محب المصطفى
عضو نشط
وجهة نظر
الرئيس التنفيذي القادم
إنها قصة تروى عن أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى الشركات الأجنبية، عندما أراد أن يتقاعد ويترك العمل، قرر أن يختار أحد مساعديه ليكون الرئيس التنفيذي الجديد. جمع مساعديه الثمانية وأخبرهم عن نيته اختيار واحد منهم، وانه سيعطي الفرص متساوية للجميع، وأعطى كل واحد من الثمانية بذرة لنوع من الزهور، وطلب منهم أن يقوموا برعايتها وتزويدها بالماء والأسمدة، والمحافظة عليها حتى تاريخ الاجتماع المقبل بعد ثلاثة أشهر، وهو موعد إعلان الرئيس الجديد، ومن يتمكن من الاعتناء بزهوره يانعة وفواحة سيكون الرئيس التنفيذي الجديد للشركة.
أحد المساعدين، ولنطلق عليه 'س'، أخبر زوجته بما دار في ذلك الاجتماع، وكان متحمساً وبدأ من اليوم الأول في وضع البذرة في إناء مخصص، وغدا يسقيها الماء ويضع لها السماد، وبعد مرور أسبوعين لم يتغير شيء، في الوقت الذي بدأ زملاؤه يتكلمون عن بذورهم ونموها، واستمر 'س' يعتني بالبذرة ويواظب على وضع الماء والاسمدة لها، لكنه بعد مرور شهرين لم يتغير شيء من حالة البذرة، بينما كان زملاؤه يتكلمون ويفاخرون بطول النبتة التي كانت بذرة وتفتحت أزهارا صغيرة، ولم يكن 'س' سعيداً، وعندها دب اليأس في قلبه وضعفت عزيمته لمواصلة ما كان يقوم به كل يوم، وفي اليوم الموعود حضر الجميع إلى غرفة الاجتماعات الكبرى، وكان 'س' متردداً في الحضور وقد أصابته آلام في المعدة والقولون، لكن زوجته شجعته على الذهاب والحضور ومواجهة الأمر مهما كانت النتائج، وأن يكون صادقاً في رواية ما حدث له.
ذهب 'س' إلى قاعة الاجتماعات الكبرى وهو يحمل الإناء، ولكن دون نبتة أزهار، وفوجئ بزملائه السبعة كل واحد منهم يحمل إناءه وقد علت النباتات وغطت الأزهار أغصانها، نظر البعض منهم إلى 'س' بسخرية وتهكم، ونظر البعض الآخر بالأسى، وعندها شعر 'س' بحرج شديد عند دخول الرئيس التنفيذي القاعة، ليجدها ممتلئة بالنباتات والأزهار المتفتحة الجميلة ذات الرائحة الزكية، إذ إن هناك نباتات تعدى طولها المترين، وازهارا والوانا عجيبة، وزادت مشاعر الحرج لدى 'س' عندما شاهد الرئيس يتكلم مع المساعدين وكل واحد منهم يشرح أفكاره وخططه والجدول الزمني للوصول إلى الإنجاز والمحافظة على الأزهار حتى الموعد المحدد، وقد ابدى إعجابه الشديد بالانجازات واثنى عليها وكان الأمر صعبا للاختيار، وفي لحظة انتبه الرئيس التنفيذي إلى أن احد المساعدين لم يقدم عرضه او انجازه، فنادى عليه يا 'س'، وكاد يغمى عليه لأنه لا يريد ان يكون في مثل هذا الموقف، وانها المرة الاولى في حياته، إذ لم يشعر بمثل هذا الشعور من قبل، وعندها تذكر كلام زوجته الحبيبة واخبر 'س' الرئيس بما جرى معه بكل صدق وامانة، فصمت الرئيس التنفيذي برهة ولم يعلق، وتوجه بكلامه الى الحضور قائلا: حانت ساعة إعلان الرئيس القادم، وقال: حيوا الرئيس التنفيذي الجديد واشار الى 'س' وسط دهشة الجميع بمن فيهم 'س' نفسه.
أحد المساعدين، ولنطلق عليه 'ح' لم يتمالك اعصابه وكان هو الأقرب للرئيس التنفيذي بحكم عمله وموقعه واحتكاكه اليومي وقيامه بالزيارات المشتركة معه أكثر من الآخرين، وكانت زهوره هي الأجمل، وهنا اعلن الرئيس التنفيذي أنه اعطى الجميع بذرة صناعية لا يمكن أن تنبت وتزهر مهما اعطيتها من مقومات الحياة والاستمرار.
المغزى من هذه القصة والعبر أن القيادي يجب أن يتمتع بالمصداقية، وأن الكذب والنفاق لن يوصل إلى شيء. الكثير من القياديين يتفادى التحدث عن الفشل والاخفاقات، ويفضل فقط ذكر الانجازات حتى لو كانت غير حقيقية. إن تغيير المركز الحقيقي وتضخيم الإنجازات بهدف جني المكافأة الكبرى هو هدف قصير المدى لن يوصلك إلى الهدف البعيد.
أيهما جدير بالاختيار القيادي الملم بأعمال وأنشطة الشركة، ولكنه غير ملتزم بالأخلاق العامة، أم القيادي غير الملم بأعمال الشركة ولكنه ملتزم بالأخلاق العامة؟ ولكن قد يكون ضعف الأداء وانخفاض الروح المعنوية احد اسباب غياب المعلومات الكافية والضرورية.
إذا زرعت الصدق فسوف تجني الثقة والنجاح، وإذا زرعت الخداع فستفقد ثقة الناس واحترامهم، وقد تفقد دعم اقرب الناس إليك، نهدي هذه القصة إلى كل مسؤول كبير ورئيس تنفيذي ينوي اختيار خليفته، وخصوصا في مؤسسات مهمة يعتمد عليها اقتصاد الكويت.
الرئيس التنفيذي القادم
إنها قصة تروى عن أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى الشركات الأجنبية، عندما أراد أن يتقاعد ويترك العمل، قرر أن يختار أحد مساعديه ليكون الرئيس التنفيذي الجديد. جمع مساعديه الثمانية وأخبرهم عن نيته اختيار واحد منهم، وانه سيعطي الفرص متساوية للجميع، وأعطى كل واحد من الثمانية بذرة لنوع من الزهور، وطلب منهم أن يقوموا برعايتها وتزويدها بالماء والأسمدة، والمحافظة عليها حتى تاريخ الاجتماع المقبل بعد ثلاثة أشهر، وهو موعد إعلان الرئيس الجديد، ومن يتمكن من الاعتناء بزهوره يانعة وفواحة سيكون الرئيس التنفيذي الجديد للشركة.
أحد المساعدين، ولنطلق عليه 'س'، أخبر زوجته بما دار في ذلك الاجتماع، وكان متحمساً وبدأ من اليوم الأول في وضع البذرة في إناء مخصص، وغدا يسقيها الماء ويضع لها السماد، وبعد مرور أسبوعين لم يتغير شيء، في الوقت الذي بدأ زملاؤه يتكلمون عن بذورهم ونموها، واستمر 'س' يعتني بالبذرة ويواظب على وضع الماء والاسمدة لها، لكنه بعد مرور شهرين لم يتغير شيء من حالة البذرة، بينما كان زملاؤه يتكلمون ويفاخرون بطول النبتة التي كانت بذرة وتفتحت أزهارا صغيرة، ولم يكن 'س' سعيداً، وعندها دب اليأس في قلبه وضعفت عزيمته لمواصلة ما كان يقوم به كل يوم، وفي اليوم الموعود حضر الجميع إلى غرفة الاجتماعات الكبرى، وكان 'س' متردداً في الحضور وقد أصابته آلام في المعدة والقولون، لكن زوجته شجعته على الذهاب والحضور ومواجهة الأمر مهما كانت النتائج، وأن يكون صادقاً في رواية ما حدث له.
ذهب 'س' إلى قاعة الاجتماعات الكبرى وهو يحمل الإناء، ولكن دون نبتة أزهار، وفوجئ بزملائه السبعة كل واحد منهم يحمل إناءه وقد علت النباتات وغطت الأزهار أغصانها، نظر البعض منهم إلى 'س' بسخرية وتهكم، ونظر البعض الآخر بالأسى، وعندها شعر 'س' بحرج شديد عند دخول الرئيس التنفيذي القاعة، ليجدها ممتلئة بالنباتات والأزهار المتفتحة الجميلة ذات الرائحة الزكية، إذ إن هناك نباتات تعدى طولها المترين، وازهارا والوانا عجيبة، وزادت مشاعر الحرج لدى 'س' عندما شاهد الرئيس يتكلم مع المساعدين وكل واحد منهم يشرح أفكاره وخططه والجدول الزمني للوصول إلى الإنجاز والمحافظة على الأزهار حتى الموعد المحدد، وقد ابدى إعجابه الشديد بالانجازات واثنى عليها وكان الأمر صعبا للاختيار، وفي لحظة انتبه الرئيس التنفيذي إلى أن احد المساعدين لم يقدم عرضه او انجازه، فنادى عليه يا 'س'، وكاد يغمى عليه لأنه لا يريد ان يكون في مثل هذا الموقف، وانها المرة الاولى في حياته، إذ لم يشعر بمثل هذا الشعور من قبل، وعندها تذكر كلام زوجته الحبيبة واخبر 'س' الرئيس بما جرى معه بكل صدق وامانة، فصمت الرئيس التنفيذي برهة ولم يعلق، وتوجه بكلامه الى الحضور قائلا: حانت ساعة إعلان الرئيس القادم، وقال: حيوا الرئيس التنفيذي الجديد واشار الى 'س' وسط دهشة الجميع بمن فيهم 'س' نفسه.
أحد المساعدين، ولنطلق عليه 'ح' لم يتمالك اعصابه وكان هو الأقرب للرئيس التنفيذي بحكم عمله وموقعه واحتكاكه اليومي وقيامه بالزيارات المشتركة معه أكثر من الآخرين، وكانت زهوره هي الأجمل، وهنا اعلن الرئيس التنفيذي أنه اعطى الجميع بذرة صناعية لا يمكن أن تنبت وتزهر مهما اعطيتها من مقومات الحياة والاستمرار.
المغزى من هذه القصة والعبر أن القيادي يجب أن يتمتع بالمصداقية، وأن الكذب والنفاق لن يوصل إلى شيء. الكثير من القياديين يتفادى التحدث عن الفشل والاخفاقات، ويفضل فقط ذكر الانجازات حتى لو كانت غير حقيقية. إن تغيير المركز الحقيقي وتضخيم الإنجازات بهدف جني المكافأة الكبرى هو هدف قصير المدى لن يوصلك إلى الهدف البعيد.
أيهما جدير بالاختيار القيادي الملم بأعمال وأنشطة الشركة، ولكنه غير ملتزم بالأخلاق العامة، أم القيادي غير الملم بأعمال الشركة ولكنه ملتزم بالأخلاق العامة؟ ولكن قد يكون ضعف الأداء وانخفاض الروح المعنوية احد اسباب غياب المعلومات الكافية والضرورية.
إذا زرعت الصدق فسوف تجني الثقة والنجاح، وإذا زرعت الخداع فستفقد ثقة الناس واحترامهم، وقد تفقد دعم اقرب الناس إليك، نهدي هذه القصة إلى كل مسؤول كبير ورئيس تنفيذي ينوي اختيار خليفته، وخصوصا في مؤسسات مهمة يعتمد عليها اقتصاد الكويت.
