نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَه

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933
عَنْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ،

فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ".


رواه الترمذي في سننه (2656)، وصححه ابن العربي في عارضة الأحوذي(5/327)،وصحح اسناده عبدالحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى(95)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي(2656)، وصححه أيضاً في صحيح الجامع الصغير (6763)، وصححه الوادعي في الصحيح المسند وقال عنه"صحيح ، رجاله ثقات" رقم (358).

يقول الامام المباركفوري في كتابه "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":

قَوْلُهُ : ( نَضَّرَ اللَّهُ ): قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : النَّضْرَةُ الْحُسْنُ وَالرَّوْنَقُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَرُوِيَ مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا ، انْتَهَى . وَقَالَ النَّوَوِيُّ : التَّشْدِيدُ أَكْثَرُ . وَقَالَ الْأَبْهَرِيُّ : رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ بِالتَّخْفِيفِ قَالَ هُوَ لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ ، وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ الْمُخَفَّفُ لَازِمٌ وَالتَّشْدِيدُ لِلتَّعْدِيَةِ وَعَلَى الْأَوَّلِ لِلتَّكْثِيرِ وَالْمُبَالَغَةِ انْتَهَى . وَالْمَعْنَى خَصَّهُ اللَّهُ بِالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ لِمَا رُزِقَ بِعِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ مِنَ الْقَدْرِ وَالْمَنْزِلَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَنِعَمِهِ فِي الْآخِرَةِ حَتَّى يُرَى عَلَيْهِ رَوْنَقُ الرَّخَاءِ وَالنِّعْمَةِ ، ثُمَّ قِيلَ إِنَّهُ إِخْبَارٌ يَعْنِي جَعَلَهُ ذَا نَضْرَةٍ ، وَقِيلَ دُعَاءٌ لَهُ بِالنَّضْرَةِ وَهِيَ الْبَهْجَةُ وَالْبَهَاءُ فِي الْوَجْهِ مِنْ أَثَرِ النِّعْمَةِ.

( فَحَفِظَهُ ): أَيْ بِالْقَلْبِ أَوْ بِالْكِتَابَةِ.

( فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ ): أَيْ عِلْمٍ.

( إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ): أَيْ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ قَدْ يَكُونُ فَقِيهًا وَلَا يَكُونُ أَفْقَهَ فَيَحْفَظُهُ وَيُبَلِّغُهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ فَيَسْتَنْبِطُ مِنْهُ مَا لَا يَفْهَمُهُ الْحَامِلُ أَوْ إِلَى مَنْ يَصِيرُ أَفْقَهَ مِنْهُ ، إِشَارَةٌ إِلَى فَائِدَةِ النَّقْلِ وَالدَّاعِي إِلَيْهِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ صِفَةٌ لِمَدْخُولِ " رُبَّ " اسْتَغْنَى بِهَا عَنْ جَوَابِهَا أَيْ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ أَدَّاهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ .

( وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ): بَيَّنَ بِهِ أَنَّ رَاوِيَ الْحَدِيثِ لَيْسَ الْفِقْهُ مِنْ شَرْطِهِ إِنَّمَا شَرْطُهُ الْحِفْظُ وَعَلَى الْفَقِيهِ التَّفَهُّمُ وَالتَّدَبُّرُ قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ .



 

Balloons Shop

عضو نشط
التسجيل
11 سبتمبر 2009
المشاركات
1,377
الإقامة
أسواق القرين
جزاك الله خيراً
 
أعلى