مناخ السوق
شبكة أغنام أسترالية
لـ أحمد بومرعي
هناك همّ يبكي، وهمّ يضحك، وفي سوقنا المقلوب، وبعد الأزمات التي مرّت على مسؤولي شركاتنا (مساكين)، راحوا يصرّحون بـ «الشقلوب» وبغير المطلوب، لدرجة تُشعرك بأنك أمام مجموعة «دايخة» في فيلم «تحشيش على الحشيش».
وكما يتم التجميع على الأسهم ثم تصريفها، تم تجميع محفظة تضم «تحشيشا» من تصريحات المسؤولين وفلتاتهم أثناء بياناتهم الصحافية ومقابلاتهم التلفزيونية، وكانت مؤشرات المحفظة ترتفع مع كل زيادة في الخسارة التي يُمنى بها المسؤولون، ونربح، نحن المتفرجين على الفيلم، مشاهد مضحكة يومية تُخفف عنا ضغط العمل، وإليكم بعض ما حوته المحفظة:
-رئيس شركة متعثرة، خربانة، بلا مقر، بلا موظفين، (يعني ماكو شركة أصلا)، يقول وبالفم المليان: «إنني أؤيد إفلاس الشركات حتى لو كانت شركتي».
عزيزي المفلس، لا أحد ينتظر تأييدك، لأن الإفلاس ليس في يدك، هو دورة طبيعية في الاقتصاد، يخرج منها كل المفلسين مثل شركتك، إذا كنت تدرك ذلك فهذه مصيبة، وإذا كنت تمهد لإفلاس شركتك فالمصيبة أكبر.
- شركة، يُعتبر مجنونا من يستثمر فيها، تُسرّب أن مستثمرا أستراليا يريد الاستحواذ على نسبة فيها.
عزيزي المُسرّب.. لو كانت شركتك تبيع الخرفان «كنا بلعناها بلا سفن أب»، لأن الخروف الأسترالي مطلوب عكس شركتك تماما، لكن إذا كنت تريد أن تحوّل الشركة إلى بيع الخرفان، فنحن ننصحك، وسنعمل على الاستثمار بها قبل الخروف الأسترالي.. أقصد المستثمر الأسترالي، لأن التجربة والأزمة المالية أثبتتا أن شركات المواشي وحدها تبقى رابحة.. «فالمواشي أنفع».
-شركة خاسرة أكثر من 75 % من رأس مالها، يعني في القانون والمنطق يُفترض أن يصفيها المساهمون ويخرجوا بأقل الخسائر، هذا إذا كان هناك فيها أصول، يوزع رئيسها بكل «تهذيب» بيانا صحافيا، ويقول «نجحنا في تحقيق خسائر مخفّضة عن العام الماضي».. برافو.. جيد جدا.. بل ممتاز.. هيا بنا نحتفل.. السعادة غمرتنا بنجاحك.. «كيف نكافئك على هذا الإنجاز؟ والله تستاهل كل خير»، وقد ذكرتنا بقصة التاجر جحا، عندما أصبح مليونيراً في سنة واحدة من عمله بالتجارة، أتعلم لماذا؟ لأنه كان مليارديراً!
-سيدة جميلة في شركة استثمارية وجدت أن سيدة أخرى أكثر جمالا في شركة شبيهة تراجع دورها في السوق، فأرادت أن تحجز مكانها، وأن تلعب دورها، وتوقعت أن القصة سهلة، طلة «كيوت» مع ابتسامة ونظرة فاتنة وينكب المستثمرون على السهم. لكن لا يا سيدتي الشباب «صاحين».. والله يصبّرنا ويصبرهم.
- شركة إسلامية تعمل في التأمين، تتصل بك لتدعوك إلى تغطية جمعيتها العمومية، ثم يقول المتصل، وبنبرة واثقة: «اللي يبي يغطي الحدث لازم يكون صحافي رجل مو صحافية.. فنحن شركة إسلامية». أخي في الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرا على دعوتك، الصحافية هي إنسانة خلقها الله كما خلقك، وهي تشبه أمّك وأختك تماما، مع فارق أنها تعمل وتكسب أجرها من عرقها، وقد لا تكون مغطاة الرأس أو قد تكون، فهذا لا يعيق كتابتها، فهي تكتب بما وهبها الله من عقل، ويمكنها أن ترضي ربّها في الرسالة التي تؤديها، على عكس بعض الشركات الإسلامية التي تحجّبت طيلة أعوام الفورة، إلى أن جاءت الأزمة المالية فكشفت عن رأسها.
المصدر جريدة اوان
تاريخ النشر 6-4-2010
شبكة أغنام أسترالية
لـ أحمد بومرعي
هناك همّ يبكي، وهمّ يضحك، وفي سوقنا المقلوب، وبعد الأزمات التي مرّت على مسؤولي شركاتنا (مساكين)، راحوا يصرّحون بـ «الشقلوب» وبغير المطلوب، لدرجة تُشعرك بأنك أمام مجموعة «دايخة» في فيلم «تحشيش على الحشيش».
وكما يتم التجميع على الأسهم ثم تصريفها، تم تجميع محفظة تضم «تحشيشا» من تصريحات المسؤولين وفلتاتهم أثناء بياناتهم الصحافية ومقابلاتهم التلفزيونية، وكانت مؤشرات المحفظة ترتفع مع كل زيادة في الخسارة التي يُمنى بها المسؤولون، ونربح، نحن المتفرجين على الفيلم، مشاهد مضحكة يومية تُخفف عنا ضغط العمل، وإليكم بعض ما حوته المحفظة:
-رئيس شركة متعثرة، خربانة، بلا مقر، بلا موظفين، (يعني ماكو شركة أصلا)، يقول وبالفم المليان: «إنني أؤيد إفلاس الشركات حتى لو كانت شركتي».
عزيزي المفلس، لا أحد ينتظر تأييدك، لأن الإفلاس ليس في يدك، هو دورة طبيعية في الاقتصاد، يخرج منها كل المفلسين مثل شركتك، إذا كنت تدرك ذلك فهذه مصيبة، وإذا كنت تمهد لإفلاس شركتك فالمصيبة أكبر.
- شركة، يُعتبر مجنونا من يستثمر فيها، تُسرّب أن مستثمرا أستراليا يريد الاستحواذ على نسبة فيها.
عزيزي المُسرّب.. لو كانت شركتك تبيع الخرفان «كنا بلعناها بلا سفن أب»، لأن الخروف الأسترالي مطلوب عكس شركتك تماما، لكن إذا كنت تريد أن تحوّل الشركة إلى بيع الخرفان، فنحن ننصحك، وسنعمل على الاستثمار بها قبل الخروف الأسترالي.. أقصد المستثمر الأسترالي، لأن التجربة والأزمة المالية أثبتتا أن شركات المواشي وحدها تبقى رابحة.. «فالمواشي أنفع».
-شركة خاسرة أكثر من 75 % من رأس مالها، يعني في القانون والمنطق يُفترض أن يصفيها المساهمون ويخرجوا بأقل الخسائر، هذا إذا كان هناك فيها أصول، يوزع رئيسها بكل «تهذيب» بيانا صحافيا، ويقول «نجحنا في تحقيق خسائر مخفّضة عن العام الماضي».. برافو.. جيد جدا.. بل ممتاز.. هيا بنا نحتفل.. السعادة غمرتنا بنجاحك.. «كيف نكافئك على هذا الإنجاز؟ والله تستاهل كل خير»، وقد ذكرتنا بقصة التاجر جحا، عندما أصبح مليونيراً في سنة واحدة من عمله بالتجارة، أتعلم لماذا؟ لأنه كان مليارديراً!
-سيدة جميلة في شركة استثمارية وجدت أن سيدة أخرى أكثر جمالا في شركة شبيهة تراجع دورها في السوق، فأرادت أن تحجز مكانها، وأن تلعب دورها، وتوقعت أن القصة سهلة، طلة «كيوت» مع ابتسامة ونظرة فاتنة وينكب المستثمرون على السهم. لكن لا يا سيدتي الشباب «صاحين».. والله يصبّرنا ويصبرهم.
- شركة إسلامية تعمل في التأمين، تتصل بك لتدعوك إلى تغطية جمعيتها العمومية، ثم يقول المتصل، وبنبرة واثقة: «اللي يبي يغطي الحدث لازم يكون صحافي رجل مو صحافية.. فنحن شركة إسلامية». أخي في الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرا على دعوتك، الصحافية هي إنسانة خلقها الله كما خلقك، وهي تشبه أمّك وأختك تماما، مع فارق أنها تعمل وتكسب أجرها من عرقها، وقد لا تكون مغطاة الرأس أو قد تكون، فهذا لا يعيق كتابتها، فهي تكتب بما وهبها الله من عقل، ويمكنها أن ترضي ربّها في الرسالة التي تؤديها، على عكس بعض الشركات الإسلامية التي تحجّبت طيلة أعوام الفورة، إلى أن جاءت الأزمة المالية فكشفت عن رأسها.
المصدر جريدة اوان
تاريخ النشر 6-4-2010