دخيل الله
عضو نشط
- التسجيل
- 17 يونيو 2006
- المشاركات
- 450
السلام عليكم
اقرأ وتعلم كيف يفكر اهل الحيلة والدجالون
المحللون.. وحيلة قديمة
عبد الله الرشود
بعد انهيار كبير للسوق وارتفاع مفاجئ أقرأ في الصحف والمنتديات عبارات مثل "سبق أن كتبت بتاريخ
كذا وكذا تحذيرا بانهيار السوق" أو "في التاريخ الفلاني تنبأت بارتفاع في السوق". وهو حق مشروع
للمحلل وللكاتب أن يشيد بإنجازاته، التي لم يذكرها أحد وربما لم يسمع بها أحد!!!
ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة حين يستمر المحلل في طرح رؤى مختلفة في أوقات مختلفة وظروف
مختلفة مما يستوعب كل الاحتمالات وحين تتحقق إحداها يقوم بتسليط الضوء على ذلك الموضوع بتأكيد
نجاحه. وهو يذكرني بقصة للحجاج بن يوسف وقد مات صديق له وكان عنده رسول الخليفة عبد الملك
بن مروان، فقال الحجاج: ليت إنساناً يعزيني بأبيات، فقال الرسول: أقول؟ قال: قل، فقال: وكل خليل
سوف يفارق خليله، يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يكون
شيئاً لا نعرفه، فقال الحجاج: لقد سليتني عن مصيبتي بمصيبة أعظم منها.
والفكرة ليست جديدة عموما فقد قام محتال في الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال مجموعة رسائل
إلكترونية إلى عدد كبير من المتداولين يتحدث عن توقعاته لحركة السوق في اليوم التالي، وقد تنبأ في
نصفها بأن المؤشر سوف يرتفع وفي النصف الآخر بأن المؤشر سوف ينخفض.
في اليوم التالي وبطبيعة الحال تحرك المؤشر ولنفترض أنه ارتفع. قام هذا المحتال بتجاهل المجموعة
التي توقع لها انخفاض المؤشر وركز على المجموعة التي صدق توقعه معها فقسمها إلى قسمين وأرسل
إلى نصفها توقعا بارتفاع المؤشر وللنصف الآخر توقعا بانخفاض المؤشر.
مرة أخرى وبطبيعة الحال تغير المؤشر ولنفترض أنه انخفض هذه المرة. قام هذا المحتال بالتركيز على
النصف الذي صدق توقعه معهم وقسمهم إلى نصفين وكرر العملية مرات عديدة. في نهاية الأمر انتهى
المحتال إلى مجموعة من الأشخاص يصدق توقعه معهم كل مرة.
لا شك أن هؤلاء الأشخاص آمنوا به واصدقوا قدرته على معرفة اتجاهات السوق. ولذلك طلب منهم
اشتراكا باهظ الثمن ليستمر في تقديم المشورة لهم. بعد ذلك قدم لهم توصيات بالتأكيد لم تكن بجودة
توصياته السابقة. ولعل القارئ الكريم ينشر هذه الحيلة على أكبر عدد ممكن من المتداولين حتى لا يقعوا
ضحية لمثل هذه الأمور.
وفي المجال نفسه تقوم بعض الشركات الاستثمارية بطرح مجموعة كبيرة من المنتجات الاستثمارية
وبطبيعة الحال تنجح بعض هذه المنتجات بتقديم أداء رائع بينما يخفق بعضها إخفاقا مروعا. تقوم
الشركات الاستثمارية بالتركيز على تلك المنتجات الجيدة وتسلط الأضواء عليها بينما تتجاهل المنتجات
الأخرى. وحين يستثمر الكثير في تلك المنتجات يكتشف المستثمرون أن الموضوع لا يعدو لعبة
احتمالات.
*نقلا عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية
اقرأ وتعلم كيف يفكر اهل الحيلة والدجالون
المحللون.. وحيلة قديمة
عبد الله الرشود
بعد انهيار كبير للسوق وارتفاع مفاجئ أقرأ في الصحف والمنتديات عبارات مثل "سبق أن كتبت بتاريخ
كذا وكذا تحذيرا بانهيار السوق" أو "في التاريخ الفلاني تنبأت بارتفاع في السوق". وهو حق مشروع
للمحلل وللكاتب أن يشيد بإنجازاته، التي لم يذكرها أحد وربما لم يسمع بها أحد!!!
ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة حين يستمر المحلل في طرح رؤى مختلفة في أوقات مختلفة وظروف
مختلفة مما يستوعب كل الاحتمالات وحين تتحقق إحداها يقوم بتسليط الضوء على ذلك الموضوع بتأكيد
نجاحه. وهو يذكرني بقصة للحجاج بن يوسف وقد مات صديق له وكان عنده رسول الخليفة عبد الملك
بن مروان، فقال الحجاج: ليت إنساناً يعزيني بأبيات، فقال الرسول: أقول؟ قال: قل، فقال: وكل خليل
سوف يفارق خليله، يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يكون
شيئاً لا نعرفه، فقال الحجاج: لقد سليتني عن مصيبتي بمصيبة أعظم منها.
والفكرة ليست جديدة عموما فقد قام محتال في الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال مجموعة رسائل
إلكترونية إلى عدد كبير من المتداولين يتحدث عن توقعاته لحركة السوق في اليوم التالي، وقد تنبأ في
نصفها بأن المؤشر سوف يرتفع وفي النصف الآخر بأن المؤشر سوف ينخفض.
في اليوم التالي وبطبيعة الحال تحرك المؤشر ولنفترض أنه ارتفع. قام هذا المحتال بتجاهل المجموعة
التي توقع لها انخفاض المؤشر وركز على المجموعة التي صدق توقعه معها فقسمها إلى قسمين وأرسل
إلى نصفها توقعا بارتفاع المؤشر وللنصف الآخر توقعا بانخفاض المؤشر.
مرة أخرى وبطبيعة الحال تغير المؤشر ولنفترض أنه انخفض هذه المرة. قام هذا المحتال بالتركيز على
النصف الذي صدق توقعه معهم وقسمهم إلى نصفين وكرر العملية مرات عديدة. في نهاية الأمر انتهى
المحتال إلى مجموعة من الأشخاص يصدق توقعه معهم كل مرة.
لا شك أن هؤلاء الأشخاص آمنوا به واصدقوا قدرته على معرفة اتجاهات السوق. ولذلك طلب منهم
اشتراكا باهظ الثمن ليستمر في تقديم المشورة لهم. بعد ذلك قدم لهم توصيات بالتأكيد لم تكن بجودة
توصياته السابقة. ولعل القارئ الكريم ينشر هذه الحيلة على أكبر عدد ممكن من المتداولين حتى لا يقعوا
ضحية لمثل هذه الأمور.
وفي المجال نفسه تقوم بعض الشركات الاستثمارية بطرح مجموعة كبيرة من المنتجات الاستثمارية
وبطبيعة الحال تنجح بعض هذه المنتجات بتقديم أداء رائع بينما يخفق بعضها إخفاقا مروعا. تقوم
الشركات الاستثمارية بالتركيز على تلك المنتجات الجيدة وتسلط الأضواء عليها بينما تتجاهل المنتجات
الأخرى. وحين يستثمر الكثير في تلك المنتجات يكتشف المستثمرون أن الموضوع لا يعدو لعبة
احتمالات.
*نقلا عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية