طفح الكيل/الكاتب ماضي الهاجري/جريدة الانباء

أبو المصادر

عضو مميز
التسجيل
25 يناير 2009
المشاركات
5,576
الإقامة
الكويت
mady.jpg


صراخ، معارضة، هواش نواب، تشابك بالأيدي، اتهامات، تجن في بعض الأوقات، كل هذه العبارات احتوتها قاعة عبدالله السالم هذه الأيام وبعد الإعلان عن حكومة المحمد الخامسة التي انسحب 12 نائبا خلال تأديتها اليمين الدستورية في مجلس الأمة.
تشكلت الحكومة وعقد المجلس جلساته ومازال مسلسل التأزيم مستمرا، خصوصا بعد رفض الحكومة والغاء عقد داوكيميكال بطلب نيابي وحين وافقت الحكومة علي الإلغاء ظهر التأزيم مرة أخرى يريدون معرفة سبب رفض الحكومة لصفقة داو! بأمانة وبأي ضمير يتجه مجلس الأمة نحو هذا المنعطف الخطير العاشق للتأزيم فقط، تطلبون الإلغاء ووافقتكم الحكومة على ذلك ومن ثم تذهبون بالتهديد بالاستجواب إن لم تشكل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الرفض!
هنا فقط بدأ يشعر المواطن بأن المذكرة التي رفعها سمو رئيس مجلس الوزراء لصاحب السمو الأمير بأن التعاون مع النواب بات شبه مستحيل، حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
لماذا لا يبتعد النواب عن هذا ويبدأون ببرنامج معالجة التدهور التي تعيشه البلاد من شح الخدمات والأزمة الاقتصادية وتدهور التعليم وقطاع الصحة وزحمة المرور وأزمة الإسكان وكارثة البطالة، فالمواطن لم ينتخب عضو المجلس إلا لمثل تلك القضايا ولم ينتخبه ليدخل الأعضاء صراعات مع الحكومة ومع نواب آخرين لأجل قضية لا تتعلق بالمواطن بينما تتعلق بشكل أكبر مع من يريد التأزيم من أجل تلك القضية.
يا نوابنا الأفاضل يا سادة يا كرام اعلموا ان «الكيل طفح» وأصبح لدي المواطن رغبة حقيقية بعدم عودة الأزمات في المرحلة المقبلة خصوصا ان الوضع الحالي لا يحتمل أي أزمة، فقد زادت المشاكل المحيطة بالعالم أبرزها الأزمة المالية التي ستجعل دولا تنهار مهما كان حجمها ونحن في الكويت نتجاهل تلك الأزمة ومجلس الأمة يجتمع ليناقش تشكيل لجنة تحقيق ومجلس الوزراء يجتمع ليناقش إن كان يوم الأحد عطلة رسمية أم نرحلها لليوم التالي!
أين الخطط البديلة لكل من الطرفين، ففي الدول المتقدمة يضعون خططا بديلة في حال وقعت أزمة على بلدانهم إلا نحن في الكويت نتعامل مع الأزمات فور وقوعها هذا إن تعاملنا من الأساس فكثيرا ما نتركها على البركة وربك يعدل الأحوال.
زبدة الكلام:
قد يرى الناس الجرح الذي في رأسك ولكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه.
 
أعلى