أم الهيمان ... من هنا يبدأ الموت

القصاص 2

عضو نشط
التسجيل
20 أكتوبر 2009
المشاركات
1,703



|كتبت أمل عاطف|

هناك في جنوب محافظة الأحمـدي وعلى بعد 56 كيلومترا عن مدينة الكويت، تقبع ضاحية علي صباح السالم «ام الهيمان» والتي تحولت الى عنوان لتلوث بيئي يهدد سكانها الـ 45 ألف نسمة بالاصابة بالربو والسرطان، وأضحت عنوانا لاستجواب هدد بتقديمه عدد من نواب الدائرة الخامسة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، الذي سارع لاخراج المنطقة من دائرة التلوث عبر اجراءات الهيئة العامة للبيئة التي أوصت بنقل بعض مصانعها وتوفيق البعض الاخر لاوضاعها.
تلك الاجراءات لم تقنع كثيرا بعض النواب الذين أكدوا ان استجواب المحمد لايزال مستحقا، تماما كما لم تقنع المسؤولين عن جماعة الخط الاخضر والسكان الذين طالبوا باتخاذ اجراءات فاعلة ضد المنشآت النفطية التي تلوث وحدتها السكنية البالغة أربعة آلاف وحدة، وطالبوا اما بنقل جميع المصانع خارج المنطقة وإما نقل السكان أنفسهم الى مناطق أخرى
... وكأن التلوث وحده ليس كافيا على سكان المنطقة، فراحوا يعانون من افتقارها الى الخدمات الصحية والامنية والتعليمية، مؤكدين انهم أصبحوا خارج حسابات الحكومة، مطالبين أعضاء السلطتين انقاذهم من التلوث وتردي أوضاع الخدمات، وناشد المسؤولون في الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للصناعة تأدية واجبهم في مراقبة المنشآت الصناعية القائمة ومدى التزامها بالمعايير البيئية، والتزام المنشآت الصناعية قيد الإنشاء بالجدوى البيئية والالتزام بالمعايير البيئية بعد التشغيل حفاظا على صحة وأرواح المواطنين... وهنا التفاصيل:

في البداية شخص النائب وليد الطبطبائي مشكلة «أم الهيمان» مؤكدا انها ضحية سوء التخطيط وضعف القرار الحكومي اللذين نتج عنهما مشكلة التلوث التي تسببت بأمراض مختلفة مثل الربو والسرطان، الأمر الذي يستوجب معالجة المشكلة اما بنقل سكان منطقة أم الهيمان الى مناطق آمنة وإما نقل المصانع أو تخفيف أثرها التلوثي، مبيناً أن «مشكلة التلوث متراكمة وقديمة زج فيها المواطنون للسكن رغم تأكيد المختصين بالشأن البيئي بأنها غير صالحة للسكن».
وقال الطبطبائي في ندوة اقامها بديوانه تحت عنوان «التلوث في أم الهيمان» «قمنا بتقديم سؤالٍ لوزير الصحة كونه المسؤول عن المجلس الأعلى للبيئة عن اجراءات الحكومة التي اتخذتها لحل مشكلة تلوث المنطقة فجاءنا الرد بعد شهرين بأن الهيئة العامة للبيئة منذ عام 1995 وهي تقيم وضع المنطقة بيئياً لاسيما أن المنطقة محاطة بمصادر خاصة أن مصافي البترول تبعد 3 كيلو مترات عنها وتبعد حقول النفط 8 كيلومترات وهذه المصادر تؤثر في المنطقة» ، مبيناً انه «حتى إن رد الجهات المعنية غير منطقي عندما يقولون بأن وجود روائح لا يعني أن المنطقة ملوثة، الأمر الذي يؤكد وجود تلاعب بالألفاظ من قبل المعنيين لأن شم الروائح من الناس يعني وجود تلوث ولا يحتاج الأمر الى جهاز قياس» .
وأكد خالد الشمري ان المنطقة تفتقر لكثير من الخدمات الصحية والتعليمية بالاضافة إلى القضية الاكبر والاهم وهي التلوث البيئي الذي يدخل الرعب الى قلوبنا خوفا على اطفالنا وصحتنا، فكل يوم نعاني من الروائح الكريهة وعدم اهتمام المصانع المجاورة بالنظافة ورمي مخالفاتها في الطريق مما يؤكد اننا في منطقة موبوءة «تخرع»، وطالب الحكومة ومجلس الامة بالتحرك السريع قبل ان يرقد جميع السكان بالمستشفيات، مؤكدا ان حل تلك القضية أهم من «الهواش» بينهم.
وقال منصور العجمي: «الحكومة لاتبالي وغير مهتمة بحياتنا التي تنتهي بالبطيء فحياتنا في ام الهيمان هي الموت بالبطيء فالبيئة غير صحية لنا ولا لأولادنا لكي نعيش عيشة كريمه في وطنا» ، وأكد انه لا احد يهتم وكل يوم تصريحات ووعود ولا يوجد شيء على أرض الواقع، موضحا ان التحرك الجدي للحكومة أو مجلس الامة سيكون بعد موتنا جميعا بأمراض خطيرة بسبب تلك المصانع وشركات البترول التي تلوث حتى الهواء الذي نتنفسه.
وأفاد بأن قاطني منطقة ام الهيمان يتمنون الهروب منها في أقرب وقت ممكن ولكن ما باليد حيلة فأغلب السكان غير قادرين على شراء بيت في منطقة أخرى، معربا عن أمله في انقاذ المنطقة بقرار سريع يمنع المصانع والشركات بتلوث الجو والارض، ورأى ان الاطفال هم الضحية الاولى، وقال: «أصرخ بعلو صوتي ليصل الى المسؤولين ارحموا اولادنا» ، مؤكدا ان ما يحدث حاليا هو انتهاك حقيقي لحقوقهم البيئية من قبل مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها النفطية، مطالبا بوقفه جادة من نواب مجلس الامة والحكومة لانقاذ ما يمكن انقاذه، وأكد ان الامراض بدأت تستشري بالمنطقة بصورة مخيفة ومنها الأمراض الصدرية وأمراض الحساسية والأمراض السرطانية التي تصل ايضا الى اطفالنا وهذا شيء لا يرضي به سمو الامير الشيخ صباح الاحمد فهو الاب الحنون والعطوف.
وقالت امرأة في العقد الرابع رفضت ذكر اسمها: «ابني بين الحياة والموت في مستشفى العدان والسبب هو التلوث» ، موضحة انها ستهجر المنطقة حتى لو اصلحوا مافيها وهذا مستحيل لان الحكومة توعد ولاتنفذ وهذا ما تعودنا عليه منذ زمن والله يعين شعب الكويت على حكومته ونوابه أيضا، وأكدت انها عرضت بيتها للبيع ولكن لا أحد يريد ان يشتري حتى ولو بأبخس الاسعار، مشيرة الى انها ستتركه للفئران فهم أحق به مننا.
وقال محمد العجمي:» الحياة بالمنطقة هادئة ولاينقصنا شيء سوي اهتمام الحكومة بتلك الروائح التي تنبعث من مؤسسة البترول الكويتية والمصانع المجاورة فحياة اولادنا في خطر»، وأشار الى ان الخدمات غير متوافرة بالمنطقة فلاتوجد جامعة أو مستشفى، مؤكدا انهم مواطنين مثلهم مثل بقية الشعب الكويتي ولابد من الاهتمام بمشكلاهم التي تمثل خطرا واضحا على صحة اولادهم، ورأى ان تحرك الحكومة مثل السلحفاة والوعود كثيرة من دون تنفيذ واحدة منها، موضحا ان القضية ستتضخم يوما بعد يوما ولا أدري ما سبب عدم المبالاة من الحكومة للمحافظة على صحتنا وصحة أطفالنا من الخطر المميت.
وأكد العجمي ان الحلول تأتي بمجهودات شعبية من الخط الاخضر، موضحا ان نواب مجلس الامة يتزايدون على حساب الناس من أجل الانتخابات وهناك 3 الاف حالة ربو خلال السنتين الاخريين فقط، وقال: «الحكومة وأعضاء مجلس الامة متجاهلون شيئاً اسمه ام الهيمان وكانها ليست على خريطة الكويت»، مشيرا الى ان أهل المنطقة لايريدون شيئا غير الهواء النقي فقط، وأشار الى ان وزارة المواصلات وخدمات البريد لاتعمل ولايوجد أي موظف بها، وأيضا وزارة الشؤون منذ اسبوعين لايداوم أحد بها والزجاج تكسر في الوزارة ولا احد يدري عنه شيئاً، وأكد ان الخدمات الصحية لابأس بها في الوحيدة بالمنطقة التي تعمل وتنتظم، وقال: «هناك شباب يقوم يوميا» بالتشفيط «ووزارة الداخلية لاتدري عنهم شيئاً ونريد الاهتمام من الداخلية لعدم تكرار ماحدث سابقا في الدوحة.
وقال منسق منفذ المعاملات في وزارة الكهرباء صالح العازمي: «ان وزارة الشؤون عليها شكاوى منذ اسبوعين لا احد يداوم ولكن وزارة الكهرباء تداوم يوميا بأوقات العمل الرسمية»
وعن استهلاك الكهرباء في منطقة ام الهيمان قال: «الاستهلاك محدود ويتراوح مابين 30 إلى 50 دينارا شهريا لكل بيت بالمنطقة».
وقال أحمد المصري وهو موظف بوزارة الكهرباء: «الوزارة تداوم يوميا وتعمل بكفاءة، لكن الشؤون عليها شكاوى كثيرة ولايوجد احد يداوم بها»، وأضاف: «وزارة الكهرباء تعاني من عدم النظافة لعدم وجود عمال نظافة لانقطاع رواتبهم منذ أربعة اشهر تقريبا وكذلك لايوجد أمن خاص للوزارة وأيضا لانقطاع الرواتب عنهم»، وبين ان الزجاج يتم تكسيره من قبل الاطفال في المنطقة لعدم الوعي لديهم بالمحافظة على أموال الدولة.
وقالت آمال الله بخش: «الروائح كريهة مما سبب لنا حساسية واحمرارا بالعيون والله يستر على اولادنا في هذه المنطقة»، وأوضحت ان ابنها حمد المري يعاني من حساسية منذ ان اتينا الى هذه المنطقة منذ 8 سنوات والرعاية الصحية ليست على المستوى المطلوب فعيادة الاسنان غير فعالة مما يجبرنا ان نذهب لمستشفى العدان أو الفحيحيل، مؤكدة لو لديها القدرة للذهاب لاي منطقة أخرى لفعلت ذلك، وأشارت الى ان الجمعية تستغل الوضع وتزيد علينا الاسعار بشكل خيالي مما يزيد ذلك من أعباء الحياة اليومية لدينا، مؤكدة انه لايوجد من يراقب على الاسعار لدى الجمعية.
وقالت وضحة العجمي: «الروائح التي تنبعث من المصانع ادت الى انتشار الحساسية والربو بشكل كبير مما أثر ذلك على صحة اولادنا»، وأضافت: «ينقصنا بعض الخدمات مثل حضانات للاطفال وكل شيء بعيد عن المنطقة مثل الاسواق والمستشفيات المتخصصة فأقرب شيء لنا هو الفحيحيل التي تبعد ربع ساعة تقريبا عنا ومستشفى عدان يبعد نصف ساعة بالسيارة، وأكدت ان المنطقة ينقصها الكثير من الخدمات والمحلات وغيرها، مشيرة الى ان تصوير الورق يحتاج نصف ساعة للذهاب الى العدان أو أي منطقة أخرى قريبة، فالمعاناة في كل شيء بالمنطقة وكاننا معزولون عن الكويت.
وقالت شيخة الدوسري: «الروائح الكريهة» تذبحنا «ولا أحد يدري عنا والحكومة غير مهتمة بنا ونحن أحق بهذا الاهتمام»، وأشارت الى ان الخدمات غير متوافرة والمستشفيات بعيدة عنا، موضحة ان ابنها عندما مرض لم تجد من يسعفه في المستوصف ما أجبرها على الذهاب لمستشفى العدان، مطالبة بوجود طوارئ في المستوصف.
وقال غازي العتيبي: «نعاني من المستوصف بالنسبة للاسنان فهناك دكتور واحد فقط ولاتوجد اشاعة فيتم التحويل لمستشفى الفحيحيل»، موضحا ان جميع اولاده يأخذون الكمام مما اضطرني لشراء جهاز كمام في البيت.
وناشد العتيبي الحكومة ومجلس الامة بانشاء الخط الاخضر الذي كان مقررا انشاءه في المنطقة وحتى الان لايوجد شيء وهو عبارة عن أشجار خضراء على حدود المنطقة للتقليل من الغازات السامة، وأوضح ان الخدمات ليست على المستوي المطلوب فينقصنا الكثير ومنها «بنشرجي للسيارات» ومستشفيات خاصة ومستوصف للحوامل.
وقال سعود العازمي:» نعاني من كل شيء بالمنطقة ولا حياة لمن تنادي والان اتعالج من الصدفية وأصيب أولادي باكزيما في الشعر بسبب التلوث البيئي، وأكد ان المنطقة لا ينقصها شيء سوى الهواء النقي وابعاد المصانع عننا لنعيش مثل بقية البشر في الوطن».
وأشار العازمي الى ان نواب مجلس الامة تم اختيارهم من الشعب لمعالجة مشاكله ولكن لا نرى أي دور للنواب ولابد من مساندة الحكومة مع النواب للخروج من هذه الكارثة الانسانية، وأوضح ان اسعار البيوت تتراوح ما بين 80 الى 100 الف دينار والايجار للبيت الكامل يتراوح ما بين 150 الى 300 دينار، مشيرا الى ان الاسعار رخيصة مقارنة بالمناطق الاخرى لعدة أسباب أولها وأهمها التلوث البيئي وعدم وجود خدمات جيدة بالاضافة الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالجمعية التعاونية.
وقال خالد العجمي: «نعاني من الغازات السامة بالجو والبيئة غير الصحية التي تعيش بها»، وأضاف: «ان المستوصف مزدحم دائما لكثرة عدد أهالي المنطقة ولايوجد مستشفى متخصص لنا وكأننا بعيد عن خارطة الكويت أو على حدودها».
وطالب راشد العجمي بنقل المصانع لمنطقة أخرى حتى نتنفس هواء نقيا بدلا من الغازات السامة التي تدخل اجسامنا وتسبب لنا الامراض وجميعا نعاني من الربو والحساسية بسبب تلك الغازات، وأوضح ان الحكومة ومجلس الامة لو كان احدا منهم من سكان ام الهيمان لتغيرت الحال للأفضل ولكن لا احد يبالي بما يحدث لنا.
ووافقه في الراي فهد العجمي وقال: «الحكومة آخر من يعلم عن حالتنا وما نعانيه»، معربا عن أمله في التحرك الجاد من نواب مجلس الامة، وأكد ان أغلب قاطني المنطقة يعانون من الربو والحساسية، متمنيا التحرك الجاد من قبل أعضاء مجلس الامة وتنفيذ وعودهم لاهل المنطقة.
وقال عبد العزيز حمود الرشيدي: «قاطني ام الهيمان أصبحوا مدمنين الروائح الكريهة والغازات لدرجة تصل الى عدم النوم ليلا الا على هذه الروائح» ، مؤكدا ان الحياة أصبحت كريهة في هذه المنطقة بسبب تلك الروائح والغازات التي سببت لاولادنا الحساسية والاكزيما، وأكد ان الخدمات الصحية لابأس بها ولكن المدارس مزدحمة ويتواجد بالصف الواحد 45 طالبا ولاتوجد لدينا جامعة وليس هناك أمل في تواجدها بالاضافة الى ان أسعار السوق المركزي مرتفعة وعند التخفيضات نلاحظ بأن الاسعار تكون مرتفعة بشكل أكثر من الاسعار الاساسية قبل التخفيضات، وأشار الى ان هناك تواطؤاً ما بين حماية المستهلك في وزارة التجارة والصناعة بالمنطقة وادارة الجمعية التعاونية، مدللا على ذلك بعدم اعطاء حماية المستهلك حق اي مواطن مشتكى على الجمعية، مشككا في نزاهة مجلس ادارة الجمعية لعدم توزيع ارباح للمساهمين كما ينبغي.
وطالب الرشيدي الحكومة بأن تضع في أولوياتها مشكلة ام الهيمان الكارثية ولاتنسى اننا مواطنون ومن أهل الكويت ومن حقنا كأي مواطنين اخرىن اشتنشاق الهواء النقي.
وقال منور العجمي: ان «الجيش الاميركي أكد ارتفاع نسب الملوثات في منطقة ميناء الشعيبة الصناعية منذ عام 2003 وحدد نوعية الغازات المتركزة في المنطقة كغاز الامونيا الذي تقوم بتصريفه في الجو شركة صناعة الكيماويات البترولية وغاز ثاني اكسيد الكبريت من خلال مصفاة الشعيبة وغاز الكلورين» ، وأشار الى ان الجيش الاميركي مهتم لحماية جنوده من الغازات السامة في الجو ومما يؤكد ذلك ان حكومتنا غير حريصة على أبناء الوطن.
وقال رئيس اللجنة التطوعية البيئية لأهالي منطقة أم الهيمان المهندس أحمد الشريع ان: «أم الهيمان منطقة ملوثة بيئيا، وقاطنو المنطقة لا يريدون أكثر من هواء طبيعي صالح للاستنشاق البشري والثلوث هنا أدى الى أمراض خطيرة كالسرطان وأمراض الربو التي حسب الاحصائية التي خرجت من وزارة الصحة في عام 2005 تفيد بأن 4 الاف حالة ربو من سكان منطقة أم الهيمان أما مناطق الكويت الأخرى فأرقامها عشرية الأمر الذي يوضح فارقا كبيرا جداً بيننا وبين أي منطقة أخرى، حتى في عام 2010 يتوقع أن تصل حالات الربو الى أكثر من 8 آلاف حالة فضلا عن أمراض السرطان التي راح ضحيتها أطفال».
وأضاف: ان «التصاريح والوعود من الحكومة لاتحل مشكلتنا ولابد من ايجاد حل جذري اما ان يتم نقل السكان من تلك المنطقة الموبوءة كما طالب بذلك معظم الخبراء والمختصين وإما نقل المصانع لمنطقة أخرى»، وأشار الى أن المصانع تهدف الى الربحية المالية دون الاهتمام بالتلوث البيئي على صحة الناس في المنطقة، موضحا ان 80 في المئة من التلوث من مصانع المنطقة الغربية، مما أدى ذلك لوجود الروائح الكريهة والغازات السامة التي تسبب أمراضا خطيرة لاهالي المنطقة.
وكشف الشريع ان عدد المصانع الموجودة في منطقة الشعيبة الغربية يفوق عددها الموجود في سجلات هيئة البيئة، ففي السجلات يصل العدد الى 115 مصنعا وأثناء الحملة التي شنتها الهيئة العامة للبيئة اتضح ان عدد المصانع يزيد على 160 مصنعا، وأوضح ان جميع التقارير الحكومة من دون استثناء تؤكد بوجود تلوث بيئي في منطقة ام الهيمان ما يسبب ذلك في أمراض خطيرة مثل السرطان والربو والحساسية التي سيطرت على أطفالنا.
وقال الشريع: ان «قرار الحكومة في انشاء منطقة ام الهيمان السكنية أثبتت التقارير انه قرار غير سليم من البداية بما انها منطقة صناعية ولا تصلح للسكن فلابد من الحكومة بتحمل مسؤولية قراراتها الخاطئة فالبشر ليسوا لعبة في يديها» ، وأكد ان أهالي المنطقة في انتظار الحل لينقذهم من الامراض الخطيرة، متسائلا: كيف يعيش انسان في بيئة موبوءة ؟.
وحول جلسة مجلس الأمة والتي كان من المقرر فيها مناقشة الوضع البيئي الذي يعيشه 45 ألف مواطن من سكان (أم الهيمان) قال الشريع: «استبشرنا خيراً عندما علمنا أن مجلس الامة سوف يناقش ولمدة ساعة الوضع البيئي بأم الهيمان المنكوبة التي يواجه سكانها الموت البطيء بسبب التلوث البيئي الذي يعصف بهم وبأبنائهم، ولقد اعتبرنا نحن أعضاء اللجنة البيئية خاصة وأهالي الضاحية عامة أن هذه الخطوة (التي طال انتظارها) هي خطوة في الاتجاه الصحيح، بعد يأس وتسويف وتصريحات اعلامية لا تتجاوز حناجر قائليها ولجان وتقارير لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
وأضاف: «عندما علمنا بأمر تلك الجلسة وأن المجلس سوف يجعل جلسة خاصة لأم الهيمان تجدد الأمل لدينا، ولقد بدأت تحركات اللجنة البيئية التطوعية سريعاً وقابلنا بعضا من أعضاء مجلس الأمة الكرام ووضعنا بين أيديهم كافة المعلومات والبيانات التي تحيط بتلك الكارثة البيئية التي يحييها أهالي تلك الضاحية حتى يقفوا على حقيقة الأمر».
وأوضح أنه ما بدأت الجلسة حتى ضاع ذلك الامل وتحطم على صخور اللامبالاة التي رأيناها بأعيننا في تلك الجلسة، فما أن بدأت وقائع الجلسة حتى رأينا وزراء حكومتنا الموقرة يغادرون القاعة وخلفهم خرج بعض من نوابنا الكرام، من آثر مصلحة معاملاته الخاصة التي يوقعها من الوزير على حياة 45 الف مواطن من ساكني ام الهيمان الذين يتجرعون السموم ليل نهار، خرج الوزراء والنواب من القاعة تاركين الشيخ جابر المبارك الصباح وحيدا.
وقال: «انتهت الجلسة كما بدأت، ركيكة هزيلة لا ترقى لأن تكون جلسة جادة تناقش موضوع هو حياة 45 الف مواطن، وضاعت كل آمالنا سدى وأيقنا أن حكومتنا أضعف من أن تتخذ قراراً من شأنه إنقاذ حياة مواطنين يعيشون كارثة صحية تدمر حياتهم وحياة أبنائهم.
وتساءل الشريع: إلى متى هذا الصمت الرهيب من حكومتنا ؟ هل ينتظرون ان يتحول سكان أم الهيمان الى مجموعة من المعوقين حتى يهتمون بنا ؟، هل نطلب الكثير عندما تكون كل آمانينا أن نحيا نحن وأطفالنا في بيئة نظيفة غير مسمومة؟، هل نكون قد جاوزنا حدودنا عندما نطلب من حكومتنا أن تهتم بـ 45 الف مواطن؟، نريد هواء نظيفاً، أليس من حقنا؟


التلوّث الكهرومغناطيسي

تعاني المنطقة من التلوث الكهرومغناطيسي حيث أنها محاطة بخطوط الضغط العالي الذي لا يبعد عنها سوى 50 مترا فقط، وهذا التلوث له تأثيرات مدمرة على الانسان كما أثبتت التقارير والأبحاث الطبية، ولقد توصل عدد كبير من العلماء بعد تجارب ودراسات علمية دقيقة إلى أن الاقتراب طويلاً من مجال الكهرباء يسبب ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم وأورام المخ وإجهاض الحوامل، وأثبتت الدراسات التأثيرات الحيوية الضارة المحتملة عن تعرض جسم الإنسان للحقول الكهرومغناطيسية، وتبين ان الارهاق النفسي والعصبي هو الظاهرة الأولى التي تنتاب المعرضين للتلوث الكهرومغناطيسي يليها السهر والأرق لأن زيادة إيقاع العمل بالمخ يحول دون استرخاء الجسم ويحرم الفرد من النوم وبالتالي استرداد قواه ونشاطه، ولاحظ الباحثون على المدى الطويل زيادة الاصابة بسرطان الدم عند الاطفال الذين تقع منازلهم بالقرب من أبراج وخطوط الضغط العالي.


أم الهيمان

تقع ضاحية علي صباح السالم في جنوب محافظة الأحمـدي وتضم ما يقارب 45 ألف نسمة، وبها حوالي اربعة آلاف وحدة سكنية ومباني لمرافق خدمية تابعة للمنطقة.
ويعود تاريخ السكن فيها الى عام 1977 حيث أقيمت مشاريع سكنية لذوي الدخل المحدود، وجرى توزيع البيوت على المواطنين على دفعات كان أولها عام 1996، وتعود تسميتها الى مجموعة آبار تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب الشعيبة، ويمر بها الطريق الساحلي الواصل بين مدينتي الخفجي والكويت.


المعاناة

تعاني ام الهيمان من تلوث بيئي هوائي وكهرومغناطيسي منذ إنشائها والى الآن مما أثر على صحة المواطنين، ومن المواد الكيميائية التي تنبعث من المصانع:
1 - الفورملدهايد Formaldehyde (HCHO)
2 - البنزين Benzene (C6H6)
3 - الستايرين Styrene (C6H5-CH=CH2)
4 - جزيئات الغبار العالقة PM2.5
5 - التولوين Toluene (C6H5-CH3)
6 - اكاسيد الكبريت
7 - أكاسيد النيتروجين (NOx)
8 - غاز الأوزون الأرضي (O3)Ozone
9 - الفينول Phenol (C6H5-OH)
10 - ايثايل بنزين Ethylbenzene (C6H5-C2H5)
11 - اكسا يلين Xylene (C6H4-(CH3)2)
12 - اسيتيلتدهيد Acetaldehyde (CH3-CHO)
13 - الملوثات العضوية بخلاف الميثان (n-CH4 Hydrocarbons)


التولوين

التولوين مركب عالي السمية يؤثر على عملية (الانجاب)، ويؤدي استنشاقه لظهوره في الدوران الدموي خلال 10 ثواني والتراكم في الشحم الموجود داخل الجسم.
وهو مثبط للجملة العصبية المركزية لدى الانسان والحيوان، والتعرض له يسبب صداعا وخمولا وفقدانا للشهية واضطرابا في الطمث ونقصا في مستوى الذكاء والمهارات العقلية.
أما التعرض لمستويات أعلى فيسبب اعتلالا دماغيا وصداعا واكتئابا وتعبا واضطرابا في التوازن والتناسق الحركى وفقدانا موقت للذاكره وسيلانا انفيا ونعاسا.


الفورمالدهايد

التعرض طويل الأمد لمستوى أكثر من 0.1 جزء من المليون من الفورمالدهايد يزيد خطورة الاصابة بسرطان (الرئة البلعوم جوف الفم الكبد العظم الجلد المثانه- البروستات الكلية - العيون).
التعرض لمستوى أعلى من 0.22 جزء من المليون له ارتباط بأعراض تنفسية كالسعال، التهاب القصبات المزمن، الربو، ضيق التنفس.
يسبب الفورمالدهايد تفاعلات تحسسية وأعراضا مشابهة للربو، حكة في العيون، جفافت والما في الحلق، اضطراب النوم، عطشا بشكل غير اعتيادي.


فينول

بينت الدراسات أن لغاز الفينول سمية على الجهاز التنفسي، القلب، الكبد، الكلية، والجهاز العصبي، وان الجرعات العالية قد تسبب ضررا للرئة والجهاز العصبي المركزي وتسبب اختلاجات.


الرصاص

الرصاص مركب سام وهو ينحل في سوائل الجسم عند استنشاقه، يتداخل مع انزيمات الجسم خصوصاً المتعلقة بتركيبة الدم، والتعرض طويل الامد قد يسبب امراضا في الكلى، وله تأثير على عملية الانجاب، وتطور الجنين وتطور الذكاء عند الاطفال.


مصادر التلوث

المنطقة محاطة بمصادر تلوث كثيرة وهي:
1 - منطقة الشعيبة الغربية: وتبعد عن ام الهيمان 2 كم
2 - منطقة ميناء عبدالله للصناعات المتربة: وتبعد عنها بمسافة 4 كم
3 - المردم: ويبعد عن المنطقة 4-14 كم
4 - حقول نفط ومركز تجميع النفط في برقان والمقوع ويبعد 9كم
5 - حقول نفط أم قدير: وتبعد 40 كم
6 - حقول نفط الوفرة: وتبعد 50 كم
7 - محطة الزور لإنتاج الطاقة: وتبعد 50 كم


الحمل البيئي

أثبتت الدراسات مدى تدهور الوضع البيئي في ام الهيمان وأن المنطقة تحت حمل بيئي كبير وصل إلى الحدود القصوى المسموح بها ونناشد المسؤولين في الجهات الرسمية الأخرى مثل الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للصناعة في أن يقوموا بواجبهم في مراقبة المنشآت الصناعية القائمة ومدى التزامها بالمعايير البيئية وكذلك التزام المنشآت الصناعية قيد الإنشاء بالجدوى البيئية والالتزام بالمعايير البيئية بعد التشغيل حيث تعاني المنطقة بشكل مستمر من العديد من الانبعاثات الغازية والمصاحبة لروائح صناعية.


وعود بالتشجير والمسح الصحي

اعتمدت الهيئة العامة للزراعة مبلغ 750 الف دينار لتشجير المنطقة الشمالية من (أم الهيمان) منذ العام 2004 بمساحة اجمالية تصل الى 16 كيلومترا مربعا لتحسين جودة الهواء.
هناك وعود سابقة من قبل وزارة الصحة منذ العام 2004 بعمل مسح صحي وتحليلي لمجموعة من ساكني المنطقة على فترات زمنية متعاقبة من خلال تزويد مركز ام الهيمان الصحي بالجهاز الطبي المتخصص والقادر على متابعة هذا العمل تفعيلا لمبدأ الوقاية خير من العلاج.


أعداد المصانع

- تبين آخر احصائية لاعداد المصانع في منطقة الشعيبة المعتمدة من الهيئة العامة للبيئة ان عددها 115 مصنعا، وحينما زار الفريق المكلف من مجلس الوزراء منطقة الصناعية تفاجأوا ان أعداد القسائم الصناعية وصل إلى 156 قسيمة.
 

القصاص 2

عضو نشط
التسجيل
20 أكتوبر 2009
المشاركات
1,703
الله المستعان
 

بو_راشد

عضو نشط
التسجيل
11 يوليو 2008
المشاركات
917
الإقامة
الكويت
الله يكون بعونهم ويفكهم من شر الامراض يارب تحفظهم الله يستر على اعيال البلد
 
التسجيل
1 أغسطس 2009
المشاركات
274
ولله معاناة

انزين
مدينه صباح الاحمد

هل راح تكون بنفس نمط ام الهيمان .. ؟؟؟
 

طيران

عضو نشط
التسجيل
31 أكتوبر 2005
المشاركات
322
كله كلام فاضي عن ام الهيمان والله انها من احسن المناطق بس عيبها الوحيد البعد والا كل الكلام عن الامراض كلام فاضي
 
أعلى