مقالة أعجبتني (نموذج للدعوة بالحكمة,,, لن ننساه)

احمد محمد

عضو نشط
التسجيل
16 سبتمبر 2004
المشاركات
92
(للكاتب علي تني الفاضل-الكويت /صحيفة الرأي العام 3/2/2005)

نموذج للدعوة بالحكمة,,, لن ننساه

كثيرون هم الذين يغادرون عالمنا الفاني الى الدار الآخرة ولكن قليل هم الذين يتركون مآثر تخلدهم وتحيي ذكرهم وتؤثر في الناس من بعدهم، ونحسب من هؤلاء الشيخ عبدالرحمن بن احمد الكمالي رحمه الله, ربما يستغرب القارئ من طرحي لهذا الموضوع بعد مرور عام كامل على وفاة الشيخ، ولكن هل نستكثر على اهل العلم والفضل مقالة نستذكرهم فيها في ذكرى وفاتهم خصوصا ان اناسا في ميادين اخرى اقل اهمية نجد ان انهار الصحف ومداد الاقلام قد سال بمدحهم وهم دون ذلك بكثير؟
وهل نستكثر على علمائنا المربين كلمات قليلة في مقالات معدودة وهم الذين قضوا اكثر من نصف قرن يدعون الى الله بلا كلل او ملل ما بين خطابة وامامة وموعظة وعقد قران وإصلاح ذات بين وشفاعة حسنة وغير ذلك من المآثر الكثيرة؟

اذكر ان الشيخ الجليل قد توفاه الله فجر يوم الجمعة الاول من ذي الحجة العام الماضي، ولكن كانت المفاجأة في ذلك الحضور المشهود في جنازته التي صلي عليها في مسجده بعد صلاة الجمعة رغم قصر الفترة التي اعقبت وفاته الى دفنه بل ان مسجده رحمه الله قد غص بالمصلين ولم يعد هناك مكان للقادمين وذلك قبل صعود الخطيب المنبر مع ان ذلك اليوم كان يوم جمعة والناس في اجازة وكثير منهم في البر والوقت وقت حج إلا ان مكانة الشيخ قد تجاوزت تلك الظروف وشاهدنا من الحشود ما يثلج الصدر ويدل على تلك المكانة الراسخة.
واذكر وقتها ان ظروف دفن الشيخ قد تزامنت مع موعد تسليم المقالة وكنا للتو قد نفضنا ايدينا من التراب وتدافعت الخواطر وتزاحمت الافكار ولكن انى لمثلي في ذلك الظرف الصعب والبضاعة المزجاة ان يدبج مقالة كاملة عن هذا الحدث فاكتفيت بأسطر قليلة اسابق فيها غيري من محبيه في رثائه ولكنها لم تشف الغليل او تهدئ العليل.
واذكر انني عندما زرته في المستشفى قد رأيت رجلا متماسكا لم يفت المرض في عضده او يؤثر في عزيمته بل كان على العأيام العربأيام العرب من ذلك كان يبدو متماسكا مؤمنا بقضاء الله وقدره رغم شدة المرض ووطأة الألم وكبر السن.
ولا اكتم سرا عن القارئ اذا قلت له انني لم استأذن احدا من عائلته الكريمة او ورثته الاخيار في الكتابة عنه مرة اخرى بعد مرور عام كامل على وفاته لاعتقادي بأن الشيخ ليس ملكا لأحد بعينه بل انه ملك لمحبيه وهم كثيرون.
نستذكر الشيخ وامثاله في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها امتنا لأننا نحتاج الى الحكماء الذين يدعون الى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، واجزم ان الشيخ رحمه الله لو كان بيننا ورأى ما نراه الآن لكان من اشد المتألمين لما يحدث لعلمه الاكيد ويقينه السديد بأن مثل هذه التصرفات الاجرامية ليست من الدعوة في شيء ولا يقرها منطق او عقل، فضلا عن ان يقرها مسلم وانما تصب في النهاية في الاتجاه المعاأيام العربأيام العرب للمنطق الاسمى للدعوة وتهوي بمرتكبيها وبغيرهم وبالامن الى بهوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله, كيف لا؟ وهو الذي قد تألم قلبه كثيرا ابان الغزو العراقي للكويت، وابى الخروج منها وبقي صامدا حتى التحرير رغم الالحاحات الكثيرة والدعوات التي كانت تأتيه من وجهاء ونافذين في بعض دول الخليج للإقامة هناك خلال بعض الفترات لكنه رحمه الله ابى إلا التعلق بالكويت والإقامة فيها حتى الوفاة لأنه كان يعتبر نفسه كويتيا وكان دائما يوصي أبناءه بحب هذا البلد والاخلاص له لما كان يراه من خيرية اهلها وحكامها، ولذلك كان محط ثقة الجهراء التي عرفته منذ اكثر من نصف قرن منذ ان كانت الجهراء قرية في بداياتها حتى اصبحت الآن من اكبر محافظات الكويت سكانا ومساحة.
وبالمناسبة حسنا فعلت وزارة الاوقاف بإطلاقها اسم الشيخ على مسجد الجهراء القديم الذي اعتاد فيه الامامة والخطابة طوال نصف قرن من الزمان تكريما له واعترافا بدور هذا الرجل وتخليدا لدوره الايجابي في توجيه الناس ووعظهم.
وفي الختام نسأل الله عز وجل ان يجزي هذا الشيخ خير الجزاء وان يجعل جهوده التي قام بها في موازين اعماله، وان يلهمنا الحكمة والصواب في القول والفعل، وان يجنب بلادنا شرور العابثين ويجعلها كما هي دائما دار أمن وإيمان, آمين.
الخميس3/2/2005
علي تني الفاضل

كاتب كويتي
 

خوش ولد

عضو متميز
التسجيل
5 فبراير 2004
المشاركات
1,284
الإقامة
الكويت الحبيبة

احمد محمد

عضو نشط
التسجيل
16 سبتمبر 2004
المشاركات
92
انت فعلا خوش ولد

نعم انت فعلا خوش ولد على هذا لموقع الجميل ...
 
أعلى