الاقتصاد
بفضل انخفاض أسعار المعدات والخدمات البترولية
الاستثمارات النفطية تعود بقوة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
هبة طنطاوي
الخميس, 18 - يونيو - 2009
عدد القراء : 24
أعلنت المملكة العربية السعودية عن بدء إنتاج حقل خريص النفطي، مما سيرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنظمة الدول المصدرة للنفط إلى نحو 8 في المئة من الاستهلاك العالمي.
ولم يؤثر هذا القرار بشكل يذكر في منع تزايد أسعار النفط، التي تخطت حاجز السبعين دولاراً للمرة الأولى منذ شهر أكتوبر الفائت، خاصة أنه على ما يبدو أن السوق تأثرت بتصريحات شركة “بريتيش بيتروليوم” الرائدة في مجال النفط بشأن انكماش احتياطيات العالم من النفط بثلاثة مليارات برميل عام 2008، بالإضافة إلى المؤشرات الضعيفة على استعادة الطلب لعافيته من جديد.
ويتمتع حقل “خريص” بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام العربي الخفيف، وتعد هذه الخطوة هي الأخيرة في إطار خطط شركة أرامكو السعودية لزيادة قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 12.5 برميل يومياً بحلول نهاية عام 2009، وتسعى الشركة أيضاً إلى تطوير حقل “مانيفا” النفطي، المقرر أن يبدأ إنتاجه بحلول عام 2013 بطاقة مليون برميل يوميا.
ومن المرجح أن تتم تصفية الخام الثقيل المستخرج من حقل مانيفا في مصفاة جديدة تقوم شركة أرامكو السعودية بإنشائها في مدينة جبيل السعودية في إطار شراكة مع شركة “توتال” الفرنسية.
ويبدو أن نجاح شركة أرامكو السعودية في الالتزام ببرنامجها الخاص بتوسيع سعتها الإنتاجية والالتزام إلى حد كبير بالمواعيد المقرر للقيام بذلك، بالإضافة إلى التقدم الذي تم إحرازه في كل من بناء مصفاة جبيل وفي تطوير حقل كاران للغاز، أثبت عدم صحة المخاوف التي ظهرت مؤخراً ًبشأن تباطؤ الاستثمار في هذا المجال.
وساعد انخفاض أسعار المعدات والخدمات المطلوبة لتدشين مثل هذه المشاريع، بكل تأكيد في إحياء الاستثمار فيها بشكل ما، وهو ما حدث على أقل تقدير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويمكن الاستشهاد على ذلك بالعطاءات الأولى البالغ قيمتها 10 مليارات دولار؛ لتطوير حقول الغاز الحامضي (الغاز المر) في أبو ظبي، فضلا على إبرام شركة “سوناطراك” الحكومية الجزائرية للنفط والغاز وشركائها الدوليين نحو ستة عقود في مجال النفط والغاز خلال الشهرين الفائتين فقط. هذا بالإضافة إلى الإقبال القوي الملحوظ- خلال شهر مايو الفائت- على المزادات الخاصة بمشاريع الاستكشافات في مصر.
ويقول رئيس شركة أرامكو السعودية خالد الفالح إنه على الرغم من ثقته التامة في التزام شركته بالبرنامج الاستثماري الخاص بها، فإن المخاوف راودته بشأن تداعيات الانخفاض الحاد في أسعار النفط بنهاية العام الفائت على خطط المستثمرين الآخرين.
ويعتقد الفالح أن الارتفاع الحالي لأسعار النفط ووصولها إلى مستويات منطقية، تتخطى سعر السبعين دولاراً للبرميل، من شأنه أن يزيد بشكل عام حجم الاستثمارات العالمية في هذا المجال.
وأسفرت المؤشرات الإيجابية لأداء السوق دون غيرها، عن إثارة شهية المستثمرين للعودة لخوض المخاطرة والاستثمار مرة أخرى، مما رفع سعر السلع بشكل عام، ومن ثم رفع حجم الطلب، خوفاً من ارتفاع أسعار هذه السلع والمنتجات بشكل أكبر في المستقبل، ذلك في الوقت الذي أسهم فيه أيضاً ضعف الدولار في ارتفاع أسعار السلع.
Economist