لعنة دبي.. فرصة لكشف المكتوم

Q8 Stock

مشرف
طاقم الإدارة
التسجيل
12 يونيو 2005
المشاركات
25,895
الإقامة
Q8
لعنة دبي.. فرصة لكشف المكتوم



أحمد بومرعي

لم يعد هناك مكان في العالم إلا ووجّه لكمات للمال العربي، والخليجي تحديدا، ومن الفرص النادرة لأزمة دبي المالية المشتعلة منذ أسبوع أنها كشفت «المكتوم» في رؤية خارجية لرأس المال الخليجي، يبدو أنها مازالت غارقة في تصورات ناقصة وملتبسة عن «ابن الصحراء» الشره لمضاعفة ثروته ونسائه، والذي امتلك فجأة سيارة بدفع رباعي، بعد أن كان يركب الجمل ويغزو جيرانه، بينما يحلم اليوم بشراء مصانع السيارات والطائرات وحتى حجز أرض في القمر، في قفزات ينظر لها البعض من الخارج بأنها تُعبر عن طبيعة البدوي غير الحضاري الذي يريد اختصار التاريخ بثروة غير متعوب عليها، جاءته من تحت الرمال، وما علينا إلا استغلال طبيعته «الغازية» لشفط أمواله بسهرات «ودية» لا تخلو من بعض القهوة والهيل. ويظهر أن هذه التصورات نُسجت في خيال هذا البعض من واقع قصص ألف ليلة وليلة، وفيلم «البدوي الأميركي» لورانس العرب الأكثر شهرة وانتشارا في العالم.
ولأنها سيناريوهات غير موجودة إلا في القصص والأفلام، تبدو الصفعة التي وجهتها إمارة دبي للمستثمرين العالميين بفصلها البزنس عن أوهام حماية أسياد النفط، أول ضربة مركزة لأصحاب النظرة الدونية لمال النفط الخليجي، الذي يُختصر عادة في كاريكاتيرات الصحف والأفلام الأجنبية بوجه بلا ملامح، مغطى بغترة وعقال يدخل كازينو للمقامرة مصطحبا شقراوين أو ثلاثاً الى جانبه، (من دون إلغاء مسؤولية أسياد دبي في عدم توضيح هذا الفصل في أعوام الوعود البراقة والضمانات للمستثمرين).
الأزمة الجدلية الآتية من الإمارة غير النفطية، والأكثر جدلية في صعودها وتعثرها، وفي توظيفها للصورة النمطية عند الآخرين لاستيراد المشاريع والمال والبشر الباحثين عن مكان يجاور شيوخ وساسة النفط، تفتح الباب على مصير المال الخليجي الخاص العابر للقارات، والذي من الطبيعي أن تلحقه نيران الجارة المتعثرة، كما ستصيب المال العام للطامحين في المنطقة لملاحقة نموذج دبي في تحطيم الأرقام القياسية في الأطول والأعرض والأكبر والأوسع، وكأنها ملحمة جديدة يُراد لها أن تكتب وتضاف إلى قصص السهر حتى الصباح، على أمل الفوز بشهرزاد، مع أن قصصا واقعية كثيرة تُكتب لنا يوميا عن الإخفاق في إصلاح مجار هنا، وفيضانات تقتل وتُشرد هناك.
في الكويت، تبدو شرارة النيران غير بعيدة عن ارتدادات ما بدأ الحديث عنه علنا، والمنقول من الاجتماعات السرية للبنوك والتكتلات المالية الغربية بضرورة الحصول على ضمانات مقابل الإقراض، لما له علاقة بالمجموعات الخليجية، خصوصا القريبة من المشايخ وحاملة الأسماء البراقة، وهذا ينطبق في حالات الاستثمار أو توظيف القروض في مشاريع في الجهتين الغربية والخليجية، ما قد يفتح مجالا للحديث عن المعاملة بالمثل، أو على الأقل عدم استمرار الاستثمار الخليجي في سندات ومشاريع أجنبية تحت ضغوطات سياسية وولاءات، تبدو وكأنها هبات مجانية لاستثمارات بلا عوائد أو واضحة الخسارة، ما يعزز صورة البداوة المغامرة المرسومة.



المصدر جريدة اوان
 
أعلى