Friday
عضو نشط
- التسجيل
- 20 أغسطس 2003
- المشاركات
- 348
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد
-------
الكل منا يسعى للنجاح في حياته على جميع الاصعده العملية منها والاعتيادية على حد سواء.
ولا أضيف علما عندما أقول أن حب النجاح والرغبة الجامحة للوصول إليه هي جبلّة الإنسان وفطرته الطبيعية.
لكن للأسف قلة أولئك الذين يعملون بشكل جدي من أجل تحقيق النجاح عبر تنفيذ واستغلال الأدوات اللازمة وتطبيق المنهج العلمي الصحيح والمدروس بعناية مما يثمر بطبيعة الحال عن نجاحات مستديمة تؤدي إلى تحقيق الأهداف الصعبة بسهولة ويسر. والتركيز التام بالمهام المنوطة بعمل معين والسعي الدؤوب وراء كل معلومة قد تعزز من سهولة الوصول للهدف المنشود حتى لو اضطر بهم الأمر إلى ممارسة بعض المهام التي قد تبدو للبعض مضيعة للوقت والبعض الآخر مهام شبه مستحيلة!
وعلى هذا الأساس تتكون شخصية الإنسان الناجح والقائمة كليا على مبدأ:
"أنا مسئول بشكل كامل عن كل نجاح أحققه و مراحل الفشل التي أمر بها".
الآن وقد تعرفنا على شخصية الناجح ، ماهي أهم متطلبات النجاح في سلوك المتداول الناجح ؟
إن الإجابة على هذا التساؤل بالإمكان اختصارها كالآتي ، وهي أن يعي المتداول بشكل متكامل أن التداول في الأوراق المالية بطبيعته هو عمل مؤسسي قائم على التركيز والمثابرة والاجتهاد شانه شأن أي مؤسسة تجارية وخصوصا إدارة الأموال بشكل مهني واحترافي فالمؤسسة التجارية لا يمكن لها أن تحقق النجاح دون إدارة أموالها بشكل احترافي.
لنتصور هذا الوضع أمامنا الآن:
متداول بسيط لا يملك أساس ممنهج بشكل مدروس (كحال غالبية المتداولين للأسف) يشتري أحد الأسهم مدفوعا بأمنياته الشخصية أن يحقق أرباحا من وراء هذه الصفقة.
عندما يبدأ السوق بالتحرك عكس أمنياته وتبدأ الصفقة بتسجيل خسائر غير محققة يبدأ بالتفكير ( بالأحرى يستمر في الأمنيات) بأن السوق سيعود مجددا لصالحه على الرغم من علمه المسبق أنه يتوجب عليه وقف الخسارة متى ما اتجه السوق في غير صالحه ، لكن بكل أسف يستمر في تكرار الأمنيات وإبعاد الطابع المهني وتغليب العوامل النفسية كالإفراط في التفاؤل ويبدأ بمشاركة المتداولين الآخرين همومهم وتجاربهم الشخصية حتى يخفف من حدة الخسارة ووقعها على نفسه من خلال رؤية الآخرين يعانون نفس ما يعانيه ويمنهجون لمبدأ الأماني بعيدا عن أي معمل احترافي مدروس حتى تأتي اللحظة والتي يعلن فيها استسلامه التام لعوامل السوق وينادي بأعلى صوته هل من احد يخرجني من هذه ألصفقه الفاشلة أرجوكم أريد فقط تنفيذ أمر بيع تحت أي ظرف وبأي سعر وفي أي توقيت وهنا فقط تنتهي مرحلة كبيره من الإحباط لتبدأ مرحلة جديدة من التفاؤل كردة فعل بشريه صرفة مبنية على العوامل النفسية وحدها عبر استثمار ما تبقى من أموال الصفقة الخاسرة مضافا إليها قليل من مدخراته الشخصية موهما نفسه بأنه سيحقق النجاح في الصفقة القادمة بعد الفشل الذي حققه في الصفقة السابقة.
إلا أن الأمنيات للأسف لا تغني ولا تسمن من جوع في مفهوم العمل المؤسسي، وبالتالي يعود إلى نقطة البداية من حيث بدأ بالتفاؤل إلى أن ينتهي بالإحباط وذلك عائد بطبيعة الحال أنه لا يستفيد من أخطائه ولا يتعلم من الماضي.
يتبع ,,,,