يُقال ( إن من لا يعرف الدموع لا يعرف الرحمة )
ويُقال أيضاً بأن سلاح المرأة دموعها ..
وبكاء المسنين .. إنكسار و ضعف
بكاء الرجل ..هو الشعور بالألم و قسوة الحياة
يُقال أن البكاء مفيد للقلب .. والعين .. والرئة ..إذن فهو صحة !!
والدموع تغسل النفس .. كما أن البكاء يُطيل الأعمار ..( ابكِ تعيش أكثر )
كلُها أحاديث عن الدموع .. و أسرار تلك القطرات المتلألئة التي تترقرق في العيون ..
أما .. أنا ..
فلا تُذرف دموعي ..
لماذا .. لا أعلم ..
هل مات قلبي .. وبُت لا أشعر بالألم والحزن ..
أم هل مررت بصدمة عاطفية أو اجتماعية جعلتني لا أدمع !!
أم أني استيقظت يوماً و قررت أن لا أبكي !!!
أم هو كبرياء و عظمة .. فالعظماء لا يبكون عادةً !!
تخبرني .. ( س ) .. عن معاناتها مع زوجها الخائن ( خ ) .. تتألم وتعتصر ألماً وهي تخبرني .. لماذا تهون عليه العشره ..ليخونني !! لماذا لا يفكر بالرابط المقدس بيننا !! لماذا علي أن أتحمل كل تصرفاته و أن أسكت عنها !! لماذا لا أستطيع طلب الطلاق منه ... لأني أحبه .. فلماذا يفعل بي ذلك ..لماذا يخونني ... تجهش بالبكاء .. أحضنها .. و أطمئنها بأن الله سيهديه وسيعيده إلى صوابه فاصبري ...
ترد علي .. وكيف لكِ أن تشعري بالألم الذي أعاني منه .. و أنت لم تتذوقي قسوة الخيانة .. أصمت فأعاود لتهدئتها !!
...............................
تتصل بي .. ( د ) تبكي .. والدي بالمستشفى ..و حالته ليست مستقرة .. أخاف خسارته ..فهو ما تبقى لي بعد أن تركتنا أمي .. فأنا لا زوج لي و لا أخوة .. تبكي ..بحرقة .. أخبرها بأنه يحتاج الدعاء أكثر من البكاء و اللطم .. ادعي له .. سيشفى بإذنه تعالى .. لا تقلقي !! تصمت لثوانِ .. فتخبرني .. كيف لكِ أن تشعري بذلك فأنت لم تخسري أحداً من والديكِ .. ولم تشعري باليتم يوماً .. أستوقفها .. صدقيني .. فأنا أشعر بما تشعرين به و قد يكون أكثر من ذلك .. لكن ...
أصمت .. فتعاود البكاء .. !!!
....................................
تخبرني .. ( أمي ) .. هي لن تستطيع الكلام مرة أخرى .. فقد تم إزلة كل أحبالها الصوتية !! .. يجب علينا التأقلم مع هذا الوضع ..تتحدث عن تلك المرأة الطيبة الطاهرة .. حلوة اللسان .. طيبة النفس .. كريمة بخلقها .. حاضنة الكل .. محبة للجميع .. الدفء في حضورها .. والحنان في ملامسة يديها ..صوتها يجدد الروح .. يملأ المنزل بالحب و السرور.. تقبيل يديها بركة .. جدتي .. من حضنتني دائما ..تفقد صوتها بسبب مرض لعين ...
تبكي أمي .. تخبرني .. تقول جدتك .. يصعب علي أن لا أتكلم مرة أخرى .. وأن لا تسمعوا صوتي من جديد .. كانت هذه آخر كلمات قالتها قبل العملية ... يخيّمُ الصمت غرفتي .. أمي لا تقلقي ..لله الحمد جدتي تستطيع أن تتحرك .. و أن تقوم بأعمالها اليومية دون الحاجة إلى صوتها ..فهذا يكفي ..
تبكي .. احضنها بقوة .. أقبل رأسها .. أحدث نفسي .. كم أتمنى أن تدمعي يا عين .. مثل ما تدمع عين أمي ...
...................................
تتصل علي ( س ) تخبرني بأنها وزوجها اختلفا .. و طلبت منه الطلاق .. ليطلقها هو بدوره ... تبكي .. وتخبرني .. كيف استطاع أن يطلقني ..
صدمت بالخبر .. لم أستطع الرد .. أخَذت تبكي .. وأنا الصمت يطبق على شفتي ..
تخبرني .. يا لقلبك المتحجر .. لا تنطقين بكلمة واحدة !! لماذا لا تواسيني ولو بدمعة واحدة !!
أخبرها .. العين لا تدمع لكن القلب ينوح ... بقلبي غَصّه .. إن عَصفَت ..أطفأت نار قلبك ..تصمت
صدقيني إن قلت ...... ان قلبي يبكي مرتين مرة لكِ .. ومرة علي !!!
فلماذا لا تنزل الدمووع في بعض الاحيان مع انه القلب يتقطع من القهر ....
