اذا عرف السبب !!!!!

التسجيل
5 مايو 2009
المشاركات
1,519
الإقامة
الكويت للجميع
إذا عُرِفَ السبب...!
كتب أحمد الديين
عندما نستذكر قائمة المشروعات الكبرى، التي لما تُنفّذ بعد ولا تزال حبراً على ورق؛ أو تلك المشروعات، التي تأخر تنفيذها سنوات طويلة مثل: مستشفى جابر في جنوب السرة، والمدينة الجامعية بالشدادية، وجسر الصبية، وميناء بوبيان وتطوير الجزيرة ومحطة الحاويات فيها، وتطوير جزيرة فيلكا وإعادة إعمارها، ومشروع مترو الكويت، وغير ذلك من المشروعات الكبرى الموعودة ونقارنها بالانجازات الملموسة التي تحققت في بعض دول مجلس التعاون الخليجي فلابد لنا أن نتساءل عن السبب الذي يقف وراء هذا الوضع المؤسف؟... ومَنْ هو الطرف المسؤول عن هذا التعطيل أو التقاعس وعدم القدرة على الإنجاز؟!
والملاحظ أنّ هناك ميلاً سائداً واتهاماً جاهزاً يدفعان في اتجاه تحميل مجلس الأمة مسؤولية التعطيل، وهناك مَنْ يعقد مقارنات إما ساذجة أو مدفوعة بموقف مسبق بين طبيعة نظامنا السياسي الدستوري وبعض النظم السياسية في دول الجوار، ويشفع هذه المقارنات ببعض الممارسات النيابية السلبية ليؤكد هذا الاتهام ويحمّل مجلس الأمة مسؤولية التعطيل... فهل الأمر كذلك بالفعل؟!
لنأخذ المدينة الجامعية في الشدادية مثالاً أولاً ولنرَ كيف تعامل معها مجلس الأمة؟... وكيف تعاملت معها الحكومة؟... ومَنْ يتحمّل مسؤولية التعطيل أو التأخير؟... فالوقائع والوثائق تقول إنّه بعد سنوات طويلة من التقاعس الحكومي المتكرر عن تنفيذ مشروع المدينة الجامعية فقد اضطر النواب في العام 2004 وعلى خلاف المعتاد في أمر التشريعات إلى تقديم اقتراح بقانون يلزم الحكومة بإنشاء المدينة الجامعية الجديدة وتنظيمها، وتمّ إقرار ذلك القانون في مجلس الأمة وصدر حاملاً رقم 30 لسنة 2004، ولم يكتف المجلس بإلزام الحكومة بقوة القانون أن تنفّذ مشروع المدينة الجامعية وإنما حرص أيضاً في ذلك القانون على أن يوفّر مسبقاً الاعتمادات المالية المطلوبة للمشروع، وبالتالي فإنّ مسؤولية التنفيذ أو التأخر فيه بعد إقرار القانون ورصد الميزانية هي مسؤولية الحكومة، والحكومة وحدها من دون أي شريك!
ومثالنا الآخر مشروع مستشفى جابر الأحمد في جنوب السرة، الذي اعتمد مجلس الوزراء قرار إنشائه في العام 2004 وتمّ وضع حجر أساسه في العام 2007، أي في الوقت ذاته، الذي تمّ فيه وضع حجر الأساس لمشروع جامعة الملك عبداللّه للعلوم والتقنية، والفارق جلي وواضح فقد جرى افتتاح الجامعة قبل أيام، بما في ذلك مستشفاها الجامعي، بينما لا يزال مشروع مستشفانا الموعود حتى يومنا هذا مجرد سور يحيط بالموقع... واللافت للانتباه أنّ أعضاء مجلس الأمة المتهمين عادةً بالتعطيل سبق لهم أن نبهوا الحكومة المرة تلو الأخرى إلى تأخرها غير المبرر في تنفيذ هذا المشروع الحيوي!
وأخيراً لإزالة أي التباس حول أسباب تأخر تنفيذ المشروعات الكبرى يكفينا أن نستشهد بتصريحين رسميين، أولهما أدلى به وزير الأشغال الدكتور فاضل صفر وفحواه «أنّ تأخر المشاريع التنموية في البلاد يعود إلى عدة أسباب، من أهمها الدورة المستندية...»، والتصريح الآخر لرئيس قسم التخطيط في جامعة الكويت الدكتور فيصل الجويهل، الذي أدلى به لصحيفة «الدار» ونشرته يوم الخميس الفائت، وقال فيه إنّ العمل في مشروع المدينة الجامعية في الشدادية «يعاني عراقيل يفرضها روتين العمل، حيث إنّ آلية العمل في موقع الجامعة تحتاج إلى الكثير من الموافقات الرسمية من عدة جهات حكومية، الأمر الذي يتسبب بالدرجة الأولى في أخد الكثير من الوقت، الذي يعمل بشكل مباشر على تأخير مراحل الإنجاز»!
باختصار، الأمر لا صلة له بمجلس الأمة ولا بعراقيله المزعومة، ولا بنظامنا الدستوري بقدر ما أن عدم القدرة على الانجاز هو نتاج واضح لسوء الإدارة السياسية للبلاد وفشلها الفاضح والمتكرر عبر حكوماتها الست المتعاقبة في إدارة شؤون الدولة... ومع أنّه يفترض وفقاً للمثل المعروف أنّه «إذا عُرِفَ السبب بطل العجب»، فإنّ الأعجب والأغرب أن يُعرف السبب منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ ومع ذلك«لا يبطل العجب»!:eek::eek::confused::confused:


 

بور-صا

عضو نشط
التسجيل
8 يونيو 2007
المشاركات
4,112
الإقامة
حَيْثٌ يَآِمُرُنِيْ آٍلْشُوُقْ
إذا عُرِفَ السبب...!
كتب أحمد الديين

لنأخذ المدينة الجامعية في الشدادية مثالاً أولاً ولنرَ كيف تعامل معها مجلس الأمة؟... وكيف تعاملت معها الحكومة؟... ومَنْ يتحمّل مسؤولية التعطيل أو التأخير؟... فالوقائع والوثائق تقول إنّه بعد سنوات طويلة من التقاعس الحكومي المتكرر عن تنفيذ مشروع المدينة الجامعية فقد اضطر النواب في العام 2004 وعلى خلاف المعتاد في أمر التشريعات إلى تقديم اقتراح بقانون يلزم الحكومة بإنشاء المدينة الجامعية الجديدة وتنظيمها، وتمّ إقرار ذلك القانون في مجلس الأمة وصدر حاملاً رقم 30 لسنة 2004، ولم يكتف المجلس بإلزام الحكومة بقوة القانون أن تنفّذ مشروع المدينة الجامعية وإنما حرص أيضاً في ذلك القانون على أن يوفّر مسبقاً الاعتمادات المالية المطلوبة للمشروع، وبالتالي فإنّ مسؤولية التنفيذ أو التأخر فيه بعد إقرار القانون ورصد الميزانية هي مسؤولية الحكومة، والحكومة وحدها من دون أي شريك!
ومثالنا الآخر مشروع مستشفى جابر الأحمد في جنوب السرة، الذي اعتمد مجلس الوزراء قرار إنشائه في العام 2004 وتمّ وضع حجر أساسه في العام 2007، أي في الوقت ذاته، الذي تمّ فيه وضع حجر الأساس لمشروع جامعة الملك عبداللّه للعلوم والتقنية، والفارق جلي وواضح فقد جرى افتتاح الجامعة قبل أيام، بما في ذلك مستشفاها الجامعي، بينما لا يزال مشروع مستشفانا الموعود حتى يومنا هذا مجرد سور يحيط بالموقع... واللافت للانتباه أنّ أعضاء مجلس الأمة المتهمين عادةً بالتعطيل سبق لهم أن نبهوا الحكومة المرة تلو الأخرى إلى تأخرها غير المبرر في تنفيذ هذا المشروع الحيوي!
وأخيراً لإزالة أي التباس حول أسباب تأخر تنفيذ المشروعات الكبرى يكفينا أن نستشهد بتصريحين رسميين، أولهما أدلى به وزير الأشغال الدكتور فاضل صفر وفحواه «أنّ تأخر المشاريع التنموية في البلاد يعود إلى عدة أسباب، من أهمها الدورة المستندية...»، والتصريح الآخر لرئيس قسم التخطيط في جامعة الكويت الدكتور فيصل الجويهل، الذي أدلى به لصحيفة «الدار» ونشرته يوم الخميس الفائت، وقال فيه إنّ العمل في مشروع المدينة الجامعية في الشدادية «يعاني عراقيل يفرضها روتين العمل!!!!!



صدق الكاتب القدير الاستاذ احمد الديين ( بوعلي ) بما

ذهـب اليـه في مقاله الجريئ فهـذا ليـس بغريب عليه ،

الكويـت كانت( دُرّة الخليج )بــ تقدمهـا وتطورهـا

ومــع مــرور الزمــن تتأخر المشــاريع التنمــوية وبلا سـابق إنذار

وتـسبقنا الدول الاخـرى بالتطـور العمـراني المذهــل

والمحــزن في الأمــر هو تـوفر المـــال والامكـانات ..

ولكـن نفتقــد للتخـطيط السليم والتفيــذ ...

لله در الاستاذ القديـر بوعلي على ماخطـهـ قلمـكـ الجريئ

ولكـن هل من مجيـب؟؟؟

شكرا اخـي الكريـم على النقل الهادف

تحـياتي وتقديـري


 
التسجيل
5 مايو 2009
المشاركات
1,519
الإقامة
الكويت للجميع
بور-صا شكرا على الكلام الجميل والله المستعان
 

Q8_cat

عضو نشط
التسجيل
7 أبريل 2009
المشاركات
1,598
الإقامة
كويت
فإنّ الأعجب والأغرب أن يُعرف السبب منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ ومع ذلك«لا يبطل العجب»!

الله كريم وشكرا لك
 
التسجيل
5 مايو 2009
المشاركات
1,519
الإقامة
الكويت للجميع
Q8_cat شكرا على المرور
 
أعلى