الشال: بورصات الخليج تعيش مرحلة الهلع وأزمات السقوط الحر للأسواق

الشاهين1

موقوف
التسجيل
20 أبريل 2009
المشاركات
1,794
أسواق المال وسلوكيات الأزمة المالية
الشال: بورصات الخليج تعيش مرحلة الهلع وأزمات السقوط الحر للأسواق


قال تقرير الشال الأسبوعي ان عند حدوث أزمات مالية كبرى تمر أسواق المال بمراحل أداء مختلفة، كل منها يعكس، أيضاً، مرحلة من مراحل السقوط أو التعافي للاقتصاد، ويحدث أحياناً ان ينتقل السوق من مرحلة الى أخرى، ولكنه انتقال لا يدوم، لأنه انتقال صوري لا تدعمه مؤشرات الأداء الكلي والأداء الجزئي. ومتابعة أداء مؤشرات الأسواق ما بعد أزمة عام 1929 توحي بحدوث ذلك الانتقال الصوري، ولكن أسواق المال ما بعد أزمة خريف 2008، توحي بان الانتقال من مرحلة الى أخرى انتقال حقيقي، أي مدعوم من تحسن المؤشرات، الكلية والجزئية.

والمرحلة الأولى في أسواق المال، لما بعد الأزمة، هي مرحلة السقوط الحر للأسعار أو مرحلة الهلع الشديد، وأرقام الجدول المرافق لـ 14 سوقاً مالياً منتقاة ترجح ان الربع الأخير من عام 2008 كان بداية مرحلة السقوط الحر للأسعار، والذي خسرت فيه الأسواق، كلها، وبنسب عالية، والى حد ما نهايتها. والربع الأول من العام الحالي جسد ولوج الأسواق المالية المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي يغلب فيها التذبذب الحاد للأسعار، ولكن مع اتجاه عام الى الأدنى، وفيها استمرت خسارة 11 سوقاً من أصل الـ 14 سوقاً. وجسد الربع الثاني من العام الجاري ولوج الأسواق المالية مرحلة التداول الثالثة، وهي مرحلة التذبذب الحاد، أيضاً، ولكن باتجاه الى الأعلى، وخلال الربع حقق 13 سوقاً من أصل 14 سوقاً محصلة أداء موجب.

وبعد أزمة بمثل هذا الحجم، كان من المفروض ان يطول بقاء أسواق العالم في كل مرحلة من المراحل الثلاث، وحتى تحدث ارتدادات سلبية الى كل مرحلة بعد كل صعود وقتي الى المرحلة التالية، وذلك ما حدث بعد أزمة الـ 1929، ولكن يبدو أننا نعيش عالماً مختلفاً، وبشكل جوهري، عن عالم ما قبل 80 عاماً، عالم غير مدرسته الفكرية الاقتصادية بسرعة وأصبحت موحدة في الولايات المتحدة الأميركية وفي الصين وما بينهما، وعالم تصرف بسرعة وبهجومية مبالغ فيها، أحياناً، وعالم منسجم سياسياً وينزع الى السلم والتعاون.

ويبدو ان مرحلة التذبذب الحاد، مع محصلة الأداء الموجب، أو المرحلة الثالثة التي سادت خلال الربع الثاني من العام الحالي، ستكون هي الصفة السائدة لما تبقى من العام الحالي في معظم الأسواق المالية، وربما جميعها. ذلك يعني، من جانب، استمرار حقبة التعافي الهش، واستمرار معظم الأسواق المالية تحقيق مكاسب محدودة، ولكن سنرى انتكاسات بين الحين والآخر، وسنسمع الكثير من الأخبار المتناقضة، أي الجيدة ثم السيئة ثم الجيدة، وهكذا. وهذه، أيضاً، هي الصفة المحتملة الغالبة على أداء أسواق المنطقة والسوق الكويتي، ولكنها ليست دعوة لأحد للاستثمار في سوق الأسهم، فمستوى المخاطر سيظل عالياً، وبعض أسهم الشركات وربما بعض المجموعات لن تكون هناك جدوى من الاستثمار فيها.
 
أعلى