ملخص عن ازمة دبي... الاسباب والتداعيات والانعكاسات

alsayegh

عضو نشط
التسجيل
29 يونيو 2009
المشاركات
678
يُرجع مختصون ومراقبون اقتصاديون أسباب أزمة ديون مجموعة دبي العالمية إلى سوء سياسة الاقتراض والتوسع غير المدروس في استثمارات بأموال الغير، ويتحدثون عن انعكاس سلبي متوقع لهذه الأزمة على مختلف القطاعات الاقتصادية في منطقة الخليج برمتها.

وكانت شرارة الأزمة -التي تمر بها مجموعة دبي العالمية المملوكة بالكامل للحكومة- قد اندلعت عندما طلبت حكومة دبي من حاملي صكوك أصدرتها شركة "نخيل" العقارية تأجيل استحقاق هذه الصكوك البالغة قيمتها 3.5 مليارات دولار لمدة ستة شهور.

وأعلنت مجموعة دبي لاحقاً أن كلاً من "نخيل" و"ليمتلس" العقاريتين ستخضعان لإعادة الهيكلة، وستطلبان إعادة جدولة ديونهما البالغة 26 مليار دولار.

وقال المدير العام لمركز الجمان للاستشارات المالية في الكويت ناصر النفيسي إن دبي أنجزت في عشرين عاماً ما كان يجب أن يتم في مائة سنة، وهذا جيد لكن فيه مخاطرة تدفع ثمنها اليوم.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "أزمة ديون دبي كانت متوقعة بقوة منذ أكثر من سنة، وثمة الكثير من الإشارات التي مهدت لحدوثها، لكن أنظارا كانت تتجه إلى إمارة أبو ظبي المجاورة التي كان يسود الاعتقاد بأنها ستساعد جارتها، خاصة بعد أن ضخت عشرة مليارات دولار عبر السندات التي أصدرتها حكومة دبي مؤخراً".

وبحسب النفيسي فإن "عدم تدخل أبو ظبي هو الذي أدى إلى إعلان تعثر شركة نخيل العقارية"، مشيراً إلى أن هذه ربما تكون بداية تعثرات كبرى قادمة في دبي.

وأرجع السبب في نشوب هذه الأزمة والتعثر في سداد القروض إلى سياسة الاقتراض التي وصفها بأنها "كانت خاطئة"، حيث كانت دبي تستثمر وتتوسع خارجياً بأموال الغير.

ويتفق مع النفيسي الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي طارق الماضي الذي قال للجزيرة نت إن سياسة الاقتراض الخاطئة التي انتهجتها دبي هي التي أدت إلى الأزمة التي تعيشها اليوم، مؤكداً أن هذه الأزمة لن تؤثر سلباً على دبي وحدها وإنما على منطقة الخليج برمتها.

تراجع سوق الإقتراض"

المحلل الاقتصادي السعودي طارق الماضي قال إن "سوق الاقتراض في منطقة الخليج دخل مرحلة جديدة بهذه الأزمة، وسيتغير بالكامل، وإن الشركات التي كانت تجد 17 بنكاً لتقديم قرض لها لم تعد تجد اليوم من يقرضها".

"
وأضاف الماضي أن سوق الاقتراض في منطقة الخليج دخل مرحلة جديدة بهذه الأزمة، وسيتغير بالكامل، وإن الشركات التي كانت تجد 17 بنكاً لتقديم قرض لها لم تعد تجد اليوم من يقرضها.

وشرح أسباب نشوب أزمة القروض في "دبي العالمية" بقوله إن "طريقة توسع الشركات كانت خاطئة وسيئة"، حيث كانت تقوم بتسديد القروض السابقة من قروض جديدة، وتجد في كل مرة من يقدم لها القروض، حتى اندلعت الأزمة المالية العالمية وانكشفت بعض الشركات في المنطقة على ديونها، ومنها دبي العالمية ومجموعتي سعد والقصيبي، متوقعاً أن تشهد المنطقة مزيداً من حالات التعثر المشابهة في الأيام القادمة.

وأكد أن المؤشرات على نشوب أزمة الديون في دبي كانت قوية منذ أكثر من سنة، مشيراً إلى أن المحللين والمراقبين الاقتصاديين كانوا يتوقعونها ولم يتفاجؤوا بها.

لكن الماضي يثني على سياسة حكومة دبي في التعامل مع أزمة "مجموعة دبي العالمية"، ويرى أن الحكومة لو سددت قروض الشركات لانتقلت الأزمة من هذه الشركات إلى الحكومة ذاتها.

ويتوقع الماضي أن تستمر تداعيات وانعكاسات أزمة ديون دبي طوال العام المقبل 2010 على أقل تقدير، مشيراً إلى أن عودة الثقة تحتاج لوقتٍ طويل في العادة لا يقل عن عام كامل.

ورداً على سؤال الجزيرة نت عن الحلول الممكنة أو المتوقعة لهذه الأزمة، قال الماضي إن الحلول السريعة والقصيرة الأمد غير مجدية وبالتالي يتعين ترك الدورة الاقتصادية تمر بمجراها الطبيعي.

يشار إلى أن تعثر "نخيل" العقارية في سداد صكوكها في موعد الاستحقاق المحدد، يعتبر الأول من نوعه لسندات إسلامية على مستوى العالم، وإذا رفض الدائنون الموافقة على طلب التأجيل الذي طلبته حكومة دبي فإن المرجح أن ينشب نزاع بين الطرفين بوقائع وحيثيات، هي الأولى من نوعها في تاريخ المنازعات التجارية بالعالم.
المصدر: الجزيرة


ستاندارد آند بورز

وكالة تصنيف المؤسسات الاقتصادية، ستاندارد آند بورز خفضت مستوى التصنيف الائتماني الخاص بست شركات مملوكة لإمارة دبي إلى مستوى "مؤسسات ذات مخاطر عالية".

وقالت ستاندارد آند بورز إن مستوى الدعم الذي أظهرته حكومة دبي تجاه شركة دبي العالمية بدا وكأنه "منخفض" بعدما أعلنت حكومة دبي أنها لن تضمن ديون شركة دبي العالمية التي طالبت دائنيها إمهالها مدة ستة أشهر قبل أن تقدر على تسديد ديونها المستحقة.

وأضافت ستاندارد آند بورز أنه بموجب المعايير التي تعتمدها، فإن طلب دبي العالمية مهلة ستة أشهر "بمثابة تخلف عن سداد الديون المستحقة".

ومن ضمن الشركات التي خُفض تصنيفها شركة "مركز دبي المالي العالمي" و"منطقة جبل علي الحرة" وشركة إعمار.

وكذلك، شمل التصنيف تخفيض المستوى الائتماني لمؤسسات مصرفية أربع وهي بنك الإمارات الدولي وبنك دبي الوطني وبنك المشرق وبنك دبي الإسلامي.

وذكرت ستاندارد آند بورز أن تخفيضها للتصنيف الائتماني للشركات المذكورة يعود إلى المخاطر العالية التي ينطوي عليها ارتباطها بحكومة دبي.

أكبر دائن

ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية أن البنوك البريطانية هي أكبر دائن أجنبي لشركة دبي العالمية.

وأضاف تقرير الصحيفة أن بنك "رويال سكوتلاند" هو أكبر مؤسسة مالية بريطانية مقرضة لشركة دبي العالمية بقيمة 2 مليار دولار في حين تبلغ قيمة ديون بنك "إتش إس بي سي" وبنك "ستنادر تشارترد" ومجموعة لويدز نحو 1 مليار دولار.


في المقابل وصف حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم اقتصاد بلاده بالقوي وقال إن رد الفعل العالمي على أزمة مجموعة دبي العالمية أظهر "غيابا للفهم".


وقال آل مكتوم وهو أيضا نائب رئيس الإمارات في تصريحات للصحفيين إن "الخلط الذي حدث بين مجموعة دبي العالمية وحكومة دبي كان خاطئا وردة الفعل التي تبعت اعلان القرار باعادة هيكلة المجموعة يؤكد ان الاقتصاد العالمي مترابط".

وأضاف "اننا في دولة الامارات عموما ودبي خاصة اقوياء ومثابرون ولدينا عزيمة وقوة الارادة لمواجهة كافة التحديات بما فيها التحديات الاعلامية المغرضة".
ودعا وسائل الاعلام إلى "توخي الحقيقة", كما دعا الإعلاميين إلى أن "يتحلوا بالشفافية والمصداقية حتى يكسبوا ثقة الراي العام واحترامه".

من جهته قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وحاكم أبوظبي ان اقتصاد الامارات يظهر مؤشرات على النمو في الربع الاخير

اشاد صندوق النقد الدولي بتدخل مصرف الامارات المركزي لزيادة السيولة من اجل معالجة دين امارة دبي.

واضاف الصندوق انه ينتظر "توضيحات" حول "تعاون" بين الدائنين والمدينين، كما اعلن في بيان له الاحد.

وقال صندوق النقد: "نواصل مراقبة الوضع على اثر الاعلان غير المتوقع لحكومة دبي عن ارجاء تسديد ديون شركة دبي العالمية وفرعها شركة نخيل الذي نجم عنه تأثير سلبي على الاسواق المالية".

واضاف ان اقتصاد الامارات العربية المتحدة، ودبي جزء منها، "يستند الى موارد قوية".

وكانت حكومة دبي اعلنت الاربعاء انها ستطلب تجميد او تاجيل استحقاقات ديون
مجموعة "دبي العالمية" التي تملكها ستة اشهر على الاقل.

وادى الاعلان المفاجئ الى صدمة في الاسواق الاسيوية والاوروبية الخميس، و الاميركية الجمعة مع المخاوف من تعثر دبي في سداد ديونها التي تقدر بحوالى ثمانين مليار دولار.

وقد تسهم خطوة البنك المركزي الاماراتي في تهدئة اسواق دبي وابوظبي لدى افتتاحها بعد اجازة عيد الاضحى.

اصول
ومع استمرار القلق بشأن ديون دبي، تتردد تكهنات باحتمال اضطرار الامارة الى بيع او تصفية بعض استثماراتها.


من اهم الاصول التي تملكها امارة دبي شركة طيران الامارات
وتملك حكومة دبي عدة اصول مهمة في انحاء العالم، منها طيران الامارات التي يتولى رئيس مجلس ادارتها ايضا رئاسة اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي.

وتصدرت الشركة جهود تحويل دبي الى مركز دولي وكانت احدث طلبياتها بقيمة 55 مليار دولار لطائرات من بوينج وايرباص.

ومن اصول دبي الهامة ايضا دبي للالومنيوم (دوبال) وهي من اكبر المنتجين والمصدرين للالومنيوم في العالم، وفي عام 2006 دخلت في مشروع مشترك مع مبادلة للتنمية المملوكة بالكامل لحكومة ابوظبي لبناء واحد من اكبر مصاهر الالومنيوم في العالم.

كما تملك دبي، عبر بورصة دبي، 21 في المئة من بورصة لندن اشترتها في نوفمبر 2007. وكانت اسهم بورصة لندن من بين اكثر الاسهم انخفاضا على مؤشر فاينانشال تايمز بعد انباء ديون دبي.

وفي عام 2007 اشترت الذراع الاستثمارية لشركة دبي انترناشونال كابيتال، وهي شركة استثمارية خاصة مملوكة لحكومة دبي، حصة لم يكشف عنها في بنك اتش اس بي سي مما جعلها واحدا من اكبر المستثمرين في أكبر البنوك الاوروبية.

كما اشترت استثمارات مركز دبي المالي العالمي حصة 2.2 في المئة في دويتشه بنك الالماني في العام نفسه في صفقة قيمتها 1.83 مليار دولار

واشترت دبي انترناشونال كابيتال، عبر صندوقها للاسهم الاستراتيجية العالمية، حصة في شركة الالكترونيات والترفيه اليابانية سوني، وذلك في 2007 ايضا.

وفي العام ذاته، اشترت دبي انترناشونال كابيتال اليانس ميديكال مقابل 1.25 مليار دولار وتعتزم توسيع واحدة من اكبر الشركات الاوروبية لخدمات الفحص بالاشعة المقطعية واشعة الرنين لتدخل الى الشرق الاوسط واسيا.

كذلك اشترى صندوق الاسهم الاستراتيجية العالمية ايضا حصة 13.2 في المئة من الشركة الام لايرباص الصناعات الجوية والدفاعية الاوروبية ـ ايدس) مما جعله واحدا من اكبر المؤسسات المستثمرة في المجموعة.

ومن بين اصول دبي الرئيسية كذلك شركة اعمار العقارية، وشركة دبي العالمية التي كانت في قلب الازمة الاخيرة.

وتملك دبي العالمية شركات فرعية واستثمارات متنوعة، في مقدمتها موانيء دبي العالمية، وهي من اكبر شركات تشغيل الموانيء في العالم.

وسعت الشركة الى طمأنة المستثمرين يوم 26 نوفمبر بانها ليست جزءا من اعادة هيكلة دبي العالمية. واجرت دبي العالمية محادثات مع شركة للاستثمار الخاص لبيع جزء من شركة تشغيل الموانيء.

وفي اكتوبر 2006 اشترت استثمار العالمية، الذراع الاستثمارية لدبي العالمية، حصة 2.7 في المئة من بنك ستاندرد تشارترد بنحو مليار دولار.

وفي 2007 استثمرت دبي العالمية خمسة مليارات دولار في شركة ام جي ام ميراج لتشغيل اندية القمار بشراء اسهم، ونصف مشروع في لاس فيجاس بقيمة 8.5 مليار دولار.

كما اشترت اشترت استثمار العالمية سلسلة بارنيز الامريكية لسلع التجزئة الفاخرة مقابل 942 مليون دولار في العام قبل الماضي ايضا، واستثمرت 100 مليون دولار في بنك الاستثمار الصغير بريلا فاينبرج.

وفي يونيو العام الماضي اشترت شركتا نخيل لتطوير العقارات واستثمار حصة 20 في المئة في شركة جولات السيرك الدولية، سيرك دو سولي، ومقرها مونتريال وخططت لبناء مسرح مع المجموعة على جزيرتها الصناعية الرئيسية النخلة.

وفي نوفمبر 2008 اشترت وحدة استثمارات الترفيه والرياضة التابعة لدبي العالمية، ليجركورب، مضمار الجولف تيرنبري الذي تقام عليه اقدم مسابقات الجولف من شركة ستاروود للفنادق والمنتجعات مقابل 100 مليون دولار.

كما اشتركت شركة نخيل سفينة كوين اليزابيث2 مقابل 100 مليون دولار لتحويلها الى فندق فاخر عائم امام جزيرة النخلة الصناعية. واصبح مستقبل السفينة موضع تمحيص منذ رست في ميناء راشد في دبي العام الماضي لتجديدها. وفي يوليو قالت نخيل انها تنظر في نقل السفينة الى موقع اخر او الى افريقيا.


هل انهار النموذج

المتابع لردود افعال الاسواق العالمية، والتغطية الاعلامية المكثفة لاعلان دبي يشعر وكأن النموذج الاقتصادي للامارة فشل تماما.

ورغم ان المبلغ الذي طلبت شركة دبي وورلد فترة سماح لسداده ليس بالضخم، نحو 3.5 مليار دولار، فان التداعيات العالمية ذكرت الناس بالازمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي اثر انهيار القطاع العقاري الامريكي.

ويعكس ما يجري اهمية دبي، ليس فقط لطموحها المثير وشططها فيما اتخذته عمادا لتطورها من عقار وسياحة وتجارة واستثمار وانما لكونها اوضح صورة للنظام المالي العالمي بحسناته وسيئاته.

شركة دبي وورلد، المملوكة لحكومة دبي احدى الامارات السبع المكونة لدولة الامارات العربية المتحدة، لديها ديون بالمليارات منذ مدة ولم تكن هناك مشكلة.

ودبي ككل مولت قدرا كبيرا من مشروعاتها بالائتمان فوصل دينها الى نحو ناتجها المحلي الاجمالي.

ومنذ تعمقت الازمة الاقتصادية العالمية العام الماضي وشركات دبي الكبرى تعاني من مشاكل جمة.

وهناك من مشاكل الافلاس والخسائر في اقتصادات اخرى في المنطقة اكبر بكثير من الازمة الاخيرة في دبي ـ على سبيل المثال ضياع نحو 22 مليار دولار في السعودية مع مشاكل مجموعة الصانع والقصيبي وحدها.


مشروعات بالائتمان

في بقية دول الخليج التي راكمت عائدات هائلة من صادرات الطاقة لا تفصح الحكومات عن تداعيات الركود العالمي عليها، وتنقذ كثيرا من شركاتها او تغطي على خسائرها بالمليارات.

لكن دبي مختلفة، لانكشافها اكثر على الاسواق العالمية وعدم توفر النفط لديها ومن ثم اعتمادها اقتصاديا على التجارة والخدمات.

يبدو السبب الرئيسي وراء انزعاج الاسواق وقلق قادة دول الغرب ان الشركة الحكومية لم تتلق دعما حكوميا (او سياديا كما يسمى في الاعلام الاقتصادي الغربي).

ولان نموذج دبي يمثل اوضح صور النظام المالي العالمي، الذي مني بافة تضخيم قيمة الاصول بشكل مبالغ فيه، فان انفجار فقاعته سيكشف مثالبه اكثر بعدما بدا ان التدخلات الحكومية العالمية في الاقتصاد توشك ان تخرجه من الركود.

وكان متوقعا، كما تلحظ من كتابات المحللين الغربيين، ان تسارع امارة ابوظبي ـ التي تملك الثروة الاكبر في الامارات من عائدات النفط ـ الى انقاذ دبي بتوفير الاموال لتدفع شركاتها فوائد ديونها.

لكن الواضح ان ابوظبي لن تتدخل كما تفعل حكومات خليجية اخرى "تستر" عيوب اقتصادها بالمليارات. كما ان دبي نفسها قد لا تكون راغبة في تمويل تشوه اقتصادي تريد التخلص منه.

ولا حرج على دبي، طالما انها تتعامل مع العالم المالي العالمي بطريقته، ان تتخلف عن سداد اقساط ديون، بل وتشهر افلاس شركاتها الخاسرة غير القابلة لاعادة الهيكلة.

ولم يكن حديث بعض المعلقين والمحللين عن انعدام الشفافية في اعلان دبي الا اشارة لرغبة هؤلاء في معرفة ان كانت ابوظبي او غيرها ستتقدم لانقاذ الشركة ام لا.


تضخم الاصول

وليس المقصود بالافصاح اعلان الارقام، فارقام دبي معلنة ومعروفة بافضل من غيرها في الخليج والمنطقة كلها.

والقلق العالمي هو على استمرار الحصول على فائدة استثمارات لو كانت في مجال ومكان اخر لكانت تبخرت بالفعل ـ وليس افضل من ثروات عائدات النفط للحفاظ على ارباحهم من فوائد الديون.

وقد تبخرت احلام كثيرين في دبي فعلا في الاونة الاخيرة خاصة المغامرين في القطاع العقاري.

فكثير من الغربيين كانوا يشترون العقارات الفخمة في دبي على امل بيعها بعد قليل بضعف الثمن وكسب الملايين في غمضة عين.

وساهم كل ذلك في تضخيم فقاعة قيمة الاصول، وتضخمت معها الاحلام ولما انهارت فر هؤلاء من دبي يصرخون بان "البلد انهار".

والحقيقة هي بين هذا وذاك، فلا شك ان اقتصاد الامارة استفاد من الفقاعة ـ كما استفاد منها مغتربون كثيرون من عمالة ومستثمرين ـ ويعاني الان من انفجارها.

واهم اشكال المعاناة هي ان دبي بنت في العقدين الاخيرين سمعة جعلت التامين على ديونها واعمالها اقل كلفة من أي مكان اخر في العالم.

ولا شك ان الازمات الاخيرة سترفع تلك الكلفة وتصعب على الامارة توفير التمويل من الاسواق لمشروعات جديدة.

واستطاعت دبي تحقيق قفزتها الاقتصادية في المنطقة عبر طريقة ادارة للامارة وكانها شركة لها رئيس ومجلس ادارة.

وافلح ذلك في البداية في تلافي البيروقراطية وتسهيل خطط تنمية طموحة جدا بتمويل ائتماني واستثمارات متنوعة.

وتمكن حكام دبي من الحفاظ على تلك الطريقة دون مشاكل كبيرة ضمن الاتحاد الذي يشكل الدولة او مع الجيران من دول الخليج الاخرى.

واصبح نموذج دبي ملهما لكثير من دول المنطقة التي صارت تقلدها في العقار والخدمات المالية وحتى محاولة تطوير السياحة.

ولم يقتصر الانبهار بالنموذج على دول خليجية وانما امتد الى دول راسخة لديها نمط تنمية ممتد مثل مصر والمغرب وغيرها.

والان يجادل كثيرون بان ذلك النموذج فشل، دون الاعتراف بان ذلك يعني فشل النظام المالي العالمي تماما.

ومع حرص العالم على نظامه المالي واستمرار جهوده لانقاذه وتعافيه، لا يتصور ان اكثر بؤره وضوحا ستنهار حتى لو لم يتوفر "الدعم السيادي".
 

سهمك اخضر

عضو نشط
التسجيل
22 أكتوبر 2009
المشاركات
9,427
الإقامة
الكويت
الف شكر على النقل وتوضيح
 
أعلى