خطوة للامام وخطوتين للوراء

الاســــتا ذ

عضو محترف
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
1,466
الإقامة
السعودية
انخفاض مؤشر داو جونز بمقدار 21 نقطة وناسداك بمقدار 20 نقطة ، وول ستريت تتجاهل التعديلات التي طرأت على الأرقام الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي، والشركات العملاقة تواصل مسلسل الخسائر لليوم الثاني على التوالي

أغلقت البورصات الأمريكية يوم الخميس وهي تعاني من خسائر كبيرة، في الوقت الذي تجاهلت فيه وول ستريت التعديلات التي فاقت التوقعات والتي طرأت على الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع وركّزت على بعض التحذيرات الصادرة عن قطاع التكنولوجيا.

وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات اليوم منخفضا بمقدار 21.45 نقطة، أو ما يعادل 0.2 بالمائة، ليستقر عند 10106.13نقطة بعد أن استطاع إضافة 12 نقطة يوم الأربعاء.

أما مؤشر ناسداك فقد أغلق تعاملات الخميس منخفضا بمقدار 20.37 نقطة، أو ما يعادل 1.2 بالمائة، ليصل إلى 1731.51نقطة.


كان المؤشر ذاته قد أنهى تعاملات يوم الأربعاء منخفضا بمقدار 15 نقطة.
كما أنهت بقية مؤشرات السوق تعاملات اليوم منخفضة هي الأخرى، بما في ذلك مؤشر ستاندرد أند بورز حيث أغلق منخفضا بمقدار 3.16 نقطة، أو ما يعادل 0.3 بالمائة، ليستقر عند 1106.73 نقطة.

وعلى الرغم من هذه الانخفاضات ، فان حجم التعاملات داخل السوق كان كبيرا.

استعادة الأسواق لعافيتها وتراجعها من جديد

وقفزت أسعار الأسهم بشكل كبير في بداية التعاملات عقب ما أعلنته وزارة التجارة الأمريكية من أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع ارتفع ليصل إلى 1.4 بالمائة معدلة سنويا في الربع الرابع والأخير لعام 2001، يدعمه في ذلك المبيعات غير المسبوقة للسيارات وكذلك إنفاق المستهلكين.لكن التسابق السريع في التعاملات المبكرة تراجع في التعاملات التي جرت بعد الظهر.

كانت الأسهم قد أغلقت يوم الأربعاء مسجلة أداء متباينا بشكل ضئيل بعد أن شهدت التعاملات حالة من النشاط في أعقاب إعلان آلان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى من حالة الركود التي تنتابه ، ولو كان هذا الأمر يتم بشكل بطئ ويتعرض للإخفاق.

وذكر المحللون الاستراتيجيون في وول ستريت أنه على الرغم من أن شهادة رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي نصف السنوية أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، كانت أكثر تفاؤلا من المعتاد، إلا انه يمكن رؤيتها أيضا على أنها بمثابة جرس إنذار وذلك عندما حذر جرينسبان من أنّه يتوقّع تحسنا هادئا وبطيئا.

و قال لاري واشتيل وهو محلل لتعاملات السوق في شركة Prudential Securities في حديثه لشبكة سي إن بي سي " أنها بمثابة خطوة واحدة للأمام وخطوتين للخلف". وأضاف واشتيل أنّ السوق تستعيد عافيتها وتقوم بحشد جهودها ومن غير المحتمل أن تتخذ خطوة هامة نحو الصعود إلى أعلى حتى تتحسن التنبؤات الخاصة بالإنفاق الرأسمالي للشركات.


وبالنسبة لمؤشر داوجونز، حققت مجموعة من الأسهم مكاسب كبيرة بما في ذلك أسهم المؤسستين الماليتين سيتي جروب وأمريكان أكسبريس. إلا أن أسعار اسهم شركة ديزني، وهى إحدى الشركات المدرجة على مؤشر داو جونز، تهاوت بنسبة 5.2 بالمائة بعد أن جاء في تقرير لمؤسسة جولدمان ساكس أن الأرباح التي سيحققها عملاق صناعة الترفيه خلال الربع الثاني ستأتي على عكس التوقّعات بشكل كبير.

وانخفضت اسهم شركة مايكروسوفت MSFT عملاق صناعة برمجيات الكمبيوتر، وهى أحد أهم شركات داو جونز انخفضت بمقدار جزء في المائة بعد أن أعلنت الشركة أنها وافقت على تعديل التسوية الخاصة بقضية مكافحة الاحتكار بالتعاون مع وزارة العدل الأمريكية بعد الانتقادات التي ترددت بشأن كون التسوية الأصلية تتضمن ثغرات يمكن أن تسمح للشركة بالسيطرة على براءات الاختراع التكنولوجية المسجلة والخاصة بمصنعي أجهزة الكمبيوتر .

أما مؤشّر ناسداك فقد تراجع نتيجة لانخفاض أسعار بعض الأسهم مثل سهم Genesis Microchip ، GNSS ، والذي تراجع بمقدار 42.7 بالمائة وذلك عقب صدور التقرير الخاص بالوضع المالي للشركة الذي جاء مخيّبا للآمال.

كما هبطت أسهم شركة RSTN Riverstone Networks المصنعة لتجهيزات الشبكات بمقدار 49.7 بالمائة بعد ان أعلنت أنها ستخفّض حجم العمالة لديها وأنها ستخالف توقعات الأرباح الخاصة بالربع الرابع.

إلا ان أحد أسهم مؤشر ناسداك ، وهو سهم شركة EchoStar Communications للأقمار الصناعية DISH ، فقد قفز بمقدار 10.7 بالمائة بعد ان سجل خسائر محدودة في الربع الرابع.

وأنهت شركة بريستول مايرز سكيب للأدوية تهديدها الخاص بإنهاء شراكتها التسويقية مع شركة إمكلون سيستمز والبالغ رأسمالها حوالي 2 مليار دولار لتدفع بسعر السهم الخاص بالشركة العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية إلى أعلى بمقدار 9.2 بالمائة.

ويوم الأربعاء، قفز سعر سهم شركة إمكلون IMCL بمقدار 32.3 بالمائة نتيجة ما تردد من أنباء بإتاحة فرصة أخرى للعقار الجديد الذي أعلنت عنه الشركة لعلاج مرض السرطان والذي يطلق عليه اسم إربيتاكس للحصول على موافقة الهيئات الأمريكية.

وهوى سعر سهم شركة جيتواي لصناعة الحاسبات GTW بنسبة 9.8 بالمائة بعد أن توقّعت الشركة العاملة في مجال صناعة الحاسبات تحقيق خسائر في الربع الأول تقارب 120 مليون دولار وذلك قبل خصم الضرائب والتكاليف، بشكل يخالف ما أعلنت عنه وول ستريت خلال هذا الربع. كما أعلنت الشركة وهي رابع أكبر شركة في مجال صناعة الحاسبات على مستوي الولايات المتحدة أيضا أنها لن تستطيع معاودة تحقيق أية أرباح مرة أخرى حتى بداية العام القادم.

وفي قطاع مبيعات التجزئة، ذكرت شركةTarget العاملة في مجال البيع بالتخفيض TGT أنها ستحقق 19 بالمائة زيادة في الدخل الصافي خلال الربع الحالي . وأعلنت شركة Target أنها تمتع بأعلى مبيعات حيث يدفع الركود المستهلكين إلى الشراء من متاجرها. وقد انخفض سعر السهم الخاص بالشركة إلى 4.6 بالمائة.

وانخفض سعر سهم شركة Cigna وهى ثالث اكبر شركة في مجال التأمين على الصحة إلى4.5 بالمائة.

ويوم الخميس، علم المستثمرون ان التحقيق الذي أجرته وزارة العدل بشأن تعويضات الرعاية الطبية الخاصة بوحدة Cigna والتي كشفت عن وجود فساد.

البيانات تشير إلى حدوث تحسّن

وتفوق التعديلات التي طرأت على الأرقام الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس ما كان متوقعا بشكل كبير حيث تخطت التقديرات السابقة التي كانت تشير إلي تحقيق 0.2 بالمائة كمعدل نمو ومحققة أكبر المكاسب خلال عام 2001.

وتدعم تلك البيانات وجهة النظر القائلة بان الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو المنعطف الذي سيقوده إلى التحسّن. ويقيس الناتج المحلي الإجمالي حجم الناتج الكليّ للسلع والخدمات التي أنتجت داخل الولايات المتّحدة.

وفي تقرير اقتصادي منفصل صدر الخميس، قالت وزارة العمل الأمريكية أن عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 17.000 طلب وبنسبة تقل عما كان متوقعا ولتصل إلى 378.000 في الأسبوع الذي انتهي يوم الثالث والعشرين من فبراير/شباط الماضي.

وارتفع مؤشر شيكاغو لمديري المشتروات، وهو المقياس الخاص بنشاط التصنيع في منطقة شيكاغو ليصل إلى53.1 في فبراير/شباط الماضي بعد أن كان قد سجل 45.1 في يناير/كانون الثّاني الماضي، ضاربا وبسهولة عرض الحائط بتوقعات وول ستريت.

واختتمت مؤشرات السوق الرئيسية تعاملات شهر فبراير/شباط مسجلة أداء متباينا. فقد تهاوى مؤشّر ناسداك بمقدار10.5 بالمائة طوال الشهر، على العكس من مؤشر داو جونز الصناعي الذي أضاف إلى رصيده 1.9 بالمائة.
 
أعلى