الاسواق تستقر بعد الفدرالي وعودة لشهية المخاطرة

mr.m

عضو جديد
التسجيل
7 أغسطس 2009
المشاركات
5

المصدر

مجلة العملات الاجنبية

p a l f x




لم يكن بيان الفدرالي مفاجئا للعديد حيث لم يحمل بداخله اي مفاجآت حقيقية ولكنه كان قادرا على دفع التفاؤل لدى المستثمرين يوم امس ولنشهد انطلاقة قوية للدولار الامريكي مقابل العملات الاخرى كنتيجة للتفاؤل الذي حمله قرار الفدرالي ابطاء سياسة التخفيف الكمي وقراره ان تترك لتنتهي بهدوء في اكتوبر القادم ولكن النظرة للفائدة الامريكية بقيت تترقب اي اشارات للموعد الذي يمكن للفدرالي البدء برفعها من جديد بعد ان كانت قد وصلت في آخر تخفيض للفائدة من قبل الفدرالي في ديسمبر الماضي الى نطاق 0-0.25% وليأتي بيان الفدرالي يوم أمس ليبقي النظرة الحالية في حالة من الحيرة حول الموعد الذي يمكن ان تنتهي به سياسة التخفيف والتحول الى سياسة التشديد مع وعوده للاسواق بأن تبقى الفائدة الامريكية عند مستوياتها الحالية " لفترة من الزمن" حتى على الرغم من التشجيعات بقوة في النظرة الحالية لدى الفدرالي لاداء الاقتصاد الامريكي.

ففي بيان الفدرالي الذي انهى به اجتماعا استمر يومين اعلن الفدرالي انه سيقوم بتخفيف عمليات شراءه لسندات الخزينة طويلة الاجل وسيترك البرنامج مستمرا حتى شهر اكتوبر القادم الامر الذي دفع بالدولار للقوة مقابل العملات الاخرى

وجاء في بيان الفدرالي بأن النشاط الاقتصادي يرتفع حاليا الى مستويات جديدة وان الظروف في الاسواق المالية تحسنت في الاسابيع الاخيرة كما وان الانفاق الاستهلاكي استمر بالتحسن ليظهر اشارات الاستقرار الا انه بقي مقيدا باستمرار فقدان الوظائف وانخفاض الثروة الاسكانية وصعوبة الائتمان

ومع اعلان الخبر حصل الدولار على قوة عالية مقابل العملات الاخرى مع ما يحمله تخفيف ثم انهاء برنامج التخفيف الكمي من اشارات ايجابية للدولار الذي كان قد انخفض بقوة مقابل العملات الاخرى في مارس لحظة الاعلان عن البدء بالبرنامج وليتنفس المتخوفون من التأثير السلبي لهذا البرنامج على التضخم وعلى الثقة بالدولار على المدى الطويل.

ولتوضيح التخفيف الكمي فانه يستخدم لوصف سياسة مالية تستخدم لتحفيز الاقتصاد عندما تصبح الفائدة صفر او قريبة من الصفر فعادة ما يتم تحفيز الاقتصاد بخفض اسعار الفوائد ولكن عندما تفقد البنوك المركزية هذا الخيار فانها تعتمد سياسة التخفيف الكمي من خلال ضخ اموال جديدة في الاقتصاد. وتتم عملية ضخ هذه الاموال من خلال قيام البنك المركزي بشراء اصول مالية تشمل سندات الخزينة وسندات الشركات من المؤسسات المالية مثل البنوك باستخدام اموال "صنعتها" من العدم وهو ما يعرف كمصطلح اقتصادي بعمليات السوق المفتوحة. وهذا الضخ للاموال في الاقتصاد من شأنه ان يرفع عرض النقود من خلال ما يعرف بمضاعف الودائع من خلال تحفيز الاقراض من قبل المؤسسات التي يتم شراء الاصول منها وبالتالي تخفيض تكلفة الاقتراض وبالتالي تحفيز الاقتصاد الا ان الخطورة تبقى في عدم قبول الاقراض نتيجة الخوف من الوضع الاقتصادي وبالتالي سيؤدي هذا الامر الى حالة من التضخم المرتفع.

القوة التي حصل عليها الدولار بعد الخبر سرعان ما تلاشت وشهدنا الدولار يتخلى عن هذه الارباح مقابل عملات العائد المرتفع مع التفاؤل الذي عم الاسواق دافعا بشهية المخاطرة من جديد ليتخلى الدولار عن جزء كبير من ارباح الخبر وليستقر ضمن مستويات قريبة من المستويات التي كان عليها قبل الخبر فيما كان الارتفاع الوحيد للدولار هو مقابل الين الياباني شريكه في التحرك مع مشاعر المخاطرة والذي تراجع بدوره بقوه مقابل معظم العملات الاخرى.

اشرف العايدي كبير استراتيجيي اسواق العملات لدى سي ام سي ماركت وفي مذكره ضمن موقعه الالكتروني ابقى نظرته الحذره لما حمله بيان الفدرالي من تمديد لفترة برنامج التخفيف الكمي لابطاء مستوياته بأن مثل هذه الخطوة سيكون لهاا انعكاسات على اسواق الاسهم حيث " ستتجاهل اسواق الاسهم التقييم المرتفع للفدرالي للظروف الاقتصادية وبدلا من ذلك ستتجه الى التوتر كنتيجة لضخ ابطأ للسيولة في النظام المالي"

تقرير التضخم من بنك انجلترا:

وفي وقت سابق كان بنك انجلترا وفي تقريره عن التضخم قد أظهر تباطؤ التضخم عن المستوى المستهدف من قبل بنك انجلترا الامر الذي جعل بالتوقعات تتجه الى ان رفع الفائدة البريطانية لن يتم قبل العام 2010 وان بنك بريطانيا سيستمر في سياسته للتخفيف الكمي وشراء الاصول من المؤسسات المالية بقيمة 175 مليار جنيه استرليني والتي كان قد اعلن بنك انجلترا توسعه بها الى هذا المستوى الاسبوع الماضي .

هذا الامر دفع بالاسواق الى التفاعل بقوة مع الخبر وشهدنا التراجع في الجنيه الاسترليني مع الخبر قبل ان يعود للهدوء من جديد ويستفيد من الحالة العامة للتراجع للدولار التي شهدها ما بعد الخبر وليغلق عند مستويات الاغلاق ليوم الثلاثاء مع احتواء الاسواق للاخبار من البنوك المركزية

اشرف العايدي اعتبر المستجدات من قرارات البنوك المركزية اشارات حول توجهات الاسواق في الفترة القادمة حيث انه " ومع خطة الفدرالي لابطاء برنامج شراء الاصول وبنك بريطانيا يوسع مشترياته فان هذا سيجعل الاسترليني معرضا لخسائر كبيرة كنتيجة لان بنك بريطانيا سيكون هو المزود الاكثر كرما لسياسة التخفيف الكمي"
 
أعلى