ثقافة الاختلاف ( قضية للنقاش )

المتفائل 1

عضو نشط
التسجيل
31 يناير 2010
المشاركات
187


بسم الله الرحمن الرحيم



ثقافة الاختلاف ( قضية للنقاش )



ندرك أن الاختلاف في الرأي أمر وارد، فكل مسألة أو موضوع خلاف ينظر له من زوايا مختلفة وبالتالي يكون هناك أكثر من رأي، وهذا طبيعي جداً، نتيجة للفروقات الفكرية والتعليمية واختلاف درجة الذكاء بين الناس، ولقد أثبتت التجارب الكثيرة أن تطابق وجهات النظر يعد أمراً صعباً، ولذلك علينا التسليم بأن الاختلاف في الرأي أمر وارد وحتمي ولا مناص منه.

إن الاعتراف بحتمية الاختلاف في الرأي والتسليم به، يُفترض أن يجعلنا نحترم الرأي المخالف، ولأن سألت أي شخص سواءاً كان كاتباً أو غير ذلك عن مدى احترامه لرأي وشخص من يخالفه الرأي، لقال لك أنه يحترم المخالفين وآرائهم، ولكن للأسف الشديد يبقى هذا الاحترام مجرد احترام لفظي ينقصه التطبيق العملي على أرض الواقع، ولقد وجدت من خلال تجربتي البسيطة أن المخالفين قسمين، قسم ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماماً، والقسم الآخر يختلف معك لمجرد الاختلاف فقط، وربما لغرضٍ في نفسه.

إن الاختلاف في الرأي ليس هو المشكلة التي أود طرحها، فالاختلاف عادة يفتح آفاق رحبة للحوار المتزن والفكر المتدفق ويفتح أبواباً للنقاش الحضاري الجاد، لكن مشكلتنا هي تحول الاختلاف إلى خلاف شخصي بين أصحاب وجهات النظر المختلفة، مما يفضي إلى العداوة والبغضاء، وينشغل الكل بالانتصار للأنا بدلاً من الانتصار للفكر، وهنا تكون خسارتنا الحقيقية، لأن الفكر الملتصق بالأنا لا يمكن إلا أن يصنع الأنا نفسها، بينما صناعة الفكر الذي يصنع المجد والرقي والحضارة لن يصنعه إلا أولئك الرجال الذين تنكروا للأنا، وجعلوا من الاختلاف في وجهات النظر نقطة انطلاق تقودهم إلى آفاق المعرفة والابتكار.

ولذلك فأنا أعتبر الاختلاف في الرأي ثقافة، أستطيع أن أطلق عليها ( ثقافة الاختلاف )، فمن يعرف كيف يبني علاقة ود مع مخالفيه، والاستفادة من أرائهم المخالفه واستثمارها، في توجيه فكره وتهذيبه وتصويبه، كان أكثر تطوراً، وأسرع ارتقاءاً لقمم الفكر الشاهقة من مخالفيه، بينما الذين تفرغوا للخلافات سيراوحون محلهم دون أن يتقدموا قيد أنملة.

ولأن الكثير من الكتاب لا يعرفون كيفية استثمار الآراء المخالفة، ولأيمانهم بأن الاختلاف في الرأي سيصل حتماً إلى حد الخلاف الشخصي فإنهم غالباً ما يذيلون مقالاتهم بالعبارة الأشهر في العالم العربي وهي عبارة ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) بينما الحقيقة هي أن هذا الاختلاف الذي وصل حد الخلاف هو ما أفسد جميع قضايانا وليس قضية الود فقط، ولست أدري من اخترع هذه العبارة التي يعترف قائلها بأن الاختلاف في الرأي يفسد المودة مع المخالفين، وكأني بقائلها وقد خشي على علاقات وده مع من يخالفهم أو يخالفونه الرأي، فأراد إحراجهم بتلك العبارة التي أعتبرها استجداء رضا المخالفين.




وقبل أن اختم مقالتي هذه سأطرح سؤالاً لابد منه.. هل تعتقدون أننا نملك ( ثقافة الاختلاف )؟
 

Bo Mostafa

عضو نشط
التسجيل
27 ديسمبر 2005
المشاركات
3,621
الإقامة
كلنا للكويت
طبعا ً لا للأسف بكل إختصار
 

NoOoOoR

عضو نشط
التسجيل
18 أغسطس 2008
المشاركات
10,667
الإقامة
الكــويـــت....:))

لا لا نملكها بكل اسف ,,, :(

والبعض لا يملك نفسه حينما ينتقد او يخالف بالراي

والبعض ماشي على مبدأ ان لم تكن معي فأنت ضدي :mad:

وغالبا ما تردد عبارة ,,, اختلاف الراي لا يفسد للود قضيه

ولكن في الواقع لا تطبق عندما يختلف معك اي شخص بالراي

حتما سيكرهك وينتقدك لاتفه الاسباب ,,,:confused:

شكرا ع الطرح الهادف
 

شجرة العود

عضو نشط
التسجيل
10 سبتمبر 2008
المشاركات
1,816
الإقامة
ديرتي
طرح رااااائع واتمنى كل عضو يدخل ويقرأه
بس للأسف الشديد ثقافة الاختلاف معدومة بمجتمعنا وان آمنت فيها وحبيت تطبقها ما راح تلقى من يساعدك وبيهاجمونك وتصير مكروه بينهم
مشكور أخوي
 

دربك أخضر

عضو نشط
التسجيل
12 فبراير 2010
المشاركات
482

maz149

عضو نشط
التسجيل
6 ديسمبر 2009
المشاركات
1,027
الإقامة
الكــويـت
احترام الرأي الاخر زين , و لازم ما نتبع العواطف...نسمع لكل من له راي حتى لو كان من يهودي

أو ماسوني الخ....
 

Dr-Q80

عضو نشط
التسجيل
30 سبتمبر 2007
المشاركات
1,131
الإقامة
الكويت
مقال جيد و طرح هادف و راقي.
مشكلتنا اننا لم نتعود ان نسمع الرأي الاخر و لم نتعلم ثقافة الاختلاف من الصغر.
و قد كتبت مقال قديم في هذا الموضوع.
اتمنى ان تشرفني بقرائته اخي العزيز.

http://www.indexsignal.com/vb/showthread.php?t=141728

تحياتي
 
أعلى