متى تعتذرون عن أخطاء سوء إدارتكم؟

WallSTREET

عضو نشط
التسجيل
25 سبتمبر 2004
المشاركات
23
في مشهد رهيب بطله رئيس شركة تويوتا السيد «إكيو تويودا» سليل أسرة تويوتا وحفيد مؤسسها قام فيه وقبل بداية المؤتمر الصحفي «بالانحناء» وذلك اعتذاراً عن الخطأ وتحمله شخصياً للمسؤولية، وتعهدا منه وضمانا بإصلاح الخطأ والعمل على إبقاء اسم تويوتا رمزا للثقة والجودة والمبادرة والريادة.
ان هذا الخطأ الذي حدث في
« الدواسات» كلّف الشركة الكثير، فقد استدعت شركة تويوتا أكثر من 8 ملايين سيارة حول العالم لإصلاح الأعطال اللازمة واهتز عرشها في السوق، حيث خسرت الشركة 30 مليار دولار من قيمتها السوقية وتعطلت خططها بسبب هذه المشكلة، ولم يقف عند هذا الحد، فقد تعرض السيد تويودا لانتقاد حاد من كل من مجلس الوزراء الياباني والصحافة المحلية، ففي افتتاحية صحيفة «نكاي» الاقتصادية اليومية وفي مقالها الافتتاحي الذي هو بعنوان «الكلمات وحدها لا تكفي» والذي طالبت فيه بخطة واضحة في كيفية إدارة ومعالجة تلك الأزمة التي أضرت بسمعة الصناعة اليابانية، والأهم من هذا هو أن المجتمع الياباني يريد معرفة ما إذا كانت تلك الأخطاء التي حدثت هي نتيجة خلل هندسي تقني؟ أم هي نتيجة مشاعر خمول بسبب نجاحها ونموها الكبير؟ نعم فسمعة الصناعة اليابانية على المحك.
إن من يتابع الأحداث المتسارعة في هذا الشأن يرى حجم الفجوة الكبيرة بيننا وبينهم، وأول سؤال يتبادر إلى أذهاننا هو أين نحن وأين المسؤولين عندنا من هؤلاء؟ وأين نحن من ثقافة الاعتذار؟ لقد مر أكثر من عام ونصف العام على انهيار الشركات والسوق عندنا في أزمة سببها «الفشل» وسوء الإدارة على المستويين الحكومي والخاص، فما حدث لنا في أغلبه نتيجة ممارسات خاطئة قامت بها إدارات تلك الشركات، حيث فشلت في إدارة نفسها ومخاطرها ولم تستطع إدارة أزمتها حتى أصبحت مدخرات المستثمرين بين يدي القضاء والقدر.
وعلى الرغم مما تسبب به هؤلاء المسؤولون فاننا لم نسمع بأن أحدهم قدم اعتذاراً للمساهمين عما حدث!! فهناك أخطاء كثيرة كانت تستحق الاعتذار، أقلها التوسع الجغرافي غير المدروس، والمبالغة في الاقتراض، وإنشاء الشركات الورقية، أو توظيف أموال الشركة في غير نشاطها الأساسي، كأن يقوم رئيس شركة لخدمات الحج والعمرة باستخدام أموالها للمضاربة في الأسهم!! وتمنى الشركة جراء ذلك بخسائر كبيرة يترتب عليها انهيارها، ومع ذلك لا احد يعتذر، إن الأمثلة كثيرة ولو استمررت بإعطاء الأمثلة فلن أنتهي.
لعل السبب وراء عدم الاعتذار هو ثقافة «المعصومية» لدى هؤلاء المسؤولين. فهم يعتقدون بأن الباطل لا يأتيهم لا من بين يديهم ولا من خلفهم، حيث تنشأ تلك الثقافة عندنا منذ الطفولة.
فعندما يسقط الطفل على الأرض ويبكي يقوم أبواه باحتضانه وبضرب الأرض وكأن سقوط الطفل هو بسبب الأرض وليس الطفل نفسه، وبالتالي فإن الرسالة التي يتلقاها الطفل هي أنك «ياحبيبي» لا تخطئ ولا تتحمل نتيجة سقوطك وبالتالي أنت غير مسؤول عما يحدث لك!
والمثال نفسه ينطبق على المسؤولين في الشركات فهم ليسوا طرفا في ما حدث، بل الأزمة المالية هي السبب وكأن الشركة التي يديرها تقع في مركز إعصار الأزمة المالية.
إن تصرف السيد تويودا قد جسد لنا مفاهيم كالأمانة والثقة والجودة والتواضع بل هو درس لما يجب أن يكون عليه القائد ورأس الهرم، ونحن أحوج ما نكون لمثل هذه القيم، بل يجب أن تدرس في جامعاتنا و تفرض بالقانون لأننا مجتمع يحمل فيه التاجر شعار - البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.
وبعد هذه المقدمة الطويلة أتمنى أن يتشجع المسؤولون في الشركات وأن يسيروا على خطى السيد تويودا ولكن من دون اعتذار، فبعدما افلسنا من الاعتذار المطلوب الآن معرفة «المستقبل» نريد من هؤلاء المسؤولين الخروج من القمقم وإعطاءنا تصورا للوضع الحالي والحقيقي للشركات، ورؤية الإدارة وخطتها العملية لكيفية تجاوز ما تمر به الشركة من صعوبات، هذا كل ما هو مطلوب وسنكون لهم من الشاكرين.

غيض من فيض
1-توسع جغرافي غير مدروس.
2-مبالغة في الاقتراض.
3-تفريخ شركات ورقية.
4-توظيف اموال في غير الانشطة الرئيسية للشركة.
5-إمعان في نشاط المضاربة بالاسهم فقط.
6-سوء ادارة على المستويين العام والخاص.
7-ممارسة خاطئة في غياب اي ادارة للمخاطر.
8-رمي مدخرات المستثمرين بين ايدي القضاء والقدر.
9-تضليل في رد اسباب التعثر الى الازمة المالية العالمية!

أحمد عبدالله معرفي
الرئيس والعضو المنتدب
شركة وضوح للاستشارات المالية
amarafi@wuduh.com
 
أعلى