التطور المذهل لصناعة التمويل الإسلامي سيفرض التخصص على الجامعات الغربية

hamad fcb

عضو نشط
التسجيل
21 مايو 2009
المشاركات
163
الماجستير الإسلامي في إدارة الأعمال: جنين.. في التاسع

السيولة المالية الغزيرة الناجمة عن الايرادات النفطية السخية، التي ترجمت الى استثمارات في شتى ارجاء الدنيا وجعلت من الاموال الاسلامية مصطلحا رائجا، فرضت سؤالا من قبل انصار المصارف والتمويل الاسلامي 'هل سيشهد العالم قريبا اول برنامج كامل لدراسة الماجستير في ادارة الاعمال يجمع بين المبادئ الدينية وقواعد ادارة الاعمال السائدة؟'.

اصبحت الحاجة الى خريجين من حملة الماجستير في ادارة الاعمال، المسلحين بالمعرفة في القواعد الاسلامية حاجة ملحة. اذ يشير عمل المصرفيين على جمع صفقات تضم التمويل الاسلامي الى فجوة كبيرة وجوهرية في المهارات وفي العثور على مهنيين يجمعون بين المعرفة في مبادئ الشريعة الاسلامية والسوق. وحتى الآن، فإن ظهور دراسات للماجستير في ادارة اعمال متخصصة في التمويل والمصارف الاسلامية هو حلم اكثر منه حقيقة. لكن اذا حصل حسين حامد حسن، وهو طالب من دبي في التمويل والمصارف الاسلامية على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال صلب تخصصها التمويل الاسلامي 'فسيصبح الحلم واقعا في وقت اقرب مما يتوقع الناس'.

حسن، الذي عاش في دبي لأكثر من 25 عاما وشهد تطور التمويل الاسلامي من فكرة الى واقع عملي واهتمام عالمي، يقول 'جميع المصارف والمؤسسات مثل شركات التأمين الاسلامية وصناديق الاسهم الاسلامية ترغب في رؤيته واقعا يتحقق. هناك طلب كاف لبدء العمل على هذا الموضوع بفعالية'.

نمو الصناعة الإسلامية

ويعتقد المشاركون في الاسواق المالية الرئيسية التي لها حصة في مستقبل صناعة التمويل الاسلامي ان نمو هذه الصناعة في الاعوام الاخيرة ساهم في اعلاء شأن هذا النشاط الجديد نسبيا من الاعمال.

التعريف التقليدي السائد عن التمويل الاسلامي، هو انه المعاملات المصرفية التي لا تتعامل مع فائدة البنوك التقليدية. غير ان الحقيقة هي ان الاسلام يسعى الى تشجيع فكرة هيكلة الشراكة، حيث يقدم المودعون الاموال عبر بنك او مؤسسة، في حين يستخدم المقترضون تلك الاموال لأغراض استثمارية. ويفترض ان يشترك مقدم الاموال ومقترضها الربح والخسارة الناجمة عن الاستثمار فيما يفرض البنك رسوما على ادارة العملية.

التراخيص الجديدة

وقد حولت التطورات الاخيرة، كقرار السعودية اصدار تراخيص جديدة لشركات تأمين اسلامية، الانظار الى مجالات اخرى في العمل الاسلامي تتجاوز القطاع المصرفي. فضلا عن ان النمو السريع للسندات الاسلامية (الصكوك) قد زاد من امكانات النمو.

وتشكل معرفة القطاعات المتنوعة المرتبطة بمبادئ الشريعة الاسلامية، تحديا لخريجي الماجستير في ادارة الاعمال الحريصين على دخول هذا المجال.

يقول رشدي صديقي، مدير مؤشر داوجونز للاسواق الاسلامية ومقره نيويورك: 'تنمو هذه الصناعة بشكل سريع جدا. ويساهم هذا النمو في تحفيز الطلب بطرق لم نشهدها من قبل'. ويضيف 'على المستوى العملي، ان كبار المديرين الذين تدربوا على ادارة البنوك الاسلامية وغيرها من المؤسسات المالية بحاجة الى ان يدركوا الطبيعة غير العادية لهذا العمل'.

ويلعب علماء الشريعة الذين يكونون اعضاء في مجالس ادارات المؤسسات المالية الاسلامية دورا رئيسيا في الاشراف والرقابة على القرارات الكبيرة، غير ان الكثير منهم ليس لديه خبرة في الاسواق العالمية. يقول صديقي 'يمكن لشهادة الماجستير في ادارة الاعمال ان توفر المهارات الاساسية للمديرين، لكن يجب ان يقدر الناس الطبيعة الخاصة لهذا النوع من العمل مثل الحاجة الى العمل مع علماء الشريعة كجزء اساسي من عملهم'.

قلة التدريب

وتدرك الشخصيات الرئيسية في عالم التمويل الاسلامي الحاجة المتزايدة الى تعيين افضل ما يمكن توفيره من المديرين كما ان البعض ينادي بزيادة جوهرية في الانفاق على التدريب والتطوير. فبحسب خالد عبدالله جناحي، رئيس مجلس ادارة بنك فيصل الاسلامي للتمويل (سويسرا) وهو اول بنك اسلامي خاص في سويسرا. فان الاموال التي تنفقها المؤسسات المالية الاسلامية على الاشخاص منخفضة جدا 'فنحن بحاجة الى ان نزيد الانفاق'، على حد تعبيره.

ويؤيده في ذلك مديرو الموارد البشرية في البنوك الاسلامية في الشرق الأوسط. ويعتقد البعض ان تخصيص دراسات للماجستير في ادارة الاعمال تكون مصممة للتمويل الاسلامي ستلقي ترحيبا واسعا في المنطقة.

اذ يقول احد مديري الموارد البشرية في بنك شرق اوسطي 'اذا استطاعت الجامعات الرئيسية توفير برامج جديدة لدراسة الماجستير في ادارة الاعمال في تخصص الاعمال الاسلامية فسيجذب ذلك الكثير من الطلاب خصوصا المسلمين الراغبين في العمل لدى بنوك اسلامية في المستقبل.

الدراسة في الغرب

ومع ذلك، فان هناك انقساما في الرأي حول ما اذا كانت مثل تلك البرامج ستنجح في الشرق الاوسط، حيث يختار بعض نخبة طلاب ادارة الاعمال التوجه الى الولايات المتحدة لاستكمال دراسة الماجستير عوضا عن الدخول في برامج دراسات محلية.

ورغم ان الجامعات الاميركية التي تدرس ادارة الاعمال لديها سجلات رائدة ومؤكدة يرى مصرفيون ان فرص اكتساب خبرة عملية في السوق الاميركية تظل ضئيلة نظرا لان التمويل الاسلامي ظاهرة جديدة نسبيا. ويعتقد صديقي ان على البنوك الاسلامية ان تخطو خطوات مبتكرة مثل تقديم منح سخية لتوفير مقاعد في المصارف والتمويل الاسلامي والمجالات المرتبطة بها في الجامعات الرئيسية في الغرب.

ويقول 'مثل تلك الخطوة ستكون بمنزلة قفزة البداية لعملية جديدة ستلقي الضوء على هذا المجال على ان تكون الخطوة الأولى برنامجا لدراسة الماجستير للمديرين التنفيذيين الذين يعملون اصلا في البنوك الاسلامية. حيث يمكنهم اخذ اجازة للدراسة في جامعة اميركية لاكمال شهادة الماجستير في ادارة الاعمال.

كبار اللاعبين

وتنقسم الاراء بين المصرفيين في العالم العربي حول المدى الذي قد يصبح فيه خريجو الماجستير المتخصصون في التمويل الاسلامي في وضع جيد ضمن كبار اللاعبين.

فرغم الاعتراف بالحاجة الى مديرين كبار في البنوك على معرفة بالموضوعات الاسلامية. فان خريجي الماجستير في ادارة الاعمال قد لا يكونون قادرين على ملء جوانب متخصصة محددة مثل المواقع التي يشغلها العلماء او الفقهاء الذين هم اعضاء في مجالس الادارات ويلعبون ادوارا ومهام اساسية.

يتساءل احد مسؤولين فرع بنك غربي في الشرق الاوسط 'اذا كانت البنوك قادرة على تعيين فقهاء شريعة للتدقيق في قراراتهم الاستثمارية، لماذا اذا سيحتاجون ايضا الى حملة شهادات الماجستير ذوي المعرفة بالمبادئ الاسلامية'؟

لكن مسؤولا تنفيذيا رفيع المستوى في بنك اسلامي في الشرق الاوسط يخالفه الرأي بالقول 'قد يكون فقهاء الشريعة على معرفة بالدين لكنهم ليسوا بالضرورة على معرفة بالسوق. وكون الطلب ينمو على الاموال الاسلامية ونطاق هذا العمل ينمو ايضا بسرعة، فان حملة شهادات الماجستير في ادارة الاعمال الذين يفقهون المفاهيم والقواعد الاساسية قد يكونون اكثر نجاحا من حملة شهادات الماجستير العادية'.


 
أعلى