أمة الرحمن
عضو نشط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأوّل: نعم من الله تعالى تترادف عليه فقيدها الشّكر وهو مبنيّ على ثلاثة أركان الإعتراف بها باطنا والتّحدث بها ظاهرا وتصريفها في مرضاة وليّها ومسديها ومعطيها فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها
الثّاني: محن من الله تعالى يبتليه بها ففرضه فيها الصبر والتّسليم والصّبر حبس النّفس عن التّسخّط بالمقدور وحبس اللّسان عن الشّكوى وحبس الجوارح عن المعصية كاللّطم وشقّ الثّياب ونتف الشّعر ونحوه.
فمدار الصّبر على هذه الأركان فإذا قام به العبد كما ينبغي إنقلبت المحنة في حقه منحة وإستحالت البليّة عطيّة وصار المكروه محبوبا فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه وانّما إبتلاه ليمتحن صبره وعبوديّته فإنّ لله تعالى على العبد عبوديّة فى الضرّاء كما له عبوديّة فى السّرّاء وله عبوديّة عليه فيما يكره كما له عبوديّة فيما يحب وأكثر الخلق يعطون العبوديّة فيما يحبّون والشّأن في إعطاء العبوديّة في المكاره ففيه تفاوت مراتب العباد وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى.
فالوضوء بالماء البارد في شدّة الحرّ عبوديّة ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبّها عبوديّة ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبوديّة هذا والوضوء بالماء البارد في شدّة البرد عبوديّة وتركه المعصية التي اشتدّت دواعي نفسه إليها من غير خوف من النّاس عبوديّة ونفقته في الضّرّاء عبوديّة ولكن فرق عظيم بين العبوديّتين فمن كان عبدا لله فى الحالتين قائما بحقّه فى المكروه و المحبوب فذلك الذى تناوله قوله تعالى :"أليس الله بكاف عبده" الزمر36
من كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب)
الأوّل: نعم من الله تعالى تترادف عليه فقيدها الشّكر وهو مبنيّ على ثلاثة أركان الإعتراف بها باطنا والتّحدث بها ظاهرا وتصريفها في مرضاة وليّها ومسديها ومعطيها فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها
الثّاني: محن من الله تعالى يبتليه بها ففرضه فيها الصبر والتّسليم والصّبر حبس النّفس عن التّسخّط بالمقدور وحبس اللّسان عن الشّكوى وحبس الجوارح عن المعصية كاللّطم وشقّ الثّياب ونتف الشّعر ونحوه.
فمدار الصّبر على هذه الأركان فإذا قام به العبد كما ينبغي إنقلبت المحنة في حقه منحة وإستحالت البليّة عطيّة وصار المكروه محبوبا فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه وانّما إبتلاه ليمتحن صبره وعبوديّته فإنّ لله تعالى على العبد عبوديّة فى الضرّاء كما له عبوديّة فى السّرّاء وله عبوديّة عليه فيما يكره كما له عبوديّة فيما يحب وأكثر الخلق يعطون العبوديّة فيما يحبّون والشّأن في إعطاء العبوديّة في المكاره ففيه تفاوت مراتب العباد وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى.
فالوضوء بالماء البارد في شدّة الحرّ عبوديّة ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبّها عبوديّة ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبوديّة هذا والوضوء بالماء البارد في شدّة البرد عبوديّة وتركه المعصية التي اشتدّت دواعي نفسه إليها من غير خوف من النّاس عبوديّة ونفقته في الضّرّاء عبوديّة ولكن فرق عظيم بين العبوديّتين فمن كان عبدا لله فى الحالتين قائما بحقّه فى المكروه و المحبوب فذلك الذى تناوله قوله تعالى :"أليس الله بكاف عبده" الزمر36
من كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب)