الفضيحه الماليه الكبرى

ياسر الروقي

عضو نشط
التسجيل
11 يونيو 2007
المشاركات
3,829
الإقامة
بلدة طيبة ورب غفور


شهر سبتمبر ليس بعيدا. وهو يعني نهاية إجازات عطلة الصيف, والعودة إلى مقاعد الدراسة في معظم أنحاء العالم, وعلى وجه الخصوص في القارتين, الأمريكية والأوروبية.

يعني أيضا, وهو الأهم, بدء التحضير للموازنات المالية للعام المقبل 2010. وهنا بيت القصيد.

لقد أخذت الأصوات تتعالى منذ الآن, مشيرة إلى هزالة الإجراءات التي اتخذت على صعيد معالجة الأزمة المالية, ومحذرة, تأسيسا على ذلك, من مخاطر ما هو قادم بعد عودة الناس إلى أعمالهم, ونشر الشركات والبنوك موازناتها الختامية للعام الحالي 2009.

أبرز تلك الصرخات القوية خرجت عن الاقتصادي الأمريكي المعروف, ليندون لاروش, بتاريخ 25 يوليو الماضي, والتي أعرب فيها عن سخطه الشديد من محاولات احتواء الأزمة باللعب على عامل الزمن بقوله: " ما زلنا نسمع أصواتا, هنا وهناك, تحاول طمأنة الرأي العام بأن الأزمة الحالية ليست أكثر من سحابة صيف عابرة, في اعتقاد منهم بأن العامل السيكولوجي والسيطرة على سلوك الناس ومشاعرهم, كفيلان بالإسهام في وضع حد لتدهور الأوضاع الاقتصادية.

إن العالم برمته قد تعرض لتفكك مالي , وسنرى خلال الفترة من 12-15 أكتوبر, موعد مناقشة الموازنة العامة للحكومة الفدرالية, تطورات هذا التفكك المالي المتسارعة, والذي لن يتأخر طويلا كي يكشف عن انهياره الشامل بعد أيام من ذلك التاريخ".

وللدلالة على ما ورد يضيف لاروش في بيان له نشر على مدونته الخاصة: "يوم 30 سبتمبر هو تاريخ انتهاء السنة المالية الأمريكية. هذا يعني أنه يتوجب على جميع الشركات والبنوك العاملة في الولايات المتحدة تقديم كشف بحساباتها السنوية الختامية للسلطات المالية المختصة. كما يعني أيضا انتهاء صلاحية خطة الحكومة الأمريكية لشراء الأصول المضمونة (TALF) التي منحت وول ستريت 1000 مليار دولار كي تعيد هيكلة أسواقها.

أما مجلس المعايير المحاسبية والمالية (FASB) الذي غض الطرف, في بداية العام الحالي, عن تلاعب المصارف الأمريكية بقيم أصولها من خلال منحها أوتوماتيكيا, قيما متوافقة مع أسعار السوق المتداولة, بهدف إصدار كشوفات محاسبية ختامية منتفخة, فقد أعرب بكامل أعضائه عن نيته العودة إلى المربع الأول. وهذا دليل واضح على تحرر أعضاء المجلس أخيرا من عقدة الخوف من الشخصيات المتنفذة (لوبيات الضغط) في وول ستريت, بعد أن تيقنوا بأن مواجهة هؤلاء تعتبر أقل خطورة من مواجهة القضاء واحتمال دخول السجن لسنوات قد لا تكفي سنوات العمر لأداء أحكامه.

لهذا فقد هرعوا منذ نحو ثلاثة أسابيع إلى تطبيق مبدأ "علامة لكل سوق mark to market" بشكل يلزم هذه المصارف على إدراج خسائرها الناجمة عن القروض وحتى الديون الموثوقة ضمن كشوفات محاسبتهم.

من هنا يمكننا أن نفهم بواعث الانفراج الذي حصل في البورصات العالمية الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة, والذي ضلل خبراء المال وجعلهم يظنون بأن الأزمة المالية قد بلغت نهايتها, على الرغم من كل المؤشرات المفجعة للاقتصاد الفعلي.

إنها باختصار عملية تلاعب كبرى, نفذتها أسواق المال خلال هذا الصيف, دون رقيب أو حسيب عليها.

والآن تعالوا لنرى هذا المعادلة التي لا تتفق مع أي منطق: لقد ارتفعت أسهم البورصات خلال شهر يوليو الفائت بنسبة 10 %, الأمر الذي يعني بالضرورة ارتفاعا مماثلا في حجم التداولات. لكن الغريب في الأمر أن حجم التداولات هذا تراجع بنسبة 40 % مقارنة مع الأشهر الثلاثة التي سبقته.

تفسير هذه المعادلة يكمن, على ما يبدو, عبر عملية قرصنة من نوع آخر, تم من خلالها استبدال أنشطة المستثمرين الحقيقيين في البورصة, بأنشطة لمستثمرين افتراضيين, بفضل برنامج software تجاري خارق.

هذا ما أكدته الفضيحة التي انفجرت, ولم يكشف النقاب عن كل تفاصيلها حتى الآن, لكن المعلومات الأولية التي كشف عنها التحقيق تؤكد أن صاحب الفكرة, هو مهندس برامج من أصل روسي , تم توقيفه في نيويورك بتاريخ 4 يوليو الماضي, وقد اعترف بأنه عمل لصالح بنك غولدمان ساكس على تطوير برنامج لوغاريتمي سري للغاية, مكن المصرف من جني أرباح تزيد على 100 مليون دولار في اليوم, من عائدات المتاجرة بالأسهم, طيلة الشهور الثلاثة الماضية.

كيف؟
لقد مكن هذا البرنامج المصرف, بفضل شيفرة سرية, تم الحصول عليها من دخولاته إلى موقع الخزينة العامة وكذلك بنك التحوط الفدرالي FED بالتقاط مسارات تدفق النصوص على مخدمات بورصة نيويورك والبورصات العالمية الأخرى, ومعرفة توجهات أسواق المال العالمية قبل أي شخص في العالم. الأمر الذي منح بنك غولدمان ساكس, فرصة للعب بأمان على عدد لا محدود من هوامش الربح الموثوقة, وتحقيق أكثر من 100 مليون دولار في اليوم. الأمر نفسه ينسحب على بورصة باريس التي يجري التحقيق الآن فيها إثر الكشف عن عمليات تلاعب مماثلة حصلت خلال هذا الصيف.

الستون يوما القادمة, ستكون مفصلا حاسما في القرن الذي نعيشه. يؤكد الاقتصادي الأمريكي ليندون لاروش, مضيفا: وسوف تتمخض عن احتمالين لا ثالث لهما: إما الاستمرار على ما نحن عليه ولكن بشلل مالي واقتصادي عام وحاد جدا. أو بانهيار شامل يفضي إلى انقلاب جذري في الواقع الحالي, وظهور شيء آخر, غير واضح المعالم, حاليا.
الشرق القطرية ـ سعيد هلال الشريفي 05/08/2009
وهذا رابط لموضوع قبل سنه من الان اعلم ان الله هو عالم الغيب ولكن لابد من الاطلاع على مثل هذه التقارير http://www.indexsignal.com/vb/showthread.php?t=110668
 
أعلى