عائلة الخرافي والهنود .. حكاية ثروة تتجدد

دلوع السوق

عضو نشط
التسجيل
28 يناير 2010
المشاركات
28
منقول من جريدة أوان


عائلة الخرافي والهنود .. حكاية ثروة تتجدد


بين ناصرَين تاريخ تجاري انطلق عبر البحار ووصل إلى فضاء الموبايل




أحمد بومرعي

- بين اليوم والغد، تُحسم صفقة مليارية بين الكويت والهند، وقد لا تخلو ديوانية من الحديث عن الثروة المقبلة على العائلات المستثمرة في أكبر شركة كويتية (زين للاتصالات المتنقلة)، ومنها عائلة الخرافي المالكة الكبرى في «زين» بعد الدولة، بنسب تُقارب ربع الشركة المُقيمة في البورصة بـ5.9 مليارات دينار تُعادل 17 في المئة من سعر كل الشركات المدرجة.

ومجموعة الخرافي تقود الصفقة التي تقضي ببيع 15 شركة أفريقية مملوكة لـ «زين» الى مجموعة بهارتي الهندية، وهذه ليست المرة الاولى التي تصنع المجموعة العائلية الكويتية المليارديرة ثروة من البوابة الهندية، فقد سبق أن بدأت العائلة مشوار الأموال من مومباي وكراتشي (قبل انفصالها عن الهند). وقد تكون مفارقة أن الجد الاكبر الذي امتلك أول أصل للعائلة، هو عبارة عن سفينة عبرت بالتجارة من الكويت الى الهند، اسمه ناصر، وهو الاسم نفسه لرئيس المجموعة حاليا الذي يقود صفقة «زين» مع الهنود، وناصر الخرافي، ابن حفيد ناصر الأول، استطاع أن يجتاز أعتى أزمة مالية عالمية، ويحافظ على ترتيبه ككويتي بين الأثرياء العرب والعالم، حسب تصنيفات «فوربس» المنشورة قبل أسبوعين، وزاد ثروته 600 مليون دولار في أصعب عام اقتصادي 2009.


رحلة من الصفر

ومن ناصر الأول إلى ناصر الثاني، بدأت العائلة رحلتها من الصفر، عندما هاجر الى الكويت ناصر الأول مع ثلاثة من إخوته وأمهم من «زلفى» إحدى قرى نجد في السعودية.

ومنذ وصولها، احتكت العائلة مع الهنود، اذ راحت تعمل في التجارة، من نقل بضائع الى السفن والصيد والسفر مع التجار إلى الهند، وهي التجارة الكويتية الأكثر دخلا في ذلك الوقت، وراح الإخوة يتقاسمون المال ويطوّرون أعمالهم، الى أن امتلك ناصر الجد سفينة للنقل، وبفضل علاقاته التجارية وسمعته الطيبة بين أوساط التجار في الكويت والهند، استطاع أن يوسّع نشاطاته، وجاء ابنه عبدالمحسن ليتابع مسيرة والده، ثم انتقلت الخبرة والمهمة الى الأب محمد، والد ناصر وجاسم (رئيس مجلس الأمة)، وشهد عصر المرحوم محمد في خمسينيات القرن الماضي الانتقال من التجارة عبر البحار، الى استخراج النفط وما تبعه من فرص استثمارية محلية، دفعته وتجارا آخرين الى ترك تجارة ما وراء الماء والاستقرار في الصحراء.

وبعد نصف قرن، يعود ابن الحفيد ناصر ليربط العلاقات التجارية بين الشرق الاوسط بالشرق الاقصى بصفقة هي الاكبر منذ اندلاع الأزمة المالية، وبقيمة اجمالية مُقدرة بـ 10.7 مليارات دولار، وليفتح بابا جديدا للرزق على مجموعة الخرافي وعلى عائلات كويتية عدة، وحتى على الدولة الكويتية المالكة لـ24 في المئة من «زين»، تأتي بعد أزمة تعثرت فيها عائلات وعانت أخرى وتحتاج الى دفعة مالية تُحرك الركود في اعمالها منذ عامين وتعيدها الى صناعة المال من جديد، وهو أمر أشبه بالمبادرة التي قام بها تجار كويتيون، بعد أزمة مالية وغذائية أصابت الكويت أثناء الحرب العالمية الثانية في الاربعينيات، عندما شُلّت حركة السفن، ما دفع التجار الموجودين في الهند، وبينهم والد ناصر، الى التحرك بسفنهم لنجدة أهلهم.


بورصة تأويلات

ومبادرة ناصر الخرافي لبيع شركات زين في أفريقيا، جاءت بعد فشل مبادرة سابقة لبيع 46 في المئة من مجموعة زين الام لكونسيرتيوم هندي-ماليزي في الصيف الماضي، وفتحت بورصة من التأويلات على العائلة، وعلى ناصر الخرافي تحديدا، الذي قيل إنه يحتاج الى سيولة، وإنه يبيع «زين» بضغط الحاجة، وآخرون قالوا عكس ذلك بأن أي بنك يفتح أبوابه للخرافي، بينما فريق ثالث قال إن الخرافي ذكي وباع الشركات التي كانت تضغط على ميزانية «زين» وتُخسرها معظم عوائدها الصافية، وارتفع مزاد الحديث عندما استقال قبل شهرين الرئيس التنفيذي لمجموعة «زين» د.سعد البراك المقتنع بالأسواق الافريقية، كما قيل وقتذاك إننا «كعرب» لا نفهم لغة الافريقيين ولا نعرف التعامل معهم، وحسنا فعل الخرافي ببيعها للهنود، فهؤلاء لديهم خطاب شبيه بالافريقيين، تقوده المجموعة الهندية الشارية بهارتي ايرتيل التي ادخلت مفهوما جديدا في سوق الاتصالات المتنقلة يُعرف بفلسفة «التكلفة المنخفضة».

لكن من هم مقربون من «العم ناصر» كما يلقبونه، يعرفون أن لديه رؤية مختلفة عما يدور في كواليس السوق، وأن عينيه كعيني الصقر في رؤية الفريسة من بعيد، وأنه فعليا متجه الى قطاعات أخرى يرى أنها مفتاح المال الجديد، ربما في قطاعات الانشاءات والبناء أو الصناعات الثقيلة، وهي المجالات التي أبدعت مجموعة الخرافي فيها، وقطعت من خلالها أشواطا وضعتها بين أكبر المجموعات الانشائية والصناعية في منطقة الخليج والعرب، ويستند هؤلاء الى ما يردده الخرافي في كل مناسبة بأن ليس لديه مانع من بيع الشركة كلها، وأن «كل شيء متاح للبيع في زين»، وهو ما يؤكد أن خروجه هو خروج من قطاع الموبايل كله.


الرؤية الهندية الكويتية

وقد تكون رؤيته الجديدة اتفقت مع رؤية الهنود الباحثين عن سوق رخيص، فالصفقات في عالم البزنس «رابحة للطرفين»، والخرافي الذي عرف التعامل مع مليارات المدن الصناعية والسياحية يجد أنه من الافضل الخروج من «بيزات» أفريقية حتى لو كان مجموعها بالملايين، وها هو اليوم يعيد فتح أوراق التجارة التاريخية عبر الفضاء ببيعه الموبايل الافريقي للهنود، وليس عبر البحار كما كانت تجارة الاجداد.

ومن غير المستبعد أن تكون «البيعة» الافريقية المفترض أن تتضح نهاية الاسبوع على أبعد تقدير، تلحقها صفقة أخرى لبيع ما تبقى من «زين» في المنطقة العربية (وأولها قد تكون في السودان)، خصوصا أن الخرافي يرى نفسه غير مضطر لمواجهة شركات اتصالات متنقلة في المنطقة هي أقرب الى دول من كونها مجموعات خاصة كالخرافي، فهو إن سلم من افريقيا ومرر شركاتها الى الهنود، فسيكون أمام مواجهة «دولة» اتصالات السعودية المملوكة والمدعومة من المملكة السعودية، و«دولة» كيوتل القطرية المملوكة والمدعومة من دولة قطر، و«دولة» اتصالات الاماراتية.


ضرائب من كل جهة

وفي ظل هذه المواجهة عليه أن يدفع ضريبتين مالية وسياسية، فكلما اقتربت سياسة أنظمة هذه الدول وابتعدت، وجب على مجموعة زين الكويتية أن تكون في الصورة، وقد يكون التشدد في القيود المالية في أماكن كالسعودية والعراق، عائدة الى كون «زين» كويتية، قبل أن تكون شركة اتصالات متنقلة، وأحيانا يُقال إن القيود ترتفع بناء على مواقف ناصر الخرافي المناصر سياسيا للعروبة وفلسطين وكل من يصف في هذا الجانب، ولطالما مدح حزب الله اللبناني وقائده حسن نصر الله على صفحات الصحف وفي التلفزيونات، لكنه في الاخير وجد نفسه أنه يخسر من الناحتين في قطاع اتصالات لا تحكمه معايير البيزنس والسوق المفتوحة.

فهو إن لعب وسط هذا الصراع ككويتي، يرى نفسه مُحارَبا من الداخل قبل الخارج، إذ إنه منذ أن فاجأت الأزمة المالية التجار الكويتيين وبدؤوا يدعون الدولة الى التدخل وانقاذ سوق المال والعقار، راحت الاصوات المحلية تعترض اي انقاذ عام لملكيات خاصة، واطلاق مسميات مثل «هوامير، حيتان»، ومجموعة الخرافي كغيرها من المجموعات الاستثمارية والعائلية تراجعت أصولها في الأزمة، وطلبت من الدولة المبادرة كما حدث في كل أسواق العالم مما أتى على شكل جرعات تخدير.

لكن الخرافي فضل ألا ينتظر طويلا الاسعاف الحكومي وما سيتبعه من زوبعات، وسلك طريقا مختصرا ببيع أحد أصوله الغالية، مع أنه مكلف، خصوصا في ظل الثلاثي الخليجي المتحكم بهذه السوق، وهو مستعد لأن ينفق عليه من خزائن الدول الخليجية الثلاث أموال هارون، غير أن الخزينة الكويتية المليئة بالمليارات، والمساهمة الكبرى في «زين»، تركت الاستثمار في أفريقيا يذهب الى الهنود بحسبتهم الفقيرة.. ربما هي الاصوات الداخلية حالت دون التدخل، وربما الاستثمار غير مجد، أو ربما هو القدر الذي يجمع دائما عائلة الخرافي بالهنود ويضاعف ثروة العائلة كل مرة.
تاريخ النشر : 2010-03-24
 

* مواطن *

عضو نشط
التسجيل
28 أكتوبر 2005
المشاركات
634
الفضل يعود لله سبحانه ثم سعد البراك العقل المدبر
 

* مواطن *

عضو نشط
التسجيل
28 أكتوبر 2005
المشاركات
634
لكن ماطلع الصيت الا عقب زين ياالنجدى ثانيا اى استثمارات عالميه جميع استثمارات الخرافى فى الدول العربيه واكثرها فى مصر عطنى مشروع للخرافى نفتخر فيه بالكويت عطنى مشروع من مشاريع الخرافى ذكر اسم الكويت فيها اخوى العزيز فى تجار بالكويت مليارات المليارات عندهم لكن لاحس ولاخبر .. عموما الخرافى الله يوفقه ويزيده بنعيمه ولو يسوى مشروع ويحط اسم الكويت يكون افضل .. ولك منى التحية
 
أعلى