الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

نجوبي

عضو نشط
التسجيل
7 أغسطس 2006
المشاركات
1,574
الإقامة
الكويت - جبله
اشهد الله تعالى اني قرات الكتاب بتمعن وتفكر واني لخصته بنفسي كما طلل الدكتور وليد العلي
الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
إن راحة القلب و سروره وزوال همومه و غمومه , هو المطلب لكل أحد , و أغظم الأسباب لذلك و أصلها و أسها هو الإيمان و العمل الصالح , و سبب ذلك واضح فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح معهم أصول و أسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور و الإبتهاج , يتلقون المحاب و المسار بقبول لها و شكر عليها, و يتلقون المكاره و المضار و الهم و الغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته و تخفيف ما يمكنهم تخفيفه.
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه و خيره و ثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور و المكاره.
لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير او الشر , هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير و الشر بما ذكرناه من الشكر و الصبر و ما يتبعهما , فيحدث له السرور و الإبتهاج , و تتم له الحياة الطيبة في هذه الدار , و الأخر يتلقى المحاب بأشر و بطر و طغيان فتنحرف أخلاقه.
فالمؤمن إذا ابتلى بمرض أو فقر , فإنه بإيمانه و بما عنده من القناعة و الرضا بما قسم الله له , تجده قرير العين , كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان , إذا ابتلى بشيء من الفقر , تجده في غية التعاسة و الشقاء.
البر و الفاجر , و المؤمن و الكافر , يشتركان في جلب الشجاعة الإكتسابية , و في الغريزة التي تلطف المخاوف و تهونها , و لكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه و صبره و توكله على الله و اعتماده عليه.
و من الأسباب التي تزيل الهم و الغم و القلق : ( الإحسان إلى الخلق بالقول و الفعل و أنواع المعروف ) و كلها خير وإحسان , وبها يدفع الله عن البر و الفاجر و الهموم و الغموم بحسبها , و لكن للمؤمن منها أكمل الحظ و النصيب , و أن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرا عظيما , و من جملة الأجر العظيم : زوال الهم و الغم و الأكدار و نحوها.
و من أسباب دفع القلق الناشيء عن توتر الأعصاب , : ( الإشتغال بعمل نت الأعمال أو علم من العلوم النافعة ) , فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه , و ربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي اوجبت له الغم و الهم , ففرحت نفسه , و إزداد نشاطه. و هذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن و غيره , و لكن المؤمن يمتاز بإيمانه و إخلاصه و احتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه.
ومما يدفع به الهم و القلق : ( اجتماع الفكر كله على الإهتمام بعمل اليوم و الحاضر , و قطعه عن الإهتمام في الوقت و المستقبل و عن الحزن على الوقت الماضي) و لهذا استعاذ النبي عليه الصلاة و السلام من الهم و الحزن , و الهم الذي يحدث بسبب الخوف من الستقبل , فيكون العبد ابن يومه .
و النبي صلى الله اذا دعى بدعاء او أرشد أمته إلى دعتء فهو يحث ـ من الاستعانة بالله و الطمع في فضله ـ على الجد و الإجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله , و التخلي عما كان يدعو لدفعه , لأن الدعاء مقارن للعمل , فجمع عليه الصلاة و السلام بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال , و الإستعانة بالله و عدم الإنقياد للعجز الذي هو الكسل الضار و بين الاستسلام للأمور الماضية النافذة , و مشاهدة قضاء الله و قدره.
و جعل الأمور قسمين : قسما يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه , و قسما لا يمكن فيه ذلك .
و من أكبر الأسباب لإنشراح الصدر و طمأنينته , الإكثار من ذكر الله , فإن لذلك تأثيرا عجيبا في انشراح الصدر و طمأنينته , و كذلك التحدث بنعم الله الظاهرة و الباطنة , فإن معرفتها و التحدث بها يدفع الله به الهم و الغم , و يحث العبد على الشكر .
و من أنفع الأشياء في هذا الموضوع استعمال ما أرشد اليه النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : ( انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ).
و من الأسباب الموجبة للسرور و زوال الهم و الغم , السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم , و في تحصيل الأسباب الجالبة للسرور.
و من انفع الأسباب لزوال القلق و الهموم إذا حصل على العبد من النكبات , ان يسعى في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر و يوطن على ذلك نفسه.
و من أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية , بل و أيضا للأمراض البدنية , قوة القلب و عدم انزعاجه و انفعاله للأوهام و الخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.
متى اعتمد القلب على الله و توكل عليه و وثق بالله و طمع في فضله , اندفعت عنه بذلك الهموم و الغموم. و في قول الرسول عليه الصلاة و السلام : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي خلقا اخر ) . فائدتان عظيمتان :
إحداهما : الإرشاد إلى معاملة الزوجة و القريب و الصاحب و المعامل, و أنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص او امر تكرهه.
الفائدة الثانية : وهي زوال الهم والقلق و بقاء الصفاء و المداومة على القيان بالحقوق الواجبة و المستحبة و حصول الراحة بين الطرفين.
العاقل يعلم ان حياته الصحية حياة السعادة و الطمأنينة و أنها قصيرة جدا فلا ينبغي له ان يقصرها بالهم و الاسترسال مع الأكدار , لإان ذلك ضد الحياة الصحيحة , و ينبغي ايضا اذا اصابه مكروه او خاف منه ان يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية اة دنيوية و بينما اصابه مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم واضمحلال ما اصابة من مكاره .
و من أنفع الأمور لطرد الهم , ان توطن نفسك على ان لا تطلب الشكر الا من الله , فإذا احسنت الى من له حق عليك او من ليس له حق فاعلم ان هذا معاملة منك مع الله فلا تبال بشكر من انعمت عليه.
 

شجرة العود

عضو نشط
التسجيل
10 سبتمبر 2008
المشاركات
1,816
الإقامة
ديرتي
بارك الله فيك وجزاك الله الفردوس الأعلى
السعادة مرتبطة برضى الرب ورضى الوالدين والايمان بالقضاء والقدر
 
أعلى