قصة من أجمل القصص في حياة الخليفة عمر رضي الله عنه وارضاه

FOREVER

عضو نشط
التسجيل
11 مارس 2007
المشاركات
1,317
جيل لن يتكرر

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في

المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال: نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص .... ‏

.. قرار لم يكتب ...

وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ،

لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ،

هل هو من قبيلة شريفة ؟

هل هو من أسرة قوية ؟

‏ما مركزه في المجتمع ؟

كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه -

لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ،

ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،

ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ،

لاقتص منه ..

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ،

لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه

وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ،

إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟

ومن يشفع عنده ؟

ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟

فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك

أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،

فيضيع دم المقتول ،

وسكت الناس ،

ونكّس عمر ‏رأسه ،

والتفت إلى الشابين :

أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ،

من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،

وقال: ‏يا أمير المؤمنين ،

أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل ،

قال : ولو كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه ،

قال : كيف تكفله؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،

فعلمت أنه لا يكذب ،

وسيأتي إن شاء‏الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ،

أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...

‏فذهب الرجل ،

وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ،

يُهيئ فيها نفسه،

ويُودع ‏أطفاله وأهله ،

وينظر في أمرهم بعده ،

ثم يأتي ،

ليقتص منه لأنه قتل ....

‏وبعد ثلاث ليالٍ

لم ينس عمر الموعد ،

يَعُدّ الأيام عداً ،

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :

الصلاة جامعة ،

فجاء الشابان ،

واجتمع الناس ،

وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ،

قال عمر: أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،

وكأنها تمر سريعة على غير عادتها،

وسكت‏الصحابة واجمين ،

عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،

وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ،

لكن هذا منهج ،

لكن هذه أحكام ربانية ،

لا يلعب بها ‏اللاعبون

‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ،

ولا تنفذ في ظروف دون ظروف

‏وعلى أناس دون أناس ،

وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات ،

وإذا بالرجل يأتي ،

فكبّر عمر ،

وكبّر المسلمون‏ معه

‏فقال عمر : أيها الرجل

أما إنك لو بقيت في باديتك ،

ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين ،

والله ما عليَّ منك

ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!

ها أنا يا أمير المؤمنين ،

تركت أطفالي كفراخ‏ الطير

لا ماء ولا شجر في البادية ،

وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابانعلى عفوكما ،

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،

وجزاك الله خيراً أيها الرجل

‏لصدقك ووفائك ...

‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....

‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ،

لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.
 

abu.omar

عضو نشط
التسجيل
18 يوليو 2006
المشاركات
1,246
الإقامة
بالـــ/ خطــ الأحمــْـرُ ...
قسماً لم تنجب الارحــام مثالك يا أمير المؤمنين ..

قصه رائعه واحدي المواقف الجليله لأمير المؤمنين ..

1000 شكراً لك علي الموضوع
 

حمود الفشقه

عضو نشط
التسجيل
12 أكتوبر 2008
المشاركات
378
الإقامة
فوق الأرض تحت السماء.
اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله
وأرض عن صحابته الخلفاء الراشدين من بعده
أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ومن تبعهم ووالاهم إلى يوم الدين...

بارك الله فيك .. وشكرآ ع الموضوع الأكثر من رائع.
 

bader1800

عضو نشط
التسجيل
27 سبتمبر 2008
المشاركات
179
الإقامة
الكويت
اللهم ارحم عمر واجمعنا بالرسول والصحابة يوم لا ظل الا ظلك
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
بارك الله فيك
 

FOREVER

عضو نشط
التسجيل
11 مارس 2007
المشاركات
1,317
قسماً لم تنجب الارحــام مثالك يا أمير المؤمنين ..

قصه رائعه واحدي المواقف الجليله لأمير المؤمنين ..

1000 شكراً لك علي الموضوع

اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله
وأرض عن صحابته الخلفاء الراشدين من بعده
أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ومن تبعهم ووالاهم إلى يوم الدين...

بارك الله فيك .. وشكرآ ع الموضوع الأكثر من رائع.

اللهم ارحم عمر واجمعنا بالرسول والصحابة يوم لا ظل الا ظلك

بارك الله فيك

جزاك الله خير

العفو ومشكورين علي المرور
 

خالد ك

عضو نشط
التسجيل
17 يناير 2009
المشاركات
506
بميزان حسناتك ان شاء الله

جزاك الله خير
 

I T C

عضو نشط
التسجيل
24 يناير 2006
المشاركات
2,302
الإقامة
الكويت.القيروان
هذا ابن الخطاب هذا الفاروق هذا صاحب الفتوحات هذا العادل هذا الشجاع رضى الله عنه وارضاه
 

ريّس نفسه

عضو نشط
التسجيل
17 يناير 2009
المشاركات
587


من منا لا يعرف عمر بن الخطاب في قوته وشدته، في جاهليته وبعد إسلامه؟ يروي عن نفسه فيقول: لما أسلمت تذكرت أيّ أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة. قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج إلي فقال: أهلاً وسهلاً، ماذا جاء بك؟ فقال عمر: جئت لأُخبرك أني قد آمنت بالله ورسوله. فأغلق أبو جهل الباب دونه فقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.
لمجرد ان يغيض ابو جهل :)

حين اراد ان ينشر خبر اسلامه
------------------------------------
ثم إن عمر لم يصبر فأتى إلى جميل ابن معمر الجمحي ـ وكان أنقل قريش للحديث ـ فأخبره أنه أسلم، فلم يمهله جميل ونادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ، وهو يسير في جنبات مكة وعمر خلفه يقول: كذب، ولكني أسلمت. ولم يكتف بهذا فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألسنا على الحق وإن متنا وإن حيينا؟ قال: "بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم" قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن. وما كان أحد يستطيع أن يصلي عند الكعبة حينئذ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفين في أربعين من أصحابه له كديد ككديد الطحين، على أحد الصفين حمزة بن عبد المطلب وعلى الآخر عمر بن الخطاب (فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق). حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وأصحابه، فلما نظرت إليهم قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر" وكان يقول: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". وعن صهيب بن سنان قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعا إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا. أما في الهجرة ففي الوقت الذي كان يهاجر فيه المسلمون خفية وتتبعهم قريش، نزل عمر بالمسجد ونادى بأعلى صوته: إني مهاجر فمن أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده فليتبعني. ثم هاجر.

رضي الله عنه وارضاه

وهو اعلى واعظم مما ذكرت :)
 

ريالكو

موقوف
التسجيل
5 يناير 2009
المشاركات
734
اللهم اصلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


جزاك الله خير .
 

FOREVER

عضو نشط
التسجيل
11 مارس 2007
المشاركات
1,317
جزاك الله خير

جزاك الله الخير كله

بميزان حسناتك ان شاء الله

جزاك الله خير

هذا ابن الخطاب هذا الفاروق هذا صاحب الفتوحات هذا العادل هذا الشجاع رضى الله عنه وارضاه



من منا لا يعرف عمر بن الخطاب في قوته وشدته، في جاهليته وبعد إسلامه؟ يروي عن نفسه فيقول: لما أسلمت تذكرت أيّ أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة. قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج إلي فقال: أهلاً وسهلاً، ماذا جاء بك؟ فقال عمر: جئت لأُخبرك أني قد آمنت بالله ورسوله. فأغلق أبو جهل الباب دونه فقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.
لمجرد ان يغيض ابو جهل :)

حين اراد ان ينشر خبر اسلامه
------------------------------------
ثم إن عمر لم يصبر فأتى إلى جميل ابن معمر الجمحي ـ وكان أنقل قريش للحديث ـ فأخبره أنه أسلم، فلم يمهله جميل ونادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ، وهو يسير في جنبات مكة وعمر خلفه يقول: كذب، ولكني أسلمت. ولم يكتف بهذا فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألسنا على الحق وإن متنا وإن حيينا؟ قال: "بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم" قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن. وما كان أحد يستطيع أن يصلي عند الكعبة حينئذ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفين في أربعين من أصحابه له كديد ككديد الطحين، على أحد الصفين حمزة بن عبد المطلب وعلى الآخر عمر بن الخطاب (فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق). حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وأصحابه، فلما نظرت إليهم قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر" وكان يقول: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". وعن صهيب بن سنان قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعا إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا. أما في الهجرة ففي الوقت الذي كان يهاجر فيه المسلمون خفية وتتبعهم قريش، نزل عمر بالمسجد ونادى بأعلى صوته: إني مهاجر فمن أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده فليتبعني. ثم هاجر.

رضي الله عنه وارضاه

وهو اعلى واعظم مما ذكرت :)

رضي الله عنه وعن ابا ذر وعن الصحابة اجمعين وجزاك الله خير

جزاكم الله الف خير على هالقصص والعبر الجميلة

اللهم اصلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


جزاك الله خير .

بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خير
 
أعلى