بابا « زين» صار « جين»

Q8 Stock

مشرف
طاقم الإدارة
التسجيل
12 يونيو 2005
المشاركات
25,895
الإقامة
Q8
بابا « زين» صار « جين»

احمد بومرعي

لا أعرف سرّ هذا الحلم الغريب الذي روادني ليلة أمس.. بدأ الحلم مزعجا، كنت أمشي وحدي ظهرا في صحراء الربع الخالي، وكدت أموت من العطش، وفجأة رأيت علاء الدين أمامي،

فسألته على الفور وأنا غير مصدق عيني: «علاء الدين أو أنا غلطان»،

فرد: «هلا أحمد، شخبارك»..

«وين الفانوس»، قلت له،

فأجاب: «هني، شنو تسوي بالخلا».. فجلستُ بجانبه منهكا: «والله في سر عجيب غريب في الكويت، الناس تبي تعرف من يريد يشتري «زين»، وأرسلوني للبحث عن الجواب في المكان الوحيد في العالم اللي ما فتشنا فيه، بس تكفى أبي أشرب ماي»..

فرد بنخوة العروبي الأصيل: «والله يا أحمد، زيارتك عندي غالية، وأنا ما أرد لحد طلب، لكن الصراحة أنا أشوفك بتموت من العطش، وأنا ما عندي في الفانوس الا طلب واحد، تبي ماي أو تكشف السر»..

ومن دون تفكير أجبته: «السر يا علاء.. السر تكفى.. أموت أنا ولا تموت كل الناس».. وحمل الفانوس وحفّه حفتين أو ثلاثة (لا أذكر)، وظهر المارد، وللمفاجأة «طلع» هندي..

فسأله علاء: «راجو، مين بيشتري «زين»؟

فأجاب: «بابا، فيري إيزي».. وسحب الموبايل من جيبه، وقال لعلاء: «أنا يتصل انديا هو يشوف، هذا سيدا ما يعرف خربوطة».. ثم دقّ 14 مليار رقم بسرعة مذهلة، وقال: «بابا مين هدا يشتري «جين» (حسب ما ينطقها الهنادوة).. وكأن أحدا صبّ زيتا على المارد: «نو واي، أنت شنو يقول»!!.. وبعد لحظة ذهول، قال لعلاء: «بابا هدا «جين» مال إحنا «.. هندي»..

«شنو تقول»، رد علاء مستغربا من الخبر الصدمة..

وما هي الا لحظات حتى دق الموبايل ثانية... ذهول مرة ثانية.. عقبها قال الهندي: «بابا.. هذا فلوس إماراتي.. هندي بس يفكر وعربي يعطي فلوس».. فارتاح علاء: «اي قول جذي... خرعتني... «جين» أقصد «زين» هذه بنتنا وما عندنا بنات نزوجها للهنادوة».. فهمتُ لحظتها أن علاء مازال يعيش في عصر منغلق، ولم يستوعب بعد ما يجري في عولمتنا...

يرن موبايل المارد: «بابا.. هندي يقول ماكو صفقة».. «زين أحسن جذي»، يرد علاء.. استوعبتُ لحظتها أيضا أن علاء لا يعلم أن إلغاء الصفقة سيخرب بيت الناس ويقلب البلد..

ثم دقائق معدودة واتصال جديد: «بابا.. فرنسي يشتري «جين»..

«فرنسي.. الله يستر.. هذول غدارين».. وبعد دقيقتين: «بابا... باي باي صفقة»..

«أنا قلت هذول غدارين»، ثم تنهد علاء الدين وقال: «والله أنا تعبت بعد.. الله يعينكم شلون قاعدين على أعصابكم كل الوقت.. حتى هذا المسكين المارد مو عارف يجيب الخبر».. وجلست أواسي علاء الدين والمارد، وبدأ المارد يبكي: «معقول أفشل.. أنا غلبت الجن الأحمر والأزرق، والحين «جين» غلبتني».. فقال علاء: «لا تحاتي يا راجو.. ما يصير إلا كل «الخير»..»

وبعد لحظات رنّ الموبايل: «بابا.. هذا ماليزي يدش «جين»... وعندها صحوت من النوم مثل المجنون والعرق يتصبب من رأسي.. كان حلما غريباً فعلا!!


منقول من جريدة اوان
 
أعلى