أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف

Packard Bell

عضو مميز
التسجيل
14 أكتوبر 2009
المشاركات
507
الإقامة
الكــويت

قال تعالى : " يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. (49) " سورة يوسف



لبث يوسف عليه السلام في السجن المظلم بضع سنين كأي إنسان مظلوم منسيّ، ولم يكن لديه من عمل إلاّ إرشاد السجناء وعيادة مرضاهم وتسلية الموجَعين منهم والدعوة إلى الله الواحد القهار حتّى غيّرت (حظّه وطالعه) حادثة صغيرة بحسب الظاهر.ولم تغيّر هذه االظاهرة حظّه فحسب، بل حظّ اُمّة مصر وما حولها.

أرسل له الملك من يقول له: “يُوسُفُ أَيهَا الصديقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُن سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لعَلي أَرْجِعُ إِلَى الناسِ لَعَلهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلا قَلِيلاً مما تَأْكُلُونَ” (يوسف 46- 47).

كم كان تعبير يوسف لهذه الرؤيا دقيقاً ومحسوباً، حيث كانت البقرة في الأساطير القديمة مظهر النعمة والغنى.. وكون البقرات سماناً دليل على كثرة النعمة، وكونها عجافاً دليل على الجفاف والقحط، وهجوم السبع العجاف على السبع السّمان كان دليلا على أن يُستفاد من ذخائر السنوات السابقة.

وفي الحقيقة لم يكن يوسف مفسّراً بسيطاً للأحلام، بل كان قائداً يخطّط من زاوية السجن لمستقبل البلاد، وقد قدّم مقترحاً من عدّة مواد لخمسة عشر عاماً على الأقل، وكما سنرى فإنّ هذا التعبير المقرون بالمقترح للمستقبل حرّك الملك وحاشيته وكان سبباً لإنقاذ أهل مصر من القحط القاتل من جهة، وأن ينجو يوسف من سجنه وتخرج الحكومة من أيدي الطغاة من جهة أُخرى.

(الجزء الأعلى من المقال، تم نقله بتصرف ولذا اقتضى التنويه)

هذه القصة ما وجدت لتصلنا بهذه الصورة إلا للعضة و الاعتبار وإن اختلفت الشخوص في كل زمن لكنها سنة الحياة، لا جديد فيها سوى سمة التكرار من زمن لآخر. فعلماء العصر الحديث بحثوا ووضعوا المؤلفات في شرح الدورات الاقتصادية ومداها الزمني باعتبارها Cyclical ولكنهم لم يعلموا بأن ما بحثوا فيه موجود في كتاب نزل قبل أكثر من 1400 عام. فقد عاشت الدول المصدرة للنفط ومنها دولتنا الحبيبة الكـويت من نهاية عام 2001 طفرة ارتفاع أسعار النفط وتواكب معها تراكم هائل في الثروات، فبعد أن كانت الأسعار لا تزيد عن 18 دولار نجدها تضاعفت لتصل لـ 146 دولار في منتصف عام 2008. مما يعني أنها أخذت 7 سنوات لتصل للقمة في حين أن هدم هذه المستويات السعرية لم تأخذ سوى 5 شهور ليصل بها لمستويات أسعار ما قبل الطفرة.

يضيق صدري أحينا حين أقرأ التصريحات العنترية من وزراءنا الكرام المعنيين بشأن الاقتصاد، ففي حين نملك ما بين أيدينا رسالة إلهية ونهج اقتصادي مكتمل العناصر ومنها ما يحث على ضرورة رفع مستوى إدارة المخاطر و عدم الإسراف والحث على تبني خطط استراتيجية طويلة المدى للتخفيف من أثر الأزمات الاقتصادية المتتالية ، نجد منهم قصور في تقدير حجم الأزمة الإقتصادية فهذا يريد صرف 40 مليار و الآخر يصرح بأن محفظة السوق ودخولها كان من المفترض أن يأسس لقاع تم كسره لاحقا دون أدنى رحمه.

وللنظر في هذا الموضوع من زاوية أخرى، نجد أن في عهد الرئيس الأمريكي السابق كلينتون وهو من الحزب الديمقراطي تم تبني استراتيجية اصلاح اقتصادي شامل وكان له ذلك حين قام بتبني سياسة إغراق أسواق الطاقة وكانت إحدى استراتيجياته التضحية بأكثر من ثلث المخزون الأمريكي وذلك حتى يسجل له بأنه تم في عهده تسجيل أدنى قاع لأسعار النفط من أكثر من 30 سنة. وفي الجانب الآخر نجد أن جورج بوش وهو من الحزب الجمهوري دخل البيت الأبيض عندما كانت أسعار النفط تقارب ال 30 دولار وحقق النفط قمته في عهده ولكن عند مغادرته كانت الأسعار قد وصلت لنفس مستوياتها عند دخوله، وهذه ليست وليدة الصدفة يا أخوان.

فما الذي اختلف الآن عندما وصل أوباما للسلطة كونه من الحزب الديمقراطي وما هو إلا نسخة معدلة من كلينتون؟ قد يكون وجود عناصر من الحزب الجمهوري في إدارته كضوء خافت لتغيير سلوك ونهج الديمقراطيين ولكنه في الحقيقة لن يغيره أو يحيده عن أسلوبه في الإدارة المقتبسة من مبادئ الحزب الديمقراطي المعنية بإصلاح الاقتصاد وردم وإعادة تأهيل ما أفسده الجمهوريون. فمن تابع إصرار أوباما بوجود هيلاري كلينتون وآخرين من الجمهوريين في حكومته بأنها رغبة منه بمشاركتهم فهو مخطئ، فوجود هؤلاء ما هو إلا استراتيجية سياسية اتخذها أوباما للتخلص من صداع الحروب والتي أوجدتها إدارة بوش السابقة، ولا يوجد أفضل من تطعيم إدارته بعدد من الجمهوريين ليتولوا هذا الملف بعيدا عنه لأن هذه الأمور ليست من أولوياته.

ولهذا أجد من السذاجة وضع بصيص أمل على إدارة أوباما لتقود الانتعاش العالمي لأنه في الوقت الحالي يركز على قضايا جدا مهمة بالنسبة له ولشعبه ويجب الاقرار والتسليم بأن أجندته السياسية لن تتبنى تعبئة خزان أي دولة لتكمل مسيرتها وطريقها بسلام، فالآن هو مشغول بتأمين عكاز لكل مواطن أمريكي معاق حتى يتمكن من التنزه بكل حرية، في حين أن دول أخرى تضع من أولوياتها تأمين خيام وبطانيات وملابس ثقيلة لمواطنيها العرايا.

انتهــى




 

adventurer

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2009
المشاركات
4,262
موضوع رائع
و تحليلك للادارات الامريكيه السابقه ظ الحاليه اعجبني

و اوافقك الراي بان امريكا لديها مشاكلها الداخليه تريد لها حلولا و ليس من اولوياتها انهيار الاسواق العالميه

جزاك الله خير يالغالي
 

3lgm

عضو مميز
التسجيل
29 سبتمبر 2008
المشاركات
6,409
أبدعت يا الغالي بارك الله فيك.
 

بحار200

عضو نشط
التسجيل
19 نوفمبر 2009
المشاركات
447
هل هناك من يتعظ


فهناك بعض اعضاء مجلس الامة يريدون القضاء على اموال الاجيال القادمة بالصورة التي كان يتم بها القضاء على الكلاء و الماء في المرعى
 

Packard Bell

عضو مميز
التسجيل
14 أكتوبر 2009
المشاركات
507
الإقامة
الكــويت
بارك الله فيكم يا أخوان
ياريت أحد المشرفين يتكرم ويعدل العنوان حيث أن كلمة "أفتينا" يجب أن تكون "أفتنا"
 

Navigator

مشرف
طاقم الإدارة
التسجيل
14 نوفمبر 2007
المشاركات
29,732
الإقامة
الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع مفيد بارك الله فيك شوف تاريخ هالمشاركه تنطبق على موضوعك



بارك الله فيكم يا اخوان كفيتم ووفيتم

اللسان يعجز عن شكر كل من شارك بالموضوع والشكر موصول لصاحب الموضوع

لدي اضافة بسيطه

المحك الرئيسي للسوق يقع عند 14828 في حالة استمر النزول

ولن تتضح الامور الا بتداولات الاسبوع القادم وخصوصا مراقبة قطاع البنوك لقرب اعلاناتهم لارباح النصف الاول


كثير من الاخوان يخاف شبح التصحيح او الهبوط القوي ويتسائل عن وقته والبعض الاخر سلم بالامر


لنأخذ الامور من منظور آخر بعيدا عن الشارت

1- دخول موسم الاعلانات للارباح النصف سنوية وما يواكبها من تسريب اخبار وبناء مراكز

2- الارتفاعات الماضية للمؤشر السعري ووصوله لهذا المستوى تعتبر غير صادقة ومفتعله وسيأخذ المؤشر وضعه الطبيعي

3- الفورة الهائلة لأسعار النفط وزيادة مدخول البلد ولله الحمد ومدى تأثيرها على الاقتصاد

4- اعتماد الميزانية الهائلة من قبل السلطه التشريعية دون اعتراضات تذكر

5- ظهور بوادر ايجابية لانهاء الصراعات مع مجموعة ال 71 ولجنة السوق وسعي الوزير وغرفة التجارة لانهاء الخلافات

6- اقتراب تشكيل هيئة سوق المال

7- قرب فوز الديمقراطيين بالحكم ( هذي لك يا الشامري ) ولا تسألني عنها متأكد الاجابه عندك

10- إن حدث تصحيح أنا مالي شغل بطلع من السوق وانتظر النقطه 12422

بالتوفيق

تاريخ المشاركه 5\7\2008


وهذا موضوع مشابه لكنه مختصر ;)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بإختصار

سوقنا انتهت دورته الاقتصادية سنة 2008


بدايتها 2001


يعني سبع سنوات من الانتعاش الاقتصادي انتهت ووجب التصحيح

حاليا فاتت سنه

وكل عام وانتم بخير



وهذا رابط الموضوع

http://www.indexsignal.com/vb/showthread.php?t=192581
 

Packard Bell

عضو مميز
التسجيل
14 أكتوبر 2009
المشاركات
507
الإقامة
الكــويت
بارك الله فيك أخي العزيز Navigator و ما شاء الله عليكم بالمنتدى دائما سباقين بطرح الموضيع المهمة... قواكم الله
 

Navigator

مشرف
طاقم الإدارة
التسجيل
14 نوفمبر 2007
المشاركات
29,732
الإقامة
الكويت
بارك الله فيك أخي العزيز navigator و ما شاء الله عليكم بالمنتدى دائما سباقين بطرح الموضيع المهمة... قواكم الله

وفيك يبارك يالغالي

بالعكس طرحك للموضوع بهالوقت شيء جميل وينعش الذاكره



واذكر قبل فترة تزيد على 4 شهور شنت رئيسة وزراء المانيا ( اعتقد اسمها ميركل ) هجوم شديد اللهجه تنتقد فيها سياسة بريطانيا النقدية وتأثيرها بالسلب على اوروبا وانتقدت طريقة معالجتهم للازمه

وشوف حجم المساعدات اللي تلقتها البنوك البريطانية من الحكومه وشوف موقفها من ازمة دبي

الوضع شرباكه ولاحظ التأخير في عقد المؤتمرات الاقتصادية العالمية

والرضاء التام عن نزول سعر الدولار !!!!!

بالتوفيق
 

BIG.PUN

عضو نشط
التسجيل
17 فبراير 2009
المشاركات
420
الإقامة
الكـــــويت

قال تعالى : " يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. (49) " سورة يوسف



لبث يوسف عليه السلام في السجن المظلم بضع سنين كأي إنسان مظلوم منسيّ، ولم يكن لديه من عمل إلاّ إرشاد السجناء وعيادة مرضاهم وتسلية الموجَعين منهم والدعوة إلى الله الواحد القهار حتّى غيّرت (حظّه وطالعه) حادثة صغيرة بحسب الظاهر.ولم تغيّر هذه االظاهرة حظّه فحسب، بل حظّ اُمّة مصر وما حولها.

أرسل له الملك من يقول له: “يُوسُفُ أَيهَا الصديقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُن سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لعَلي أَرْجِعُ إِلَى الناسِ لَعَلهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلا قَلِيلاً مما تَأْكُلُونَ” (يوسف 46- 47).

كم كان تعبير يوسف لهذه الرؤيا دقيقاً ومحسوباً، حيث كانت البقرة في الأساطير القديمة مظهر النعمة والغنى.. وكون البقرات سماناً دليل على كثرة النعمة، وكونها عجافاً دليل على الجفاف والقحط، وهجوم السبع العجاف على السبع السّمان كان دليلا على أن يُستفاد من ذخائر السنوات السابقة.

وفي الحقيقة لم يكن يوسف مفسّراً بسيطاً للأحلام، بل كان قائداً يخطّط من زاوية السجن لمستقبل البلاد، وقد قدّم مقترحاً من عدّة مواد لخمسة عشر عاماً على الأقل، وكما سنرى فإنّ هذا التعبير المقرون بالمقترح للمستقبل حرّك الملك وحاشيته وكان سبباً لإنقاذ أهل مصر من القحط القاتل من جهة، وأن ينجو يوسف من سجنه وتخرج الحكومة من أيدي الطغاة من جهة أُخرى.

(الجزء الأعلى من المقال، تم نقله بتصرف ولذا اقتضى التنويه)

هذه القصة ما وجدت لتصلنا بهذه الصورة إلا للعضة و الاعتبار وإن اختلفت الشخوص في كل زمن لكنها سنة الحياة، لا جديد فيها سوى سمة التكرار من زمن لآخر. فعلماء العصر الحديث بحثوا ووضعوا المؤلفات في شرح الدورات الاقتصادية ومداها الزمني باعتبارها cyclical ولكنهم لم يعلموا بأن ما بحثوا فيه موجود في كتاب نزل قبل أكثر من 1400 عام. فقد عاشت الدول المصدرة للنفط ومنها دولتنا الحبيبة الكـويت من نهاية عام 2001 طفرة ارتفاع أسعار النفط وتواكب معها تراكم هائل في الثروات، فبعد أن كانت الأسعار لا تزيد عن 18 دولار نجدها تضاعفت لتصل لـ 146 دولار في منتصف عام 2008. مما يعني أنها أخذت 7 سنوات لتصل للقمة في حين أن هدم هذه المستويات السعرية لم تأخذ سوى 5 شهور ليصل بها لمستويات أسعار ما قبل الطفرة.

يضيق صدري أحينا حين أقرأ التصريحات العنترية من وزراءنا الكرام المعنيين بشأن الاقتصاد، ففي حين نملك ما بين أيدينا رسالة إلهية ونهج اقتصادي مكتمل العناصر ومنها ما يحث على ضرورة رفع مستوى إدارة المخاطر و عدم الإسراف والحث على تبني خطط استراتيجية طويلة المدى للتخفيف من أثر الأزمات الاقتصادية المتتالية ، نجد منهم قصور في تقدير حجم الأزمة الإقتصادية فهذا يريد صرف 40 مليار و الآخر يصرح بأن محفظة السوق ودخولها كان من المفترض أن يأسس لقاع تم كسره لاحقا دون أدنى رحمه.

وللنظر في هذا الموضوع من زاوية أخرى، نجد أن في عهد الرئيس الأمريكي السابق كلينتون وهو من الحزب الديمقراطي تم تبني استراتيجية اصلاح اقتصادي شامل وكان له ذلك حين قام بتبني سياسة إغراق أسواق الطاقة وكانت إحدى استراتيجياته التضحية بأكثر من ثلث المخزون الأمريكي وذلك حتى يسجل له بأنه تم في عهده تسجيل أدنى قاع لأسعار النفط من أكثر من 30 سنة. وفي الجانب الآخر نجد أن جورج بوش وهو من الحزب الجمهوري دخل البيت الأبيض عندما كانت أسعار النفط تقارب ال 30 دولار وحقق النفط قمته في عهده ولكن عند مغادرته كانت الأسعار قد وصلت لنفس مستوياتها عند دخوله، وهذه ليست وليدة الصدفة يا أخوان.

فما الذي اختلف الآن عندما وصل أوباما للسلطة كونه من الحزب الديمقراطي وما هو إلا نسخة معدلة من كلينتون؟ قد يكون وجود عناصر من الحزب الجمهوري في إدارته كضوء خافت لتغيير سلوك ونهج الديمقراطيين ولكنه في الحقيقة لن يغيره أو يحيده عن أسلوبه في الإدارة المقتبسة من مبادئ الحزب الديمقراطي المعنية بإصلاح الاقتصاد وردم وإعادة تأهيل ما أفسده الجمهوريون. فمن تابع إصرار أوباما بوجود هيلاري كلينتون وآخرين من الجمهوريين في حكومته بأنها رغبة منه بمشاركتهم فهو مخطئ، فوجود هؤلاء ما هو إلا استراتيجية سياسية اتخذها أوباما للتخلص من صداع الحروب والتي أوجدتها إدارة بوش السابقة، ولا يوجد أفضل من تطعيم إدارته بعدد من الجمهوريين ليتولوا هذا الملف بعيدا عنه لأن هذه الأمور ليست من أولوياته.

ولهذا أجد من السذاجة وضع بصيص أمل على إدارة أوباما لتقود الانتعاش العالمي لأنه في الوقت الحالي يركز على قضايا جدا مهمة بالنسبة له ولشعبه ويجب الاقرار والتسليم بأن أجندته السياسية لن تتبنى تعبئة خزان أي دولة لتكمل مسيرتها وطريقها بسلام، فالآن هو مشغول بتأمين عكاز لكل مواطن أمريكي معاق حتى يتمكن من التنزه بكل حرية، في حين أن دول أخرى تضع من أولوياتها تأمين خيام وبطانيات وملابس ثقيلة لمواطنيها العرايا.

انتهــى






هيلاري من الحزب الديمقراطي نفس اوباما............(للتوضيح فقط)
 

Metalforever

عضو نشط
التسجيل
19 يوليو 2008
المشاركات
1,321
الإقامة
الكويت
الموضوع جميل جدا ... تبارك الرحمن الذي أنزل القراّن ...
 

Navigator

مشرف
طاقم الإدارة
التسجيل
14 نوفمبر 2007
المشاركات
29,732
الإقامة
الكويت
هيلاري من الحزب الديمقراطي نفس اوباما............(للتوضيح فقط)

صحيح لكنها اشد عداوةً منهم

لانها كانت المنافسه الرئيسية من الحزب الديمقراطي لاوباما ;)
 
أعلى