بحرينيه تتحدث عن زيارتها للسعوديه

فضل

عضو مميز
التسجيل
25 يوليو 2008
المشاركات
6,792
الإقامة
بين السماااء والارض
هذى بنت بحرينيه ( اسلوبها مشوق )راحت للسعوديه تتحدث وتقول :

كنت في المملكة العربية السعودية يوم أمس، منذ سنوات طويلة لم أزر السعودية .. ربما خمس سنوات أو أكثر قليلاً، دخلتها مرة واحدة كقناة مرور إلى الكويت. لكنني لم أجلس فيها أو أتأملها كما فعلت بالأمس.
يرقد خالي في أحد المستشفيات السعودية، هرب به "خوالي" من مستشفى السلمانية، خافوا أن يلقى حتفه كما فعل كثيرون من قبله، وسيفعل كثيرون من بعده. كان قد أجرى عملية جراحية في ظهره، وكنا في زيارة خاطفة إليه.
منذ أن عبر والدي بالسيارة جسر الملك فهد معلناً انتهاءه ودخولنا الأراضي السعودية، تنفست الصعداء .. فغالباً ما "نتعطل" عند الحدود السعودية، لكننا عديناها سريعاً هذه المرة ولله الحمد.
كنت أتأمل الشوارع، لم تتغير السعودية كثيراً عما هي الحال عليها قبل خمس سنوات، منذ زيارتي الأخيرة لها. نفس المحلات المتناثرة على أطراف الشوارع، تكثر محلات بيع المندي، والشقق المفروشة، والبقالات، التي نطلق عليها في البحرين مسمى "برادات".
ابتسم للكوبريات المتعددة، والسيارات المسرعة، لم تتغير ثقافة السرعة وعدم احترام أنظمة المرور لدى كثير من الشباب السعودي، لم أتوقع التغيير الكثير أساساً، لكن لا أعلم! كنت أزور السعودية وكأنها مرتي الأولى.
وصلنا إلى المستشفى، كان أبناء عمومتي السعوديين بانتظارنا، تحديداً إلتقيت إبن عمي عبدالحميد، أو حميد كما نطلق عليه.
تربطني بحميد علاقة من نوع خاص، فقد عاصر طفولتي وحتى شبابي .. لازلت أحتفظ ببعض الدببة التي أهداني إياها في صغري، كما أحتفظ بساعة الحائط الوردية، والتي أهداني إياها في العام 1989 عندما حصلت على غرفة نوم وردية خاصة بي.
وجدت على منضدة بالقرب من خالي المريض مجموعة صور، إبتسمت ابتسامة واسعة وقلت: حميد صورها صح؟ فأجابتني خالتي الصغرى بالإيجاب، عندما دخل حميد ليسلم على "الجماعة" قلت له إنني أدين له بنصف ألبوم صوري، فهي من التقاطه الشخصي، لا تزال صوري التي التقطها لي عبدالحميد وأنا طفلة لم أتعدى الأشهر، وأنا في الروضة، وأنا في المدرسة، وأنا مع أطفال العائلة، كثيرة صوري التي تحمل توقيعه.
أذكر إنني تلمست أولى هواجس الكتابة منه، كان يكتب بعض القصاصات لمجلة هنا الأسبوع، وكنت أحتفظ بها أحياناً، ولأنه كان قريباً من عائلتي "والدي ووالدتي" بشكل شخصي فقد تعلقت به كشخصية عائلية. أذكر إني كنت أحبه أكثر من أبناء عمومتي الآخرين، كان مميزاً عندي لأنه عاملني بتميز.
ظروف الحياة ومشاغلها أبعدتنا عن صلة الرحم للأسف، لكن رؤيتي لحميد أشعرتني بالفرح فجأة، كنت أجلس على كرسي في طرف الغرفة الواسعة التي يرقد فيها خالي، أعيد شريطاً جميلاً من ذكريات طفولتي، سيارة حميد الجيمس الكبيرة، كنت أفتخر فيها أمام أطفال الحي "الفريج"، خروجنا إلى النادي البحري، ولعب كرة القدم، والجلوس بالقرب من البحر في بلاج الجزائر، والصور المتعددة والفلاشات التي لا تنتهي.
هناك التقيت عمي عبدالله، ذلك الرجل العجوز عمراً والشباب قلباً. استقبلني بحب شديد، احتضنني بعنف، وعتب بعنف أيضاً. كان "شارهاً" على انقطاعنا عنه، قلت "إذا سمحت السعودية للنسوان يسوقون كل أسبوع بجيك يا عمي، الحين احنا في رقبة الوالد". قال: "عجل ببتدي أطالب بسياقة المرأة في السعودية".
قبل عمي الكبير راحة يدي وقال: آآه فيها من هوى البحرين، فقبلت رأسه اللطيف وقلت: الله يحفظك يا زينة هالسعودية ..
انتهينا من الزيارة العائلية بعد ساعات معدودة، ثم انتقلنا لتناول العشاء في مجمع الظهران، هذه زيارتي الأولى للمجمع، كان مليئاً بالبحرينيين. يبدو إنني الشخص الوحيد في البحرين الذي لم يزر هذا المجمع.
لمست شيئاً من الانفتاح لدى الناس، أكثر مما كان موجوداً قبل خمس سنوات .. لم أجد رجلاً يمشي وزوجته وأبناءه من خلفه، كان الرجال يمشون في صف زوجاتهم، بعض الزوجات كن متأبطات أزواجهن في منظر أحببته واستظرفته.
لم يعد الشباب يرتدون الثوب والشماغ بشكل دائم، هناك شباب يرتدون الجينز والكاجول أيضاً، لا أدري إن كان ما رأيته معالم انفتاح جديدة في السعودية، أم أن غيابي الطويل عنها أحدث تغييرات في ثقافة المجتمع؟
يقال أحياناً إن أهل الشرقية أكثر تحرراً من بقية المناطق السعودية لقربها من البحرين، لا أعلم مدى صحة ذلك .. لكنني كنت سعيدة في كل الأحوال وأنا أستنشق هواء السعودية، فقد افتقدتها بشدة طوال السنوات الماضية.
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
الله يعز دول الخليج كلها ويحفظها
 
أعلى