«ميريل لينش» تتوقع بلوغه 82 دولاراً في الربع الأخير من 2010
«ديلي تيليغراف»: صعود أسعار النفط حتمي في ظل ضعف الاستثمارات في قطاع الطاقة
تباين في وجهات النظر بشأن دور المضاربات في تحديد اتجاه أسعار النفط (رويترز)
إعداد نبيل زلف:
في تناولها آفاق النفط وأسباب ارتفاع وهبوط أسعاره، تلاحظ صحيفة «ديلي تيليغراف» البريطانية ان اليكس ميلر نائب رئيس شركة «غاز بروم» الروسية كان قد تنبأ في يونيو العام الماضي باستمرار ارتفاع اسعار النفط لتصل الى 250 دولارا للبرميل الواحد. وما إن مر شهر واحد فقط على هذا التنبؤ حتى ارتفع السعر الى 147 دولاراً للبرميل ليبدأ بعد ذلك الهبوط الى ما دون الأربعين دولاراً، هنا لابد من التساؤل: لماذا؟
من الواضح أن ازمة الاقتصاد العالمي قلصت الطلب على الطاقة بدرجة كبيرة ادت لاستخدام ناقلات النفط كمخازن عائمة قبالة الشواطئ بأمل ارتفاع اسعاره في المستقبل. وبلغت عملية التخزين هذه ذروتها في ابريل عندما تم تخزين 100 مليون برميل في تلك الناقلات، لكن ما إن بدأت الأسعار باسترداد عافيتها حتى بدأ ذلك المخزون النفطي الضخم بالعودة تدريجيا الى الأسواق.
لكن، ما الأسباب العملية التي ادت لارتفاع الأسعار لمستوى 147 دولارا للبرميل؟ ثمة سببان لذلك، الأول: زيادة الطلب على النفط من جانب الاقتصاديات الناشئة في آسيا، والثاني تزايد القلق حول الإنتاج النفطي. فقد كان هناك تراجع تاريخي في قطاع الاستثمار بمصادر جديدة للنفط، كما كان القلق من تقلص الإمدادات حقيقيا فعلا، وهذا عدا عن ان الدولار الضعيف لعب دورا ايضا في ذلك الارتفاع. فمن المعروف ان السلع التي يجري تسعيرها بالدولار تعمل كأداة واقية من الخسائر الناجمة عن هبوط العملة الأمريكية. وهذا يعني ان الكثير من المكاسب تصبح عرضة للمضاربة.
دور المضاربات
غير أن ارباب صناعة النفط الكبار ينكرون بقوة ان المضاربة كانت سببا رئيسا للارتفاع، ويعرب هؤلاء عن اعتقادهم على نحو جازم بأن الأسعار سوف تتجه للأعلى على المدى الطويل.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية ان الاستثمار في مشاريع النفط والغاز سينخفض بنسبة %20 هذه السنة.
ولما كان الاقتصاد العالمي لايزال في مرحلة صعبة بعد فإن من السابق لأوانه التحدث بشيء من التفاؤل حول احتمالات المستقبل لكن التوقعات بشأن نمو الطلب تبدو صحيحة، فمع تزايد عدد السكان عالميا وتمتعهم بالثراء سيزداد الطلب على الطاقة بشكل كبير لكن النمو الاقتصادي سيحتاج لبعض الوقت كي يصبح واقعا ملموسا.
جدير بالذكر أن «دار ميريل لينش» للخدمات المالية والاستثمارية والاستشارية رفعت سقف توقعاتها بشأن اسعار النفط لعامي 2009 و2010، فهي تعتقد أن سعر برميل النفط الخام يمكن ان يصل الى 82 دولارا في الربع الرابع من 2010 بسبب النمو المحدود في الإمدادات الآتية من غير دول منظمة «أوبيك» هنا يمكن الإشارة الى قول بعض المراقبين الذين ذكروا ان انتعاش سعر النفط وتجاوزه مستوى الأربعين دولارا سوف يؤدي لفقاعة تضخم اخرى، لكن لابد من القول إن الأسعار ينبغي ان تكون أعلى من هذا المستوى لجعل الاستثمار في عملية اكتشاف مصادر جديدة للطاقة امرا ممكنا. فقد جرى وضع الكثير من مشاريع رمال النفط الكندية على الرف عندما هبطت اسعار النفط كما ان تطوير مصادر النفط في المياه العميقة عملية مكلفة جدا.
وفي هذا السياق، يعتقد فان دير فير الرئيس السابق لـ«بريتش بتروليوم» ان زيادة الطلب على الطاقة عالميا هو امر لا يمكن وقفه. فمع زيادة عدد سكان العالم من 6 مليارات الى 9 مليارات بحلول عام 2050 سوف يتضاعف الطلب على الطاقة مرتين.
على اي حال، لا يشجع الطلب الراهن بقاء الأسعار عند المستويات الراهنة فاتجاه سعر النفط على المدى الطويل يشير الى أنه سيرتفع قطعا غير ان هذا لن يحدث على الأرجح في المستقبل القريب جدا بسبب الوفرة الراهنة في الأسواق لكن اذا تواصل ضعف الاستثمار فسيصبح ارتفاع السعر أمرا حتميا.
تاريخ النشر 07/08/2009 جريدة الوطن