اضافه:منقول من مدونة الاخ الشامرى الاقتصاديه ما هو التحليل الفني ؟
وليسمح لنا الاخ الشامرى التحليل الفني عبارة عن وسيلة لتقدير سعر الأسهم أو قيمة المؤشرات في المستقبل. هذه الوسيلة بكل تأكيد ليست أدة لمعرفة الغيب، فلا يعلم الغيب إلا علام الغيوب، إلا أنها وسيلة لتقدير إتجاه الأسهم أو المؤشرات بناءً على معطيات معينة. نستطيع أن نصف التحليل الفني بأنه استقراء للحالة النفسية للمتداولين على السهم أو المؤشر إذا ما أقررنا بأن الخصائص النفسية العامة للبشر واحدة في كل أصقاع الأرض ومن ثم الاستفادة من معرفة هذه الخصائص لصالح أداء المحفظة، حيث أثبتت الدراسات الإحصائية بأن التاريخ يعيد نفسه في أسواق المال، وبناءً على ذلك فإن الأسهم والمؤشرات تشكل نماذجاً لها خصائص واضحة تتكرر مع مرور الزمن. أيضا هنالك من يصف التحليل الفني بأنه فن مطلق يعتمد على قدرات المحلل الشخصية، وهنالك من يصفه بأنه علم بحت، ولكن دعونا لا نتطرف في وصفنا له، فهو يعتمد على قدرات المحلل بالفعل، كما أن له قواعد وشروط تعتمد على البيانات الإحصائية، لذلك أُفضل وصفه بمزيج من العلم والفن. كما هو الحال في تقدير الأرصاد الجوية، فإن التحليل الفني لا يعطيك نتائج مضمونة 100% والسبب أنك تحاول أن تستخلص ما قد يحصل في المستقبل، وهذا كما ذكرنا لا يعلمه بشر مالم يكن هنالك نص من الكتاب والسنة وهذا قطعاً لا ينطبق على أسواق المال. إلا أن مصداقية هذه الوسيلة إذا ما استخدمت بشكل صحيح تعطي المتداول في أسواق المال نقطة تفوق قد تجعله يتغلب على أداء السوق. تقدر صحة نتائج التحليل الفني بـ80% كمعدل، أي أن المتداول الذي اتخذ من التحليل الفني وسيلة في اتخاذ قرارات البيع والشراء سيحصل على 8 صفقات ناجحة من كل 10 صفقات يجريها كمعدل، وهذا بلا شك أمر مستحب لكل من يتداول في أسواق المال.
ما هي المعطيات التي يعتمد عليها الفني؟
التحليل الفني لا يتطلب معرفة أرباح الشركة أو أصولها، فعلى خلاف التحليل الأساسي فإن التحليل الفني ببساطة لايقيم السهم وفقاً للبيانات الأصولية للشركة، ولا يتطلب معرفة الوضع السياسي والحالة الاقتصادية حتى يقدر حركة المؤشرات.فالتحليل الفني يعتبر أن حركة السهم أو المؤشر تتأثر بالعامل النفسي بنسبة 80% و تتأثر بنسبة 20% بالعوامل المنطقيةوعلى خلاف ذلك فإن التحليل الأساسي (أو الأصولي) يعتبر أن السهم أو المؤشر يتأثر بالعوامل المنطقية بنسبة 80% وبالعوامل النفسية بنسبة 20% . وبالرغم من هذا الاختلاف فإن كلا الوسيلتين في التحليل تعطي فعالية فائقة إذا ما فهمنا الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي.حتى يتم تطبيق التحليل الفني، فإن معرفة حركة السهم أو المؤشر التاريخية وفقاً للعامل الزمني لهو أمر حتمي.هذه البيانات التاريخية هي التي تمكن المحلل الفني من معرفة تاريخ هذا السهم أو المؤشر وسلوكه وفقاً للإطار الزمني الذي يتحرك فيه، ومن ثم تقدير حركته القادمة وتحديد اتجاهها.إلا أن هذه البيانات لا يمكن الاعتماد عليها مكتوبة، عوضاً عن ذلك فإن المحلل الفني يقرأ الرسم البياني لهذه البيانات، فالصورة تغني عن ألف كلمة.
كيف يمكن تحديد الاتجاه من خلال التحليل الفني؟
يحدد هذا الأمر من خلال معرفة النماذج الفنية التي يشكلها السهم أو المؤشر على الرسم البياني، هذه النماذج تصنف بأكثر من تصنيف، فهنالك نماذج تنبئ باستمرارية الحركة صعوداً أو هبوطاً، وهنالك نماذج تنبئ بانعكاس الحركة، وهنالك نماذج متعادلة تحدد هدفاً محدداً سواء مع اتجاه الحركة أو خلافها.وهنالك مؤشرات فنية تساعد على معرفة الاتجاه أو تقوم بقياس قوة الاتجاه، ومن الممكن أيضاً أن تشكل نماذجاً خاصة بها. هذه المؤشرات الفنية تصنف على عدة مجموعات، فهنالك المؤشرات التابعة للاتجاه وهنالك مؤشرات ذبذبة المسار، بالإضافة إلى مجموعة المؤشرات المتنوعة والتي تساعد على معرفة حالة السوق من الناحية النفسية.
ما هو السبب في تشكيل النماذج الفنية؟
الأسباب كثيرة حقيقةً، فالأسواق تتحرك بناءً على قوى العرض والطلب، والمحلل الفني لا يرى في الغالب أن هذه الحركة عشوائية، عوضاً عن ذلك فإنه يستخدم التحليل الفني لتوقع الحركة القادمة.هذه القوى (العرض والطلب) تبنى على أساس معطيات استجدت على أرض الواقع، أحياناً تكون بسبب خبر، وأحياناً أخرى تكون بسبب نفسي بحت (كأن تتأثر الأسهم بحركة القطاع أو السوق بالرغم من مخالفتها له أساسياً)، وعليه تتشكل النماذج الفنية.إلا أن معرفة السبب لا تهم كثيراً، فالمهم هو الاستفادة مما ينتج عن هذه النماذج، فالتحليل الفني يركز على مفهوم السؤال (ماذا؟) عوضاً عن (لماذا؟).
ما هو التصرف الأنسب في حالة فشل النموذج الفني؟
في هذه الحالة، فإن تفعيل وقف الخسارة أمر حتمي.يحدد وقف الخسارة بناءً على التحليل الفني أيضاً، ففي الغالب تحدد النماذج الفنية نقاط وقف الخسارة بدقة، والتزام المحلل بهذه النقاط يعطيه فرصة للخروج من الصفقة بأقل قدر ممكن من الخسائر.إن هذا الالتزام يعطي أداءً أفضل للمحفظة، فتحَيُن الفرص في أسواق المال هو ما يهم، والفرص تأتي وتذهب في كل يوم.
ماهو الإطار الزمني المناسب؟
حتى نعرف الإجابة ، يجب علينا معرفة المدة الزمنية التي يستقرأها التحليل الفني،هذا يعتمد على الفاصل الزمني المستخدم للتحليل (Time Frame)، فكل فاصل زمني له مدة زمنية متوقعة لإصابة الأهداف، فالأهداف تتحقق على الفاصل الأسبوعي على سبيل المثال في فترة أكبر من مثيلتها على الفاصل اليومي، كذلك هو الحال بالنسبة للفواصل الأصغر كفاصل 60 دقيقة، 30 دقيقة، 15 دقيقة، 10 دقائق، 5 دقائق، ودقيقة واحدة.أيضاً هنالك فواصل زمنية أكبر كالفاصل الشهري والربع سنوي والسنوي، إلا أن دقتها في التحليل الفني لم تختبر بشكل مناسب لتحديد أهدافها الزمنية.بالإضافة إلى الفاصل الزمني، هنالك المدة الزمنية التي يُشاهد فيها الرسم البياني (شخصياً أفضل رؤية الرسم البياني لمدة تتراوح ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات للفاصل الزمني الأسبوعي، وأربع شهور إلى سنة للفاصل الزمني اليومي)لذلك فإنه يتوجب على المحلل الفني أن يعرف وضع السهم أو المؤشر على جميع الفواصل الزمنية لتحديد نقاطه الحرجة والمهمة، بهذه الطريقة تصبح نتيجة التحليل أدق وبشكل أكبر.ومما نرى، فإن التحليل الفني هو وسيلة المضارب بالدرجة الأولى وذلك لأن أهدافه تتحقق في فترة زمنية تتراوح ما بين يوم إلى ست شهور، بناءً على الفاصل الزمني الذي حددت الأهداف فيه.إن طبيعة المتداول هي التي تحدد اختياره في الاعتماد على الفواصل الزمنية، فالمضارب اليومي يعتمد وبشكل كبير على الفواص الزمنية الصغيرة، وبطبيعة الحال فإن المتداول المتأرجح (المستثمر قصير المدى) يتعتمد على فواصل زمنية أكبر بشكل أساسي، وهذا لا ينفي الحاجة لاستخدام الفاواصل جميعاً في التحليل من الأكبر إلى الأصغر.
ماذا لو تناقضت الأهداف لكل فاصل زمني؟
على الأرجح، تكون الغلبة للفاصل الزمني الأكبر، إلا أنه وفي حالات كثيرة يتحقق الهدف على الفاصل الزمني الأصغر ثم يعود السهم أو المؤشر لتحقيق هدفه على الفاصل الزمني الأكبر.كما وضحنا سابقاً، فإن كل فاصل زمني له فترة زمنية متوقعة لتحديد الأهداف تختلف باختلاف الفواصل الزمنية، وبالتالي فإن قرارات المتداول تُحدد بناءً على هذه المعطيات.
الخلاصة:
التحليل الفني وسيلة فعالة لمن يستهداف أرباحاً على فترات زمنية قصيرة نسبياً في أسواق المال، وهو لا يتطلب سوى إلمام بأصوله وبالنماذج الفنية وشروطها، بالإضافة إلى معرفة كيف ومتى تُستخدم المؤشرات الفنية.
لا يعتمد التحليل الفني على معرفة وتحليل البيانات الأصولية أو الأخبار الواردة، بل يركز على السعر أو القيمة (ماهو السعر الآن؟ أين كان؟ وإلى أين يتجه؟)
التحليل الفني لا يعطي نتائج حتمية تصل إلى 100% ذلك لأنه يتوقع نتيجةً ما في المستقبل وهذا لا يعلمه بشكل قطعي إلا الباري عز وجل، إلا أنه وسيلة فعالة للتوقع تصل مصادقيتها إلى 80% وربما أكثر، وهذه النتيجة بلا شك مؤثرة على أداء المحفظة بشكل إيجابي.
تختلف الأهداف المتوقعة بواسطة التحليل الفني باختلاف الفاصل الزمني المستخدم. فطبيعة المتداول تحدد أنسب الفواصل الزمنية له، وهذا لا يُغني عن الاطلاع على بقية الفواصل الزمنية لمعرفة أهم النقاط الحرجة للسهم أو المؤشر على حد السواء.
الالتزام بالأهداف المقدرة من خلال التحليل الفني أمر واجب، كذلك الالتزام بتفعيل وقف الخسارة في حال فشل النموذج الفني المحدد على الرسم البياني.
التحليل الفني مزيج من العلم والفن، فتجد أن لكل محلل فني بصمة شخصية في التحليل أو أسلوب خاص فيه، لا بأس في ذلك طالما أنه لا يخالف أصوله العلمية، لذلك فإن المحلل الفني مُطالب بصقل قدراته ومهاراته في هذا الشأن.