السياسه
"التشريعية" أقرت زيادة بدل الإيجار إلى 300 دينار وتوفير الرعاية السكنية للمواطنة المتزوجة من غير كويتي
الراشد: الخالد قدم خطة لحسم قضية "البدون" ... و26 نائبا وقعوا طلب جلسة لإنصافهم
الحريتي: الموافقة على مقترح صندوق الأجيال الحاضرة وأقرت تجنيس 2000 شخص
كتب - رائد يوسف وعايد العنزي ومحمد سندان:
رغم صخب التصريحات والمواقف النيابية الصارخة حول "شراء مديونيات المواطنين واسقاط فوائد القروض المستحقة عليهم" بقيت القضية تراوح مكانها من دون ان تشهد اي تقدم يذكر, في حين كان التطور الحقيقي والملموس من نصيب قضايا اخرى ابرزها ما اقرته لجنة الشؤون التشريعية والقانونية النيابية في سلة مقترحات شملت جعل نصف قيمة القرض الاسكاني منحة وتوفير الرعاية السكنية للمواطنة الكويتية المتزوجة من غير كويتي وزيادة بدل الايجار الى 300 دينار ومنع الاتجار بالاشخاص.
وتقاطعت هذه العناوين مع احياء ملف "البدون" مجددا, خصوصا في ضوء ما كشفه النائب علي الراشد عن "وجود خطة حكومية لحسم القضية قدمها وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الى مجلس الوزراء", واعلان النائب فيصل الدويسان عن جمع توقيعات 26 نائباً لعقد جلسة خاصة لمناقشة سبل معالجة موضوع "البدون" على ان تعقد في العاشر من ديسمبر المقبل بالتزامن مع اليوم العالمي لإعلان حقوق الانسان.
وفيما بدا ان كتلة التنمية والاصلاح يمكن ان تؤيد استجوابا متوقعا الى وزير المالية مصطفى الشمالي بسبب "تقاعس البنك المركزي عن مراقبة البنوك, وتاليا زيادة قروض المواطنين" بوصفه "استجوابا مستحقا" - على حد قول عضو الكتلة النائب د.وليد الطبطبائي اكد النائب مبارك الوعلان انه "يفكر جديا بإحالة وزير الاشغال العامة لشؤون البلدية د.فاضل صفر الى محكمة الوزراء".
وكان النائب فيصل الدويسان قد اتهم وزارة الداخلية بأنها "بالغت في وضع القيود الامنية على عدد كبير من البدون بشكل يتجافى ومبادئ العدالة, كما وضعت لهم اصولا عرقية غير دقيقة, اضافة الى عرقلة معاملاتهم في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة", معربا عن "الاسف الشديد لأن الحكومات المتعاقبة لم يتسع صدرها للتعامل بجدية وواقعية مع المشكلة بأبعادها الانسانية والاجتماعية والامنية".
وقال الدويسان في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في مجلس الامة: "رأينا ان قضية البدون لم تكن في مقدمة اولويات الحكومة, وان الكويت معرضة للمساءلة الدولية بهذا الشأن العام المقبل, ومن ثم فمن الواجب الشرعي والوطني علينا ان نتحرك تحركا جادا لحل هذه القضية". واضاف: "عملا بالمادة 72 من اللائحة سلمنا الامانة العامة طلبا لعقد جلسة خاصة يوم الخميس 10 ديسمبر لمناقشة القضية ووضع الحلول لها حتى نثبت للمحافل الدولية ان الكويت - حكومة وشعبا - تقترب من موعد تاريخي لحل القضية واغلاق الملف نهائيا في عهد الحريات, عهد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد".
في القضية نفسها اكد النائب علي الراشد ان التجنيس قرار سيادي, وشدد في الوقت ذاته على ضرورة مراعاة الجوانب الانسانية والمعيشية لغير محددي الجنسية, واصفا القضية ب¯"القنبلة الموقوتة".
الراشد اعرب في تصريح صحافي امس عن امله بخروج الجلسة الخاصة المقرر عقدها في العاشر من ديسمبر باتفاق بين السلطتين حول البدون, وألا تساهم الجلسة في الانشقاق.
واذ جدد توقعاته بأن تكون قضية ديون المواطنين عنوانا لحل مجلس الامة هذه المرة, مؤكدا ان التلويح بالاستجواب حولها ليس إلا واحدا من استجوابات عدة متوقعة في دور الانعقاد المقبل اعتبر ان "وزير المالية مصطفى الشمالي يمثل الحكومة, ويعرض رأي وموقف الحكومة من القضية, لا رأيه الشخصي".
وغير بعيد عن ذلك اكد النائب د.وليد الطبطبائي انه "لا يجوز استجواب وزير المالية بسبب رأيه في قضية مديونيات المواطنين التي ينبغي ان تحسم بالتصويت في المجلس" على حد قوله.
وفي موقف لافت شدد الطبطبائي على ضرورة عدم اقحام القضايا المتعلقة بالتجنيس خلال الجلسة المخصصة ل¯"البدون", محذرا من ان هذا المنحى سيؤدي الى افشال الجلسة, وعليه يجب حصر المناقشة في معالجة الحقوق المدنية والاجتماعية.
في سياق التجاذب النيابي الحكومي طالب النائب مبارك الوعلان "بفتح تحقيق بشأن عدم تنفيذ "التوصيات السبع" التي خلصت اليها لجنة التحقيق في كارثة مشرف, وحبست في الادراج, ولم يتم اتخاذ اي اجراء بشأنها رغم خطورة ما انتهت اليه", وذلك وفق ما جاء في تصريح له امس اعلن فيه انه سيتبنى كشف تجاوزات البلدية وملابسات تقرير لجنة مشرف واسباب تراخي القائمين في وزارة الاشغال عن اتخاذ اي اجراءات تجاه المقاول وجهة الاشراف رغم النص في تقرير اللجنة على ضرورة احالتهم الى التحقيق وعدم صرف باقي المستحقات المالية للطرفين.
بدوره رأى النائب مرزوق الغانم ان "عدم التزام الحكومة تقديم برنامج عملها وخطتها التنموية في الموعد الذي وعدت به المجلس يعد مؤشرا على انها تبحث عن التأزيم", مؤكدا ان البرنامج والخطة استحقاقان واجبان على الحكومة وتقديمهما إلزامي وليس اختيارا".
في موازاة ذلك اقرت لجنة الشؤون التشريعية والقانونية خلال اجتماعها امس نحو 25 اقتراحا بقانون بينها تحديد ألفي شخص لمنحهم الجنسية الكويتية خلال العام الحالي واحالته الى لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية.
وقال رئيس اللجنة النائب حسين الحريتي في تصريح الى "السياسة": ان "اللجنة وافقت على مقترح في شأن انشاء صندوق الاجيال الحاضرة, كما اقرت تسعة مقترحات تتعلق بالرعاية السكنية, اهمها: جعل نصف القرض الاسكاني الحالي البالغ 70 ألف دينار منحة والنصف الآخر يتحمله المواطن, وتوفير الرعاية السكنية للمواطنة الكويتية المتزوجة من غير كويتي, وتحويل الطلبات الاسكانية من الزوجة الى الزوج المتجنس حديثا, وزيادة بدل الايجار الى 300 دينار, وجعل بدل الايجار (200 دينار) للمواطن الذي لديه ثلاثة ابناء في حال مضى على زواجه اربع سنوات, و250 دينارا للمتزوج منذ سبع سنوات الذي يعول خمسة ابناء.
ولفت الحريتي الى ان اللجنة ايدت اقتراحا بقانون في شأن انشاء دائرة تختص بقضايا البيئة في المحكمة الكلية, وآخر في شأن منع الاتجار بالاشخاص, فيما اجلت البت في سبعة اقتراحات بقوانين بينها إلزام الدولة قيد المواليد "البدون" وتجنيس ابناء الشهداء.