مقالة عن العراق حقيقة عراك الفتنة

ريفالدو

موقوف
التسجيل
26 أغسطس 2003
المشاركات
698
مقالة عن العراق حقيقة عراك الفتنة




إن القادة السياسيين والمخططين في الدول العربية المجاورة للعراق والجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية المعنية في دولهم بهذا الملف (العراق) يرتكبون الخطأ الفادح بتجاهلهم أنه تاريخياً, قبل وبعد نشأة الدولة العراقية الحالية, والعراق بلد المصائب والنكبات.. بلد المشاكل والمشاكسات .. بلد الانقلابات والتقلبات.. الشعب مغلوب على أمره محطم ، يلعب به سياسيوه المتلونون الذين لا يمكن الوثوق بهم أو الركون إليهم. فمنذ عهد الملك فيصل الثاني, والتقلبات ورياح الثورات والتغيير في الأفكار والإتجاهات لا تهب إلا من "عراك الفتنة" على الأمة العربية. لم يسبق أن اتفق غالبية المؤرخين السياسيين العرب على مسألة تاريخية بقدر ما اتفقوا على أن (العراق) مستنقع, بل هو أكثر من ذلك.. إنه مصيدة ولعنة وفتنه ،لا يأتي منه الخير لبلدانهم.
في حرب (العراق ) على (إيران) جعل من (الأردن) و(دول الخليج) رهينة لنزواته وطموحاته وتطلعاته في المنطقة. ثم جعلهم رهينة لأمريكا بعد غزوه للكويت ، وطوال فترة حصاره من خلال قرارات الشرعية الدولية، وحتى هذه اللحظة. قدم الأردن ودول الخليج الدعم والمساندة السياسية والمعنوية والمالية لـ (العراق) ....المليارات دفعت من خزائن وثروات شعوب وأبناء الخليج لدعمه في حربه مع إيران، ثم عادت تلك الدول وقدمت المليارات من المتبقي في خزائنها وأرصدتها للتخلص من صواريخ (سكود) التي صنعها بذات المال وأرسلها لتسقط تباعا على رأس ذات الشعوب. لقد شق صف الأمة وكسر وحدتها وأفقر شعوبها وجعل الحكومات العربية تقطع شعرة معاوية في ثقتها بعضها ببعض...
إن العراق كلعنة الفراعنة هالك..هالك كل من يحاول الإقتراب منه . لقد حاولت كافة الأنظمة السياسية التي حكمت العراق على مدى التاريخ أن تلبي الاندماج الكامل للطوائف والأعراق كلها في كتلة تاريخية كاملة لها موقف موحد إزاء مشاكل العراق الداخلية, أو إزاء دول الجوار, أو إزاء الإمتداد العربي, فلم تستطع.
لا أدري لم تتعمد المؤسسات السياسية والنخب الثقافية والفكرية لدول الجوار أن تتجاهل التاريخ العربي والإسلامي، وحقائق العراق المرة على الأمة... لا أدري لم لا يؤمن هؤلاء بأن (العراق) بلد لا يغري بفتح علاقة مطلقة معه على شاكلة بقية الدول العربية(مصر، سوريا، فلسطين...). لم تستطع الحكومات العربية, حتى البعثية منها كسوريا, أو القومية حتى النخاع, التعايش مع الأنظمة العراقية المتعاقبة.. إنما تتقارب وتتباعد بناء على مصلحة أو مجموعة مصالح معينة في حينها.
أما المجتمع الأردني, فحاله كحال المجتمعات الخليجية.. غالبية أبنائه متدينون بالفطرة, يعودون إلى ثقافة دينية متقاربة مؤمنه, حيث كافة الأطياف والفئات والتشعبات فيه كإيمان أبناء دول الخليج وشعوبه بخطبة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في أهل العراق....(( يا أهل العراق.. يا أهل الشقاق والنفاق.. لقد كرهتكم وكرهتموني، وأبغضتكم وأبغضتموني ، اللهم اخلفني خيرا منهم واخلفهم أشر مني )).
إنه الإمام علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه وأرضاه, وهذا دعاؤه عليهم..! ولقد تحققت دعوته فلن تهدأ أرض الفتنة وعراكها ،فسوف يبقى ويستمر أهل العراك من نظام حكم سيئ إلى ما هو أسوأ. وبقراءة مبسطة لهذا الدعاء وخلفيته, فالإمام هو علي, ومن غير علي كرم الله وجهه وقدس سره..؟ إنه ذو الحلم و الأناة الذي استنفذ كافة الوسائل والسبل مع أهل العراك والفتنة ليصل إلى هذه المرحلة من الكره واليأس والإحباط و الخذلان والقنوط, والدعاء عليهم بالشر بعد أن أدرك أنة لا فائدة منهم مرجوة، وأنهم في ذاك الوقت أشرار من خلق الله. وعندما يواصل الدعاء عليهم فهذا دليل على عمق معاناته ومأساته واليأس مما وصلت إلية الأمور معهم. يقول كرم الله وجهه فيهم : ((اللهم سلط عليهم فتى ثقيف الزيال الميال يأكل خضرتها ويلبس فروتها)) والمقصود هنا (الحجاج بن يوسف الثقفي).
إن أهل العراق لا ينكرون حقيقة تاريخهم التي تقول أنهم ـ ولازالوا ـ وراء كثير من الفتن منذ نشأة دولة الخلافة الإسلامية وحتى وقتنا الحاضر. هم سبب قتل الإمام علي كرم الله وجهه, وابنه البار الصالح (الحسين). وهم من فتح أبواب عاصمة الخلافة الإسلامية (بغداد) لجيوش التتار المغوليين (الوزيرابن العلقمي) ليدمروا الدولة العباسية والحضارة الإسلامية التي لم يقم لها قائمة بعد فعلتهم .
أما مع (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه.. ومن (عمر) لو رآه الشيطان في طريق لسلك طريقا آخر...... جاء قوم من العراق يشكون لعمر بن الخطاب ولاته عليهم للدرجة التي حاولوا أن يشككوه فيهم ..فسهي في الصلاة..فقال عمر بن الخطاب: ((اللهم عليك بأهل العراق فإنهم قد غروني عن ولاتي. اللهم سلط عليهم الفتى الثقفي لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم)). فهذا ابن الخطاب وهذا حال أهل العراق.
جاء رجل إلى (عبد الله بن عمر) من أهل الكوفة يسأل عن دم البعوض هل ينقض الوضوء أم لا..؟ فقال : يا أهل العراق ما أركبكم للكبيرة وأسألكم عن الصغيرة ...قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تسألون عن دم البعوض.
أما ما قاله سيد الخلق الرسول المصطفى عنهم:

ألا إن الفتنة من ها هنا, وأشار إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان. وفي رواية أخرى من حيث يطلع قرنا الشيطان. رواه البخاري رقم 4104 ورواه الإمام مسلم (2905) ويقصد بذلك ارض "العراق".

129167 - رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 9/105



كما أن هناك قناعة تامة تصل إلى حد الإيمان المطلق لدى شريحة واسعة من أبناء المنطقة بدقة وسلامة وصحة وصف (الحجاج بن يوسف الثقفي) لأهل العراق أيضا: خطب الحجاج في أهل العراق بعد دير الجماجم فقال مما قال (..... يا أهل العراق، يا أهل الكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات، والنزوة بعد النزوات، إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم، وإن أمنتم ارجفتم، وإن خفتم نافقتم، لا تذكرون نعمة ولا تشكرون معروفا، ما استخفكم ناكث أو استغواكم غاو، أو استنقذكم عاص، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم خالع - إلا لبيتم دعوته وأجبتم صيحته، ونفرتم إليه خفافا وثقالا وفرسانا ورجالا..؟ يا أهل العراق، هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم أتباعه وأنصاره..؟ يا أهل العراق ألم تنفعكم المواعظ..؟ ألم تزجركم الوقائع..؟ ألم يشدد الله عليكم وطأته ويذقكم حر سيفه وأليم بأسه ومثلاته..؟
من الواضح في خطبة الحجاج التاريخية لابن الحجاز ـ البعيد كل البعد عنهم ـ أن هناك نظرة ومعرفة ودراية ومفهوم موحد مسبق لدى العرب سابقا تجاه العراك وشعبه, ففي أول لقاء له مع أهل "العراك" ،كان هذا الطرح والتوصيف الدقيق بهم, موضحا حقيقة طبيعتهم (إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم ..وإن امنتم ارجفتم ..وإن خفتم نافقتم ..لا تذكرون نعمة ولا تشكرون معروفا ...) والطريقة المثلى لكيفية حكمهم وإدارتهم .
إن هذا التاريخ الحقيقي والموثق في كل مكتبة من مكاتب الدول العربية من المحيط إلى الخليج وما يتضمنه من أحاديث نبوية شريفه واضحة وصريحة لا يمكن لأي مسئول أو مواطن عربي عاقل يريد أن يعرف حقيقة ما يجري في "عراك الفتنه" حاليا أن يتجاهله ولا يأخذ العظة والعبرة منه ليفهم ويفسر ويستوعب طبيعة ووضع (العراق) وجوهر الصراعات فيه، وبنظرة فاحصة موضوعية أجد أن من حث وحرض وشجع على الغزو الأمريكي, ومن ثم الاحتلال, هي أطراف وشخصيات عراقية معروفة تتبجح بفعلتها المخزية وتفتخر بها..! لا بل وصلت الأمور أن يعترف البنتاجون أن هذه الأطراف خدعته قبل الحرب حين أوهمته بأن الشعب العراقي ينتظرهم بالورود والزهور على أبواب كافة المدن العراقية، لا بل إن المضحك المبكي أنه بينما يطالب أعضاء (جمهوريون) في الكونغرس الأمريكي بضرورة جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق, نجد في المقابل أن كافة الحكومات العراقية المؤقتة المتعاقبة, وشخصيات تافهة وسخيفة وساقطة في أساساتها وبنيتها النفسية والفكرية والوطنية تتبجح بالمطالبة ببقاء هذه القوات المحتلة..!
لذا لابد لهذه الشخصيات والأطراف العراقية أن تدرك تماما أنها وحدها فقط المسئولة عما يجري حاليا في العراق من مجازر وقتل ودمار واغتصاب لنساء العراق..وأنهم وحدهم الذين تآمروا على العراق وأهله البسطاء من لا حول لهم ولاقوه، فكانوا يعملون في السر والعلن من اجل تقسيمه ونهب ثرواته. ففي زمن قصير لا يذكر في عمر الحكومات طال التحقيق الفساد الذي أصبحت رائحته تزكم الأنوف (سبعة وزراء) في الحكومة العراقية المؤقتة، صدرت بحقهم مذكرات توقيف واعتقال ـ رغم تدخل بعض الأطراف لغلق الملف وإيقاف مذكرات الاعتقال مهددين بكشف المستور عن سرقات كبيرة قيل إن جهات "أجنبية" معروفة ضالعة فيها. هؤلاء الوزراء المخلصين الشرفاء خصصوا لأنفسهم, حتى بعد خروجهم من الحكومة المؤقتة المستقيلة (30) حارساً، وخمس سيارات مرافقة أثناء حركتهم وسيرهم ،أما فترة الإيجار للبيوت الحكومية التي يسكنونها فقد قرروا أن تكون (25) عاماً فقط . فهنيئا للعراقيين بهؤلاء المحررين المنقذين للعراق شعباً وأرضاً.

منقول
 

حمود الفشقه

عضو نشط
التسجيل
12 أكتوبر 2008
المشاركات
378
الإقامة
فوق الأرض تحت السماء.
(..... يا أهل العراق، يا أهل الكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات، والنزوة بعد النزوات، إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم، وإن أمنتم ارجفتم، وإن خفتم نافقتم، لا تذكرون نعمة ولا تشكرون معروفا، ما استخفكم ناكث أو استغواكم غاو، أو استنقذكم عاص، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم خالع - إلا لبيتم دعوته وأجبتم صيحته، ونفرتم إليه خفافا وثقالا وفرسانا ورجالا..؟ يا أهل العراق، هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم أتباعه وأنصاره..؟ يا أهل العراق ألم تنفعكم المواعظ..؟ ألم تزجركم الوقائع..؟ ألم يشدد الله عليكم وطأته ويذقكم حر سيفه وأليم بأسه ومثلاته..؟
 
أعلى