جدد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تأكيده على أن الاقتصاد الكويتي قوي ومتين وان خسائره خلال الازمة المالية التي تعصف بالعالم حاليا هي أقل من باقي الدول التي خسرت 60% و70% من اقتصادها.
وأشار سموه، في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف أمس شكرهم خلاله على تغطية القمة الاقتصادية بشكل يليق بمستوى الحدث، الى الاجتماع الذي يعقده مجلس الوزراء اليوم ويستمع خلاله الى المقترحات والافكار التي تقدمها لجنة معالجة تداعيات الازمة الاقتصادية برئاسة محافظ البنك المركزي لاعتمادها ورفعها الى مجلس الامة، وأعرب سموه عن أمله في أن تتفق السلطتان لمصلحة الكويت.
وردا على سؤال إن كان راضيا أو غير راض عن مسار الأمور أجاب صاحب السمو: اذا نجح مجلس الوزراء ومجلس الامة في مساعيهما وصار الوضع أخضر أكون راضيا، واذا لم يتفقا وتحول الوضع الى أحمر أكون غير راض.
تجاوز الصعوبات
ورداً على سؤال إن كان هناك حل دستوري أو غير دستوري لمجلس الأمة قال صاحب السمو: لا يوجد حل غير دستوري، والأمور تسير وفق الضوابط والإجراءات واتمنى عدم الاندفاع وراء الأقاويل.
وتابع سموه في شهادة تاريخية على الصعوبات التي واجهتها البلاد وتجاوزتها، قائلا: أقول لكم ان البلد احتل وأرجع خلال 7 أشهر والفضل لله أولا ثم للمملكة العربية السعودية والدول العربية وأميركا والدول الصديقة، والشيخ جابر رحمه الله كان صاحب فكرة اقتطاع 10% لاحتياطي الأجيال القادمة وقد تم الصرف على كل الشعب منها خلال فترة الاحتلال من إعاشة وتعليم وصحة، ومن خلاله تمت إعادة إعمار الكويت وإطفاء الآبار في فترة قصيرة لم تتجاوز أشهرا، بينما كان مخططا أن تستغرق سنوات، وقد بادرنا حينها لدفع مكافآت لمن يطفئ الآبار أو يعجل بإطفائها وأتممنا العملية.
وأضاف: نحن بلد ديموقراطي ولا يوجد عندنا سجين سياسي ولذلك نأمل انه كما تمت المصالحة العربية هنا على أرض الكويت أن تتم مصالحة السلطتين، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من التعاون بين السلطتين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتوحيد كافة الجهود لمواجهة هذه الظروف.
الكويت تجمع ولا تفرق
وأعرب سموه عن سعادته بنتائج مؤتمر القمة الاقتصـــادية، مشيرا إلى أنه عقــد بحــضور جميع الدول وعدد كبير من الرؤساء من غيـــر مــشاكل لأن الكويت «تجمع ولا تفرق»، لافتا إلى أن موضوع غزة فرض نفســه على برنامج الـــقمة، وأشـــــار سموه إلى أن بـنود الــقمة في البداية اشـــتملت على 440 مشروع قرار ثم تم تنقيحها وتلخيصها إلى 10 قرارات رئيسية.
دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وفي معرض حديثه عن المصالحة العربية ـ العربية التي شهدتها القمة أشاد صاحب السمو بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أكد فيه على روح التسامح والتعاون والتكافل بين قادة وشعوب العالم العربي، ودعوته بعد هذه الكلمة الطيبة الرؤساء إلى الغداء في مقر إقامته حيث طلب منهم نسيان الماضي والتكلم عن الحاضر.
وتابع صاحب السمو الأمير: كان لقاء مهما اتفقنا فيه على أن ننسى خلافات الماضي وأن نتفق ونتحد كما تمنى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضاف سموه: وانا استقيت من هذه الكلمة لأؤكد على أهمية روح التعاضد والتعاون وهو ما نجحنا في تحقيقه في النهاية، فإذا كانت السياسة تفرقنا فالاقتصاد يجمعنا، واستثمارنا الاكبر كان جمع العالم العربي.
مساعدة غزة
وتطرق صاحب السمو الأمير الى موضوع غزة قائلا: لا يمكن للمرء أن ينسى ما حصل في غزة.
وأكد سموه التزام القادة بتقديم المساعدات الى القطاع للمساهمة في اعادة اعماره، ولفت سموه الى ان السعودية تبرعت بمليار دولار وقطر بـ 250 مليون دولار والكويت دفعت 34 مليون دولار بصفة عاجلة على ان تعلن عن مساهمتها خلال انعقاد مؤتمر الدول المانحة.
وتحدث سموه عن وجود ضوابط وأسس للتبرع الكويتي، وسيستخدم هذا التبرع للمساهمة في إعادة بناء ما هدمه المجرمون الإسرائيليون.
المبادرة التنموية
وشدد سموه على أهمية إعلان الكويت عن المبادرة التنموية الهادفة الى توفير الموارد المتاحة لدعم القطاع الخاص برأسمال 2 مليار دولار ومساهمة الكويت بـ 500 مليون منها.
وأوضح سموه انه سيكون هناك مجلس ادارة من المساهمين تحت مظلة واشراف الصندوق العربي للتنمية لمتابعة المشروع، مضيفا: وسنتابع تأسيس هذا المجلس لضمان تحقيق الاهداف المرجوة من التبرعات.
