قال اللهُ:"إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ".

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933

عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ:"

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:

إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،

وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ،

وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ،

وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ".


رواه الامام أحمد في مسنده(21399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1781) .
 

Rap Soul

عضو نشط
التسجيل
2 سبتمبر 2007
المشاركات
965
جزاك اللخ كل خير وأسأل الله أن يجعله في ميزان اعمالك
 

NoOoOoR

عضو نشط
التسجيل
18 أغسطس 2008
المشاركات
10,667
الإقامة
الكــويـــت....:))
جزاك الله خير
 

أوتاد

عضو نشط
التسجيل
20 يناير 2006
المشاركات
535
الإقامة
الكويت
وهذا شرح الحديث من سلسلة مدارسة الشيخ صالح بن عواد المغامسي .
_____________________​
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاَ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التُراب، و يتوب الله على من تاب "
نعم .. هذه يتعلق ـ الحديث ـ بقضية فتنة المال وقد مر بعضُها معنا أخبر الله جل وعلا أن النفس البشرية مجبولةٌ على حُب المال ، قال :{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً }الفجر20) وقال :{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }العاديات8) و"الخير" هنا بمعناه المال ، هذا الشيء المجبول في النفُوس إذا طغى على سجيتهِ ولم يُلجم بلجام التقوى ولم يؤدب بأدب القرآن أفرط صاحبهُ فيه يقول عليه الصلاة والسلام :" لو كان لابن آدم واديان من مال " ورُفعت واديان بالألف لأنها مثنى وسبب رفعها أنها اسمٌ لكانَ .
"لو كان لابن آدم واديان لابتغى ثالثاَ " لابتغى ثالثاً للواديين ولا يعني ذلك أن لو حصل على الثالث لاكتفى ولكن المقصود الطمع الذي جُبل عليه بنو آدم ، ثم قال :"و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التُراب" والمقصود كناية على أنه لا يشبع أبداً ثم قال استدراكاً وهذا من أبواب الرحمة التي يفتحا النبي لأُمته وفق ما بلّغه ربه قال : " و يتوب الله على من تاب " فهي دعوةٌ لمن أفرط على نفسهِ في حب المال حتى طلب هذا المال من غير وجهه أو على وجهٍ مُحرم عياذاً بالله .
وعلى هذا نُؤصل فنقول : أننا لا يُمكن أن نحيا بدون مال جعل الله المال عصبة لناس به يقومون لكن الرب تبارك وتعالى أن تحصيل المال إما طريقاً طيب وإما طريقٌ مُحرم ، فأباح الله لنا تحصيله عن طريق الطيبات وحرّم الله علينه تحصيله عن طريق ما حرمه وحددهُ جل وعلا ونهى عنه ، فعلى هذا إذا كان الإنسان لا يُمكن أن يشبع مهما جُلب لهُ من المال فحريٌ به أن يكتفي ـ لأنهُ لن يشبع أبداً ـ أن يكتفي بالمباح أن يكتفي بالطيب ولا يستمر في غوايته لأن لو كانت القضية أنه سيصل إلى مرحلة اكتفاء لقُلنا في غير الشرع لا بأس حتى تصل على مرحلةٍ مُعينة ، لكنه من طلبهُ على وجهه من غير أن يلجمه بالتقوى لن يشبع أبدا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :" لابتغى ثالثاُ" أي وادياً ثالثاً غير الواديين ملئيين بالمال ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : " ويتوب الله على من تاب" الإنسان مهما بلغ في التقوى وارتقى في الصالحات وسارع في الخيرات وسابق في الطاعات تبقى هناك هنات لمم صغائر ، وأحياناً عند البعض كبائر لكن الله يقول وهو أصدق القائلين :
({وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }طه82) والتوبةُ وظيفة العُمر لا يستغني عنها أحد (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31 ) فأمر بها الأنبياء والرُسُل وسائر الناس .
والتوبةُ إلى الله جل وعلا تغسلُ الران الذي على القلوب وتُقرب من رحمة علاّم الغيوب ، وبها يعرفُ العبد أنهُ على مقربةٍ من الله ، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يُبادرُ إلى التوبة بالفرس المعقود لهُ في مكانٍ ما ، فهو مهما بعُد يعود إلى موطن ربهِ ، على هذا تجديدك لتوبة في كل يوم أو في كل ساعة واستغفارُك لربك من أعظم دلالة عدم فرحك بالمعصية قال عليه الصلاة والسلام : " من سرّته حسنتهُ وساءتهُ سيئتهُ فهو المؤمن " , وعليٌ ابن ربيعة رضي الله عنه يقول : "شهدتُ علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وقد قُرّبت لهُ دابة فلما وضع قدمهُ في الركاب قال : بسم الله ، ثم استوى على ظهرها قال: الحمد لله سُبحان الذي سخّر لنا هذا وما كُنا لهُ مُقرنين وإنّا إلى ربنا لمنقلبون ، ثم حمد الله ثلاثاً وكبّر ثلاثاً ، ثم قال :"سُبحانك ربي ظلمتُ نفسي فاغفر لي" ثم ضحك ، فقُلنا: يا أمير المؤمنين مم تضحك ؟ قال :" إني رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل الذي صنعت ثم ضحك فقُلنا: يا رسول الله مما تضحك؟؟ قال : " إن رب العالمين يعجب من عبده إذا قال:" سُبحانك ربي إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي" ، يقول جل وعلا : علم عبدي أنهُ لا يغفر الذنوب غيري " وكم من عباد منّ الله عليهم بالاستكانة والخضوع إذا تذكروا معاصيهم فكانت معاصيهم سبباً في ثباتهم على الدين ، وكم من عبادٍ عياذاً بالله يفرحون بالطاعة وحُق لهم في الأصل أن يفرحوا بالطاعة لكن يُصيبهم علوٌ واستكبار على من دونهم فينقلبُ أثر الطاعة إلى أثرٍ غير حميد لأن الإنسان لم يسلُك به طريقاً شرعيا .
والمقصودُ من هذا كُلهِ :: أن فتنة المال من أعظم الفتن ومع ذلك فتح الله جل وعلا لنا باب التوبة .. نعم ..
 
أعلى