هذه هي السياسة الواقعية -سياسة مبنية على عوامل عملية ومادية لا على عوامل نظرية أو أخلاقية- وتساءل هل ستجعل هذه السياسة المنطقة آمن؟ وهل هناك أي إشارة لذلك؟

وقال إنه من الصعب تفادي الانطباع بأن القصد من العملية تعزيز موقف الأحزاب الحاكمة قبل الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة وإضعاف حماس قبل تسلم الرئيس الأميركي أوباما زمام السلطة.

وأضاف أن من واجبنا نحو أصدقائنا الإسرائيليين أن نكون صرحاء معهم. فقد تمادوا وسيخسرون تأييد الأطراف التي هم بحاجة لها، بما في ذلك بريطانيا. وقد حان وقت التوقف والتفكير.

صمت مطبق
وفي سياق متصل بما يجري في المنطقة أيضا كتبت ذي تايمز أنه مع إطلالة العام الجديد على الضوضاء المعتادة الكئيبة للحرب في الشرق الأوسط، كل ما يمكن أن يُسمع من باراك أوباما هو هذا الصمت المطبق.
"
هناك شك بأن أوباما -بالنظر إلى أولوياته- سيكون ميالا لنهج أكثر توازنا في السياسة الأميركية مما كان عليه الوضع خلال ثماني السنوات الماضية
"
ذي تايمز

واعتبرت الصحيفة هذا الصمت مثيرا للاهتمام. فالعالم أجمع ينتظر على أحر من الجمر أن يبدأ أوباما بالوفاء بوعده في التغيير.

وعلقت بأن هناك شكا بأن أوباما -بالنظر إلى أولوياته- سيكون ميالا لنهج أكثر توازنا في السياسة الأميركية مما كان عليه الوضع خلال ثماني السنوات الماضية.

وقالت إن ما تعنيه كلمة "توازن" بالضبط ليس واضحا دائما. فالجماهير المعادية لإسرائيل تعتقد أنها قد تشمل أي شيء بدءا من معارضة شفهية أشد للمستوطنات والتدخل العسكري الإسرائيلي في أوسع تخيلاتهم، عقوبات ضد إسرائيل إذا فشلت في القيام بما يعتبر ضروريا لجلب السلام إلى المنطقة.

وأضافت أنه يصعب إيجاد أي شيء في مواقف أوباما العامة يؤيد هذا الجدال.

فهو لم يحد بشكل واضح عن الخط الأساسي الذي سلكه سلفه. ويؤكد ذلك خطابه المؤيد لإسرائيل بقوة أمام اللجنة الأميركية المناصرة لإسرائيل المعروفة بـ"إيباك". وما أعقب ذلك من رحلته للشرق الأوسط وملاحظاته المباشرة التي عبر فيها عن تضامنه القوي مع المواطنين الإسرائيليين الذين يتعرضون لهجمات حماس الصاروخية، ناهيك عن سجله الحافل في مجلس الشيوخ الأميركي المؤيد لإسرائيل.

وأشارت ذي تايمز إلى أن التحديات التي تواجه أوباما -كإنقاذ الاقتصاد الأميركي وكسب الحرب في العراق وأفغانستان- لن تترك له كثير وقت لمبادرات جذابة جديدة بشأن المسألة الإسرائيلية الفلسطينية. وهذا قبل اضطراره للبت في كيفية التعامل مع الخطر النووي الإيراني المتزايد.

تسييس الحرب
ومن جهتها كتبت فايننشال تايمز أن هجمات إسرائيل المستمرة على غزة من المحتمل أن تلعب دورا هاما في تشكيل نتيجة الانتخابات العامة الإسرائيلية في فبراير/شباط، مع مؤشرات استطلاعات الرأي بتزايد التأييد لإيهود باراك وزير الدفاع زعيم حزب العمال.

فقد بينت الاستطلاعات أن أكثر من نصف الإسرائيليين أيدوا استمرار الغارات الجوية على غزة، لكن أكثر من الخمس أرادوا من الحكومة أن تشن هجوما بريا واسعا.

المصدر: الصحافة البريطانية
 
أعلى