شارت على جناح طائر

3lgm

عضو مميز
التسجيل
29 سبتمبر 2008
المشاركات
6,409
جاء في الحديث الشريف مرفوعاً عن أبو رزين العقلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- ((الرؤيا جزء من أربعين جزءا من النبوة والرؤيا معلقه برجل طائر ما لم يحدث بها صاحبها فإذا حدث بها وقعت فلا تحدثوا بها إلا عاقلا أو محبا أو ناصحا.)) , فمن الأمور المستحسنة أن يبحث مفسر الأحلام عن الجانب المشرق من الرؤيا مهما كانت محزنة . وفي هذا السياق نورد حديث عن محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال حدثنا أبو التياح سمعت أنس بن مالك يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -"يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا" , في الصحيحين . ولذلك ينصح معظم كتب تأويل الأحلام المفسرين بالاقتداء بالنبي الكريم الذي لا يوجد وفي الصحاح تعبير قاله النبي الكريم إلا وكان فيه خيرا .

فرب قائل يقول أن هذا بخصوص الرؤى المنامية ولا خلاف عليه , لكن وما دخل هذا بمنتدانا الاقتصادي وهمومنا السوقية , أقول أن الأمر متداخل تماماً ومتشابك , فتفسير الأحلام يتعامل مع المستقبل والذي هو غيب تحاول الأحلام التحذير منه أو التبشير به , وهنا يأتي دور المحلل الذي يحاول تفسير الشارتات أي قراءة الغيب , محذراً منه ومبشراً به .

في عودة للأحلام , نرى أن الأمر النبوي بقراءة الأحلام من منظور مشرق يدفع الحالم لأن يتفاءل وأن يتغاضى عن الأمور السيئة التي لو قام المفسر بتحذيره منها لعظمها وأكبر من حجمها وأرجع كل أمر سيء إلى حلمه ورأى الأمور من منظور أسود سيدفعه إلى التوتر والقلق والتصرف بسرعة واندفاع مما يعرضه لما حذر الحلم منه في المقام الأول . وكذلك المحلل حاله حال مفسر الأحلام لو قام بقراءة الشارت من منظور مشرق فسيبث روح تفاؤل عالية لدى المتداول ما قد يجنبه خسارة المتداول المحبط الذي قد يبيع بخسارة سيجني أرباحها من يشتري منه , وكم من مرة بعنا سهماً في قاع انطلق منه إلى أعلى ونحن نعض الأيادي من الندم .

وفي عود على بدء , الشارتات على أجنحة الطيور ومعلقة بأقدامها إن فسرت وقعت , فعزيزي المحلل لا تستهين أبداً بعدد المتداولين الذين يتابعون المنتديات وتحاليل المحللين , ولا تستهين أبداً بالتفاؤل وما يجد المتفائل , ولا تستهين بخبث ومكر صناع السوق وخبث صبيانهم الذين يتابعون التحاليل من البعيد . فلا تجتمع معهم ومع الأخبار السيئة واللون الأحمر على المتداولين حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها ، ولنأمل خيراً نلق خيراً بإذن الله ، فما أضيق العمر لولا فسحة الأمل.

أنظر بارك الله فيك إلى هذه الآيتين الكريمتين وتدبر معانيهما (1) : "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ"(لأنفال: من الآية43). , (2) : (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"(الفتح: من الآية27).
الآية الأولى تعاملت مع وضع سيء بالالتفاف عليه لتسكين القلوب وقت كانت القلوب لدى الحناجر , أما الآية الثانية فكانت بشارة يوم لم لا توجد بشائر على الطريق بتاتاً , وكلتا الآيتين الكريمتين آتت أكلها والذي لم يكن سوى الانتصار وقت لم بكن النصر وارداً في الحسابات.

وخلاصة الأمر : إن الواجب علينا ألا نستعجل في قراءة الشارتات وفي تحليلها، فإذا رأيت هبوطاً ، فحذر ونبه ولا تجزم بتحققه مع رجائك من تحقق الصعود حتى لو بعد حين .
 

بن عدوان

عضو نشط
التسجيل
9 نوفمبر 2006
المشاركات
2,444
الإقامة
الكويت
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وافضل التسليم

مشاء الله لاقوة الا بالله

مساك الله بالخير اخي في الله علقم

موضوع جميل بروعة كاتبه وجزاك الله خير الجزاء

نعم هناك وجه شبه بين الاثنين الرؤيا تنبأ المؤمن بشي ما في المستقبل سيحدث

والشارت كذلك ينبأ بشي ما سيحدث مستقبلا

مع فارق التشبيه طبعا

سلمت اناملك وجعل وجهك ما يعرض على النار
 

3lgm

عضو مميز
التسجيل
29 سبتمبر 2008
المشاركات
6,409
الله يعزك ويحفظك يا خوي يا سعد
 
أعلى