فضل
عضو مميز
قصه حدثت لاحدهم ، هذه تفاصيلها ..،
يحكى أن رجلا من هواة تسلق الجبال قرر تحقيق حلمـه
في تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها
فبعد سنين طويلة من التحضير وطمعـاً في أكبر قدر من الشهرة والتميز
قرر القيام بهذه المغامرة وحده ..
وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه..
مرت الساعات سريعة و دون أن يشعر فــاجأه الليل بظلامه
وكان قد وصل تقريبًا إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع
ربما يكون الرجوع أكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة
و بالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه
الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارص
ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت
وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة
إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل
بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات
مر شريط أحداث حياته بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة
من صخور الجبل
وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل
الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة
فلحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الاعلى
بإحدى صخور الجبل
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء ..
لاشئ تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة َ بالدم
يمسك بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار في وسط هذا الليل الموحش
يمسك بالحبل باحثــاً عن أي أملٍ في النجاة
وفي يأس لا أمل فيه , صرخ الرجل :
- إلهـي , إلهـي , ساعدنى
فأجابه صوت شق سكون الليل :
- قل مسألتك .. والله مجيبك
فقال الرجل فى توسل :
- اريد النجاة ، فلينقذنى الله مما أنا فيه
فأجابه الصوت : لكنك تؤمن فى قوتك ، اكثر من إيمانك بالله
فلماذا - والآن فقط - تريد العون منه ؟
فقال الرجل : بل اؤمن به ، وليس سواه قادر على انقاذى
ساعدنى يا الهى ..
فأجابه الصوت بحسم : < إذن , اقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به ! >
وبعد لحظة من التردد لم تطل , تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر ..
وفي اليوم التالي
عثر فريق الإنقاذ على جثة رجل على ارتفاع مترين من سطح الأرض
ممسك بيده حبل وقد جمّده البرد تمامـًا ..
مترين فقط من سطح الأرض .. !
ماذا عنك ؟
هل قطعت الحبل ؟
هل ما زلت تظن أن حبالك سوف تنقذك ؟
< قد يغشى اعيننا بريق النجاح فلا نرى الا يدنا التى تفعل
وننسى اليد العليا التى تقف خلف هذا كله .. >