حمّى المضاربة على الدينار العراقي تجتاح أميركا!

Short Selling

Swing Trader
التسجيل
4 مايو 2002
المشاركات
275
الإقامة
Kuwait
المضاربون يحلمون بالتحول إلى مليونيرية بين ليلة 30 يونيو وضحاها
حمّى المضاربة على الدينار العراقي تجتاح أميركا
إعداد: محمود عبدالرزاق
جريدة القبس

كثير من المضاربين يتوقعون جني فوائد كبيرة من المضاربة على الدينار العراقي، ولكن خبراء في شؤون العملات لا يأخذون هذا الكلام على محمل الجد، غير ان بعض الاميركيين، على شبكة الانترنت وفي العراق، يعتقدون ان الاستقرار النقدي آت لا محالة، وعندها فان ما لا قيمة له الآن، سيصبح ذا قيمة كبيرة فيما بعد.

عندما غادر ستيف فوران منزله في اميركا في يناير الماضي متوجها الى العراق ليتولى عملا محفوفا بالمخاطر ولكنه مربح جدا، كسائق صهريج لنقل المحروقات على خطوط سريعة بالغة الخطورة، والى جانبه جندي يحمل بندقية اوتوماتيكية، كان يأمل في ان يجمع 60 الف دولار او اكثر في السنة.

ولكنه الان يعتقد انه عثر على عمل يدر عليه دخلا يتضاءل معه ما يحصل عليه من عقد العمل الذي ابرمه مع شركة هاليبرتون، حيث تحول، شأنه شأن الاف الاميركيين من المقاولين والجنود، والذين يحملون الجنسية الاميركية، الذين اجتذبتهم الاعلانات التي حفلت بها مواقع الانترنت حديثة الظهورتحت اسماء مثل BetOnIraq.com (أي راهن على العراق )، وغيرها. ومن هنا اتجه فوران المضاربة على الدينار العراقي.

سعر بخس

ان الدينار العراقي الجديد الذي حل محل العملة السابقة التي كانت تحمل صورة صدام حسين لا تساوي كثيرا في الوقت الحاضر، حيث يبلغ سعر الدولار الاميركي 1000 دينار، ويرتفع هذا المبلغ اذا كنت في العراق، بينما يتراجع السعر اذا كنت تنعم بالهدوء في الولايات المتحدة.ولكن ماذا يمكن ان يحدث بحلول الشهر المقبل؟ او ماذا سيحدث العام المقبل عندما يستقر الوضع ويصبح العراق دولة ديموقراطية تضخ النفط، فمن الذي يستطيع تقدير المردود الاقتصادي عندئذ؟

يقول فوران (29 سنة) انهم يتوقعون ارباحا طائلة، وانه عندما كان في اجازة من عمله لمدة عشرة ايام قضاها في ولاية نيوجيرسي ، اشترى 6 ملايين دينار عراقي ببضعة الاف من الدولارا ت وان كل رفاقه في العمل في العراق استثمروا في الدينار العراقي مثله، وانه اذا سارت الامور كما يشاع، فان الكثير من هؤلاء سيعودون الى بلادهم حاملين الملايين.

سراب.. وأوهام

غير ان خبراء النقد والعملات ليسوا على هذه الدرجة من الحماس. فالحرب على العراق افرزت جانبا كبيرا من سراب الصحراء والاوهام الخادعة، ومنها غياب الجماهير العراقية التي كانت الآمال معقودة عليها لتقدم الامتنان للحلفاء على تحريرهم من النظام السابق، وعدم العثور على اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، والايرادات النفطية التي كان يؤمل ان تستخدم في تمويل عمليات اعادة الاعمار، ان ايا من هذه الامال لم يتحقق. ويقول الخبراء ان ازدهار الدينار العراقي ، الذي يمثل حلما طالما انتظره الاميركيون في العراق وفي اميركا بفارغ الصبر، قد يكون تحقيقه وشيكا.

لكن البروفيسور ستيف هانكي، استاذ الاقتصاد في جامعة جونز هوبكنز وهو خبير عالمي في شؤون العملات وتداولها يرى ان الدينار العراقي لن يحقق افضل مما حققه حتى الان.. ويقول: لقد انهالت علي خلال الاشهر القليلة الماضية الاتصالات من خلال البريد الالكتروني من اشخاص يعمل الكثيرون منهم مقاولين وجنودا في العراق طالبين المشورة حول مستقبل الدينار العراقي وادائه.

ويضيف انه ولفترة قصيرة اعتاد الرد على هؤلاء بأدب محاولا عدم تشجيعهم على هذا العمل، ولكن حجم الرسائل تعاظم بطريقة باتت تسبب له الازعاج.

وقال هانكي «ان من الصعب التنبؤ باتجاهات الدينار على نحو يقيني، ولكن اكثر الامور ترجيحا ان تكون هناك حكومة عراقية جديدة تنوء باعباء الديون الضخمة والمطالب المتعاظمة، وانها ستلجأ الى تمويل الميزانية من خلال الاسلوب القديم : وهو طبع العملات الورقية، وقد يكون من شأن ذلك انهيار العملة».

الا ان فوران وآخرين غيره من المراهنين على الدينارالعراقي لا يعيرون اذنا صاغية ولا تردعهم مثل تلك التحذيرات، ويتحدث عن الاحتياطيات النفطية الهائلة التي يملكها العراق، وعن الشركات الاجنبية التي تحمل المليارات من الدولارات الى العراق وتستبدلها بالدنانير العراقية، وبتعهدات الرئيس بوش بدعم الحكومة الجديدة.

وطبقا لما يسمعه فوران ، فاذا ضرب الدينار ضربته، بحلول الثلاثين من يونيو، عندئذ تكون اللحظة الحاسمة، وقد يصبح هو على وجه الخصوص، مليونيرا.

ويمضي فوران في توقعاته ليقول ان السائد في العراق حاليا ان الدينار قد يتعادل مع الدولار، وربما تصل قيمته الى 4 دولارات، وطبقا لذلك فان ثروة فوران ستتراوح بين 6 مليارات و24 مليار دولار.

حلبة السباق

وقد تزايد عدد المقاولين في العراق المنضمين الى حلبة السباق على الدينار العراقي الى درجة دفعت فوران الى التنبؤ بتعقيدات غير عادية في عملية اعادة اعمار العراق تتمثل في هجرة المقاولين لانشطة اعادة الاعمار جريا وراء فرص الثراء التي اوجدها التداول في الدينار العراقي.

وتساءل فوران قائلا «اذا كان المقاولون مليونيرات، فما الذي يجبرهم على البقاء في منطقة حرب؟» ولكن اغراء الدينار لن يكون واضحا عندما تكون نشرات الاخبار من العراق متخمة بالانفجارات والقنابل والجثث.

آخر التكنولوجيا

وخلال الفترة بين شهري سبتمبر ويناير الماضيين، تمت طباعة عملات ورقية جديدة جميلة في بريطانيا تحمل اخر ما توصلت اليه تكنولوجيا مكافحة التزييف وبتكلفة بلغت 130 مليون دولار، وقد تم توزيعها على 250 فرعا من فروع البنوك المحلية في جميع انحاء العراق، وقد تم جمع حوالي10 الاف طن من عملة صدام حيث تم احراقها.

ويتباهي مسؤولو الادارة الاميركية بانجازاتهم في العراق ويتطرقون احيانا الى عملية تبديل العملة. وقد تفاخر وزير المالية الاميركي جون سنو في شهادة له امام لجنة تابعة للكونغرس في مارس الماضي عندما قال «ان العراقيين، بكل المقاييس، احتضنوا دينارهم الجديد بولاء وحب، وان الثقة بالعملة الجديدة تبقى قوية».

وذهب نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز الى ابعد من ذلك عندما قال في خطاب ألقاه في فيلادلفيا في الخامس من مايو الماضي متباهيا بقوله «ان العملة الجديدة تعتبر نصرا للنظام الجديد، وقد تم تبديل اكثر من 4,5 تريليونات دينار عراقي، مما يمثل اكبر عملية تداول للعملات تشهدها منطقة الشرق الاوسط».

ولكن وولفويتز لم يتطرق الى ازدهار التداول في الدينار العراقي على مواقع الانترنت الاميركية. اذ يكفي ان تدخل كلمةIraqi dinar (دينار عراقي) على محرك البحث المعروف غوغل حتى تفتح لك اعلانات من عشرات المتداولين.

«اخوة الدينار»

في موقع dinarbrothers.com «اخوة الدينار» يقول الشعار المعروف به الموقع «نحن مجانين، لقد تخلينا عن كل شيء»، ويقول التعليق «على الرغم من ان مليون دينار عراقي لا يساوي شيئا، فان كل ما عليك ان تدفعه هو 1500 دولار لنقوم بالشحن والتسليم خلال اليوم التالي».

اما موقع BetOnDinar.com (راهن على الدينار) فلديه شعار اكثر وطنية حيث يقول «هل تقولون ان العراق الحر سيزدهر؟ اذن استثمروا اموالكم فيما يعود عليكم بالمنفعة».

ان معظم المتداولين تقريبا من الاشخاص «التافهين» الذين لا يعيرهم احد اي اهمية، ويقوم هؤلاء بطلب الاموال من ممولين في الاردن ويضيفون على السعر اي مصاريف وفوائد يتطلبها السوق ، وقلة منهم فقط لديهم خبرة في التداول بالعملات.

موقع اخر

اذا اتصلت على رقم هاتف نقال لموقع،investindinar.com فان مالك الموقع مارشال دونيربور سيرد عليك من ولاية ويسكنسون، حيث يقوم بعمله اليومي الذي يتخصص فيه، وهو بناء برك السباحة . ويشجع هذا الموقع ويشيد بالفرص التي يتيحها الاستثمار في الدينار والاحتمالات الكبيرة لاستعادة قوته. ويقول الموقع «نظرا لظروف الحرب فان الدينارقد سجل ادنى مستوى له في تاريخه، ونظرا لاعادة اعمار العراق التي تقودها الولايات المتحدة، فان الدينار سيحلق في ارتفاعات عالية».

ولكن دونيربور يبدو على الهاتف اقل حماسا اذ يقول انه نظرا لان الدينار ليس قابلا للتحويل بحرية الى العملات الاخرى فان البنوك الاميركية لا تقبل صرفه مقابل الدولار. ويضيف «هذه هي المشكلة في هذا النوع من الاستثمار فلا تستطيع تحويله في أي بنك اميركي، ولذلك علينا الانتظار حتى نرى ماذا يحمل الثلاثون من يونيو، ربما تبدأ البنوك قبول الدينار، وبخلاف ذلك فان شخصا ما عليه التوجه الى العراق لاجراء عملية التبديل».

ولما تم تذكيره بما قاله الخبير الاقتصادي المحترف في هذا الشأن من شكوك حول الدينار، قال دونيروبور «ان على الاقتصاديين ان يكونوا واقعيين، وعلينا ان نكون متفائلين».

مصدر التفاؤل

اما كاتجا مورغينستيرن، التي تعمل في شركة دينار تريدنغ في شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية فقد ذكرت انها استمدت تفاؤلها بالدينار العراقي من دراساتها على الانترنت حول المصادر الغنية التي يمتلكها العراق، . واضافت انه لا يتربع فحسب على بحر من النفط لا قعر له، بل انه مصدر ايضا للتين!

اما جيف باسكاريلا، صاحب موقع (راهن على الدينار) الذي اشرنا اليه فقد كتب على موقعة يقول «ان بعض الخبراء يقولون ان الدينار قد يستقر عند مستوى 10 سنتات، وهذا يعني 100 ضعف قيمته الحالية». وعندما سئل عن هؤلاء الخبراء الذين استشارهم، قال انهم خليط من الخبراء استشارهم في غمرة انهماكه لافتتاح عمله، وانه لا يستطيع ان يتذكر». ويضيف «ولكن العمل ممتاز، انه لا يصدق، لقد بعت 20 مليون دولار خلال الايام الثلاثة الماضية».

< بلتيمور صن <


حكم القوانين الأميركية

معظم المتداولين في الدينار العراقي لا يعلمون على وجه اليقين قوانين الولايات والقوانين الفدرالية الاميركية التي تحكم عملية الترخيص والانشطة الخاصة بهم والتقارير التي يجب ان يصدروها بشأن اعمالهم. ولكن اثنين منهم قالوا ان خدمة الانترنت قطعت عنهم مؤخرا من قبل شركة المزادات المعروفة،eBy التي قال متحدث باسمها ان عملية قطع الخدمة عن بعض متداولي الدينار العراقي نتيجة اخفاقهم في تقديم التراخيص اللازمة لعملهم كمؤسسات مالية مسجلة لدى السلطات الفدرالية والجهات المعنية الاخرى.

وقال الخبير ستيف هانكي ان الذين يقومون بشراء الدنانير العراقية يقومون بنشاط بالغ الخطورة والمجازفة، وان هذا التداول لا يصلح للهواة والمبتدئين.

اما فوران الذي يعمل لدى هاليبرتون في العراق فيبدو ان لديه قدرا كبيرا من الاستعداد للمجازفة حيث يقول ان اكثر من عشرة من المعارف وزملاء العمل والمقاولين والجنود الذين التقاهم في العراق لقوا حتفهم قتلا. ووصف عملية قيادة الشاحنة مرورا بحطام السيارات المدمرة بانفجارات القنابل، وجلوسه في معسكر اناكوندا شمال بغداد، والنظر الى طائرة هليكوبتر اميركية تصاب بنيران المقاومة خارج البوابة، وقال انه اذا خسر بضعة الاف من الدولارات في عملية المضاربة في الدينار، فان ذلك لن يكون نهاية العالم، ولكنه لا يتوقع ذلك.
 

CHART TRADER

عضو نشط
التسجيل
22 يناير 2004
المشاركات
1,043
الإقامة
الكويت
الدينار العراقي يذكرني بالليره اللبنانيه لما انتهت الحرب الاهليه....

اللي قالو راح تصعد وما صعدت

وبعدين العمله مرتبطه بقتصاد البلد والعراق والدول العربيه مستقبلها الاقتصادي

غير مشجع بالمره لاكثر من سبب ...
 
أعلى