نواره1
إلغاء نهائي
قد يأتي لنا يوما نخطط له .. ليكون يوما سعيدا .. كل دقائقه ترقص فرحا مع فرحة قلوبنا ....
وهذا اليوم نرسم به ملامح فرحتنا العارمة .. لأن هذا اليوم جاء هكذا .. أرخ تاريخه لإعداد مناسبة بهيجة .. نسعد بها .. و تبتهج من بهجته .. أرواحنا .......
ولكن ........ !!!!!!!!!!!!!!!!
قد يبدل القدر ثوب فرحتنا بثوب حزين .. و يأتي بعكس ما صممنا له .. لهذا الثوب المنتظر ....
ففي اليوم الذي كنت أحتفل مع أسرتي .. وأشارك أختي فرحتها بتخرجها ..فجأه ... أثناء الحفل .. رأيت ضبابا كاد أن يغطي كل أركان المكان ..
بدأ تساؤلي يتجه لمن هي بجانبي .. لما الجو هكذا ..؟؟ لما كل هذا الضباب .. ؟؟
تجيبني بعجالة .. لا لا .. لا يوجد ضباب ..
أعيد تساؤلي مرة أخرى ما بين نفسي لنفسي.. كيف .. !!! و أنا أرى ضبابا .. و لا أرى ملامح من هم حولي ..
أخذت أجبر نفسي .. و أهون عليها .. لربما هي عينياي متعبتان ..
عدت إلى البيت و توجهت لغرفتي ..ورأيت بها نفس ما رأيت في الخارج ..
وما هي لحظات .. حتى إكتسح الألم عيناي بكل قسوة .. و كأنها سكينة قاتلة حاقدة .. غرست في كل منهما دون رحمة ...
و هنا لم أعد أستطع حتى فتح عيناي مرة أخرى .. و كأن قفلا أطبق على جفناي قاصدا تبديل نور عيني .. إلى النور الحزين ....
في هذ الوقت ..نقلني والدي إلى المستشفى .. و كان يقودني و أنا قافلة العينين ..
و بينما كنت أسير بين ممرات المستشفى بخطوات مثقلة مرتجفة .. بهذه اللحظات مع تلك الخطوات .. تذكرت حالي .. حينما أرى شخصا ما مريضا أو متألما .. أو فاقدا لعضو أو حاسة ما .. كنت أقل ما أقول في نفسي .. "حرام .. الله يشفيه" ...
هنا .. كنت أحدث نفسي رغم ألمي ... هل هناك من ينظر إلي .. و يقول بنفسة كما كنت أقول .. "حرام ... الله يشفيها "
و ما إن وصلت لغرفة الفحص .. وكانت المفاجأه .. جرح كامل بقرنية العينين ..و تمزق بالعدسة ..
خرجت من المستشفى .. و أنا مغطاة عيناي بقطع بيضاء .. و لكنها سوداء عليها ...
عدت لغرفتي من جديد ... و لكن بحالة أفقد بها أن أقوم بأي شي .. دون المناجاة لمساعدتي ..
كان كل من حولي .. يهب لمساعدتي .. فما أن أنطق بكلمة .. إلا وأجد جميعهم يتسابقون لتلبية ما أريد ...
نعم .. انا أيقن أنهم يحبونني ... و لكن كنت أتسائل بداخلي .. لو طال بي الحال هكذا ... يا ترى .. !! هل ستكون دافعيتهم نحوي بنفس الحماسة لتلبية ما أريد .. أم سيصابون بالملل .. وتثقل خطواتهم نحوي ... ؟؟؟؟
كنت أتساءل ... لو طال بي الحال هكذا .. كيف سيكون حالي مع حالي ..!!
واليوم ما دفعني لكتابة الموضوع .. ليس فقط لنقل ما حدث لي .. و لكن لنقل إحساسي بنعمة البصر ..
يا الله .. كم هي عظيمة هذه النعمة .. لم أذكر قط أني شكرت الله عليها .. رغم أني دائما أحمد الله على كافة النعم على وجه العموم .. دون تخصيص نعمة البصر ..
يا الله .. كم كنت أستمتع بهذه النعمة .. دون أن أشعر بقيمتها الحقيقية ..
فقد .. عشت بإحساس " أعمى " فقدت قدرتي على النظر .. و توقف كل نشاطي .. و أخذ الشوق يعيد إنتاج نفسه بداخلي .. فقد إشتقت لرؤية شاشتي .. و رأيت مكتبي .. ورأيت وجوه من أحب ...
و اليوم .... بفضل ربي علي .. أعيد نور قلبي بعودة نور بصري .. لتنير معه بصيرتي من جديد ... على هذه النعمة .. فيالها من نعمة عظيمة...