قراءة.....ولكن لـــ لغة مختلفة..

وسيط اسهم

عضو نشط
التسجيل
3 فبراير 2009
المشاركات
1,788
الإقامة
$$ الريــــ ض ـــــا $$
سأحدثكم اليوم عن العيون...لا عن جمالها وسحرها وصيدها وقتلها....ولكن عن لغتها..فهل للعيون لغة ؟؟!! بالطبع نعم..ألم نسمع ( لك عين تتكلم )
وألم نقرأ قول الشاعر:

ربَّ رسوليــــــن لنــــــا بلــغا ×××××× رســـالةً مني قـــبّل أن يـــبرحا
الطــرفُ والطــرفُ بعـثناهــما ×××××× فقضــيا حــاجــاً ومـــا صرّحــا

فهاهي لغة العيون تبعث رسائل بين اثنين وكلاهما تلقّى الرسالة وقرأها وفهمها بدلالة (( فقضيا حاجاً ))
وما كان ذلك ليتم لو لم يحسن كلٌ منهما قراءة عيون الآخر

والأجمل هذا الشاعر الذي يعترف أنّ لسانه يقول الكذب ولكنّ لحظ عينيه يفضح الصدق :

لســـــاني لليــلى والفؤادُ لغيــــرها ×××××× وفي لحظ عيني مكذبٌ للســـــانيــــا


وهاهو آخر يقرأ في عين محبوبته حباً تكتمه خوف الواشين :

يا كاتمي خيــفة الواشي محــبته ×××××× إني وعيـــــشك أقــراهُ من النــظرِ


ثمّ أي حزنٍ وعطـشٍ وجراحٍ رآها هذا الشاعر عندما قرأ عيني محبوبته وهي تنظر إليه

عيـــناكِ تائهتـــانِ تضطــربانِ إن رنتـــا إليّه
حدقت بي !! فـــرأيت مــقبرة تطـالع مقــلــتيّه
وغمـــامةً دكناء يهرقـــها الظــلام على يديــّـه
أتقاومين ؟؟ جــراحك البــكماء لا تخــفى عليّه


ما أجمل أن نتمكن من قراءة العيون !! إن من يجيد قراءة العيون في غنى عن سماع كثير من الكلمات التي يحتار
في صدقها ؟؟! فللعيون لغةٌ لا تكذب أبداً...

فهل من طريقة لذلك ؟؟ أعتقد أن الأمر يتطلب :
_ إخبار الشخص أنك ستقرأ له عينيه .
_ التركيز المباشر في العينين على مسافة معقولة وإذا أمكن الزيادة في الاقتراب تدريجيا كان ذلك أدّعى لقراءة
دقيقة
_ نظرة شمولية في البدء . ثمّ التركيز على العين اليمنى لمدة 10 ثوان ثم الانتقال لليسرى بنفس المدة..ونظرة شاملة أخرى..
والتكرار لمدة دقيقة او دقيقتين على أكثر تقدير .
_ لابد من التهيئة من قبل الناظر مضافاً إليها بعضاً من فراسة وشيئاً من ذكاء..وقليلا من تدريب ومران..
ستقرأ ما لم يطرأ لك ببــــال !!
_ لا تقرأ عيونا لشخصٍ يفكر...فالكتاب المغلق لا يمكن ان يُقرأ..

حاول أن تجرب الآن مع أقرب شخص عندك...ماذا قرأت ؟؟؟ ..هل من وسائل أخرى ؟؟


آخر الكلام...

كانت تعرف أنها تجيد قراءة العيون....
رأت ذهولاً..انبهاراً.., حزناً بعيداً...لهفةً ورغبة..حبوراً وبهجة..
ولكنها لم تجد ما كانت تبحث عنه.....إنه...الحب..



قراءة ممتعة للعيون...
 
أعلى