المعادلة الصعبة..!

الكوفه

موقوف
التسجيل
2 نوفمبر 2009
المشاركات
77
المعادلة الصعبة..!
أتابع ردود الفعل على ما نكتب بكل دقة. القارئ هو مرآة الكاتب التي ينظر إليها من أجل أن تعطيه فرصة للتفكير في جوانب قد يلتقطها القارئ ويعجز عنها الكاتب..!

هناك قارئ متعصب لك مثل مشجعي نوادي كرة القدم، وهناك قارئ متعصب ضدك مثل مشجعي النادي المنافس. هناك مادحون وقادحون. فالكتابة والقراءة مثل كل الظواهر البشرية، تسقط حين تحصل على الإجماع..! يمدحك قارئ ويتابعك بالتفاصيل، فلا تجد أمامك سوى أن تشكره، لأنه يعطيك القوة على الاستمرار، ويضع على كاهلك مسؤولية أكبر. انه مراقب لحركاتك وسكناتك فعليك بالحذر، ويقدحك قارئ مستفز، وربما يتهمك بقائمة من التهم الكبيرة، فتشعر بالفرح والاطمئنان انك تمارس عملية استفزاز وعصف ذهني لمخالفيك. وأخطر وأسوأ ما يمكن أن يفعله الكاتب، هو أن يكتب وأمامه مهمة إرضاء الجمهور والطبطبة على ظهره. وهي خيانة كبرى للضمير ومؤامرة على الجمهور. فكم من تجربة في التاريخ ركض فيها الجمهور حاملاً جلاديه على ظهره. صانعاً وخالقاً ومصفقاً للدكتاتور الصغير، حتى إذا كبر هذا الدكتاتور على يد الجمهور، عاد وأكل جمهوره..!

الكتابة المسؤولة التي تحاول أن تقول الحقيقة، دون أن تجرح كرامة الكلمة، هي مهمة صعبة. الفكرة صعبة. اللغة صعبة. فاللغة المائعة سقطة أخلاقية، واللغة المجاملة طعنة في الخاصرة لمن نجاملهم أو نحبهم. اللغة الخشنة والمتوحشة ربما تجرح خدود الزهور الجميلة. واللغة الناعمة قد لا توصل الرسالة بكل بهائها ورونقها الجميل..!

إنها معادلة لا يفكها إلا الضالعون بعلم رفض الارتزاق ورفض امتهان الكلمة، واعتبارها جسراً لمصلحة خاصة، أو صدى لطبول فارغة..!

الكتابة فعل جميل والقراءة فعل أجمل. لو لم يكن هناك قارئ لما كان هناك كاتب. هناك أخطاء فادحة في الكتابة. وهناك أخطاء فادحة في القراءة.

كيف نوصل الرسالة دون أن نهدم البيت على من فيه، ودون أن نجامل الجمهور وخاصة في لحظات الانفعال التاريخي، والبحث عن الانعتاق والجري وراء الأوهام، والمطالبة بإسقاط كل ما هو قائم، دون أن يفكر الجمهور فيما هو قادم.....!

المهمة صعبة.. فاعذرونا...!
 

nader100

عضو نشط
التسجيل
28 أغسطس 2009
المشاركات
493
الإقامة
المؤشر نت
المعادلة الصعبة..!
أتابع ردود الفعل على ما نكتب بكل دقة. القارئ هو مرآة الكاتب التي ينظر إليها من أجل أن تعطيه فرصة للتفكير في جوانب قد يلتقطها القارئ ويعجز عنها الكاتب..!

هناك قارئ متعصب لك مثل مشجعي نوادي كرة القدم، وهناك قارئ متعصب ضدك مثل مشجعي النادي المنافس. هناك مادحون وقادحون. فالكتابة والقراءة مثل كل الظواهر البشرية، تسقط حين تحصل على الإجماع..! يمدحك قارئ ويتابعك بالتفاصيل، فلا تجد أمامك سوى أن تشكره، لأنه يعطيك القوة على الاستمرار، ويضع على كاهلك مسؤولية أكبر. انه مراقب لحركاتك وسكناتك فعليك بالحذر، ويقدحك قارئ مستفز، وربما يتهمك بقائمة من التهم الكبيرة، فتشعر بالفرح والاطمئنان انك تمارس عملية استفزاز وعصف ذهني لمخالفيك. وأخطر وأسوأ ما يمكن أن يفعله الكاتب، هو أن يكتب وأمامه مهمة إرضاء الجمهور والطبطبة على ظهره. وهي خيانة كبرى للضمير ومؤامرة على الجمهور. فكم من تجربة في التاريخ ركض فيها الجمهور حاملاً جلاديه على ظهره. صانعاً وخالقاً ومصفقاً للدكتاتور الصغير، حتى إذا كبر هذا الدكتاتور على يد الجمهور، عاد وأكل جمهوره..!

الكتابة المسؤولة التي تحاول أن تقول الحقيقة، دون أن تجرح كرامة الكلمة، هي مهمة صعبة. الفكرة صعبة. اللغة صعبة. فاللغة المائعة سقطة أخلاقية، واللغة المجاملة طعنة في الخاصرة لمن نجاملهم أو نحبهم. اللغة الخشنة والمتوحشة ربما تجرح خدود الزهور الجميلة. واللغة الناعمة قد لا توصل الرسالة بكل بهائها ورونقها الجميل..!

إنها معادلة لا يفكها إلا الضالعون بعلم رفض الارتزاق ورفض امتهان الكلمة، واعتبارها جسراً لمصلحة خاصة، أو صدى لطبول فارغة..!

الكتابة فعل جميل والقراءة فعل أجمل. لو لم يكن هناك قارئ لما كان هناك كاتب. هناك أخطاء فادحة في الكتابة. وهناك أخطاء فادحة في القراءة.

كيف نوصل الرسالة دون أن نهدم البيت على من فيه، ودون أن نجامل الجمهور وخاصة في لحظات الانفعال التاريخي، والبحث عن الانعتاق والجري وراء الأوهام، والمطالبة بإسقاط كل ما هو قائم، دون أن يفكر الجمهور فيما هو قادم.....!

المهمة صعبة.. فاعذرونا...!

بدايةً أشكرك على هذا الموضوع الجميل

وفعلاً المعادلة صعبة وتحتاج إتزان وليس محاباة

ولك أجمل تحية لشخصك الكريم
أخوك الصغير:)
 
أعلى